|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() شخصيتي حساسة جدا، فكيف أغير من نفسي؟ أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة شخصيتُها حسَّاسة جدًّا، وحساسيتُها جَعَلَتْها تبتعد عن الناس، وتسأل: كيف أُغَيِّر مِن نفسي؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في العشرين مِن عمري، شخصيتي صعبة ومُتعِبَة جدًّا؛ فأنا حسَّاسة بصورة مبالَغ فيها، لدرجة أن هناك أمورًا يعدُّها الناسُ طبيعيَّة جدًّا، وأنا أعدها محزنة جدًّا أو مُحبِطة أو مخيفة! ومِن ثَم لا أستطيع أن أكملَ في وظيفةٍ مهما كان حبي لها وتعلُّقي بها فترة طويلة بسبب حساسيتي ممن حولي، حتى لو كان راتبها عاليًا. حتى موضوع الزواج، فعندما يَتَقَدَّم لي شخص للزواج مني، ويكون مناسبًا من وجهة نظر أهلي، أرفضه لأسباب تافهة، حتى لو شعرتُ برغبةٍ عاطفيةٍ نحوه، أو رغبة عاطفية في الزواج عمومًا. أحيانًا تَنتابني رغبةٌ شديدة في الزواج، لكن عندما أَتَذَكَّر مسؤولية الزواج وطباع الرجال؛ أخاف وأرفض جميع مَن يتقدمون للزواج مني. كرهتُ الحياة، وكرهتُ كلَّ شيء حولي، وأشعر بحُزنٍ يَعتَصِر قلبي؛ لأني لا أستطيع أنْ أَتَحَمَّل أيَّ موقف ولو كان عابرًا، وإذا ضغطتُ على نفسي أتعب ومعدتي تُتعبني، وتُصيبني رعشةٌ داخليَّة، وجفاف في فمي! أرغب في أن أكونَ أُمًّا ناجحة، لكني لا أستطيع، فأرجوكم أخبِروني ماذا أفعل؟ الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فأنتِ فتاة حساسة وتطمحين للمثالية، ولستِ شخصيةً متعبة! وأُحبُّ أن أُبَشِّرك بأنَّ مِن أغرب النتائج التي تَوَصَّل إليها فريقٌ مِن علماء النفس التحليلي أنَّ صاحب الحساسية الزائدة يكون دومًا ذا ذهنٍ متوقد، وهو مؤهَّل تمامًا للانطلاق نحو النجاح والتميُّز، ولكن ما يعوقه هو انسياقه مع أحاسيسه المرهفة، فتؤثِّر عليه بالسلب، فلا يَتَمَكَّن مِن اتخاذ القرار الصائب. كما ثبت أن الحساسية الزائدة تصيب السيدات أكثر مِن الرجال، وأن أصحاب الحساسية الزائدة يَرَوْنَ بدقةٍ عجيبة ردود الفعل عند غيرهم، وهم يخشون عن بُعدٍ أو قُربٍ أنْ يؤذي الآخرون إحساسهم؛ لذلك يفضَّل معظمهم أن يعتزلَ الناس! وبما أن هذا السلوك في الغالب لا يجد قَبولًا مِن الآخرين، فإنه لا بد مِن تعديله، واستخدامه بشكل إيجابي، وهذه بعض الخطوات المعينة: ١- الدُّعاء بأن يخلصك الله مِن ذلك، وأن يُعينك على نفسك، وأن يقيك شرها، وأن يُلهمك رشدك، وكذلك الدعاء بِمِثْل ما جاء في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]. ٢- العلم بأنَّ الخطأ جزء مِن بشريتنا، وأن الكمال لله وحده. ٣ - لا تَضَعي أهدافًا لا تناسب وضعك وقدراتك وإمكانياتك. ٤ – لا تهتمي للصغائر؛ فالحياةُ قصيرة ولا تستحق الهَمَّ، واجعلي هَمَّك لله والدار الآخرة، وستأتيك الدنيا وهي راغمة، ويجمع الله شتاتك ويُغنيك بفضله. ٥ - قدِّمي حُسن الظن، ونزاهة الرأي في كلِّ مَن تقابلين، إلا مَن يجب الحذر منه. 6- اكسبي الجدال باجتنابه. ٧ - لا تَتَكَلَّفي إلا بقدر، وكوني تلقائيَّةً قدْرَ المُستطاع. ٨ - الاعتدال في التعبير عن العواطف، واستخدمي طريقةَ الحياد في النظر للأمور بعقلانية، فهذه الطريقةُ ستُخَفِّف مِن ثورة الانفعالات والإفراط فيها. ٩- المجامَلة بحدود. ١٠- لا تبالغي في نظرتك للآخرين. ١١- غيري اللغة والمفردات القوية إلى خفيفة مثال: مِن (هذا كذب)، إلى: (هذا غير صحيح). ١٢- استبدلي بالأفكار السلبية أخرى إيجابية. ١٣- ابحثي عن البيئة الإيجابية المُحفِّزة البَنَّاءة والخلطة الصالحة. ١٤- تيقني أنَّ ما أصابك لم يَكُن ليُخطئك. ١٥ - اعلمي أنَّ التسامُح نصف السعادة وأعلى مراتب القُوة. ١٦- تقبَّلي النقد مِن الآخرين؛ فهو ليس دليلَ نقص بقدر ما هو دليل حِرْص منهم على الوصول بك للأكمل. تلك هي خطوات اجتهدتُ في جَمْعِها، فلعل فيها الكفاية، ثم إنه يَحْسُن بك الجلوس مع طبيبة نفسية لعرض حالتك عليها وما يَحدُث لك مِن أعراض غير طبيعية قد تتضاعَف لو أنها أُهْمِلتْ، ولعل العلاج يَكمُن في مجرد كلمات فلا تحتاجي لأدوية أو غيرها. ثم آخر ما أوصيك به هو لُزوم الذكر وتلاوة القرآن مع الرقية الشرعية، ففي ذلك تثبيت وإمداد لك بالقوة التي لا تبالين معها بشيءٍ؛ قال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32]. أصلح الله حالك، وهَيَّأ لك مِن أمرك رشدًا
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |