|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أهلي لا يهتمون إلا بدراستي أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: فتاة مراهقة كانت تحصل على درجات عالية، ولما قلت درجاتها، قل اهتمام والديها بها، فداخلها أن والديها لا ينظرون إليها إلا من زاوية الدراسة؛ ما أصابها بالاكتئاب، وتسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: أنا في السادسة عشرة من عمري، مجتهدة في دراستي، أحصل على الدرجات الكاملة، وكنت سعيدة جدًّا بهذا التفوق، ثم إن درجاتي بدأت تقل، فبدأت أشعر أن اهتمام أهلي بي يكاد ينحصر في درجاتي العالية، وأن أرفع رأسهم، وأصبح طبيبة، وعندما سألت أمي: لماذا لا تتحدثين معي إلا عن الدراسة؟ قالت لي: وماذا بيني وبينك سوى الدراسة؟ بعد تلك الإجابة لم آكل لمدة ثلاثة أيام من الحزن، لِمَ تسير الأمور بهذا الشكل؟ الآن ليس لدي فكرة عما سأكون في المستقبل، آذيت نفسي لمدة ثلاث سنوات، ولا أريد الانتحار؛ كي لا يكون عذابًا في الدنيا والآخرة، لقد مللت هذه الحياة، وأريد من أهلي أن يهتموا بي، وأن أمثِّل لهم شيئًا غير الدراسة، كرهت الدراسة، فما نصيحتكم لي؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق؛ سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: فيا ابنتي الغالية، ربط الله على قلبكِ، وهدى نفسكِ، وسخر لكِ الصالحين من عباده، هوِّني على نفسكِ يا حبيبتي، لا أنكر أننا في زمن نعاني فيه من عقوق الآباء للأبناء، كما كنا في السابق نعاني من عقوق الأبناء للآباء. في العموم من ثوابت التعامل أن الطيب لا يأتي إلا بطيب، نعم، هم قساة عليكِ، لكن أيضًا هم لهم عليكِ درجة، ففضلُهم عليكِ لا يمكن ردُّه، وتأكيد رب العالمين على هذا الحق يجعلنا مُلْزَمِين به، حتى وإن كان على غير هوانا. كذلك بنيتي مهما طال زمننا هنا في هذه الدنيا، فنحن راجعون إلى رب كريم لا يُظلَم عنده أحد، وكذلك هو لا ينام ولا يغفل. أوصيكِ - بنيتي - ببعض السلوكيات المهمة التي تقلل من هذه المشكلة: أولًا: أنتِ ووالديكِ لكم أعمار مختلفة، واهتمامات مختلفة، ومن ثَمَّ فلا بد أن يكون الحديث بينكم نادرًا، أو فيما لا يهمكِ... أنتِ تحتاجين الحبَّ والأمل والحديث عن المستقبل، في حين أنهم يعيشون على الذكريات والعمل للآخرة وغير ذلك. من الواضح أنكِ حساسة أكثر من اللازم، تخدش قلبكِ البريء كل كلمة، وهذا شيء طيب، لكن مع الوالدين لا بد أن يكون هناك بعض التجاوز، ولا نتذكر لهم فقط الكلمات الجارحة، بل نجبر ذكرياتنا على تذكر مواقف الحب أيضًا؛ حتى لا يدخل الشيطان علينا من هذه الزاوية، ويتدرج معنا حتى الكفر، الذي يغويكِ به من خلال فكرة الانتحار. انتبهي - بنيتي - فالشيطان يسري منا مسرى الدم، فلا تسمعي كثيرًا لوساوس نفسكِ، واجعلي عينكِ وقلبكِ على إيجابيات الوالدين، لا سلبياتهما. لو أنهم لا يحبونكِ، فلماذا يحرصون على دراستكِ؟ لماذا يطمحون لكِ في مركز مرموق؟ لماذا ينفقون على تعليمكِ أساسًا ولم يتركوكِ في البيت تخدمينهم مثلًا؟ عليكِ بهذا: أولًا: استعيذي بالله من الشيطان، كلما وسوس لكِ بما يضيق صدركِ. ثانيًا: اجعلي لنفسكِ وردًا يوميًّا من القرآن، ولو وجهًا واحدًا في اليوم. مثل حالتكِ هذه غالبًا يكون مقصرًا في الصلاة أو غير ملتزم بمواقيتها؛ فادخلي مع نفسكِ في تحدي الالتزام بالصلاة في وقتها، ثم مائة مرة استغفار وتوبة، ثم وجه من القرآن، انشغلي بما ينفعكِ في الآخرة، ولا تنشغلي بما يوسوس به لكِ الشيطان. ثالثًا: كوِّني صحبة صالحة تتحدثون فيما يهمكم، وتضحكون وتعيشون أعماركم، ويكون الوالدان للاستشارات، إذا واجهتكم مشاكل مثلًا؛ فالصداقة مهمة جدًّا، ولا تقل عن دور الأهل والإخوان في حياة الإنسان، ولكم من المهم جدًّا جدًّا أن أصادق الأفضل مني الذي يأخذ بيدي للخير، لا للفساد أو ترك الفرائض! أما موضوع الدراسة، فهذا غيب، اجتهدي قدر المستطاع وربكِ يرزقكِ ما يصلحكِ بإذن الله، أهلكِ يهتمون بالدراسة؛ شفقةً عليكِ من أزمات الحياة، ولا يريدون منكِ شيئًا سوى مصلحتكِ أنتِ، بالنهاية وظيفتكِ لكِ، وزوجكِ لكِ، وحياتكِ أنتِ من تعيشينها؛ فأحسني الظن بهما، تخفَّ معظم مشاكلكِ. • اضبطي أعصابكِ ولسانكِ عند التعامل معهم، لا تردِّي على كل ما يقولون، كلما أساؤوا إليكِ، سلِي الله عزَّ وجل أن يأجُرَكِ على صبركِ، ورددي بينكِ وبين نفسكِ: (اللهم إني أحتسب ذلك عندكِ). • أكثري من الدعاء في جوف الليل: (اللهم أصلح بيني وبين والديَّ، وألِّف بين قلوبنا يا رحمن يا رحيم). • راجعي نفسكِ بنيتي؛ فربما لديكِ ذنب تصرين عليه، أنزل الله عليكِ هذا البلاء بسببه؛ فتوبي إلى الله عز وجل، وليس بالضرورة يكون الذنب الوقوع في فاحشة ما، بل قد يكون تقصيرًا في شيء من الفرائض؛ كالصلاة والصيام، والذكر والقرآن. • أصلحي علاقتكِ بالله، يرفع عنكِ البلاء، ويسخر لكِ الناس، بل بالطاعة والإخلاص لله عزَّ وجل يسخر لكِ كل خلقه؛ ما يعقل منه، وما لا يعقل، زاحمي الحزن في قلبكِ بالذكر والطاعة، سيقل همكِ، وينصلح شأنكِ. • كلمة للوالدين: اكسب ابنكِ أولًا كإنسان، ثم حاول تستثمر وجوده في حياتكِ للدنيا والآخرة، ولكن بما يطيق وتهواه نفسه، وليس بالقهر والضغط، حِرفيٌّ سويٌّ أعظم بكثير من مهندس فاسق، لا تصلك منه دعوة بعد مماتك. ربَّةُ منزل تخاف الله أفضل من دكتورة لا تعرف ربها، تذكر أنك راحل وهم صدقتك الجارية؛ فابحث عن صلاحهم ونفسيتهم السوية أولًا، ثم ابحث عن مناصبهم ومالهم ثانيًا. واعلم أن الله رزقك الأبناء وهي نِعَمٌ؛ ليبلوك أتشكر أم تكفر بنعمه، ابنك يطيعك لكنه ليس ملكية خاصة لك، بدليل أنه سيُحاسب وحده، ويُحشر وحده، لن يحمل عنك شيئًا، ولن تحمل عنه، فاحرص - يا هداك الله - على أن تجعلهم في ميزان حسناتك، وحببهم فيك ليكونوا صدقة جارية لك بعد موتك، ولا يكونوا مصدرًا للَّعنات فتُعذَّب ويُعذَّبوا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |