هل أفسخ الخطبة لأني أحب شخصًا آخر؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 774 - عددالزوار : 117750 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3622 )           »          قسمة غنائم حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الوجه المشرق والجانب المضيء لطرد المسلمين من الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          القرآن يذكر غزوة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          مشاهد من معركة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          غزوة هوازن "حنين" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإمام الأوزاعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ليلة هي من أقسى ليالي الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أحكام فقهية وقعت في مكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-01-2020, 08:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي هل أفسخ الخطبة لأني أحب شخصًا آخر؟

هل أفسخ الخطبة لأني أحب شخصًا آخر؟


الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجوكم ساعدوني في أقرب وقت؛ أنا في حَيْرة من أمري، أنا فتاة أنتمي إلى أسرةٍ محترمة، وذاتِ سمعة طيبة، وهذا من فضل الله عليَّ، وهذا ما جعل العديدَ من الأشخاص يتقدمون لي مؤخرًا، وتحيَّرتُ كثيرًا في قراري، وقد منَّ الله عليَّ بتفوُّقٍ في حياتي، فقد حصلت مؤخرًا على الماجستير، وأعمل كأستاذةٍ جامعيَّة مؤقتًا إلى أن يتمَّ تعييني رسميًّا، المهم تَقَدَّم لي مجموعةٌ من الأشخاص في نفس الوقت، واختار أهلي الأنسب فيهم؛ ليتقدم رسميًّا لي، وأنا كذلك كنت أراه الشخص المناسب من بينهم؛ فهو خلوق جدًّا، ومحترم، وأهله كانوا يريدونني بشدة، غير أنه من أسرة منفتحة، والتزامُه محدودٌ، وحينما حضر إلى بيتنا للرؤية الشرعية، لم أشعر - صراحةً - بأي انجذاب نحوه، وشعرتُ أنِّي لا أريده، وأنه ليس الشخص الذي كنت أحلم به طوال هذه السنين.
وكنت أدعو الله دائمًا أن يرزقني بالزوج الصالح، كما أني شعرتُ خلال حديثه أنه طامع في عملي؛ فقد أظهر لي حرصه على ضرورة أن أعمل، وبعد رؤيتي له تردَّدت كثيرًا، وما زلت أعيش صِراعَ التردُّد بين الرفض والمُوافَقة، فيومًا أشعرُ بسعادة بالغة، ويومًا أفكِّر بحيرةٍ من جديد، أتعبت نفسي وأهلي في اتِّخاذ القَرار.
أخشى إنْ رفضتُ ألاَّ يأتيَ مَن هو بمثل مواصفاته، وأخشى إن قبلتُ أن أكون أرغَمتُ نفسي بسبب تردُّدها، ربما لم يعجبني لهذه الأسباب، أو ربما لأن بالي وعقلي كانا مشغولين بشخص آخر؛ شخص تمنَّيتُه منذ مدة طويلة، كان يدرس في نفس الجامعة معي، وفي نفس تخصُّصي، ويسبقني بسنتين؛ كما أنه يحضِّر رسالة الدكتوراه، وهو مثالٌ للشابِّ الملتزم والمثقف، وقلما نصادف شخصًا مثله.
وشاءت الأقدار أن يكون موضوع مذكرة الماجستير الذي درستُه من اختصاص هذا الشاب، والذي وجدتُ فيه الكثير من الصعوبات، وتركت اللُّجوء إليه كآخِر حل، رغم أنها كانت فرصتي للقرب منه، وأخذت أول خطوة لطلب مساعدته، وكانت خطوة صعبة جدًّا عليَّ، ثم توالت الأيام، وأصبح أمرًا عاديًّا أن ألجأ إليه، وعلاقتي به كانت علاقة الأستاذ بالتلميذ، وكلانا ملتزمٌ بالضوابط، إلى أن جاء اليوم الذي قرَّر فيه مغادرة الجامعة، والتي كان يعمل فيها معي كمدرس؛ فقد وجد منصبًا مناسبًا، وأصبح يعمل كباحث في مجال تخصصه، ولكن في مدينة بعيدة، وأصبح الاتصال به عن طريق الهاتف، كلمتُه أربع مرات، ثم توقف عن الرد عليَّ؛ لأنه علم أنه تقدَّم لي الشخص الذي ذكرتُه سابقًا.
المهم طلب مني بعدها أن أبعث له أسئلتي عن طريق (الإيميل)؛ لكي يتجنَّب الإحراج، وخاصة أن الشخص الذي تقدَّم لي له به معرفة، وأصبحنا نتواصل عبر (الإيميل)، ثم طلبتُ منه أن أطرح أسئلتي عليه مباشرة على (الماسنجر)، وافق بعد أن أقنعتُه بأنها وسيلةٌ أسرع للتواصل، وفعلاً أصبحنا نتناقش عن الدراسة، ولقد استفدت من خبرتِه كثيرًا، ثم أصبحنا نتطرَّق إلى مواضيع أخرى، لكننا لم نتحدث عن شيءٍ خاصّ.
المهم بعدها اتَّضح لنا أن هذا الأمر غير سويٍّ، واتفقنا على ألاَّ يكلم بعضنا بعضًا مطلقًا، خاصة وأني سأصبح مخطوبة.
أما بالنسبة للخاطب الذي كنت مترددة في أمره، فإن أهلي وافقوا عليه، وأخبروه بذلك، دون أن يسألوني أو يستشيروني، وهذا أثار حزني وغضبي؛ لأن الأمر يخصُّني، ولا بد أن يعرفوا رأيي، بعدها وضحوا لي أنهم فعلوا ذلك ظنًّا منهم أنِّي موافقة، وأعطاني أبي مهلة لأفكر، إلى حين موعد تخرُّجي، وخلال هذه المدة لم أكن أعدُّ نفسي مخطوبة؛ لأنَّهم لم يأخذوا رأيي في الأمر، ورغم أن الجميع كان يعدّني مخطوبة، حتَّى أهل الخاطب أذاعوا الخبر، مما أشعرَني بالاستياء، وساءت حالتي كثيرًا، ولم أتخيَّل أني سأفقد الشخص الذي أراده عقلي وقلبي.
لم أستطع التحمُّل، وعاودتُ الاتِّصال بذلك الشاب بحجة الدراسة، ووعدته أن نركِّز حديثنا على الدراسة فقط، لكننا عدنا إلى ما كنا عليه، وبالرغم من أن كلاًّ منا كان يدرك الخطأ، إلاَّ أننا بقينا نتواصل، وبقي حديثُنا عِلميًّا في أغلبه، مع بعض الأمور في الحياة العامَّة، كان نقاشنا ثريًّا، ويُظهر مستوى رفيعًا، وأصبح كلُّ واحد منا مدمنًا للحديث مع الآخر، وبقينا على هذا الحال حتى موعد تخرُّجي، وكنت أحدِّثه مرة أو مرتين في الأسبوع، وأحيانًا أكثر، فكان هذا سببًا لتعلُّقه بي، وأنا كذلك، وبدا عليه التخوُّف من الأمر؛ لسببين رئيسين: وهما خوفه من أنَّ هذا الأمر يغضب الله، وكذلك خوفه من خِطْبتي من هذا الشخص، وقد كنت أخبرتُه من قبل أنِّي لست مخطوبة، وأني لم أتخذ قراري بعد؛ لكي أُنقِص من تخوُّفاته.
ولكن ما كان يخشاه وقع؛ فقد أحبَّني فعلاً، وبعد تخرُّجي لم أعُد أدخل إلى (النت)، ولا أكلِّمه؛ مما جعله يفتقدني كثيرًا، رغم كل محاولاته لِصَرفي، حتى أنه كان يجرحني - أحيانًا - لكي أنصرف عنه، وفي الأخير؛ أرسل لي رسالة صارحني فيها بكل شيء، وأنه ندم لأنَّه كان يجرحني، وأن غايته كانت أن يبعدني عنه؛ لكي لا يسبِّب لي الإحراج مع أهلي، وأنه كان يتمنَّاني زوجة له، لكنه يخشى؛ لأنَّه لا يريد أن يسبِّب لي المتاعب، خاصة وأنه ليس مستعدًّا ماديًّا بعدُ، ولكنه يريدني، ويرجو معرفة قراري بخصوص الخاطب السابق، فإمَّا أن يتقدم، وإمَّا أن يكتُمَها في قلبه، ويسأل الله أن يعوضه.
ولا يزال يريد معرفة جوابي، ولكن بعد تخرجي تمت الخِطْبة، لا أدري كيف، ولكن أنا لم أستطع أن أُعارض؛ لأن والديَّ أراداه، كما أنِّي لم أجد فيه عيبًا أرفض من أجله، وخفت أن يعاقبني الله؛ لأنِّي لم أرضَ برزقه، لكن قلبي وعقلي مع الآخر الذي لا يزال ينتظر ردي.
وأنا الآن في حيرة كبيرة من أمري، وأتعذَّب كثيرًا، ولا أدري هل يجوز لي أن أفسخ خطبتي لأقبل الذي أحببتُه، وخفتُ أن يغضب الله؛ لأنِّي رفضت رزقًا ساقه الله إليَّ، ومن جهة أخرى هل يصحُّ لي أن أتزوج شخصًا وقلبي مع غيره؟ وهل أنا مجبرة، أو مخيَّرة؟ وأنا الآن أترك الأمر لله وحده؛ إنْ يشأ يوقِفْه ويبدِلْني زوجًا صالِحًا، يرضى به، وأرضى به، ويرضى بي، وإن يشأ يجعَلْ هذا الأمر يسيرُ دون أن أشقى، ولا أُشقي أحدًا معي.

أفادكم الله، أريد جوابًا مفصلاً من فضلكم، وبارك الله فيكم، وجزاكم كلَّ خير؛ لما تبذلونه من جهدٍ لِنَفع الناس.


الجواب
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فالذي يَظهَر أنَّه لا يَخفى عليكِ ما وقعتِ فيه من إثم؛ بِتَساهُلِكِ في الحديث مع شخصٍ أجنبيٍّ عنك، وتَعدٍّ لحدود الله تعالى، وما استتبع ذلك من اشتعال الحبِّ بينكما، ولا يخفى عليك أن الحُب في تلك الحال لا يبيحُه الشَّرع؛ فليس في الإسلام ما يُعرف بالحبِّ والتعارفِ والصداقةِ بين الجنسين، وهذا هو السبب الوحيد لعدم راحتِكِ لخطيبك، ورغبتِكِ في فسخِ الخِطبة؛ لأنَّ المشغول لا يُشغَل.
والحلُّ لمثل حالتك هو فسخ خِطبتك، والزَّواج بذلك الشابِّ الذي ملأ قلبَك؛ ما دامت تتوافر فيه صفاتُ الزَّوج الصالح، ولا حرجَ في ذلك، وأيُّ حلٍّ سوى هذا عواقبُهُ وخيمةٌ على حياتك المستقبليَّة، وحياةِ خطيبك؛ لأنَّ مقارنتَكِ بينهما لن تنتهي، بل سَيزْكُوها الشيطان، حتى تَصيري معه جسدًا بلا روح؛ وفي مثل هذا قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((لَم يُرَ للمتحابَّين مثلُ النِّكاح))؛ رواه ابن ماجه.
والخِطْبَة غايتُها أنَّها وعدٌ بالزواج، ولا يترتَّب عليها شيءٌ من آثار العَقْد، وهذا الوَعْد غير مُلْزِم عند عامَّة العلماء؛ فيحقُّ لكلِّ واحدٍ منهما العُدولُ عن الخِطْبَة متى شاء، وليس هذا من قبيل رفض رِزق الله تعالى كما تظنِّين، فما أدراكِ أن الله كَتبَه لك؟! ثم هذه الأمور مما سُمِحَ للخلق فيها بالاختيار.
وأوصيكِ بالاستخارة قبل الشروع في فعل شيء؛ لأنَّ حقيقتها التوكُّل والتَّفْويض قبْل وقوع المقْدور، والرِّضا، والافتِقار لله، وسؤالٌ لِمَن بيده الخيرُ كلُّه، الذي لا يأْتي بالحسنات إلاَّ هو، ولا يصْرف السيِّئات إلاَّ هو - سبحانه وتعالى.

ونسأل الله أن يُلهِمَك رشدك، ويُقدِّر لك الخيرَ حيث كان.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.18 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]