الحرص على مصروف الأولاد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مراتب الفضل والرحمة في الجزاء الرباني على الحسنة والسيئة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من مائدة العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1971 )           »          بطلان القول بعرض السنة على القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          بيان ما يتعلق بعلوم بعض الأنبياء عليهم السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تحريم التوكل على غير الله تبارك وتعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ذكر الله سبب من أسباب ذكر الله لك في الملأ الأعلى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 472 - عددالزوار : 155539 )           »          من فضائل لا إله إلا الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          شموع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 89 - عددالزوار : 12305 )           »          وهل من طلب ليقتل لديه وقت للنظر؟؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-05-2025, 11:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,579
الدولة : Egypt
افتراضي الحرص على مصروف الأولاد

الحرص على مصروف الأولاد

عدنان بن سلمان الدريويش

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:
فأوصيكم - أيها المؤمنون - ونفسي بتقوى الله؛ فهي العصمة من البلايا، والمنعة من الرزايا، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

إن مصروف الأولاد من الموضوعات المهمة والحسَّاسة التي تشغل عقول الآباء والأمهات، وهو تخصيصُ مبلغ مالي للابن أو البنت يكون يوميًّا أو شهريًّا؛ من أجل شراء احتياجاتهما دون الرجوع للوالدين، وهو جزء من التربية المالية للأولاد يتعلمون من خلالها آلية الصرف والادخار، وشراء ما يلزم، وترك ما لا يلزم، حتى تزداد خبراتهم في التخطيط، وفي التفاوض والتعامل مع الآخرين؛ قال تعالى: ﴿ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 233].

يا عباد الله، يقول أحد المعلمين: لاحظت على أحد الطلاب العزلة والانطواء، وعدم الاندماج مع بقية الطلبة، تقربت منه أكثر حتى أعرف ما به وما يعانيه، وبعد إلحاحٍ صارحني بأن والده يمنعه من المصروف اليومي؛ لذا هو يستحيي من الجلوس مع زملائه؛ لأنه لا يستطيع شراء ما يحتاج إليه من المقصف المدرسي، أو شراء بعض الأدوات المدرسية والملابس الرياضية.

إذا كانت زيادة المصروف عن حاجة الأولاد قد تؤدي إلى إفساد أخلاقهم، وارتكابهم لسلوكيات شائنة، فإن المنع أو تقليل المصروف عن حاجتهم قد يؤدي إلى شعورهم بالحرمان والنقص مقارنةً بأقرانهم من أفراد المجتمع، والسؤال هنا: هل يراعي الآباء الأمورَ النفسية والتربوية عند المنع أو الزيادة في المصروف؟ وما التغيرات التي تحدث عند الزيادة أو المنع؟

أيها المسلمون، وللإجابة عن مثل هذه الأسئلة، أقول:
يجب على وليِّ الأمر الإنفاقُ المعتدل على أولاده المحتاجين، فعن عبدالله بن عمرو: أن مولًى له قال له: إني أريد أن أُقيم هذا الشهر ها هنا ببيت المقدس، فقال له: تركت لأهلك ما يقُوتهم هذا الشهر؟ قال: لا، قال: فارجع إلى أهلك، فاترك لهم ما يقوتهم؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كفى بالمرء إثمًا أن يُضيِّع من يقوت))؛ [رواه أحمد]، وتسقط النفقة ما داموا قادرين على كسب ما يحتاجون إليه من نفقات.

وتذكر - يا عبدالله - أن مقدار النفقة يكون حسب استطاعة الوالدين، وعلى حسب العُرف المتعارف عليه في المجتمع وعاداتهم، فالفقير يختلف عن الغنيِّ، والصغير يختلف عن الكبير.

والمصروف - يا عباد الله - يعتبر نعمة إذا كان محفزًا على الدراسة، وحسن الخلق، وإذا كان يمنع من التعرض للمواقف المحرجة، ويمنع من ارتكاب السلوك السلبي، ويعتبر نعمة إذا كان ينمِّي فيهم حبَّ الادخار، ومهارة التخطيط، وكرم النفوس والأخلاق، والقدرة على تدبير الأمور، أما إذا كان المصروف يُفسد شخصية الابن والفتاة، فيجعله مُترفًا ومُبذرًا، أو بخيلًا لا يبالي كيف ينفقه أو كيف يدخره، فإنه يعتبر نقمة عليه.

أيها المسلمون، إن المصروف المعتدل يساعد الأولاد على التعامل مع الأشخاص الغرباء، ويعوِّدهم على مفهوم الأخذ والعطاء، والملكية الخاصة، وحقوق الناس وواجباتهم، ويعلِّمهم مقارنة الأسعار، واتخاذ القرار بما يتوافق مع ما يملكونه من مال.

جاء في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة، فقال رجل: يا رسول الله، عندي دينار، فقال: تصدَّق به على نفسك، قال: عندي آخر، قال: تصدق به على ولدك، قال: عندي آخر، قال: تصدق به على زوجتك - أو قال: زوجك - قال: عندي آخر، قال: تصدق به على خادمك، قال: عندي آخر، قال: أنت أبصرُ)).

يا عباد الله، احذروا من عقوبة المراهق بحرمانه من مصروفه الشخصي، حتى لا يضطره إلى السرقة أو الانحراف الأخلاقي، أو اللجوء للآخرين، أو الكذب للظهور أمام أقرانه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء إثمًا أن يحبِس عمن يملك قوتَه))؛ [رواه مسلم].

نفعني الله وإياكم بهدي نبيه وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه، وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1].

يا عباد الله، احرصوا على متابعة أولادكم في الإنفاق بالتوجيه غير المباشر عن أهمية الإنفاق على الحاجات الأساسية، وكيفية آلية الشراء، والتعامل مع الآخرين، كونوا قدوةً صالحة لهم في فعل الخير والصدقة، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وتبادل الهدايا مع إخوانهم وأخواتهم، والابتعاد عن البخل والإسراف، واحتقار الناس.

هذا، وصلوا وسلموا - عباد الله - على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذل أعداءك أعداء الدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، واجمع على الحق كلمتهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا ووالدينا عذاب القبر والنار.

عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدْكم، واستغفروه يغفر لكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.58 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]