|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فضل ذكر الله تعالى أحمد عز الدين سلقيني الحمد لله الذي هدانا للذكر وأرشدنا إليه، ومن عظيم نِعمه أنه جليس الذاكرين، والصلاة والسلام على سيد الذاكرين، وحبيب رب العالمين، وعلى آله وصحبه، ومن سار على دربه إلى يوم الدين؛ أما بعد: مقدمة: فأخبرني أحد الأفاضل أنه كان يخرج للصيد مع أصدقائه للصحراء، ويبيتون عدة ليالٍ فيها من غير خيامٍ ولا مأوى، وكان إذا أراد النوم جمع التراب حواليه، وقرأ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نزل منزلًا، ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق؛ لم يضرَّه شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك))[1]. يقول: كنت أستيقظ صباحًا، وأرى آثار العقارب والهوامِّ على التراب، من غير أن تصيبه بأذًى. خلق الله الخلق وهو أعلم بما يُصلحهم وما يضرهم، ومن حكمته أنه جعل البعض يعادي ويؤذي البعض الآخر، وقد يكون عدو الإنسان ظاهرًا، فيتقيه بحواسِّه ويدفعه، وقد يكون خفيًّا لا يصل إلى دفعه بسبيل حواسه وقدرته، ولكنه تعالى جل شأنه أخبر هذا الإنسان بطرق الوقاية والحماية مما يؤذيه، ولا قدرة لمخلوق على ضر أو نفع إلا بأمره سبحانه. الحاجة المُلحة للذكر: فالإنسان محفوف بالمخاطر، وهو بأمسِّ الحاجة للسلاح ليدافع عن نفسه، وهذا السلاح الفتَّاك هو في متناول يديه، سهل الحصول وسهل الاستعمال، نعم، إنها أذكار يسيرة، يتلوها بلسانه؛ فيحميه الله من شرورٍ لا يُحصيها ولا يعلمها. فعن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((آمركم أن تذكروا الله؛ فإن مَثَلَ ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سِراعًا، حتى إذا أتى على حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله))[2]. وقت أذكار الصباح والمساء: وأثنى الله تعالى على الذاكرين كثيرًا؛ فقال في معرِض الثناء والمدح: ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35]، وسُئل الشيخ الإمام أبو عمر بن الصلاح رحمه الله عن القدر الذي يصير به من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، فقال: "إذا واظب على الأذكار المأثورة المثبتة صباحًا ومساءً في الأوقات والأحوال المختلفة، ليلًا ونهارًا، كان من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، والله أعلم"[3]، وهناك أقوال أخرى في تفسيرها. وقد قال بعض العلماء: إن وقت أذكار الصباح من الفجر إلى نهاية وقت الضحى، ووقت أذكار المساء من العصر إلى المغرب إلى أن يمضي نصف الليل[4]. فضائل الذكر: وفضائل هذه الأذكار كثيرة جدًّا: منها ما يُعتق الإنسان من النار، ومنها ما يكفي الهموم، ومنها ما يكفي من شر الهوام والشياطين، ومنها ما يكون سببًا للحماية والصون، والحفظ والرعاية، والكثير الكثير. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل أحيانه[5]. فالمسلم مأمور بالذكر أيضًا في كل أحيانه؛ إذا استيقظ من نومه، وإذا دخل الخلاء وإذا خرج منه، وإذا توضأ، وإذا دخل البيت وخرج منه، وكذلك المسجد، وعند إتيانه أهله، وعند الطعام والنوم وغيرها. فيا عبدَالله، ألَا تحب أن تكون محبوبًا، محفوظًا، محصنًا، مذكورًا، قريبًا من الله، مغفور الذنوب، مدفوع البلاء، رفيع الدرجات، ناجيًا من النار، وأن تكون أمورك ميسورة، وقلبك مطمئنًّا، رزقك في زيادة؟ إذا أردت ذلك كله وأكثر، فعليك بالإكثار من ذكر الله تعالى. ومن أعظم الأحاديث الدالة على فضيلة ذكر الله تعالى قوله عليه الصلاة والسلام: ((ألَا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخيرٍ لكم من إنفاق الذهب والورِق، وخير لكم من أن تلقَوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى))[6]. معوقات الذكر: من أكثر ما يُعيق عن الذكر الانشغالُ بالدنيا الفانية. والتكاسل عن أداء الذكر وحفظه وجمعه. وجهل فوائده الدنيوية والأخروية. والبعد عن العلماء، وعن الرفقة الصالحة التي تحث وتذكر. الحلول والعلاج: يكون الحل الأمثل في المحافظة على الأذكار، في التقليل من الانشغالات، وخصوصًا التي لا تعني الإنسان، والبعد عن الملاهي وتضييع الأوقات، وخصوصًا من خلال الهاتف والشبكة، والسماع للعلماء، والقراءة عن فضل الذكر وثوابه وفوائده. الخاتمة: ذِكر الله تعالى كَنز ثمين، حريٌّ بكل مسلم أن يحرص عليه، ومن فضل الله على العبد أنْ جَعَلَ الذكر باللسان والقلب، وكلاهما لا يتعب عن كثرة الذكر، وفضائله كثيرة وعظيمة، تعود على العبد بخير الدنيا والآخرة. وكم وكم من الناس يبحثون عن علاج روحيٍّ لِما أصابهم من نوبات وكوابيس، أو سحر أو وسواس، أو غيره، وتفطَّن لضرورة الذكر بعد ما نزل به. [1] أخرجه مسلم برقم: 2708. [2] أخرجه الترمذي برقم (2867) في الأمثال، باب: ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وأخرجه أيضًا ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، والحاكم في المستدرك، وصححه. [3] الأذكار للنووي 51، دار ابن كثير، الطبعة الثانية. [4] الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية لابن علان 3/ 74. [5] البخاري برقم: 633. [6] رواه أحمد بإسناد حسن، وابن أبي الدنيا والترمذي، وابن ماجه والحاكم والبيهقي، وقال الحاكم: صحيح الإسناد؛ [الترغيب والترهيب 2/ 395، مكتبة الحلبي، الطبعة الثالثة].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |