|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فضل شعبان ورفع الأعمال يحيى سليمان العقيلي الحمد لله على نعمه وإحسانه، والشكر له على كرمه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في حكمه وسلطانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بشَّر الصالحين بمغفرة الله ورضوانه، ووعد المتقين بنعيم الله وجنانه، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله الطاهرين، وصحبه الطيبين، ومن تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الوفادة عليه ولقيانه، وسلِّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، فإنما يتقَبَّل الله من المتقين، واشكروه؛ فإن الله سيجزي الشاكرين، وتوبوا إليه؛ فإن الله يحبُّ التوَّابين، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4]. معاشر المؤمنين، هذا هو شهر شعبان، قدم علينا بشارةً بقدوم شهر رمضان المبارك، بلَّغنا الله وإيَّاكم صيامه وقيامه، وكان النَّبي صلى الله عليه وسلم يتعاهده بالصيام؛ لأنه شهرٌ تُرفَع فيه الأعمال إلى الله تعالى، قال أهل العلم: تُرفَع فيه أعمال العام المنصرم، وخير حالِ المرء أن يُرفَع عملُهُ وهو صائم، فعن أُسَامَة بْن زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: ((قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّه، لَمْ أَرَك تَصُومُ مِنْ شَهْر مِن الشُّهُور مَا تَصُوم مِنْ شَعْبَان، قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاس عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَان، وَهُوَ شَهْر تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلَى رَبّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عملي وَأَنَا صَائِمٌ))؛ (حسَّنه الألباني عند النسائي). وفي رفع العمل لله تعالى وقبوله قال الله جل وعلا: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴾ [فاطر: 10]. معاشر المؤمنين، عن عائشة رضي الله عنها قالت عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهرٍ قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثرَ منه صيامًا في شعبان"؛ (متفق عليه). وفي رواية لأبي داود برقم (2076)، قال: كان أحبّ الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان؛ ((صحَّحه الألباني، انظر: صحيح سنن أبي داوُد (2/461))). قال ابن رجب رحمه الله: "صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل التطوُّع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، وهي تكملةٌ لنقص الفرائض". وقال رحمه الله كذلك: "صيامه كالتمرين على صيام رمضان؛ لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة؛ بل قد تمرَّن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذَّته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط"؛ (لطائف المعارف 138). ولما كان شعبانُ كالمقدمة لرمضان شُرع فيه ما يُشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن، ليحصل التأهُّب لتلقي رمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن؛ ولذلك قيل: شهر شعبان شهر القرَّاء، فاغتنموا عباد الله شهركم، وتحرّوا أسباب رفع العمل وقبوله عند الله تعالى من الإخلاص لله تعالى كما أمر جلَّ وعلا وقال: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [البينة: 5]. وتحقيق التقوى لله تعالى، فإنما يتقبل الله من المتقين، وتجنُّب الشحناء مع المسلمين، ذلك ليكون صومُنا مقبولًا، وعملُنا صالحًا مبرورًا، وفَّقنا الله لما يحب ويرضى، وأعاننا على البرِّ والتقوى، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية معاشر المؤمنين، أحسنوا وفادة شهركم هذا، وأكرموا ضيافته، واقتدوا بنبيِّكم في تعاهُد صيامه وتحرِّي رفعِ العمل فيه، رجاء كرم الله تعالى وغفرانه، وأحسنوا الظَّن بربِّكم جلَّ وعلا، فإنه ودود كريم، شكور رحيم، لا يضيع أجر من أحسن عملًا، قال سبحانه: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ﴾ [الأنبياء: 94]. واصدقوا في توبتكم لله تعالى في شهركم، فهي خير خاتمة لعامِكم الذي مضى، وتهيَّئوا لقدوم رمضان بحسن الإعداد، والاستعداد لصيامه وقيامه، والعمل الصالح فيه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَطَّلِعُ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ». سئل الشيخ الشنقيطي: بماذا تنصحني لاستقبال مواسم الطاعات؟ فقال: خير ما يُستقبل به مواسم الطاعات "كثرة الاستغفار"، ويجب التنبيه على أن من بقي عليه شيء من صيام رمضان الماضي أن يُبادر لقضائه قبل رمضان القادم، ولا يجوز التأخير إلا لضرورة (مثل العذر المستمر بين الرمضانين). هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |