|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المرآة لا يؤدي واجبها مثلها د. محمود عبدالجليل روزن المرآة لا يؤدي واجبَها مثلُها، ولا ما اخترع من الوسائل الحديثة فهي نادرة المثال، ولو اخترع مستقبلًا مثلها فستظلُّ هي قريبة المتناول سهلة الإدلاء بنصيحتها: انظر مثلًا إلى الصور الفوتوغرافية؛ هل تُظهرك إلا مُتجمِّلًا متأنِّقًا؛ فكأنَّكَ غيرُكَ؟ وانظر إلى الكاميرا التي تأخُذُك على غِرَّةٍ، فتفضحُ ما ليس من طبعِكَ، وإنَّما هو من فلتاتِ طبعِكَ، وانظر إلى وجه الماء الذي لا يلبثُ أن يتماوجَ وإن كنتَ ظفرتَ منه للتوِّ بلحظةِ سكونٍ، وانظر وانظر، فلن يؤدي ما تؤديه المرآةُ الموصوف بالميزات الموصوفة إلا ما يمكن أن نُطلق عليه المرآة، ذلك التكوين ذا السطح الصقيلِ، والـمَنحِ الأصيلِ الذي لا يحول دون الوصول إليه وعرٌ، ولا يُبتزُّ المرء بعده بسرٍّ. قد أظلَّنا زمانٌ لا تجد في الإبل المائة راحلة، الناصحُ أعزُّ من الكبريت الأحمر، ويَبقى المؤمنُ المرآةُ الموصوف شأنه هو أهل النُّصح، وقد يُخترع من الوسائلِ الشيء الكثير من اختبارات تقويم نفسية وذاتية إلا أنَّها غير دقيقة، ومن وسائل كشفٍ إلكترونية إلا أنَّ اختزان الصورة ونقلها مُمكن فهي غير أمينةٍ، وقد تخترع جلسات مصارحة مع الأطباء النفسيين، ولكنَّ السجلاتِ تشي بالأسرار لسنواتٍ وسنواتٍ، فتبقى المرآةُ هي المرآة. ويبقى الصديق الصدوق نادر المثال عزيز الوجود ولكنه أقدر الناس على سبر أغوار صاحبه، واكتشاف ما به، ومناصحته بشأنه. المرآة لا تذكر زوجها بعيبه طول الوقت وإنما تتجاوز الحدث بمجرد انقضائه: وكما لا تشي بكَ، ولا تنمُّ عنكَ؛ فإنَّها لا تُعيِّركَ طول الوقت بما أبدت لكَ من عيوبٍ، وما ابتزَّتك بسوء طلعةٍ، ولا غبرة لونٍ، ولا قصدتْكَ قصدًا في أوقات مسرَّتكَ لتُذكِّرَكَ بسابقِ مَعرَّتِـكَ، وإنَّ كثيرًا مما يُعدَّون من الأصدقاء لَيفعلون!
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |