استشعار عداوة الشيطان حقيقة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5031 - عددالزوار : 2179654 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4612 - عددالزوار : 1460365 )           »          معرفة الحق في فِطر الخلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 805 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 67 - عددالزوار : 54879 )           »          الغش والتزوير لنيل الشهادات العلمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم التيمّم حال وجود الماء ووقت جوازه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الواجب على من نسي سجوداً في صلاته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          القضاء والقدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التحايل على غير المسلمين في المعاملات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-09-2020, 02:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,980
الدولة : Egypt
افتراضي استشعار عداوة الشيطان حقيقة

استشعار عداوة الشيطان حقيقة


د. سيف صفاء عبدالكريم الدوري






هذا مَعلم آخر من معالم التوجيه الربَّاني في التصدِّي للشيطان، في معركته الدائرة مع الإنسان، وهذا المعلم يتمثَّل في بناء فِكر الفرد على أنَّ الشيطان عدو له، وهذا يتطلَّب دومًا التنبُّه والتهيُّؤ للمواجهة؛ لأنَّ الإنسان إذا عرف عدوَّه لم يغفل عنه، وهذه العداوة بدأت منذ إخراجه - لعنه الله - من الجنَّة؛ بل منذ أمر الله سبحانه وتعالى الملائكةَ بالسجود لآدم عليه السلام، عند ذلك قال: ﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 62]، وقد كان له ما أراد، مع أنَّه لم يَستخدم القوَّة في ذلك أو السلطان، قال الحسن البصري رحمه الله: (واللهِ ما كان له سيف ولا سوط، ولكنَّه استمالهم فمالوا بتزيينه)[1]، وحين يتأمَّل المرء تلك القصَّة العجيبة التي حصلَت بين آدم عليه السلام وبين إبليس لعنه الله، يَظهر له شيء واضِح جلي، ألَا وهو الأثَر الفاعل لتلك العداوة الشيطانيَّة، وأنَّ المرء يوم أن يَغفل عن هذه الحقيقة يقَع فريسة سهلة في شِراك الشيطان.


إنَّ آدم كان يَعرف تلك العداوة مع الشيطان، ومع ذلك استَماله الشيطان إليه، فأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها؛ وما ذلك إلَّا لكثرة تعرُّض إبليس له، وغفلته عن عدوِّه، وللإمام الرازي كلامٌ جميل حول هذا المعنى، نَنقله بنصِّه؛ إذ يقول رحمه الله: (واعلم أن واقعة آدم عَجيبة؛ وذلك لأن الله تعالى رغَّبه في دوام الرَّاحة، وانتظام المعيشة بقوله: ﴿ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾ [طه: 117 - 119]، ورغَّبه إبليس أيضًا في دوام الراحة بقوله: ﴿ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ ﴾، وفي انتظام المعيشة بقوله: ﴿ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ﴾ [طه: 120]، فكان الشَّيء الذي رغَّب اللهُ آدمَ فيه هو الذي رغَّبه إبليسُ فيه، إلَّا أنَّ الله تعالى وقف ذلك على الاحتراس عن تلك الشجرة، وإبليس وقفه على الإقدام عليها.


ثمَّ إن آدم عليه السلام مع كَمال عقله وعلمِه بأنَّ الله تعالى مولاه وناصِره ومربِّيه - أعلَمَه بأنَّ إبليس عدوه؛ حيث امتنع من السجود له، وعرَّض نفسه للَّعنة بسبب عداوته، كيف قبِل في الواقعة الواحدة والمقصودِ الواحِد قولَ إبليس مع علمه بكمال عداوته له، وأعرَضَ عن قول الله تعالى مع علمه بأنَّه هو الناصر والمربِّي؟ ومن تأمَّل في هذا الباب، طال تعجُّبه!...)[2]؛ وقد صدق رحمه الله؛ فإنَّ المرء لا يَنقضي عجبه من التأمُّل في هذه الواقعة العجيبة؛ فهذا آدم يقع في معصية الله تعالى، مع أن الله حذَّره من ذلك، ومن ثمَّ يقع في موافقة أعدى أعدائه إبليس؛ وما ذلك إلَّا للغفلة عن عداوة هذا المخلوق لنا، ذلك أنَّ عداوته ثابتة، وطَبيعة علاقته بنا مبنيَّة على العداء لنا، ولا يمكن تبديل أو تَغيير هذه الحقيقة، ولا يمكن إجراء المصالحة بإزالة هذه العداوة؛ لأنَّ الشيطان لا همَّ له ولا غرض في حياته سوى إضلال الإنسان، وصرفِه عن الحقِّ، ودفعه إلى معصية الله تعالى؛ ومن أجل ذلك وصف الله تعالى الشيطانَ بأنه عدو للإنسان، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6]، والله جل جلاله عندما يصِفه بهذا الوصف فهو وصفٌ دقيق، ومطابِق للشيطان، بكلِّ ما تعنيه كلمة (عَدو)، وليس في إطلاقها على الشيطان أي معنًى مجازي، أو معنى فيه مبالغة؛ وإنَّما هو وصف دقيق، وإطلاق مطابق لواقع الشَّيطان ولطبيعته العدوانيَّة للإنسان، وبالتالي وجب اتِّخاذه عدوًّا كما جاء في النص[3].


فقضية (أنَّ الشيطان هو عدو الإنسان الأول) هي حقيقة ثابتة، على الإنسان ألَّا يغفل عنها، وأن تكون حاضرةً دومًا نصب عينيه، فالعداء متأصِّل منذ أن خلق الله تعالى آدمَ، ويستمرُّ ولا يكاد يفتر، فإبليس تعهَّد بهذا العداء، وتعهَّد باستخدام أساليبه ومداخله ووسائله في سبيل إغواء وإضلالِ بني آدم عن طريق الحقِّ وعن طاعة الله تعالى، والإنسان أيضًا مأمور بأن يتَّخذ الشيطان وذريَّته أعداء، ليكتسب هذا العداءُ صِفةَ الأصالة، وديمومة الاستمرار؛ وهذا معنى المَعْلم الثالث.


[1] المحرر الوجيز - ابن عطية - ج (3)، ص (469).

[2] التفسير الكبير ج (22)، ص (109).

[3] ينظر: المستفاد من قصص القرآن - ج (1)، ص (45)، وينظر: الآيات المتعلقة بالصراع بين الشيطان والإنسان؛ نيكاز صلاح الدين - ص (95، 96).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.70 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.51%)]