البر والصلة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127003 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-03-2021, 09:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي البر والصلة

البر والصلة
الشيخ وحيد عبدالسلام بالي














(خطبة عيد الفطر)











إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].







﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 71].







توديع رمضان:



يا شهر رمضان، غير مودَّع ودَّعناك، وغير مُقلٍّ فارقناك، كان نهارك صدقةً وصيامًا، وليلك تلاوة وقيامًا، فعليك منا تحيةٌ وسلامٌ.



أتراك تعود بعدها علينا، أو يدركنا المنون فلا تؤول إلينا؟!



أيها المسلمون، إنكم في يومٍ تَبَسَّمَتْ لكم فيه الدنيا، أرضها وسماؤها، شمسها وضياؤها، هذا يوم يُفطِر المسلمون، هذا يوم يفرح المؤمنون، هذا يوم تكملون العدة وتُكبِّرون الله على ما هداكم، ولعلكم تشكرون.







بر الوالدين:



قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [النساء: 36].



وقال تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ ﴾ [لقمان: 14].



وقال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 22].







عن ابن مسعود قال: سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم: أي العملِ أحب إلى الله تعالى؟ قال: ((الصلاةُ على وقتها))، قلتُ: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قلتُ: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))[1].







فبرُّ الوالدين مِن أحب الأعمال إلى الله تعالى، خاصة في هذا اليوم المبارك.







وبر الوالدين بالمال، وبر الوالدين بالطاعة في المعروف، وبر الوالدين بالكلمة الطيبة، وبر الوالدين بالاحترام والتقدير، وبالودِّ والزيارة، والنُّصح والإرشاد، والدعاء لهما بالتوفيق والهداية.







هذا في الحياة، أما برُّهما بعد موتهما فبالدعاء لهما، والاستغفار لهما، والتصدُّق عليهما، وبزيارة قبريهما.







صلة الأرحام:



قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ﴾ [الرعد: 21].







قال تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22 - 23].







وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرِم ضيفَه، ومَن كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فليَصِلْ رحمه، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليَقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ))[2].







وعنه أيضًا مرفوعًا: ((إن الله خلَق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامَتِ الرحمُ، فقالتْ: هذا مقام العائذ بك مِن القطيعة، قال: نعم، أما ترينَ أن أَصِلَ مَن وصلك، وأقطع مَن قطعك؟ قالت: بلى: قال: فذلك لك))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا إن شئتم: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ ﴾ [محمد: 22]))[3].







فالواجبُ على المسلم صلة رحمه، خاصة في هذا اليوم المبارك، وصلة الرحم بالمال والزيارة، والمودة وقضاء الحوائج، ولكن لينتبه المسلم كيلا يقع في المحرم أثناء صلة الرحم وزيارة الأقارب؛ فلا تصافح ابنة عمك، ولا ابنة خالك، وما شابههما مِن الأجنبيَّات.







صلة الرحم تُوسِّع الرزق وتُطيل العمر:



فقد ثبت في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن أحبَّ أن يُبسط له في رزقه، ويُنسَأ له في أثره، فليَصِلْ رَحِمَه))[4].







التذكير بصدقة الفطر:



لقد شرَع الله تبارك وتعالى صدقةَ الفطر طُهرةً للصائم مِن اللغو والرفث، وطعمة للمسكين، فأغنُوا المساكين في هذا اليوم عن المسألة، وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: "فرَض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاةَ الفطر: صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا مِن شَعير على العبد والحر، والذكَر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة"[5]، وأوصيكم باليتامى خيرًا.







التزاوُر والتحاب:



يُستحبُّ للمسلمين أن يتزاوَروا، وأن يتحابوا، وأن يتآلفوا في هذا اليوم المبارك، المسلم الذي بينه وبين أخيه شحناء ليَعُد إلى رشده، ويتَّقِ ربه، ويصالِح أخاه؛ فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أن الجنة تُفتح أبوابها يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبدٍ لا يشرك بالله شيئًا إلا رجلًا بينه وبين أخيه شحناء[6]، فيقال: أنظروا[7] هذين حتى يَصطلحَا، أنظروا هذين حتى يصطلحا))[8].







التذكير بِرَدّ المظالم:



أيها المسلمون، أيها الموحدون، مَن كانتْ لأخيه عنده مظلمةٌ، فليَرُدَّها إليه قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ، قبل أن يأتي يومٌ لا شفيع فيه ولا حميم.







قبل أن تقف أمام المحكمة الإلهية، المحكمة العادلة، محكمةٌ شهودُها جوارحك، وحكمُها هو العدل، وأمرها هو الفصل، وفائزها في الجنة، وخاسرها في النار؛ قال تعالى: ﴿ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ * يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ * وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [غافر: 18 - 20].







وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَن ظلم قِيدَ شبرٍ مِن الأرض طوَّقه مِن سبع أرضين))[9].







وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله ليُمْلِي للظالم، فإذا أخذه لم يُفْلِتْه))، ثم قرأ: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102][10].







يا مَن ظلمت جارك فاغتصبتَ أرضه، يا مَن ظلمت عاملك فأكلتَ أجرَه، يا مَن ظلمتَ والدك فنقصتَه حقَّه، يا مَن ظلمت مسلمًا فشهِدت زُورًا ضده، يا مَن ظلمت زوجتك فقصَّرتَ في حقها، يا من ظلمت رَحِمَك فلم تَصِلْها، يا من ظلمت نفسك فعن المعاصي لم تَرْدَعها - قد آن لك أن تتوبَ، قبل أن يدركك الموت، فتتقطع نفسك حسراتٍ، ويَتفطَّر قلبك ندمًا؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].







موعظةٌ شاملةٌ:



عباد الله، إن الإسلام يأمر بالإخلاص وينهَى عن الرياء، ويأمر بالاتباع وينهى عن الابتداع، ويأمر بالبر وينهى عن العقوق، ويأمر بالصلة وينهى عن القطيعة، يأمر بالعدل وينهى عن الظلم، يأمرُ بالصدق وينهى عن الكذب، يأمر بالنصح وينهى عن الغشِّ، يأمر بالأمانة وينهى عن الخيانة، يأمرُ بحبِّ الخير للمسلمين وينهى عن الغلِّ والحقد والبغضاء والعداوة، فافعلوا ما أمركم الله به، وانتهوا عما نهاكم عنه.



أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.









[1] أخرجه البخاري (527)، ومسلم (85).




[2] أخرجه البخاري (6138).




[3] أخرجه البخاري (4832)، ومسلم (2554).




[4] أخرجه البخاري (5986)، ومسلم (2557).




[5] أخرجه البخاري (1503)، ومسلم (984).




[6] شحناء: عداوة.




[7] أَنظِروا: أخِّروا.




[8] رواه مسلم (2565)، وأبو داود (4916)، والترمذي (2023) وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (1740)، وأحمد في (المسند) (2/268، 329، 389، 400).




[9] أخرجه البخاري (2453)، ومسلم (1612).




[10] أخرجه البخاري (4686)، ومسلم (2583).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.32 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.50%)]