طفلك وأسئلته المحرجة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024201 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301444 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 119047 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40240 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367084 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-07-2021, 01:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي طفلك وأسئلته المحرجة

طفلك وأسئلته المحرجة (1)
هبة بنت أحمد أبو شوشة





الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على النبيِّ الأمين، نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بكلمات حزينة أخبرتْني أن ابنها ذا السبع السنوات قال لها: إن صديقًا له تحدَّث معه عن (الزواج)، وعندما حاولَتْ معرفة ما قاله له بالتحديد، كانت صدمتها؛ فالطفل وصف له بأدق التفاصيل ما الذي يحدث بين الرجل وامرأته وقت العَلاقة، وجاءت تسأل: ما العمل؟ وكيف تصلح براءته التي شعرت أنها قد سُرقت منه؟!

لم تكن هي الأولى، ولن تكون الأخيرة.
ففي نفس المجلس أخبرَتْنا إحدى الأمهات أنها وهي صغيرة قد تعرَّضت لهذا الأمر من إحدى صديقاتها.
وثانية قالت: إن ابنًا لصديقة أمِّها أخبرها هي وأخاها عن تفاصيل العلاقة بين الزوجين، وهي في الثامنة من عمرها.

وأخرى ذكرت موقفًا حدث مع ابنتها التي تبلغ من العمر 6 سنوات، عندما سألت عن كيفية خروجها إلى الدنيا، فأجابتها بأنها خرجت عن طريق عملية بالبطن، وفوجئت بابنتها ترد: لا، هذا غير صحيح، فالأطفال يولدون بطريقة أخرى، وذكرت ما تعرفه عن طريقة الولادة، وأضافت أنها علمت بكل هذه التفاصيل من صديقة تكبرها سنًّا.

وبغضِّ النظر عن كيفية التصرف في تلك المواقف، إلا أن هذا الأمر قد لفت نظري لأمر مهم جدًّا، وهو إننا إذا لم نسبق الآخرين بخطوة، ونحصِّن أبناءنا بالمعلومات الصحيحة الموثوقة، وبالطريقة اللائقة، فهم سيقعون فريسة لمثل هذه النماذج من الأصدقاء، وحتى إذا لم تصل لهم تلك المعلومات من أصدقائهم، فربما يبحثون عنها في عالم الإنترنت المترامي الأطراف، وهو الأمر الذي أصبح سهلًا ومتاحًا في ظل التقدم الهائل في التكنولوجيا حاليًّا.

الكثيرات يُحجِمن عن التحدث في تلك الأمور مع أبنائهن؛ إما بحجة أنهم ما زالوا صغارًا، وأحيانًا أخرى بحجة الخجل من التحدث في تلك الأمور، وهذا ثبت خطؤه حاليًّا، فإذا لم تكوني أنت مصدر معلومات أبنائك، تأكَّدي أنه سيجد مصدرًا غيرك بسهولة، بل لا أبالغ إذا قلت: إن هذه المعلومات ستأتي إليه رغمًا عنه وعنك، ولكن حينها لن يكون بدقة معلوماتك وصحتها وأسلوبها الراقي.

وما دمنا لن نستطيع أن نحمي أبناءنا من تلك النماذج من الأصدقاء أو حتى من الإنترنت، فعلى الأقل يمكننا حمايتهم عن طريق الإجابة عن أسئلتهم، والتحدث معهم، وإفهامهم بطريقة تلائم سنَّهم، بحديث يشبع فضولهم، فلا يُلقُون آذانهم لأصدقائهم.

لماذا يسأل الطفل؟
عادةً ما تتضايق الأمهاتُ من أسئلة الأطفال الكثيرة، وتبدأ في التذمر والشكوى من ثرثرة الأبناء، وأحيانًا ترغم الطفل على التوقف عن سؤالها؛ بإهمال هذه الأسئلة وعدم الرد عليها، أو السخرية منها والاستهانة بها، ولا تعلم أن أسئلة الطفل وفضوله الشديد هو دليل واضح على نموِّه النفسي والعقلي، ورغبته في التعرف على العالم من حوله، واستكشاف كل ما هو غامض ومستور عنه، وخاصة تلك المواضيع الخاصة بالبلوغ أو الشهوة أو الجنس الآخر أو الزواج، وهو عندما يسأل يسعى للمعرفة بدافع التعلم، وليس للتسلية أو للفراغ، وأحيانًا ما تكون تلك الأسئلة سببها تطور مهاراته اللُّغوية، فيبدأ باستعمال هذه المهارات على هيئة أسئلة.

أسئلة طفلك، كيف تردين عليها؟
كثيرة هي الأسئلة التي يفاجئنا بها أبناؤنا منذ أن يتموا عامهم الثاني، وغالبًا ما نعرف إجابة الأسئلة، ولكننا نتحير في كيفية توصيل هذه المعلومة لهم، بحيث تُناسب سنَّهم ويستطيعون استيعابها بدون زيادة أو نقصان.
وحتى تردِّي على أسئلة طفلك بطريقة صحيحة ومنهجية، لا بد وأن تتبعي عدة إرشادات مهمة في الرد على أسئلتهم.

إرشادات مهمة في الرد على أسئلة طفلك المحرجة:
لا يسأل الطفل إلا إذا كان مستعدًّا لسماع الإجابة، فلا تبادري طفلك بتلك المعلومات إلا إذا قام هو بالسؤال، أما فيما يخص مرحلة البلوغ، فهنا يستحسن للأم أن تبادر أبناءها لتوعيتهم وتهيئتهم حتى ولو لم يسألوا هم.

لا تسْخري من أي سؤال من أبنائك، ضعي في الاعتبار أنه لا وجود لأسئلة غبية، ولا بأس أن تعترفي بعدم معرفتك الإجابة عن سؤال ما، وبهذه الطريقة يتعلم الطفل أن الجهل هو أساس اكتساب المعرفة.

تعاملي مع الأسئلة ببساطة، واعلمي أن طفلك يسأل ليتعلم وليس ليحرجك، فلا تواجهي طفلك بعاصفة من الاتهامات، كيف وممن سمع هذا السؤال! وليكن همك هو معرفة قدر المعلومات التي عنده؛ حتى تستطيعي أن تصححي معلوماته وتضعيها في إطارها الصحيح.

إذا سألك الطفل أسئلة محرجة، لا تغيِّري الموضوع كما يفعل كثير من الآباء والأمهات، بل انتهزي الفرصة لمناقشة الأمر وتوضيح كل المعلومات الخاطئة التي يحملها طفلك، وانقلي إليه قِيمك.

قبل أن تردي على طفلك، اعرِفي أبعاد سؤاله أولًا، وتوقعه للإجابة، وقولي له: (لماذا تسأل هذا السؤال؟)؛ لأنه ربما يبحث عن إجابة أبسط كثيرًا مما تتوقعينه، وقد قرأت يومًا أن أحد الصغار سأل والده: من أين جئت؟ فقام الأب بالرد على سؤاله بالتفصيل وأجاد في الشرح، وبعد أن انتهى إذا بالطفل يقول له: الأمر معقد، لقد أتى صديقي من مدينة كذا!

الرد على أسئلة الأطفال يكون بمعلومات صحيحة ودقيقة وواضحة بعيدة عن الغموض، بشكل علمي وشرعي معًا؛ فالشرعي يربطه بالدين ويجعله يعلم أن شرعَنا يتحدث عن كل شيء باختصار ورقي، والعلمي يشرح الأمر باستفاضة شديدة وتفاصيل، ونستفيد منه بتوضيح أكبر للمعلومة.

مراعاة سن الطفل، فتكون الإجابة والمعلومات التي تتضمنها مناسبةً لعمره، فالإجابة على ابن الثالثة تختلف عن ابن السابعة، وكلاهما يختلف عن ابن العاشرة، وفي السن الصغيرة راعي في أجوبتِك أنها تكون كافية وليست شافية؛ أي: تكون مختصرة، وفي جملتين أو ثلاثة، ما دامت تلك الجُمَل تتضمن المعلومات التي يريدها، وكلما زاد عمرُ الطفل زادت كمية المعلومات الموجودة في الإجابة، وأنت هي مَن تحدد ذلك؛ لمعرفتك بابنك وطريقة تفكيره، وكم المعلومات التي عنده وثقافته، وأيضًا قدرته على الاستيعاب.

عند الإجابة على أسئلة طفلك، لا تظهري خجلك أو ترددك وقلقك، فهو يصل سريعًا لطفلك، وإنما أجيبي بهدوء وثقة وبدون خجل.
استخدام الأسماء الصحيحة والحقيقية للأعضاء، والابتعاد عن الأسماء الدارجة التي يستعملها البعض؛ حتى يأخذ الموضوع منحى طبيًّا ثقافيًّا، ولا يشعر الأهل بعدم الراحة أو الإحراج.

سينفعك كثيرًا أن تشتري بعض الكتب والموسوعات العلمية المصورة والجذابة؛ بحيث يقرؤها الطفل أو يراها، وتساعدك على تقديم المعلومة بشكل موثَّق وجميل.


بعض الأسئلة من طفلك تكون مهمة وتحتاج لبحث، عندها يمكنك التخلص من الموقف بأن تتبادلي معه الأدوار؛ كأن تقولي: هذا سؤال مهم، برأيك كيف يحدث هذا الأمر؟ ودَعِيه يفكر قليلًا ريثما تذهبين أنت أيضًا للبحث حتى تجدي إجابة صحيحة.

كانت هذه أهم الإرشادات في الرد على أسئلة الأبناء.
وفي المقال الثاني إن شاء الله سنتعرض لبعض تلك الأسئلة وكيفية الرد عليها بطريقة علمية ومناسبة لأعمارهم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-07-2021, 01:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي رد: طفلك وأسئلته المحرجة

طفلك وأسئلته المحرجة (2)
هبة بنت أحمد أبو شوشة





الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على النبيِّ الأمين، نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تحدثنا في المقال السابق عن أسباب أسئلة الأطفال، وذكرنا بعض الإرشادات في الرد على هذه الأسئلة، وفي هذا المقال سيكون موضوعنا عن نماذج من تلك الأسئلة، وكيفية الرد عليها، مع بعض الأخطاء التي يقع فيها الوالدان عند الرد على أسئلة أبنائهم.

يمكننا تقسيم عمر الأطفال - من حيث شكل الإجابة على أسئلتهم المحرجة - لثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: (من الثانية للسادسة).
المرحلة الثانية: (من السادسة للتاسعة).
المرحلة الثالثة: (من التاسعة للثالثة عشرة).

المرحلة الأولى (من الثانية للسادسة):
ويأتي السؤال الأول الأشهر في أول القائمة:
من أين أتيتُ؟
الإجابة ستكون بسيطة على قدر سنه.
يأتي الأطفال عندما يتزوج الأب والأم، ويحب بعضهما بعضًا، فإن الله عز وجل يخلق الجنين في بطن الأم، ويظل الجنين في بطن الأم لمدة تسعة أشهر، حتى يأذن الله بخروجه من بطن والدته.

كيف خرجت من بطن ماما؟
خرجت من مكان اسمه الرحم، وعندما يكبر الجنين، ويحتاج للطعام أكثر مما يحصل عليه في رحم الأم، يأذن الله له بالخروج، فنذهب للطبيبة لتساعد ماما في خروج الجنين.

هل يمكنني أن أرى هذا المكان؟
لا، فهذا مكان خاص، ولا يصح أن يراه أحد.
ومناسب في هذه السن أن تذكري له مفهوم العورة، والحفاظ على جسده، وأنه لا يجب لمسه من قِبل أيِّ شخص إلا الأم فقط، وكذلك آداب الاستئذان.
وحتى تتجنبي مزيدًا من الأسئلة؛ الْفتِي انتباهه بأمور أخرى؛ مثل كم كان جميلًا عندما كان صغيرًا، واذكري له مواقف مضحكة مما كان يفعله وهو صغير، وهكذا.

لماذا جسمي يختلف عن جسم أختي؟
لأن البنت عندما تكبر تحمل وتلد الأطفال؛ ولذلك جسمها يختلف عنك.

لماذا لا يكون هناك "نونو" في بطن بابا؟
لأن أجسام الرجال تختلف عن أجسام النساء، وجسم المرأة فقط هو المهيأ ليحمل طفلًا داخله في مكان يسمى الرحم، يعيش فيه الجنين تسعة أشهر حتى يأذن الله بخروجه.

لماذا ينام بابا معك في السرير وأنا لا؟
لأن بابا وماما متزوجانِ، وقاما بعمل زفاف كبير، وعرف جميع مَن حولهم بزواجهم، ولكي تتزوج لا بد وأن تكبر أولًا، وتعمل ليكون معك مال، وتستطيع أن تتحمل مسؤولية بيت وأطفال.

لا تظني أنه سيتوقف عند هذا الحد.. فكلما مرت السنوات ستتسع مداركه أكثر، ويبدأ في تحليل المعلومات التي لديه، وسيعلم حينها أن هذه المعلومات لا تجيب بشكل كامل عن أسئلته، وأنه يحتاج لتحديث لتلك المعلومات، وهذا ما يحدث في:
المرحلة الثانية (من السادسة للتاسعة):
هذه المرحلة هي الأصعب من وجهة نظري؛ فالطفل يكون فضوليًّا جدًّا، وله أسئلة نعتبرها نحن الأمهات مخيفةً؛ لأننا نجهل كيفية الرد عليها غالبًا!
فهي تحتاج منك لمعلومات صحيحة، وفي نفس الوقت لا تستطيعين أن تتوسعي في المعلومات؛ حتى لا تثيري فضوله أكثر وأكثر؛ ولذلك فالأم تقع في حَيرة كبيرة، وتتخبط فلا تعرف ماذا تقول وكيف تقول، وللإجابة عن أسئلتهم ستتوسعين في توضيح المعلومة بشكل أكبر.
وإن كان السؤال في المرحلة الأولى: من أين أتيت؟ فغالبًا سيكون السؤال في المرحلة الثانية: كيف أتيت؟

فإذا كنت أخبرت طفلك أن وجود الطفل يحتاج لأب وأم، فطبيعي أن يكون سؤاله: لماذا نحتاج لبابا؟ وما دور بابا في وجودي ما دمت أكون في بطنك أنت؟
"الله خلق كل شيء زوجين: (قط وقطة، دِيك ودجاجة، رجل وامرأة)، وعندما يتزوجان يعطي الأب جزءًا من جسده للأم، والله يُعلِّم الأب كيف يعطي هذا الجزء، والله سبحانه وتعالى يضع فيه الروح، ويظل يكبر ويكبر حتى الموعد المحدد، وبعدها يخرج من فتحة في أسفل بطن الأم".

وفي هذه السن يناسبه كثيرًا أن يشاهد إحدى الفيديوهات التي يظهر فيها كيفية تكوُّن الجنين ومراحله.
بعض الأطفال يكتفون بتلك الإجابة، إلا أن البعض الآخر لا يكتفي ويبدأ في سؤالك سؤالًا أشد فضولًا من سابقه.

وكيف يصل هذا الجزء إلى الأم؟!
حتى ينتقل هذا الجزء من الأب للأم لا بد وأن ينام الأب والأم في غرفة واحدة وسرير واحد، ويكونا قريبين جدًّا بعضهما من بعض، وحينها يكون الحمل بمشيئة الله عز وجل.

لماذا لا تصلِّين معنا هذه الأيام؟
الله عز وجل هيأ الأنثى لتحمل وتنجب الأطفال، وقد خلق الله في كل أنثى مكان يسمى الرحم ليظل فيه الجنين يتغذَّى على سوائل معينة، حتى يأذن الله بخروجه، وفي حالة عدم وجود الجنين، فالرحم يتخلص من هذه السوائل، وخلال هذه الفترة الله عز وجل يأمرنا بالتوقف عن الصلاة والامتناع عن الصوم، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((...أليس إذا حاضت المرأة لم تصلِّ ولم تصم؟))[1].
وبعد أن تنتهي هذه الفترة، نعود للصلاة والصوم مرةً ثانية.

ما هذه الأشياء؟ وفيمَ تستخدم ماما (الفوط الصحية)؟
نوع من الملابس الداخلية، وتُستخدَم في امتصاص السوائل التي يتخلص منها الرحم.

المرحلة الثالثة (من التاسعة للثالثة عشرة):
مع توسع دائرة أصدقائه واختلاف الثقافات، يصل إلى مسامعه الكثير والكثير من المعلومات، بأشكال عدة، وتبدأ أسئلة جديدة في الظهور، تصبح أكثر جرأة وصراحة وتعقيدًا!

كأن يسألك مثلًا: (كيف يحدث الحمل؟)، أو: (ما هو الجِماع؟).
بالنسبة لي هذه السن مريحة؛ لأنني أستطيع الإجابة عن أسئلته بهدوء وبدون خجل، بطريقة علمية بحتة، وكأنني أشرح درسًا في مادة العلوم، وأضيف عليها المنظور الديني، فتكتمل الصورة في ذهن الابن، وتصبح الأمور واضحة أمامه.

والإجابة هنا ستكون كالتالي:
الله عز وجل خلق الذكر والأنثى مختلفين في مشاعرهما ونفسيتهما وتكوينهما الجسدي، وقد فطر الله عز وجل الرجلَ لينجذب للأنثى، والأنثى تميل للرجل، ولكي تستمر هذه الحياة على الأرض بطريقة صحيحة وبدون فوضوية؛ شرع الله عز وجل الزواج، الذي يكون نتيجته أبناء يعمرون الأرض ويعبدون الله عز وجل.

ولكي يحدث الحمل؛ جعل الله عز وجل في تكوين المرأة ما يُهيئها لدورها في المستقبل كأم لأبنائها، فجعل لها جهازًا تناسليًّا يحتوي على فتحة البول وفتحة الرحم، وجعل في تكوين الرجل ما يؤهله لدوره كذلك، فجعل له جهازًا تناسليًّا يحتوي على العضو الذكري والحيوانات المنوية، ولأن الزواج سكن ومودة ورحمة - قال تعالى: ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21] - يكمل كلا الزوجين الآخر، وتحدث بينهما علاقة راقية جميلة بدافع الحب والمودة، قال تعالى يصف هذه العلاقة: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187]، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا التقى الختانان، فقد وجب الغسل))[2]، فعندما يلتقي عضو الذكر مع عضو المرأة، ينتقل الحيوان المنوي عند الرجل إلى رحم المرأة، والمسؤول عن تكون الجنين - بأمر الله - عند المرأة هي البويضة، فإذا تصادف وجود الحيوان المنوي مع البويضة في وقت واحد، حدث الحمل بإذن الله.

ما معنى الانتصاب؟
هو تمدُّد يحدث للعضو الذكري، يحدث أثناء الاستيقاظ من النوم بسبب زيادة كمية الدم التي تصل إلى الحوض، ويحدث هذا الأمر حينما تقترب من سن الرجولة، ويتطور جسدك استعدادًا للزواج.

ما هو البلوغ؟
هو عبارة عن تغيرات هرمونية ونفسية وجسدية، تحدُث عندما يصل الذكر أو الأنثى لسن معينة، فينتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحة الشباب، وتختلف من الذكر للأنثى، وحينها يصبح مكلَّفًا بتكاليف الدين كاملة.

ملاحظة: في خلال هذه المرحلة، من المناسب جدًّا الحديث مع الأبناء عن علامات البلوغ والتغيرات التي تحدث في الجسم، وكيفية التطهر والعناية الشخصية، وتهيئتهم للدخول في هذه المرحلة بيسر وهدوء.

ما هو الشذوذ الجنسي؟
خلق الله عز وجل الرجل وخلق المرأة ليتزوجا وينجبا الأطفال في مسار طبيعي، حدده الله عز وجل حيث قال: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21].

ولكنْ هناك أناس تنقلب فطرتهم عن مسارِها الصحيح، وهذا ما يسمى بالشذوذ الجنسي، وهؤلاء الشاذون ملعونون عند الله سبحانه، ومنبوذون عند الناس، وصحبتُهم شر وضرر، والبعدُ عنهم فضيلة ورحمة.

كانت هذه نماذج لأسئلة الأبناء بمراحلهم المختلفة، ويبقى فقط أن ننبه هنا على بعض الأخطاء التي قد تقع من الأهل عندما يواجهون مثل تلك الأسئلة في المقال التالي إن شاء الله.



[1] أخرجه مسلم، والترمذي، وابن ماجه، وأحمد، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي، وغيرهم.

[2] سنن ابن ماجه، وصحيح ابن حبان.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-07-2021, 01:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي رد: طفلك وأسئلته المحرجة

طفلك وأسئلته المحرجة (3)
هبة بنت أحمد أبو شوشة








الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على النبيِّ الأمين، نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.







أخطاء الأهل في الرد على أسئلة الأطفال المحرجة:



إهمال إجابة الطفل؛ كأن يغيِّر الأهل الموضوع، أو يكون ردهم: عندما تكبر سوف تعرف.



التسرع في الإجابات عن أسئلة الأطفال بدون التأكد من المعلومات، وهذا خطأ شائع؛ لأن الطفل إذا اكتشف خطأ معلوماتك سيفقد الثقة بك.







الإجابة عن أسئلة الأطفال بإجابات تافهة؛ ظنًّا منهم أن هذه الإجابات ستطفئ فضوله وينتهي الموضوع؛ كأن تقول الأم عندما يسألها صغيرها عن كيف أتى؟ فترد أنهم وجدوه على باب الجامع، أو قاموا بشرائه من السوبر ماركت، أو أنه خرج من فمها.







الكذب على الطفل وإجابته بإجابة غير صحيحة؛ للتخلص من إحراج السؤال، كما فعلت إحدى الأمهات؛ حيث تفتق ذهنها عن إجابة مذهلة من وجهة نظرها، عندما قالت لابنتها: إنها ابتلعت حبة من نوع خاص، يُحتفظ بها في المستشفيات، فتفقس وتخرج منها داخل بطن الأم فتكبر قليلًا قليلًا حتى تتكامل أعضاؤها، ثم تخرج إلى الدنيا، وما زالت الطفلة تسأل وتصر على أمها لرؤية هذه الحبوب!







في النهاية لا بد وأن نفهم أن طفل اليوم أذكى من طفل الأمس؛ لِما يتعرض له من تأثير لوسائل الإعلام والاختلاط الذي يوسع مداركه؛ فلا تستهينوا بعقول أبنائكم، وافتحوا قنوات للحوار معهم، وكونوا أنتم مصدر معلوماتهم، لا تقولوا: ما زال الوقت مبكرًا، فلا حدود للسن، فطفل السادسة والسابعة يتعرض لهذه المعلومات شاء أم أبى، ويصبح لقمة سائغة لأصدقاء السوء، يشكلون ثقافته ومعلوماته عن هذه الأمور، هو سيعلم في النهاية - سواء منك أو من غيرك - فكوني أنت الصديقة التي يعلم أنها ستُقدِّر ذكاءه، وتتفهم فضوله، ويعلم أنه سيجد عندها الجواب الصحيح لكل تساؤلاته، وامنحوهم مزيدًا من الثقة والمحبة، وركزوا على فكرة أنك مستعدٌّ لاستقبال أية أسئلة مهما بدت غريبة أو مزعجة، وأنك لن تملَّ ولن تغضب ولن تحكم على طفلك بالغباء وتستهزئ بأفكاره؛ حتى تكونوا أنتم وجهتهم الأولى عندما يحين وقت أسئلتهم المحرجة!








من الكتب المفيدة التي تراعي الجانب الإسلامي كتاب: "تربية الأولاد في الإسلام"؛ للدكتور عبدالله ناصح علوان.



ومن الكتب التي تعالج هذا الموضوع بشكل خاص كتاب: "معين الآباء في التربية الجنسية للأبناء"؛ د. مأمون مبيض.



وكذلك لنفس الكاتب كتاب: "التربية الجنسية"، ويضم نحو 40 مشكلة باح بها الآباء والأمهات والمربون حول هذا الموضوع.







سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.37 كيلو بايت... تم توفير 2.59 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]