التعايش مع خيانة زوجي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4926 - عددالزوار : 2001812 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4498 - عددالزوار : 1284825 )           »          أذكار المساء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          حرب غزة ومشكلة الشر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          مالك الملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          العفو عند المقدرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          سِيَرِ أعلام المحدثين من الصحابة والتابعين .....يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 35 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 594 - عددالزوار : 135881 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1072 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 5578 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-10-2023, 09:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,371
الدولة : Egypt
افتراضي التعايش مع خيانة زوجي

التعايش مع خيانة زوجي
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:
الملخص:
زوجة تشكو زوجها الذي يخونها، ولا تستطيع الانفصال عنه؛ لأن أباها لا يسمح لها بذلك، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:
زوجي يخونني، وأنا مضطرة إلى التعايش مع خيانته؛ فوالدي يرفض انفصالي عنه؛ ما ولَّد داخلي صراعًا نفسيًّا؛ فكلام زوجي وتعامله معي ينطق بحبِّه لي، لكنني كلما دخلت حساباته – لأنه يكتب عبارات رومانسية ويصوِّر نفسه أمامي – ورأيت كلمات الحب والغزل والعلاقات والتعلق بالحبيبة، أقول في نفسي: أين أنا من هذا كلِّه؟ وهل يحبني حقًّا؟ أرشدوني، وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فملخص مشكلتكِ هو:
١- زوجكِ يُحبكِ حسب ما يظهر لكِ من تعامله وكلامه.

٢- أشكل عليكِ وشكَّككِ في صدق حبه لكِ محبته كثيرًا لامرأة أخرى عبر وسائل التواصل.

٣- لحظتِ أنه يتقلب مزاجه معكِ، وأنه يبحث عن عبارات الرومانسية والغزل أمامكِ.

٤- تتساءلين: أين موقعكِ الحقيقي من قلبه؟ ولماذا يتعلق بغيركِ؟

٥- تقولين: إنكِ مضطرة للتعايش مع زوجكِ؛ لأن والدكِ رافض لفكرة الانفصال عن زوجكِ، ولكنكِ تعيشين صراعًا داخليًّا.

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: يبدو أن زوجكِ مُحب صادق لكِ؛ ولذا فمن الضروري جدًّا البحث عن أسباب تصرفاته غير المقبولة: هل هي مثلًا نقص في جمالكِ، أو نقص في تزينكِ له، أو نقص في منحه الرومانسية والعاطفة لانشغالكِ بالأطفال، أو نقص في منحه الحقوق الخاصة، ومن ثَمَّ نقص الاستعفاف بكِ؟ وقد لا يوجد شيء مما سبق ذكره، ولكنه مفتون بالعلاقات المحرمة.

ثانيًا: لتعلمي يقينًا أن الرجال الآن يُعانون من شدة فتنة النساء، خاصة مع ضعف الإيمان، وتسهيل وسائل التواصل للتواصل المحرم بين الجنسين، وكذلك وجود مواقع الإباحية وما فيها من فتن تُزعزع القلوب، وتهون عليها غشيان الفواحش أو القرب منها؛ ولذا فعليكِ - وعلى كل زوجة - بذل ما تستطيعه لإشباع رغبات زوجها الجنسية والعاطفية والرومانسية؛ حتى لا يُفتن بالبحث عنها عند غيرها.

ثالثًا: قد لا تكونين مقصرة معه في شيء، ولكنه مفتون، وفتنة النساء على الرجال عظيمة شديدة جدًّا؛ عبَّر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث الآتي: عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما ترَكتُ بعدي فتنةً هي أضرُّ على الرِّجالِ مِن النساءِ))؛ [متفق عليه].

رابعًا: لا تنظري لزوجكِ على أنه مجرم، بل انظري لزوجكِ على أنه مريض مسكين يحتاج الوقوف معه لانتشاله إلى بَرِّ الأمان؛ ولذا فمع العناية بما ذكرته لكِ، ادعي له كثيرًا وبصدق وإخلاص بصرف هذه الفتن عنه، وأكثري من الاستغفار والاسترجاع؛ لأن هذه مصيبة عظيمة.

خامسًا: ما دام زوجكِ محبًّا لكِ ومحافظًا بشكل عام على الواجبات الشرعية خاصة الصلاة، فلا أرى أبدًا التفكير في طلب الطلاق؛ لأن كلمة الطلاق سهلة، ولكن تبعاتها مستقبلًا على الزوجة والأطفال مقلقة جدًّا.

سادسًا: اصبري ولا تيأسي أبدًا؛ وتذكري قوله سبحانه: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].

وقوله عز وجل: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

سابعًا: استمري في مناصحة زوجكِ بالحكمة، مذكِّرة له بالموت والجنة والنار، وشدة عقوبة الزنا، ومذكرة له بما ينقله من أمراض مستعصية من هربس وإيدز وغيرها، ونوعِّي النصيحة؛ تارة بمقطع مؤثر، وتارة بكلام طبي موثق، وهكذا.

ثامنًا: لا تشمَتِي به، ولا تفشي أسراره، ولا تكوني عونًا للشياطين عليه بالانتقاص والازدراء، بل كوني حكيمة، وأظهري له الحب والشفقة، وطعِّمي نصائحكِ بالود والحب، والخوف عليه والغيرة عليه.

تاسعًا: ذكِّريه بأن ما حصل منه فتنة، وحذِّريه من مغبة الفتن؛ وذكِّريه بالحديث الآتي: قال حذيفة: سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تُعْرَضُ الفتن على القلوب؛ كالحصير عودًا عودًا، فأيُّ قلبٍ أُشْرِبَها نُكِتَ فيه نكتةٌ سوداء، وأيُّ قلب أنكرها نُكِت فيه نكتة بيضاءُ حتى تصير على قلبين، على أبيضَ مثلِ الصفا، فلا تضره فتنةٌ ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مُرْبَادًّا؛ كالكوز مُجَخِّيًا، لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا، إلا ما أُشْرِبَ من هواه))؛ [رواه مسلم].

عاشرًا: ذكريه بأن الله سبحانه عندما حرم الزنا ما قال: ولا تزنوا، وإنما قال: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]، فنهى الله سبحانه عن الزنا وعن كل ما قد يقرب له من نظر أو خلوة أو كلام أو تبرج، فكله محرم.

حادي عشر: ذكريه بأن العلاقة الشرعية سكن ومودة ورحمة؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].

بينما العلاقات المحرمة معصية وقلق وتوتر وتشتت للذهن عن طاعة الله سبحانه، وعن القيام بالحقوق الزوجية من محبة وخدمة، وإعفاف ومودة.

ثاني عشر: لعل ما يصيبه من تغير المزاج بسبب تشتت ذهنه في العلاقات المحرمة، وبسبب ما يتبع هذه العلاقات من معاصٍ تُظلم القلب، وتكسوه بالقسوة والكآبة؛ كما قال سبحانه: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14].

وكما في الحديث الآتي؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ العبدَ إذا أخطأَ خطيئةً نُكِتت في قلبِهِ نُكْتةٌ سوداءُ، فإذا هوَ نزعَ واستَغفرَ وتابَ سُقِلَ قلبُهُ، وإن عادَ زيدَ فيها حتَّى تعلوَ قلبَهُ، وَهوَ الرَّانُ الَّذي ذَكَرَ اللَّه: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]))؛ [رواه الترمذي وحسنه].

حفظكما الله، وحمى زوجكِ من الفتن، وأعانكِ على نصحه وعلى إعفافه.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.83 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]