|
فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة ) |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حرب غزة يوميات ومشاهدات (دوَّامة المفاوَضات والمقترَحات) بسام بن خليل الصفدي أكثر حديث الناس اليوم في غزة عما يسمعونه وتتناقله بعض المحطات ووسائل الإعلام من قرب الوصول إلى اتفاق أو هدنة تتوقف بها الحرب كليا أو جزئيا. ومع اشتداد الحرب والقصف في عموم قطاع غزة فإن الناس يسترْوِحون لهذه الأخبار ويتابعونها ويسألون عنها بشغف، على عادة العرب يتلذذون بالمواعيد ولو تأخرت أو كانت كاذبة؛ ولذا كانوا يَسقون الكَمُّون بها ويقولون: غدا نَسقيك وبعد غد نَكفيك، فينمو على المواعيد الكاذبة. وقد أنشد منشدهم: يا ليتني كنت كَمُّونا بمزرعة إن فاتني السَّقيُ أغنتني المواعيدُ وهذه جملة نصائح وتوجيهات لنفسي وإخواني في هذا الأمر: 1- يقول ربنا سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]، فكل شيء في هذا العالم جارٍ بقدر الله، وله أجلٌ وكتاب ينتهي إليه، وله سبحانه حكمة في ذلك عَلِمها من علمها وجهلها من جهلها، ولا يعني ذلك الاستسلامَ للأقدار وعدم مدافعتها، بل ندفع قدر الله بقدر الله، ولا نستكين فِعلَ العاجر البائس. 2- يكثر في مثل هذه الأوقات تعلق القلوب بمن تظن أن الفرج يأتيها من جهته، وغالب هؤلاء -في نازلتنا هذه- سببُ بلائنا وما نحن فيه، وهم والله لا يسعون إلا في إضعافنا وإذلالنا واستغفالنا، وقد قلت في مقالة تقدمت: أيها الناس، لا والله لا يأتيكم النصر والفرج إلا من عند الله، فعلقوا به قلوبهم، وأعظموا الرغبة إليه، والتوكل عليه، واليقين به. وأبشروا وأملوا، فإن الله لا يخيب من رجاه. واعتبروا بحال نبيكم صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم بعد أُحد: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: 173-174]. 3- العاقل يربأ بنفسه عن أن يكون وقته حَطَبا للأخبار والمواقع والشبكات؛ فالأخبار والتحليلات ليس لها حد تنتهي إليه، وليست هذه دعوةً للسلبية والانعزال، بل يتابع المرءُ القدْر الذي تحصل به فائدة، ثم ينصرف بعد ذلك إلى اغتنام أوقاته فيما يعود عليه بالنفع في أمر دينه ودنياه. ومن كان في موقع قيادي أو مؤثر أو يعمل في الصحافة ونحو ذلك فهؤلاء لهم خصوصية، والمصيبة أن كثيرا من الناس ينزلون أنفسهم هذه المنزلة ويلاحقون الأخبار والمواقع كما لو أن أحدهم سيُمتحَن فيها، وهذا والله من الجهل والحرمان. 4- إلى إخواننا الذين يتعاطون التحليل والصحافة: اتقوا الله في أنفسكم وفي الناس، فما كل ما يُعلم يقال، ولا كل ما يُنشَر في قناة هنا أو هناك يستوجب أن نبني عليه ونحمله محمل الجد، بل واجب الديانة والمهنة: التريت والتأني وعدم العجلة في نشر أشياء يتبين بعد قليل كذبها، وليست المسألة سبقا يحوزه فلان أو علان، بل هي أمانة وتبِعة ومسؤولية. 5- معركتنا اليوم مع عدونا شرسة خبيثة قذرة، وهي كما تدار على الأرض تدار خلف المواقع والشاشات والمحطات، وكثير مما ينشَر هو في هذا السياق والنفَس، وهذا يستوجب منا الحذر وعدم الانخداع بكل ما يذاع، ولنا في حربهم مع إيران عظة وعبرة، فما كان أحد يظن أن ثمة حرب وكانت الحرب. 6- كثير مما ينشر هذه الأيام يحمل مسحة التشاؤم والإرهاب والتخويف، وهذا ليس من هدي الإسلام، فالواجب في مثل هذه الأوقات تثبيت الناس والتماس الأخبار المبشرة المسكِّنة لنفوسهم الحزينة الخائفة، ولا يستلزم ذلك خداعَهم وعدم تحذيرهم مما قد يعرِض لهم، بل المطلوب العدل، وتغليب التبشير على التخويف من غير إفراط ولا تفريط. والله يقضي لنا الخير، ويعجل بالفرج، ويجعلنا ممن يهدون بالحق وبه يعدلون.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |