التعامل مع سير السلف في اجتهادهم في العبادة بين اﻹفراط والتفريط - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 128794 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4798 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مسيرة الجيش إلى تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-02-2025, 12:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي التعامل مع سير السلف في اجتهادهم في العبادة بين اﻹفراط والتفريط

التعامل مع سير السلف في اجتهادهم في العبادة بين اﻹفراط والتفريط


كثير ما نقرأ سير السلف في اجتهادهم في عبادتهم في صيامهم وقيامهم ﻹحياء قلوبنا وتلمس هدي هؤﻻء النبلاء في سيرهم إلى الله وتعاملهم الراقي في علاقتهم بربهم، ولكن تعاملنا إما أن يكون غاليا أو جافيا؛.
بحيث اﻷول يؤدي إلى جلد الذات، ويصبح سياطا يعذب بها السائر إلى الله وقد ينفر وتنكسر إرادته وقد يصاب بالهزيمة النفسية أمام هذه السير الفذة.
والثاني يكون قد خسر اﻻستفادة من هذه السير باستهتاره وإهماله وهو مقصر تمام التقصير..!؛ ولذا أحاول في هذه الثماني همسات أن أوضح كيفية استيعاب تلك السير وهضمها واﻻستفادة منها رغم الشقة التي بيننا وبينها فهما وفقها وواقعا، وهي كمفاتيح لمعالجة المادية القاحلة والتقصير الشديد في ذلك الجانب والتشوه المحسوس والمنظور في بناء الشخصية في الصف اﻹسلامي.
1-قد يتساءل بعضهم حين ينظر لهذه السير لماذا كل هذا اﻻجتهاد؟!.
وقد يخيل إليه أن هذا من قبيل المبالغة والتكلف والغلو، واﻹجابة ببساطة ووضوح «كلما ازداد وثخن إيمان العبد كلما زادت شفقته على نفسه واجتهاده في الطاعة والعكس بالعكس كلما نقص إيمانه كلما قل عمله مع اﻷمن»، كما قد جاء في الحديث حين سألت عائشة رضي الله عنها النبي[ عن قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}(المؤمنون: 60)، قالت عائشة رضي الله عنها: يارسول الله أهؤﻻء الذين يزنون ويسرقون؟.
قال: ﻻ يا ابنة الصديق هؤﻻء الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ويخافون أﻻ يتقبل منهم..
وهذا قول الحسن حين ذكر له خشية عمر رضي الله عنه حين موته : «هكذا المؤمن جمع إحسانا وشفقة، والمنافق جمع إساءة وعزة ، والله ما وجدت إنسانا زاد إحسانا إﻻ وجدته ازداد مخافة وشفقة ، وﻻ ازداد إساءة إﻻ ازداد عزة..»، فلا داعي للمغاﻻة في تعطيل تلك السير عن فوائدها.
2-اﻻجتهاد بالنسبة للمحسن ﻻ يتجزأ فهو قد تمكن في الفرائض أوﻻ ثم النوافل، وﻻ تستقيم النوافل إﻻ بعد الفرائض كما جاء في الحديث القدسي «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته وﻻ يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه»،
وبالنسبة للمجتهد في عبادته الاجتهاد في النوافل تحصين للفرائض ولذلك تسمع أقواﻻ منهم مثل «إما اﻻجتهاد وإما الهلكة» وآخر يذهب لصلاة الجماعة وقدماه تخطان اﻷرض!.

3-التعامل مع هذه السير يكون محبطا وكئيبا لمن لم يفقه السنة الربانية «ولكن كونوا ربانيين»، قال ابن عباس رضي الله عنهما: الرباني الذي يأخذ بصغار العلم ثم كباره وهذا في العلم والعبادة والدعوة وهي سنة التدرج والتدرب والمراس حتى تصبح العبادة ملكة فلا ينبغي أن تأخذ لنفسك أو في طرحك الدعوي المشهد اﻷخير من حياة أئمة السلف بعد طول مجاهدة وعناء وكد قال ثابت البناني: جاهدت نفسي في قيام الليل عشرين سنة، ثم استمتعت به عشرين سنة فلا ينبغي تناول هذه السير بسطحية فسطر منها يساوي عمرا واجتهادا وبذﻻ وتضحية سنين!
4-العبادات الظاهرة أوعية لنزول البركات والرحمات في القلب، والعبادات الظاهرة كطرق أبواب الأرزاق الروحية والقلبية، فكلما عظم الوعاء وتتابع الطرق على الباب، فتح على العبد ومليء الوعاء على قدره { إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}(الأعراف 56).
5-اﻻجتهاد في العبادات الظاهرة متنوع بتنوع الشرع فيه وبتنوع المواهب والقدرات؛ فالواجب عليك في نفسك وفي طرحك الدعوي للسائرين إلى الله أن تبين أنه ينبغي علينا وعليهم أن نعرف ما نصلح له وما يصلح لنا على حسب طاقاتنا وقدراتنا والجهاد فيه حق الجهاد واستفراغ الوسع فيه.. وليس كل الصحابة -رضوان الله عليهم- أبابكر موسوعي الطاقات، وليس كلهم ابن عباس أو خالد..بل «كلٌّ ميسر لما خلق له» وليس التقيد بصورة اﻷعمال من الربانية في شيء ولكن حقيقة الربانية هو بذل الوسع فيما تحسن لكي تصل إليه سبحانه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : «سبق درهم مائة ألف» لتفاوت طاقة المنفقين.. فكل شخص منظومة متكاملة مختلفة عن اﻵخر، وإنما يستفاد بالسير للنظر في اجتهاد السلف الهائل فيما يحسنون من ملكات وكيفية التضحية في الوصول إلى الله من خلاله..
فليس القضية في استفراغ الوسع فقط في القيام والصيام والذكر ولكن إن كنت تحسن هذا فذاك، وإن كنت تحسن غيره من طلب العلم والمذاكرة أو الدعوة والبلاغ أو مساعدة اليتامى والمساكين أو غير ذلك فهذه ساحتك التي فيها ﻻبد أن تتميز وتبدع وتسبق!
والناس درجات ودركات، فتعاملك مع المدعوين قائم على ذلك. فليس اﻷعرابي الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم : «أفلح إن صدق»، كابن عمر رضي الله عنهما الذي قال عنه: «نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل».

6-ينبغي من بيان المنهج وأن أفضل الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه اﻷفضل وأن سواه مفضول وليس بسيء أو قبيح فهو خطأ في اﻻجتهاد ولكن عليه أجر وثواب..وهم حاشاهم أن يتعمدوا المخالفة أو التقليل من عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلابد من اﻻعتراف ﻷهل الفضل بالفضل، وكما نرفع عنهم الملام في اﻷمور العلمية باحتمال اﻻجتهاد في الخلاف السائغ واﻹنكار المتأدب في الخلاف غير السائغ؛ فهكذا فليظهر اﻷدب حين نطرق باب العبادة والسلوك إلى الله في حياتهم ولنستفد ولنعالج تقصيرنا حتى في تطبيق خير وأيسر الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال سيرهم!.
7-هناك خلل واضح وعدم توازن ملحوظ في إنتاج الصحوة اﻹسلامية عامة بين العلم والعمل والسلوك والصحوة السلفية ولاسيما في الشخصيات، وهذا يحتاج ﻷصل النظرة اﻷحادية في التربية وﻻبد من شمولية العلم والعبادة والعمل والدعوة والتخلص من المادية القاحلة بثورة قلبية تألهية تعبدية متجردة لرب العالمين وفتح اﻵفاق لتراث الزهد والسلوك السلفي المنضبط.
8-ينبغي لقارئ هذه السير ومستمعها أﻻ يتعحل أثرها في قلبه ويحصلها ريثما يفتح الله على قلبه ويرزق العمل فالسعادة نصفان علم وعمل فمن حصل اﻷولى بصدق وإخلاص عسى الله أن يرزقه النصف الثاني، فيكون العلم كالمخزون اﻻستراتيجي الذي ﻻتدري متى تحتاج إليه حين يزال الحائل بينك وبين قلبك
{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}(الأنفال: 24).

وأثبت على المجاهدة إلى الممات؛ فاﻹيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والغفلات، وأنت بين طاعة وغفلة ومعصية فتدارك اﻹساءة بإحسان وتوبة وإنابة، واعلم أن الله ﻻيمل حتى تملوا؛ فلا تفتر وﻻ تمل. هذه ثماني همسات ﻻستيعاب سير السلف في اجتهادهم الهائل في العبادة واﻻستفادة من ذلك التراث العظيم أسأل الله أن ينفع بها والله ولي التوفيق.



اعداد: أبوبكر القاضي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.30 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]