تسلسل الحوادث - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معرفة الحق في فِطر الخلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 759 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 67 - عددالزوار : 54797 )           »          الغش والتزوير لنيل الشهادات العلمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حكم التيمّم حال وجود الماء ووقت جوازه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الواجب على من نسي سجوداً في صلاته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          القضاء والقدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          التحايل على غير المسلمين في المعاملات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التحذير من شرّ شخص من الغيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ترْكُ الأولاد نائمين في صلاة الفجر لضيق الوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-03-2020, 09:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,980
الدولة : Egypt
افتراضي تسلسل الحوادث

تسلسل الحوادث


أم لبابة بنت أحمد محمد



هذه المسألة مسألة كبيرة جدًّا، ووقع فيها ضلالٌ كبير وكثير، وهي معروفة في كتب المتكلمين بمسألة تسلسل الحوادث، والتسلسل مأخوذ من السلسلة، والسلسلة تكون متداخلة، كل حلقة داخلة في الأخرى حتى يتصل آخرها بأولها، فلا يكون فيها نقص، والتسلسل مأخوذٌ من أن كل حادث قبله حادث، وهكذا إلى ما لا نهاية، والتسلسل يكون من الجانبين: من جانب المستقبل، وجانب الماضي؛ فالماضي كل حادث قدر فقبله حادث، وكل مخلوق قدر فقبله مخلوق، وهكذا، وأما المستقبل فكل شيء يوجد فسيوجد شيء آخر، وهكذا.






فالحاصل أن نوع الحوادث هل يمكن دوامها في المستقبل والماضي أم لا، أو في المستقبل فقط، أو الماضي فقط؟ فيه ثلاثة أقوال معروفة لأهل النظر من المسلمين وغيرهم.






أضعفها: قول من يقول: لا يمكن دوامُها لا في الماضي ولا في المستقبل؛ كقول جَهم بن صفوان وأبي الهذيل العلاف، ويترتَّبُ على قولهم هذا في المستقبل من الضلال: أن أهلَ الجنة وأفعالهم تنتهي، الجنة والنار تَفنيان.






ويترتب عليه في الماضي: أن الله جل وعلا كان معطلًا في الأزل، فلم يكن يفعل شيئًا، ثم لما أراد أن يخلق السَّموات والأرض والجبال والمخلوقات صار قادرًا على الفعل، أما قبل ذلك فلم يكن قادرًا، وهذا من أسوأ الظن بالله.






والمطلوب: أنه يجب اعتقاد الكمال المطلق لله، وأنه لا يجوز أن يكون ناقصًا في وقت من الأوقات، أو معطلًا عن كونه إذا أراد أن يفعل شيئًا فلا يفعله؛ تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.






وثانيها: قول من يقول: يمكن دوامها في المستقبل دون الماضي؛ كقول كثيرٍ من أهل الكلام ومَن وافقهم من الفقهاء وغيرهم، وزعم أن هذا مذهب أهل السنة، وليس كذلك.






والمذهب الثالث: الذي هو مذهب أهل السنة، هو: أن الحوادث في الماضي لا مبدأ لها، والمراد بذلك جنس الحوادث، لا حادث معين؛ فإن الله لم يزل يفعل ما يشاء في الماضي، وكذلك في المستقبل.






ولم يقل أحد: يمكن دوامُها في الماضي دون المستقبل.


ولا شك أن جمهورَ العالم من جميع الطوائف يقولون: إن كل ما سوى الله تعالى مخلوق، كائن بعد أن لم يكن، وهذا قول الرسل وأتباعهم من المسلمين واليهود والنصارى وغيرهم.






ولما كان تسلسل الحوادث في المستقبل لا يمنع أن يكون الربُّ سبحانه هو الآخِرَ الذي ليس بعده شيء، فكذا تسلسل الحوادث في الماضي لا يمنع أن يكون سبحانه وتعالى هو الأولَ الذي ليس قبله شيء؛ فإن الربَّ سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال، يفعل ما يشاء، ويتكلم إذا يشاء؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [آل عمران: 40]، وقال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ [البقرة: 253]، وقال تعالى: ﴿ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾ [البروج: 15، 16].






وقد سخر من العلاف ابن القيم - رحمه الله - في النونية (379):


فقال: على زعمه: أن الإنسان من أهل الجنة إذا رفع إلى فمه فاكهة وجاء وقت الفَناء جُمع على ما هو عليه، وبقيت الفاكهة بيده لم تصل إلى فمه إلى أبد الآبدين، وإذا كان على أهله من الحور العين أو من نساء الدنيا، وأتى وقت فناء الحركات وهو على أهله بقي لاصقًا بهم إلى أبد الآبدين، هل هذا كلام معقول؟!






وقد اعترض الشيخ ابن عثيمين في تفسيره لسورة الكهف على مثل هذه المسائل العقدية؛ لأن السلف ما تكلموا فيها، فقال: "وهذا يدل على أن ما لا خير فيه فلا ينبغي التعمق فيه، وهذا كثير، وأكثر ما يوجد في علم الكلام؛ فإن علماء الكلام الذين خاضوا في التوحيد وفي العقيدة يأتون بأشياء لا فائدةَ منها، مثل قولهم: "تسلسل الحوادث في الأزل وفي المستقبل"، وما شابه ذلك من الكلام الفارغ الذي لا داعيَ له، وهم يكتبون الصفحاتِ في تحرير هذه المسألة نفيًا أو إثباتًا مع أنه لا طائل تحتها؛ فالشيء الذي ليس فيه فائدة لا تُتعِبْ نفسَك فيه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.54 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.71%)]