|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الخوف يسيطر علي لتأخري في الزواج أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة تزوجت صديقاتُها وتأخر زواجُها، مما أفقدها الثقة في نفسها، وأصبحت تكره الحياة، ولم تَعُدْ قادرةً على مخالطة الناس. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة، مشكلتي أنني فقدتُ الثقة في نفسي، وأصبحتُ أكره الحياة وأكره نفسي، ولم أعُدْ قادرةً على مخالطة الناس. عانيتُ كثيرًا مع والدي الذي كان أبي يضربني لأتفه الأسباب، ولم يكن يعير اهتمامًا لأحدٍ عند تعنيفي؛ فقد كان يَضربني أمام الناس، ويشتمني بأقبح الألفاظ، حتى كرهتُ نفسي، وكنتُ أختلي بنفسي من شدة الوجع وأبكي في الليل! أمي كذلك لم تكنْ تحنو عليَّ؛ لهذا كنتُ أفكِّر مرارًا في الهرب، وكنتُ أدعو على نفسي كي أمرض؛ لكي أرى ما إذا كانوا يحبونني أم لا. عندما كبرت قليلاً بدأتُ أشعر بالرغبة في الزواج، وكنتُ أدعو الله كثيرًا في صلاتي أن يرزقني زوجًا صالحًا، وتقدم لي بالفعل شاب ذو أخلاق عالية، لكن لم نتزوج. دخلت الجامعة وكنتُ متفوقة، لكن كنتُ أشعر بالوحدة والعزلة، وأحس أن أحلامي التي أنسجها تصبح من نصيب غيري، وأنا أقف وحيدة أشاهد أفراح صديقاتي، متمنية زوجًا صالحًا مثلهنَّ، يحنو ويخاف علي. أخاف مِن العنوسة، وكل من يقابلني من الجيران يقول لي: لماذا لم تتزوجي إلى الآن، لا بد أن بك سحرًا. وبغض النظر عن هذا الكلام، لكن المشكلة أنني لم أعد أثق بنفسي، بالرغم من أن لدي طاقة كبيرة، لكن الخوف أصبح يسيطر عليَّ، حتى أصابني الكسل، والخوف من الفشل يسيطر على حياتي. الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ: لِمَ الخوف والقلق؟ وما أسباب تلك النظرة السوداوية؟ يا بنية، أنت مررتِ بظروف سيئة في صغرك تمثلتْ في تعامل والديك القاسي كما ذكرت، هذه هي الأسباب فقط لا غير، وإلا فأنت فتاة كغيرك مِن الفتيات ميَّزك الله بمزايا، وتمتلكين قدرات إيجابية، لكنك تجاهَلْتها بسبب ما حصَل في الماضي ولأنك تنظرين دائمًا إلى الوراء. إن الذي تشتكين منه مِن سوء تعامل والديك حقيقة إنما هو أمرٌ يتكرَّر في كثيرٍ مِن البيوت وللأسف، فهل يعني ذلك أن نعلنَ فشل كل مَن تربى تلك التربية؟! لماذا لا نصنع العكس؟! لماذا لا نرفع أنفسنا ونبحث عن تميزها المدفون؟ لماذا لا نكتشف ذواتنا ونُحسن الظن بأننا نملك أمورًا إيجابية برغم الذي كان؟! لِمَ الخوف ولنا ربٌّ عظيم رحيم قادر مقتدر يجبر الكسير، ويعين الضعيف، وينصر المظلوم، ويعز الذليل؟! لِمَ اليأس والبؤس ونحن مؤمنون مُوحِّدون مجتهدون في طاعة الرحمن؟ وأي نجاح أعظم من نجاح المرء في علاقته بربه؟ ألست تصلين وتصومين وتقرئين القرآن؟ أليس لك ربٌّ تلجئين إليه حين تضيق بك الأحوال، فلماذا البؤس والخوف؟! المؤمنُ يا بنية حين تنزل به ضائقة ويُبتلى بأمر ما، فإنه مُطالَبٌ بالصبر عليها، مع رجاء ما عند الله من الأجر والتعويض في الدنيا والآخرة، وليس أجمل ولا أمتع مِن مُجاهدة النفس وتعويدها على الرضا بأقدار الله مع حسن الظن بأن كل ما يقدره الله على عباده إنما هو خير، أَدْرَك ذلك العبدُ أو لم يُدرك. قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 11]، هذه الآيةُ تحمل معاني عظيمةً، منها: أن الذي يستسلم لقضاء الله في المصائب -يعني يتخذ قرارًا بالرضا - فإن الله تعالى سيهدي قلبه ويثبته ويعينه. المطلوبُ منك الآن فقط أنْ تثقي وتؤمني وتوقني بحكمة الله ورحمته، وتتخذي القرار بالرضا؛ الرضا الكامل التام الذي لا تشوبه شائبة، فأنت مثلًا عندما تضعين رأسك لتنامي وتقولي: "اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضتُ أمري إليك"، فأنت تقولينها بيقينٍ مطلق وتسليم تام، لتكوني مشمولة بالخطاب الذي وجهه الرحمن الرحيم إلى نبيه حيث قال: ﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾ [الطور: 48]؛ أي: لا تخفْ؛ أنت في حفظنا ورعايتنا يكتنفك حلمنا ولطفنا، فأي خوف بعد ذلك؟ وأي بؤس وأنت موعودة بكل خير من رب كريم رحيم؟ لا تستسلمي لوساوس الشيطان وإثارته للمخاوف والأحزان، وتفاءلي وسيري بخطوات واثقة، معتمدة على الله في كل أمورك. أكثري مِن الدعاء بإلحاح، واسألي الله أن يمدك بقوة وثبات على الخير، وأن يفتحَ لك أبواب رحمته، وأن يرشدك ويهديك سواء السبيل، وألا يكلك إلى نفسك طرفة عين. وفَّقك الله ورعاك، ويَسَّرَ لك طريق الخير
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |