|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطيبي ذو خلق لكن سمعة عائلته ليست كذلك الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة تقدم لها شابٌّ ذو خلق ودين، لكن سمعة عائلته ليست طيبة، وكثُر الحديث بين الناس عن ذلك، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: السلام عيكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة أبلغ من العمر عشرين عامًا، تمت خِطبتي منذ حوالي ستة أشهر، أنا من عائلة متدينة ومحافظة ولها سمعتها الحسنة، وخطيبي شخص متدين كما قيل لنا، ومحافظ على صلواته، وذو خلق حسن، ويتصف بالحياء، ومحب لعمله، لكن عائلته غير ملتزمة، وسمعتها ليست جيدة، وقد كثُر الكلام أنْ كيف يقبل أهلي بزواجي من أحد من تلك العائلة؛ لذا فأنا أشعر بضيق من كلام الناس، فهم يستمرون بالحديث، وبنشر الشائعات حوله؛ فادَّعوا أنه يدخن وهو لا يفعل، علمًا أنني لما رأيته لم يكن الشخص الذي رسمته في ذهني من الناحية الشكلية، لا أعلم هل أنا مرتاحة للخطبة أو لا، وأفكر في فسخ الخطبة، وأصبحت أرى الكوابيس من كثرة التفكير؛ فقد رأيت في النوم أنه أتى لرؤية أبي، وكان وجهه قبيحًا، والناس يقولون كيف تتزوج من قبيح، وهو ليس كذلك في الواقع، لا أدري ما أفعل، ساعدوني، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فالمتأمل لمشكلتكِ يلحظ أن أهم ما فيها الآتي: 1- خطيبك متدين، ولكن سمعة أسرته مختلفة تمامًا عن سمعة أسرتكم. 2- وبسبب هذا الاختلاف، كثُر كلام الناس في قبولكم به. 3- أصابتكِ الحيرة حيال إتمام هذا الزواج أو فسخ الخطوبة. 4- وبسبب كل ما سبق، رأيتِ في منامكِ أحلامًا مزعجة. 5- لم تذكري أمرًا مهمًّا، وهو ما السبب الذي جعل الناس يلومونكم على الارتباط مع أسرة خطيبكِ؟ هل هو خلل ونقص واضح في الاستقامة، ومخالفات صريحة لمقتضيات الشرع، أو هو نواقص يسيرة مقارنةً بما أنتم عليه؟ 6- وأخيرًا تسألين: ماذا أفعل؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه، أرى - مجتهدًا - أن الحل في الآتي: أولًا: الأصل الشرعي هو تزويج مَن يُرتضى دينًا وخلقًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاءكم مَن ترضَون دينه وخُلُقه، فزوِّجوه، إلا تفعلوه، تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))؛ [رواه الترمذي، وغيره]. ثانيًا: يُنظر في مستوى الاختلاف بين الأسرتين، هل هو اختلاف جذري أو في أمور بسيطة يمكن غضُّ الطرف عنها؟ ثالثًا: الذي يُخشى منه حقيقة ليس هو كلام الناس، وإنما هو التأثير المستقبلي لهذه الاختلافات في العلاقات بينكِ وبين أهله، أو عدم تقبُّلهم لاستقامتكِ ونبذهم لكِ، أو تأثيرهم السلبي عليكِ وعلى أولادكِ، ومن ثَمَّ تقديمكِ التنازلات عن بعض مُسلَّمات الشرع إرضاءً لهم. رابعًا: ما تحسِّين به من ضيق، وما ترينه من أحلامٍ - هي في الغالب ليست نفرة منه، وإنما هي نتيجة لتخويفات الناس وكلامهم في أهله. خامسًا: ولِما سبق، فإن موضوعكِ تكتنفه أمورٌ متداخلة ما بين إيجابي يتمثل في دين وخلق خطيبكِ، وما بين سلبي يتمثل في سمعة أسرته، واحتمال تأثيراتها المستقبلية التي قد تحصل أو لا تحصل، ولذا فأرى إعادة دراسة الموضوع مع عقلاء أهلكِ؛ لسببين هما: 1- أن وجود الخاطب الكفء مكسب قد لا يتكرر دائمًا. 2- ولأن ردَّ الخاطب الكفء بدون أسبابٍ مقنعة قد يكون فيه مخالفة شرعية. سادسًا: وبعد دراسة الموضوع، ننصح بتفويض الأمر لله سبحانه بالاستخارة المتجردة من كل مَيلٍ أو هوًى؛ أي: يُفوَّض الأمر لله سبحانه تفويضًا تامًّا؛ لأنه سبحانه هو وحده علَّام الغيوب، والعالم بما يصلح لكِ ولخطيبكِ ولذُريَّتكما، ثم توكَّلوا على الله، ولا تلتفتوا بعدها لأي كلام. حفِظكم الله، ودلَّكم على الأصلح لكما، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |