|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#6
|
||||
|
||||
![]() من مائدةُ العقيدةِ عبدالرحمن عبدالله الشريف وجوبُ محبَّةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم وتعظيمه أعظمُ محبَّةٍ تجبُ على العبدِ أوَّلًا محبَّةُ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فهي أعظمُ أنواعِ المحبَّةِ؛ قال اللهُ تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165]؛ لأنَّه هو الرَّبُّ الخالقُ لكلِّ خلقِه، الـمُتفضِّلُ على عبادِه بجميعِ النِّعَمِ ظاهرِها وباطنِها. ثُمَّ بعدَ محبَّةِ اللهِ تعالى محبَّةُ رسولِه مُحمَّد صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه الَّذي دعا إلى اللهِ، وعرَّف به، وبلَّغ شريعتَه، وبيَّن أحكامَه، فكُلُّ ما حصَل للمؤمنينَ مِنْ خيرٍ في الدُّنيا والآخرةِ فقد جعله اللهُ على يدِ هذا الرَّسولِ، ولا يدخلُ أحدٌ الجنَّةَ إلَّا بمتابعتِه واقتفاءِ سُنَّتِه صلى الله عليه وسلم. فله صلى الله عليه وسلم المنزلةُ العاليةُ الَّتي أنزلَه اللهُ إيَّاها، فهو عبدُ اللهِ ورسولُه، وخِيرَتُه مِنْ خلقِه، وهو أكملُ الرُّسُلِ، وأفضلُ الخلقِ، وخاتمُ النَّبِيِّينَ، وهو أخشى الخلقِ للهِ، وأتقاهم له، أرسلَه اللهُ إلى جميعِ الثَّقَلَيْنِ كافَّةً، وأوجبَ عليهم طاعتَه واتِّباعَه، وقد شرح اللهُ له صدره، ورفع له ذِكْرَه، وجعل الذِّلَّةَ والصَّغارَ على مَنْ خالَفَ أمرَه. وهو صاحبُ المقامِ المحمودِ الَّذي قال اللهُ تعالى فيه: ﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ [الإسراء: 79]، وهو المقامُ الَّذي يُقِيمُه اللهُ فيه للشَّفاعةِ للنَّاسِ يومَ القيامةِ؛ ليُرِيحَهم مِنْ شِدَّةِ الموقفِ. وقد أعلى اللهُ مكانتَه إذْ صلَّى عليه وملائكتُه، وأمر عبادَه بالصَّلاةِ والتَّسليمِ عليه فقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]. ومحبَّتُه صلى الله عليه وسلم فرضٌ وإيمانٌ؛ قال صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ»[1]، ويجبُ تقديمُها على محبَّةِ كلِّ محبوبٍ سوى اللهِ تعالى؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»[2]. [1] رواه البخاريُّ (16)، ومسلمٌ (43). [2] رواه البخاريُّ (15)، ومسلمٌ (44).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |