|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() شرح الأربعين النووية ليس لابن دقيق العيد. الأستاذ الشيخ رياض العيسى هذا الكتابُ قد طبع عدةَ طبعات، منسوبًا لابن دقيق العيد (ت 702هـ)، وقد تبين بعد الرجوع إلى المصادر التي تترجم ابن دقيق العيد، وإلى فهارس الكتب ككشف الظنون وأبجد العلوم ومعجم المؤلفين وغيرها، وفهارس المخطوطات كذلك، قد تبين أن هذا الكتاب ليس لابن دقيق العيد، فلم يذكر أحدٌ هذا الكتاب أنه من مؤلفاته. كذلك قمنا بمقارنة بين شرح ابن دقيق العيد في «إحكام الأحكام» وبين هذا الكتاب، فلم نجد هناك أيّ علامة أو قرينة أو عبارة تدل على أن «شرح الأربعين النووية» لابن دقيق العيد، علمًا أن للعلماء القدماء عباراتٍ خاصةً بهم، يكررونها في أكثر من موضعٍ في مصنفاتهم ومؤلفاتهم وشروحهم، إلا اللهم في الحديث الأول، فقد وجدنا تشابهًا لا بأس به في كلا الكتابين، وهذا إن دلَّ على شيء، فإنما يدلُّ على أنَّ صاحب «شرح الأربعين حديثًا النووية» ينقل من «إحكام الأحكام» لابن دقيق العيد، مما أوهمَ القارئَ أنَّ الكتابَ لابن دقيق العيد. وقد تنبه إلى هذا الأمرِ الأستاذُ أسامة قاسم، حيث قال في مقدمة الكتاب: «وثمة هناك ما يدهش أن صاحب الكتاب تراه تارة يعزو بعض الأقوال إلى السعد التفتازاني، وتارة إلى الشيخ ابن رجب الحنبلي ـ قلنا: وتارة إلى صاحب المنظومة البيقونية(1). ـ مع العلم أن السعد التفتازاني وابن رجب لم يعاصرا ابن دقيق العيد، وأنهما ولدا بعده بما يقارب المئة سنة تقريبًا، فأنى له أن ينقل عنهما، وثمة هذا الفارق بينهم من السنين، وأنه توفي قبل ولادتهما بمئة سنة. فعلى ما يبدو ـ وبعد التحقيق ـ أن هذا الكتاب منسوب إليه نسبةً؛ لِـمَا عُلِم عنه من علمه وشرحه وقدرته الفذة في الإطناب والإسهاب في شرح المسائل، وأنه مجتهد حافظ، فقيه أصولي، لا نظير له في عصره، فلعل الكتاب بنسبته إليه يلاقي رواجًا بين أيدي القراء، ولعل هذا هو مقصد ناسب هذا الكتاب إليه، والله تعالى أعلم»(2). والذي يُؤخذ على الأستاذ أسامة قاسم ـ أنه بعد أن أدلى بأدلةٍ قويةٍ على أنَّ هذا الكتاب ليس لابن دقيق العيد ـ الذي يؤخذ عليه طباعتُه للكتاب ونسبتُه لابن دقيق العيد على وجه الكتاب. وأما النقولات التي نقلت عن هؤلاء الأئمة: التفتازاني وابن رجب وصاحب البيقونية فقد أُثبتت في شرح خطبة متن الأربعين النووية، لذلك قال فضيلة الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي في أول تعليقاته على شرح الخطبة: «لم يتعرض ابن دقيق العيد لشرح خطبة المؤلف، فأثبتنا هنا شرحًا قام به بعضُ المتأخرين، وأُثبت في أول الطبعة المصرية القديمة»(3) وقول الشيخ أسامة الرفاعي موافق لما في النسخ التي حصلت عليها، إذ النسخ خالية من شرح خطبة المؤلف، ولكن تبقى المشكلة قائمة، إذ لم يأت الشيخ بدليل على صحة نسبة هذا الكتاب لابن دقيق العيد. تنبيه (1): لم تذكر كتبُ فهارس المخطوطات وجود شرح للأربعين النووية لابن دقيق العيد إلا كتاب: «الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي، قسم الحديث النبوي الشريف وعلومه ورجاله»(4) فقد أشار هذا الكتاب على وجود مخطوط في مكتبة التيمورية في القاهرة، رقمها [2: 215]، مجاميع (106)، سنة النسخ (1306). وبعد أن حصلنا عليها كتب على الورقة الأولى ما يلي: «هذا شرح الأربعين الحديث النواوية للشيخ العالم العلامة ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى وعفى عنا وعنه وجميع المسلمين، إنه سميع قريب، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وسلم تسليمًا». تنبيه (2): ذكر بروكلمان في «تاريخ الأدب العربي»(5) ، والزركلي في «الأعلام»(6) ، هذا الكتاب ونسباه إلى ابن دقيق العيد. وقد رَدَّ عليهما الدكتور قحطان عبد الرحمن الدوري في تقدمة كتاب: «الإقتراح في بيان الاصطلاح» لابن دقيق العيد ص124 حيث استبعد نسبة كتاب: «شرح الأربعين النووية» إلى ابن دقيق العيد عند تعداده مصنفاته، وذلك عند كلامه على كتاب: «شرح الأربعون في الرواية عن رب العالمين»، حيث قال: «وذِكْرُ بروكلمان والزركلي أنه له شرحًا للأربعين حديثًا النووية وَهَمٌ أيضًا، إذ لم يُذكر له هذا الشرح عند المتقدمين، ولعلهم حسبوا هذا الكتاب شرحًا للأربعين النووية»(7) قلنا: كما وَهِمَ في نسبة هذا الكتاب إلى ابن دقيق العيد كلٌّ مِن: القنوجي في «الحطة في ذكر الصحاح الستة»(8)، ومحققا كتاب «جامع العلوم والحكم» الشيخ شعيب الأرناؤوط وإبراهيم باجس(9)، ومحققُ كتاب «الاقتراح في بيان الاصطلاح» لابن دقيق العيد، الدكتور حسن صبري(10)، حيث أثبت له هذا الشرح، ولم يعزو إلى أيِّ كتابٍ أو مصدرٍ ذَكَرَ هذا الكتابَ مِن مؤلفات ابن دقيق العيد، وأيضًا الأستاذ راشد بن عامر الغفيلي في «إتحاف الأنام»(11)، وسليم الهلالي في «إيقاظ الهمم»(12) ص12-25. فالكتاب إذًا ـ بعد التحقيق والتنقيب والبحث ـ ليس لابن دقيق العيد كما هو شائع ومتناول بين الناس، بل الصحيح أنه للحافظ ابن حجر العسقلاني، ولا يساورنا أدنى شكٍّ أو ريب في صحة هذه النسبة، وفيما يلي نذكر الدلائلَ على ذلك: 1- ما أورده ابن العماد الحنبلي في «شذرات الذهب» من ذكر هذا الكتاب «شرح الأربعين النووية» عند تعداد كتب ابن حجر العسقلاني(13)، وكذلك ما أورده الأستاذ عبد الستار الشيخ في ترجمة ابن حجر العسقلاني في سلسلة أعلام المسلمين(14) 2- ما جاء على ظهر الغلاف في النسخة المصرية والنسخة السعودية من نسبة الكتاب إلى ابن حجر العسقلاني. تنبيه (3): قد ذكر صاحبا كتاب: «الفهرس العام لمخطوطات دار الظاهرية»(15) ، كتاب «الفتح المبين بشرح الأربعين» ونسباه إلى ابن حجر العسقلاني، وهو وَهَم؛ لأنه تبين لنا بعد الرجوع إلى المخطوط، ما هو إلا كتاب لابن حجر الهيتمي (ت 973هـ). ([1]) السعد التفتاواني توفي سنة (793هـ)، وابن رجب الحنبلي توفي سنة (795هـ)، وصاحب المنظومة البيقونية توفي سنة (1080هـ)، وكلهم ولدوا بعد وفاة ابن دقيق العيد المتوفى سنة (702هـ). ([2]) «تصدير المحقق لشرح الأربعين النووية» لابن دقيق العيد ص9-10. ([3]) «تصدير المحقق لشرح الأربعين النووية» لابن دقيق العيد ص19. ([4]) (2: 951). ([5]) (2: 66). ([6]) (6: 283). [7]) ص124. ([8]) ص411. ([9]) (1: 8). ([10]) ص112. ([11]) ص61-62. ([12]) ص12-25. ([13]) «شذرات الذهب» (9: 339). ([14]) ابن حجر العسقلاني ص410. ([15]) ص61.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |