الأسرة المسلمة وتحدّيات المتغيّرات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 967 - عددالزوار : 122101 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-04-2025, 06:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,486
الدولة : Egypt
افتراضي الأسرة المسلمة وتحدّيات المتغيّرات

الأسرة المسلمة وتحدّيات المتغيّرات






عبد المجيد البيانوني



الفرد في الإسلام هو الخليّة الحيّة التي يقوم عليها نَسيج المجتمع ، فإذا كان بناءُ الفرد سويّاً سليماً رُجِيَ للمجتمع الخيرُ والسواء ، وإذا كان بناءُ الفرد مختلاًّ لم يتوقّع للمجتمع غير ذلك .. ومن هنا فإنّ الفرد في الإسلام هو محلّ الخطاب والتكليف والمسئوليّة ، وهو منطلق البدء لإصلاح المجتمعات ونهضة الأمم ..

ومهما قيل من تأثير البيئة في الفرد ـ وهي المجتمع بمختلف قواه ومؤثّراته ـ فإنّ الفرد بما يَملك من قُوّة الإرادة ، والقدرة على التغْيير في نفسه يملك القدرة على مقاومة التأثير أوّلاً ، بما يكون عليه من تحصين فكريّ وتربويّ ثمّ يملك القدرة على التأثير فيمن حوله من أسرته ثَانياً ، وفي مجتمعه ثالثاً ..

والفرد الذي تُعطّل طاقاته ، وتُشَلّ فاعليّته ، تتعطّلُ طاقات المجتمع معه ، وتُشَلّ فاعليّته .. لا ينفكّ هذا الأمر عن ذاك .. ومنْ هنا فإنّ جهودَ الإصلاحِ في أيّ مجتمع ، وخطط النهضة والتنمية لابدّ أن تبدأَ من بناء الفرد ، وما تتطلّبه حياته من ضرورات وحاجات وتحسينات ، وبما يتوافق مع مصالح الجماعة ، ولا يتعارض مع ما يحقّق بناءها وتنميتها ..

وهذا لا يعني أن نترك الفرد وحده ، يصارع التيّارات المحيطة به وتصارعه ، فلابدّ أن يخصّ بالرعاية ، منذ نشأته الأولى ، وهي مرحلة الطفولة ، وفي محضن الأسرة ، ومؤسّسات التربية المتنوّعة ..

والأسرة في الإسلام هي الوحدة الطبيعيّة ، والخليّة الحيّة لحضانة الطفولة ورعايتها ، وبناء المجتَمع وتَكوينه ، ولا مثيل لهَا في ذلك ، ولا بديلَ عنها .. إلاّ أن يكون الأطفال سائبين بلا أسر ولا رعاية ..
وإنّ أبرز ما يتّسم به عصرنا أنّه عصر المتغيّرات المتسارعة ، وهذه المتغيّرات لا تقتصر على المنتجات التقنيّة ، والأشياء المادّيّة ، وإنّما تشمل كلّ جوانب الحياة ، وأخطر ما فيها المتغيّرات الفكريّة والثقافيّة ، التي تستهدف فطرة الفرد ، وتكوين المجتمع وعلاقاته ، وهوّيّة الأمّة ومبادئها ، وقيمها وثوابتها
..
لقد هبّت رياح التغيير سموماً دبوراً ، وأصبحت تعصف بكلّ شيء في حياة الإتسان .. تستهدف الثوابت قبل المتغيّرات ، والقيم قبل التقاليد والعادات .. وكثير من الناس عندما يتحدّثون عن المتغيّرات يتحدّثون عنها برؤية الواقع الغربيّ ، الذي لا يعرف شيئاً من الثوابت إلاّ ما كان من قبيل المصلحة المادّيّة أو المنفعة التي تدور حولها .. والموقف المبدئيّ في ذلك أن يميّز الفرد والأمّة بين الثوابت والمتغيّرات ، فما كان من ثوابت الدين وقيمه فإنّه لا يقبل التساهل أو التنازل ، وما كان من المتغيّرات فإنّ سنّة الحياة تفرض عليه التغيير والتبديل ، فقد لا يكون الفرق كبيراً بين أن يأتي التغيير من هنا أو هناك
..
ولكنّ المشكلة التي تبقى قائمة ، أنّ المتغيّرات ليست معزولة عن الثوابت عزلة تامّة ، بحدود فاصلة ، وإنّما تختلط بها ، وتتماهى معها ، فهي تستند إلى بعضها ، وتتّصل بها ، وتنبثق عنها ، بصورة أو بأخرى ، وربّما كانت علاقتها بها خفيّة غير مكشوفة ، لا تظهر لعامّة الناس ، بل قد تلتبس على بعض الخاصّة .. ومن هنا فإنّ على الأسرة المسلمة أن تكون على إحساسٍ دقيق ، ومستوى عالٍ من الوعي ، والاتّصال بأهل العلم ، لتعرف ما هو من الثوابت أو المتغيّرات ، وتكشف مدى العلاقة بين الثوابت والمتغيّرات ، واتّصال بعضها ببعض ، فلا تخدع بمظاهر الأشياء عن حقائقها .. وما يطلق هنا وهناك من دعوات ضبابيّة ، وأفكار عائمة ، لا يسلّم بها لأصحابها ، لأنّها تفتقر إلى التأصيل العلميّ ، والتدقيق المنهجيّ ..
ثمّ إنّ المتغيّرات تفرض على الأسرة والأمّة تحدّيات كثيرة ، وقدرة عالية على المواجهة والتحصين ، ولا تكون الأسرة في مستوى التحدّيات إلاّ إذا أخذت بجملة من المبادئ التربويّة ، ولعلّ من أهمّها :

1 ـ الوعي العميق بالثوابت والمتغيّرات على مستوى المبادئ ، وضوابط كلّ منها وحدوده ، وعلاقاته وآثاره .
2 ـ الاطّلاع الواسع على المستجدّات الاجتماعيّة والعالميّة ، ومعرفة موقف الإسلام منْها .
3 ـ توفير البدائل النافعة النابعة من قيم الحقّ والعدل ، لملء الفراغ وسدّ الخلل .
4 ـ تحصين الطفل والناشئ بغرس قيم الإسلام وآدابه في نفسه منذ سنوات الطفولة الأولى ، وتحبيبه بالإسلام وبكلّ ما جاء به .
5 ـ توفير البيئة الصالحة ، والصحبة الصالحة للطفل ، منذ مرحلة الوعي والتمييز .
6 ـ وكثير من المستجدّات والمتغيّرات هي من نوع الأدوات والوسائل ، فهي سلاح ذو حدّين ، فينبغي أن يدرّب الطفل على حسن التعامل معها ، واستعمالها في الخير دون الشرّ ، والنافع دون الضارّ ..








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.89 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]