خطبة: {فأما اليتيم فلا تقهر} - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 75 - عددالزوار : 42796 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سلسلة شرح الأربعين النووية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5279 )           »          أهمية العمل التطوعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أفشوا السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          خطورة إنكار البعث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-03-2023, 02:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,537
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: {فأما اليتيم فلا تقهر}

خطبة: {فأما اليتيم فلا تقهر}
محمد بن حسن أبو عقيل


﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾ [الضحى: 9]


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، والنظر إلى الأيتام بعين الرحمة والشفقة، والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في رعايتهم والعنايةِ بهم، وقد قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾ [الضحى: 9]؛ "أي: لا تسئ معاملةَ اليتيم، ولا يَضِقْ صدرُكَ عليه، ولا تنهره؛ بل أكرمْهُ، وأعْطِهِ ما تيَسَّر، واصنعْ به كما تُحِبُّ أن يُصنَع بولدك من بعدِك"[1]؛ والمرادُ: لا تُذلَّهُ، ولا تَضُرَّه، وتُضيِّقْ عليه، وتنهرْهُ، وتزجُرْه زجرًا يتأثرُ به نفسيًّا، ولا يدخلُ في ذلك تأديبُهُ وتعليمُه؛ بل على ولِيِّهِ أن يُعلِّمَهُ ويؤدِّبَهُ كما يفعلُ الأبُ مع أولاده، من التربية لمصلحتهم في الدنيا والآخرة.

واعلموا أيها المسلمون: أن اليُتْمَ في الناس هو فقدُ الصبيِّ أباهُ قبلَ البلوغ، وقد اعتنى الإسلام بحقوق الأيتام من جميع الجوانب؛ حيث اعتنى بحقوقهم المالية عنايةً كبيرةً، فنهى عن قُرْب مالِ اليتيم إلا بالتي هي أحسن، وأمَرَ بالحرص على تنميته، وعدم تعريضه للأخطار حتى يَبلُغَ اليتيمُ سِنَّ الرُّشد حيث تزولُ عنه الوِلاية، ويُدفعُ إليه مالُه، ويصيرُ وليَّ نفسِه، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ﴾ [الأنعام: 152]، وقال تعالى: ﴿ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ﴾ [النساء: 6].

وحذَّرَ من أكْلِ مالِ اليتيم، واعتبرَ منْ يأكلُ مال اليتيم كمن يأكلُ في بطنه نارًا، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10]، وبيَّنَ أنَّ أكلَ أموال اليتامى يُعتبرُ إثمًا عظيمًا، كما قال سبحانه: ﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 2].

واعتنى الإسلام بإصلاح وصيانةِ مال اليتيم، والمحافظةِ عليه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 220]؛ و"المقصود: إصلاح أموال اليتامى بحفظها وصيانتها, والاتجار فيها، وأن خلطتهم إياهم في طعام أو غيره جائز على وجه لا يضر باليتامى؛ لأنهم إخوانكم, ومن شأن الأخ مخالطة أخيه, والمرجع في ذلك إلى النية والعمل، فمن علم الله من نيته أنه مصلح لليتيم, وليس له طمع في ماله, فلو دخل عليه شيء من غير قصد لم يكن عليه بأس، ومن علم الله من نيته أن قصده بالمخالطة التوصل إلى أكلها وتناولها, فذلك الذي حرج وأثِم"[2].


كما اعتنى الإسلام بالحقوق التربوية والاجتماعية لليتيم؛ حيث أمر بتربيته وكفالته، وبيَّن الرسولُ صلى الله عليه وسلم أنهُ هو وكافلُ اليتيم في الجنَّة، ففي الحديث عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا وكافلُ اليتيم، لَهُ ولغيره في الجنَّة هكذا، وأشار بالسبَّابةِ والوُسْطى، وفرَّقَ ببينهما شيئًا))[3]؛ وكافلُ اليتيم هو: الذي يقوم برعايته وتربيته، والعنايةِ به حتى يبْلُغ، ونهى الإسلام عن دفع اليتيم بعُنف وشِدَّةٍ وقسْوة،؛كما قال عز وجل: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾ [الماعون: 1، 2]؛ أي: هو الذي يقهر اليتيم، ويظلمه حقه، ولا يطعمه، ولا يحسن إليه[4].

عباد الله، وأمر الإسلام بالإحسان إلى اليتيم في تربيته، ونهى عن الإساءة إليه، "عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير بيتٍ في المسلمين بيتٌ فيه يتيمٌ يُحسَنُ إليه، وشَرُّ بيتٍ في المسلمين بيتٌ فيه يتيمٌ يُساءُ إليه))؛ رواه البخاري في الأدب المفرد، واعتبر الإسلام أنَّ عدمَ إكرام اليتيم يدُلُّ على عدم الرَّغْبَة في الخير، كما قال تعالى: ﴿ كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ﴾ [الفجر: 17]، "الذي فقد أباه وكاسبه، واحتاج إلى جبر خاطره، والإحسان إليه، فأنتم لا تكرمونه بل تهينونه، وهذا يدل على عدم الرحمة في قلوبكم، وعدم الرغبة في الخير"[5].

وبيَّنَ اللهُ عزَّ وجلَّ أن الأيتام هم أولى الناس بالنفقة، قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 215]، وقال سبحانه: ﴿ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83].

وبيَّنَ سبحانه أن من صفات المؤمنين الذين لهم الجنة الوفاءَ بالنذر، وإطعامَ الطعام، والتَّصَدُّقَ بهِ مع محبَّتِهم إياه؛ حيثُ يطعمونه للمسكين واليتيم والأسير، وذلك لوجه الله تعالى: ﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 7 - 12].
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، والإحسان إلى الأيتام، فإن في ذلك أجرًا عظيمًا، عباد الله، إنَّ من قهر اليتيم أن نَغُشَّهُ في ماله، أو نتحايلَ على أمْلاكه، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الأنعام: 152]، ثم قال جل وعلا: ﴿ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 152]، وقال عز وجل: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34]، ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه: ((اجتنبوا السبع الموبقات))، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: ((الإشراك بالله))، ثم ذكر من السبع ((وأكل مال اليتيم)).

ومن قهر اليتيم: عدمُ إكْرامِه؛ لأنَّ الناسَ في الغالب يُكرمونَ من يأملون خيرَه في الدنيا؛ ولذلك من ضَعُفتْ نفسُه، وضعُفَ إيمانُه فإنه لا يُكرمُ اليتيم؛ لأنه -بنظرته المادية- يظُنُّ أنه لا يستفيدُ من اليتيم، يقول عز وجل عن هؤلاء: ﴿ كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ﴾ [الفجر: 17].

ومن قَهْر اليتيم: دفْعُه، وعدمُ المبالاة به، وذمُّهُ، وعدمُ الاهتمام بشؤونه، وهذا حالُ المكذِّبينَ بيوم الدين الذين، قال الله عنهم: ﴿ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾ [الماعون: 2].

ومن قهر اليتيم: عدمُ الاهتمامِ بإصلاحِه وتربيته: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 220].

ومن قهر اليتيم: ألا يُدْعى إلى الطعام، ولا يُطْعَمُ مع الناس إذا جاءوا إلى الطعام، يقول جل وعلا عن المؤمنين الصادقين: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾ [الإنسان: 8]، وماذا يقولون؟ ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ﴾ [الإنسان: 9 - 11].

أيها المسلمون، إن من قهر اليتيم: عدمُ دفعِ المال لهُ إذا احتاجه، قال تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى ﴾ [البقرة: 177]، وخير الإنفاقِ الإنفاقُ على اليتامى، يقول تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 215].

ومن قهر اليتيم: تزْويجُهُ قهْرًا، أو تزويجُه ممن لا يرضى قسرًا، أو تزويجُها ممن لا ترضى[6].
فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلِّموا على محمدٍ عليه الصلاة والسلام، فقد قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من صلَّى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا))، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحْبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وارضَ اللَّهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكرٍ، وعمرَ، وعثمانَ، وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين وتابعي التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنِّك وكرمِكَ، ورحمتك يا أرحمَ الراحمين، اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشرْكَ والمشركين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائرَ بلاد المسلمين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصْلحْ أئمتنا، وولاةَ أمورنا، اللهم وفِّقْ وليَّ أمرنا لما تُحبُّ وترْضى، وهيئْ له البِطانةَ الصالحةَ التي تُعينه على الحق يا رب العالمين، اللهم وَفِّق جميع ولاة المسلمين للحكم بشريعتك، واتباعِ سُنةِ رسولِكَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، اللهم وَفِّق جنودنا، ورجالَ أمْننا، اللهم سدِّد رميَهم وقَوِّ عزائمَهم، وانصرهم على عدوِّك وعدوِّهم يا رب العالمين، اللهم أصلِح أحوالَ المسلمين، اللهم أدِرْ دوائِرَ السَّوء على عدوِّك وعدوِّهم يا رب العالمين.

اللهم مَنْ أراد عقيدتَنا وأمْننا وبلادَنا -بلادَ الحرمين الشريفين- بسوءٍ فأشْغلْه في نفسه، ورُدَّ كيدَه في نَحْرِه، واجعلْ الدائرةَ تدورُ عليه يا رب العالمين، اللهم وفِّق شبابنا لما تُحبُّ وترضى، واهْدهمْ سُبُلَ السلام، وجنِّبْهم الغُلوَّ والمجونَ والآثام، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات الأحياءِ منهم والأموات، اللهم يا مُصَرِّفَ القلوبِ والأبصار صَرِّفْ قُلوبَنا على طاعتك، اللهم زدنا ولا تُنقِصْنا، وأكْرِمْنا، ولا تُهِنا، وأعْطِنا ولا تَحرِمنا، وآثرنا ولا تُؤثر علينا.

اللهم فرِّجْ همَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّس كرْبَ المكروبين، واقْضِ الدَّين عن المدينين، واشْفِ مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم، ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها، وقد جعلتم الله عليكم كفيلًا إن الله يعلم ما تفعلون، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

[1] السعدي، تيسير الكريم الرحمن: ص 928.

[2] السعدي، تيسير الكريم الرحمن: ص 99.

[3] أخرجه البخاري، برقم (1467).

[4] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم: 4/ 592.

[5] السعدي، تيسير الكريم الرحمن، ص 924.

[6] ينظر: شبكة ملتقى الخطباء https://khutabaa.com/ar/article.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.11 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]