|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لفتات تنموية عبدالستار المرسومي في عالم العمل كن شخصًا مبدعًا، كن ذا شخصية قوية ومتميزة، طوِّر نفسك، لا تلتفت إلى ما يقوله غيرُك من تعليقات سلبية ومُثبِّطة، استفِدْ من تجارِب الآخرين - الإيجابية على وجه التحديد - وذَرْ سفاسفَ الأمور، وتمسَّك بالعوالي، حاول أن تبحث عن مهارات الإبداع التي لديك، فستجدُها، فإن وجدتها فنمِّها، وطوِّرْها، وغذِّها بما يجبُ أن تُغذَّى به، وإلا فإن هذه المهارات ستموتُ؛ لأن الأشياء بدون غذاء تموت مع الوقت، ولكل شيء غذاؤه الخاصُّ به. وعليك أن تُوقِنَ أن قوة الشخصية معرفةٌ ومهارة تستطيع أن تكتسبها بجدارة، وأنت أهلٌ لهذه المهارة، وعليك أن تؤمن يقينًا أن الإبداع ضروريٌّ لحياة الفرد؛ لكسر الروتين والمَلَل والانطلاق نحو تحقيق الأماني بقوة وحزم ورَباطة جَأْشٍ، ولتطوير المهارات والمعارف، ولإثراء الحياة بالتجارب المفيدة والمواقف الجميلة؛ لا بد من التفكير في التجديد بشكل متواصل لا ينقطعُ؛ فإنِ انقطع التفكير، توقَّف التطوير في الحال، وتبعثرَت الجهود الساعية للإبداع، والتفكيرُ يعني استخدامَ العقل، تلك الجوهرة التي غرزها الخالق سبحانه وتعالى فينا من غير مقابل، لقد رأيت آلاف البشر يسعَوْن لاقتناء الجواهر الثمينة والنفيسة وبأثمان خيالية، يتباهون بها، يحافظون عليها أكثر من أنفسهم، وقد تركوا جوهرتَهم الغالية يعلوها الغبارُ غيرَ آبهين بها، ترى بماذا يجب أن نفكر؟ المفروض أن يكون التفكير في كل حياتك الشخصية، في كل الأمور بلا استثناء، الصغيرة منها والكبيرة، وفي كل الاتجاهات والأماكن والأزمنة، نفكِّرُ ونحن في البيت، في العمل، على مقعد الدراسة، في الشارع، على المستوى الشخصي والاجتماعي والاقتصادي؛ فالتفكير رياضة العقل، فلا تدع عقلَك بلا مِرانٍ، وحاول أن تُبدِعَ ولو قليلاً في كل مجال من هذه المجالات: في التعامل مع الوقت: لا تدعْ أيامك تمرُّ دون أن تُقدِّم شيئًا لنفسك ولمن معك، كن باذلاً وسخيًّا - ليس بمعنى السخاء المادي - لا تنتظر المنحَ من الآخرين، بادر أنت بالعطاء قبل أن يسألوك، وحين تصاحبُ أشخاصًا لفترة من الزمن في عمل أو دراسة أو في سفر، فاترك فيهم أثرًا، دَعْ بصمةَ شخصيتِك المتميزة صدًى في نفوسهم يبقى رجعُه يدوِّي بداخلهم، وكلما احتاجوا لشيء في هذه الدنيا تذكَّروك، ازرع فيهم شيئًا اسمه الفضيلة مع الأمل، وحين تصاحبُهم وتَأْزَفُ ساعةُ الوداع والافتراق، وليس معهم منك إلا كلمة (مع السلامة) أو (في أمان الله)، فقد ظلمتَهم كثيرًا، فضلاً عن أنك ظلمتَ نفسك! في التعامل مع الآخرين: فليس التأثير في الآخرين أن تترك بيدِ مَن تودِّع وردةً أو صورة أو هدية صغيرة؛ فلربما أضاعها في طريقه، وربما رماها ما أن يُديرَ ظهرَه لك، وربما فقدَتِ الوردةُ بريقَها وعطرها مع الأيام؛ فكانت جمادًا لا تفترق كثيرًا عن الحجارة أو أي شجرة يابسة أو جدار، ولكن اترك أثرًا في القلوب والنفوس، اترك أثرَ الصَّلاح! وليتذكر رفيقُ طريقك أنك نصحتَه يومَ كان على حافَة الهاوية، فانقلبت حياته وسار في طريق الإيمان سيرًا ثابتًا يتذكَّرك؛ فهو يدعو لك كلما هَمْهَمَ بكلمات الإيمان بلسانه بعد أن لامستْ شَغافَ قلبه النقيِّ، لقد كنت أنت سببًا مباشرًا في نقائه ومسيرته في طريق الله، فيا له من إنجاز! ولتَتذكَّرْ منكِ رفيقةُ دربكِ في العمل، أو على مقعد الدراسة، أو في الطريق - أنك دعوتِها يومًا إلى شيء سامٍ في الوجود بالنسبة للمرأة، هو (الحجاب)، كوني واثقةً أنها كُلَّما وقفت أمام المرآة لتضع حجابها قبل أن تخرج، ابتسمت وربما ضحكت؛ لأنها تذكَّرَتْكِ، ولعلها في تلك الساعة دعتْ لك دعوةً بظهر الغيب كانت سببًا في سعادتك. ولا تُصَبْ بالإحباط وأنت ترى السَّواد الأعظم من الناس يخوضون في مستنقعات الرذيلة والهلاك، ويسلكون الطرق المُلتويةَ من أجل تحقيق أهداف دنيئة، ولا تستقلَّنَّ أولئك الذين يَلِجُونَ أبوابَ الحق أينما كانت، فمع أولئك القلة فكُنْ؛ فإن الفوز معهم. أما مع نفسك، فسِرْ في طريق الحياة واثقًا من نفسك ولا تتردد، دَعْ عنك الخوفَ من كل شيء إلا من الله، ومَن خاف مِن الله خافَه كلُّ شيء، ليس هناك شيءٌ يستأهل أن تخافَه؛ فكل الأشياء أمام عظمة الخالق صغيرةٌ، بل صغيرة جدًّا! اعمل ما هو صحيح ولا تبالِ، سِرْ كمَلِكٍ، وكيف لا تفعل ذلك وأنت خليفةٌ في أرض الله تعالى؟ كن خليفةً في أرض الله تعالى بمعنى الكلمة، لا تتنازل لأي سبب من الأسباب عن هذه الوظيفة المشرفة، تَمسَّكْ بها، وعَضَّ عليها بالنواجذ، ولكن كن خليفةً في الحق كما أراد الحق سبحانه وتعالى، لا في غيره، لا تنظر لأولئك الذين تخلَّوْا عن هذه المهمة الراقية والدرجة الرفيعة، خُذْها أنت، تَمسَّك بها، شَمِّرْ عن ساعد الجدِّ، وابنِ نفسَك، وابنِ مَن معك، ومَن حولك، ومَن حاول منهم أن يتفلَّت، فأمسِكْ به بقوة وعزم وإرادة لا تَلِينُ، وردَّه إلى جادَّةِ الصواب، ستَشعُرُ بلذَّةِ هذا الإنجاز، وسيُرافِقُك أينما حلَلْتَ وارتحَلْتَ؛ فليس ثَمَّةَ إحساسٌ لعمل دنيوي أجمل من أن تنقذ شخصًا من الهلاك. تعامل مع الأمور بذكاء، واصنع لنفسك برنامجًا لمفهوم الأولويات، ابدأ دائمًا بما هو بالغ الأهمية بعده الأهم ثم المهم وهكذا، ولا تشغلك صغارُ الأمور عن عِظامها، واعلم أن مِن أَولى وأعظم الأولويات رضا المولى تبارك وتعالى، والسيرَ في طريقه على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بر والديك، ثم انفع الناسَ بكل ما استطعت، وبكل ما أوتيتَ من قوة؛ فهذا ببساطة دورُك كخليفة في الأرض، فإن نجحتَ فقد ملكتَ قلوب الآخرين. انظر للأمور بشكلٍ مختلف، تعامل مع الأحداث بشكل جديد، لا تنصَعْ رُغمًا عنك لما اعتادَ عليه الناس، وهنا لا بدَّ من ذِكر مثال بسيط؛ ففي يومِ نهايةِ العام الهجري المنتهي وبداية العام الجديد وكما العادة يتبادل الناس التهاني والتبريكات، وصلتني في صبيحة اليوم الأول للعام الجديد من صديق وفيٍّ رسالةٌ على هاتفي النَّقَّال نصُّها الآتي: (تمرُّ الأيام والشهور والسنون كلَمْحِ البصر، ونحن نفرح ويهنِّئُ بعضُنا بعضًا بمرورها، ولا ندرِكُ أنها تنقص من أعمارنا، وتقترب بها آجالنا، نودِّع اليوم سنةً هجرية انقضت؛ فتُطوَى صفحاتُها، والسؤال: ما الذي قدمناه في هذه السَّنة؟ هل وفَّيْنا حقَّ الله تعالى، وحق أنفسنا، وحق الناس علينا؟ أم شغلتنا الدنيا بأمور تافهة؟ هل كتَبَنا الله في هذه السنة من السعداء، أم من الأشقياء والعياذ بالله؟ هل نحن مستعدُّون للرحيل من هذه الدنيا؟ فقد اقتربت آجالنا سنة، نسأل اللهَ حسن الخاتمة)؛ انتهت الرسالة. إن هؤلاء الناس يقولون أشياء من الروعة ما يجبروننا فيها على سماعهم، وربما بكَيْنا حين نستمِعُ لهم؛ فهم يوقظون في أنفسنا أحاسيسَ عظيمة وجيَّاشة، وهكذا هي الحِكَم، ومثل هؤلاء الناس حَرِيٌّ بنا مصاحبتهم. لا تندم على شيء فعلتَه بعد تفكير عميق وتخطيط مُسْبقٍ مهما كانت النتائج؛ فإنك قد أدَّيْتَ ما عليك، ولكن لا تَبقَ عند هذه النقطة تقول: لو أني فعلت كذا وكذا! ولكن غادِرها على عُجالة، وباشر على الفور العمل لتصحيح المسار والنتائج بطريقة جديدة مختلفة، ولا تَبقَ بنفس القوالب القديمة. وأخيرًا: مهما اختلَّت التوازنات، وغشيت الدنيا ظلاماتٌ متنوعة، عتمتها ليس لها مثيل، فاعلم أن الفرج قريب وقريب جدًّا، فليس ثَمَّةَ ما يحُول بين بزوغ الفجر وحلكة ظلام الليل المدلهم إلا وقتٌ قصير، فإذا وضعتْك إرادةُ الله سبحانه وتعالى في هذا النِّطاق، فاعلم أنك في امتحان، وما عليك إلا أن تصبر قليلاً، وسترى نورًا عجيبًا، تشرق له ثنايا نفسك.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |