في موت النبي صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 135150 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5476 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8166 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-01-2020, 04:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي في موت النبي صلى الله عليه وسلم

في موت النبي صلى الله عليه وسلم





الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدهيشي







الحمد لله الذي جعل الموت رحمة للأبرار، ينقلهم به من دار الهموم والغيوم والبلاء والأكدار، دار النصب والوصب والأذى والبأساء والضراء والآلام والأسقام والأخطار، دار الحسد والنكد والخوف والجوع والذل والبوار، دار الهوى واللعب والفخر والزينة والتكاثر والاغترار، دار الشقاء والعناء، سجن المؤمنين وجنة الكفار إلى دار الراحة والسرور والفرح والاستبشار، دار الصحة والبهجة والعز والقرار، دار الملك والخلد والبقاء وجوار المحسن الغفار، دار الأمن من جميع المخاوف وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وتختار، فسبحانه من إله خص بهدايته من اختاره لولايته وربك يخلق ما يشاء ويختار.

أحمده سبحانه على حلو القضاء ومر الأقدار، وأشكره على عواطف كرمه المدرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتفرد بالبقاء والدوام والاقتدار، شهادة شاهدة بصحة الإقرار أرجو بها الفوز بالجنة والنجاة من النار. وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله المصطفى المأخوذ له على جميع الأنبياء الميثاق بالإيمان والاتباع والنصرة فأعطوا على ذلك العهد والإقرار، وأسرى به إلى ما فوق السموات ففاز بالقرب والزلفى من الجبار فرجع وقد حاز شرف الدنيا والآخرة والعز والفخار. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في الله حق الجهاد في اليسر والإعسار، حتى أرغم الله بهم أنوف المنافقين وأباد خطر الكفار، صلاة وسلامًا يبلغان من ربهم نهاية الأوطار.

أما بعد:
فيا أيها الناس.. اتقوا الله تعالى وتأهبوا للموت الموكل بالبعيد والقريب فلو نجا منه عزيز أو خليل أو حبيب لنجا منه النبي السيد القريب، ففي اليوم الثاني عشر من مثل هذا الشهر حضر أجل سيد البرية ونزل به ما سبق به القضاء والقدر، في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلس على المنبر فقال: (إن عبدًا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده)[1]. فعلم أن ذاك لحضور أجله وقدومه إلى ربه وتهيئته نزله، ولما نزل به جعل يمسح وجهه بالماء ويقول: لا إله إلا الله إن للموت سكرات اللهم إنك تأخذ الروح من العصب والقصب والأنامل فأعني على الموت وهونه علي، فلما تغشاه الكرب قالت فاطمة: واكرب أبيه، قال: لا كرب على أبيك بعد اليوم يخشاه، فلما كانت ساعة قبض روحه الشريفة نزلت الملائكة للعروج بروحه إلى الحضرة العالية المنيفة، فتقدم جبرائيل فقال: يا محمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم يستأذن على أحد قبلك ولن يستأذن على آدمي بعدك، فقال: ائذن له فقال جبرائيل: يا أحمد إن الله قد اشتاق إلى لقائك فقال- صلى الله عليه وسلم - : يا ملك الموت امض لما أمرك الله به فقال جبرائيل: السلام عليك يا رسول الله هذا آخر موطئ من الأرض إنما كنت حاجتي من الدنيا ثم رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه إلى السماء وقال اللهم في الرفيق الأعلى ثم قبض وجاءت التعزية السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185] الآية، وعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: "لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزتهم الملائكة يسمعون الحس ولا يرون الشخص فقالت: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفًا من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإنما المحروم من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"[2]. فيا لها من مصيبة لا تشبه المصائب، لقد كان نعمة عمت الأرض طولها عرضها، لقد كان هاديًا للصواب ووجوده أمنة من العذاب، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144].

الخطبة الثانية
الحمد لله... أما بعد:
فاعلموا رحمكم الله أن الدنيا دار بلاء واختبار والآخرة دار جزاء وقرار قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35]، فالمؤمن يبتلى على قدر إيمانه فأعظمهم بلاء أثبتهم إيمانًا وبالفتنة يتبين صدق الإيمان، يقول الله جل وعلا: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ﴾ [الحج: 11]، أي على طرف وعلى شك- فإن أصابه خير اطمأن به- أي إن أصابته نعمة وعافية ارتاح لها وبقي على حالته الحسنة من أمر دينه- وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه- أي إن أصابه بلاء وامتحان وضيق في العيش أو مرض في الجسم أو نقص في المال انقلب على وجهه أي انقلب عما هو عليه عن فعل الخير والتحلي به والاتصاف بصفات المؤمنين إلى ضد ذلك نعوذ بالله من ذلك فيخسر دنياه وآخرته ذلك هو الخسران المبين، يقول - صلى الله عليه وسلم – في حديث رواه البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابن مسعود - رضي الله عنه – (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وأن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها)[3].

كما كان من سحرة فرعون الذين عاشوا أعمارهم سحرة كفرة يدينون لفرعون بالربوبية فلما اتضح لهم الحق من معجزة موسى - عليه السلام - في يوم المبارزة لما جاؤوا بسحر عظيم ثم ألقى موسى عصاه فالتقمت كل ما جاؤوا به فعرفوا أنها معجزة وأن ما جاء به موسى حق فآمنوا به وقتلوا من يومهم فدخلوا الجنة، فيا أمة محمد إن المؤمن في هذه الدنيا معرض للفتن والمصائب ليرفع الله بها درجاته ويحط من سيئاته فليحتسب على الله كل ما يصيبه من هم أو حزن أو مصيبة في نفسه أو ولده أو ماله من مرض أو تلف مال فإن قضاء الله لا يرد، فمن يرضى به يثيبه الله ومن يسخطه يسخط الله عليه، وقدر الله نافذ.

يقول - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فعليه السخط)[4]. أي من رضي بقضاء الله حلوه ومره أثابه الله ومن سخطه سخط الله عليه، وقد وعد الله تعالى الصابرين خيرًا بقوله: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].

والحمد لله رب العالين.


[1] صحيح البخاري 3691، صحيح مسلم 2382.

[2] المستدرك 4391.

[3] صحيح البخاري 7016.

[4] سنن الترمذي (2396) وقال: حديث حسن غريب.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.79 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.63%)]