وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التأمل: دليل للمبتدئين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1146 - عددالزوار : 130378 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-12-2019, 04:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,828
الدولة : Egypt
افتراضي وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ

وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ




الشيخ عبدالله بن محمد البصري






أَمَّا بَعدُ، فَأُوصِيكُم - أَيُّهَا النَّاسُ - وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَتَعظِيمِ حُرُمَاتِهِ وَشَعَائِرِهِ ﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30]، ﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].

أَيُّهَا المُسلِمُونَ:
وَبَعدَ أَن خُتِمَتِ الأَيَّامُ العَشَرَةُ المَعلُومَاتُ بِيَومِ الحَجِّ الأَكبَرِ وَهُوَ يَومُكُم هَذَا، تَبدَأُ يَومَ غَدٍ أَيَّامُ التَّشرِيقِ، الأَيَّامُ الثَّلاثَةُ المَعدُودَاتُ، الَّتي قَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيهَا: ﴿ وَاذكُرُوا اللهَ في أَيَّامٍ مَعدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 203] وَقَالَ فِيهَا النَّبيُّ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - فِيمَا رَوَاهُ مُسلِمٌ: "أَيَّامُ التَّشرِيقِ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرِ اللهِ" وَفي هَذَا - عِبَادَ اللهِ - تَوجِيهٌ نَبَوِيٌّ كَرِيمٌ، وَهُوَ أَنَّ نِعَمَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَى عِبَادِهِ، يَنبَغِي أَن تُقَابَلَ بما تَستَحِقُّهُ، مِنَ التَّقَوِّي بها عَلَى طَاعَتِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - والاستِعَانَةِ عَلَى ذِكرِهِ، وَهَذَا هُوَ مُنتَهَى الشُّكرِ وَغَايَتُهُ وَأَكمَلُهُ، وَالَّذِي لا يُوَفَّقُ إِلَيهِ إِلاَّ القَلِيلُ مِن عِبَادِ اللهِ، قَالَ - سُبحَانَهُ -: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13] وَفي وَصفِ هَذِهِ الأَيَّامِ بِأَنَّهَا أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ للهِ - عَزَّ وَجَلَّ - إِشَارَةٌ إِلى أَنَّهُ لا بَرَكَةَ في أَكلٍ وَشُربٍ يُنسِي ذِكرَ اللهِ، وَلا فَرَحَ حَقِيقِيًّا إِلاَّ بِطَاعَةِ اللهِ، فَمَعَ أَنَّ هَذِهِ الأَيَّامَ أَيَّامُ عِيدٍ وَأَكلٍ وَشُربٍ، وَمَعَ أَنَّهُ قَد أُذِنَ فِيهَا بِشَيءٍ مِنَ اللَّهوِ المُبَاحِ وَاللَّعِبِ البَرِيءِ، إِلاَّ أَنَّ الفَرَحَ الحَقِيقِيَّ وَالسُّرُورَ الكَامِلَ وَالأُنسَ التَّامَّ، لا يَكُونُ إِلاَّ بِطَاعَةِ اللهِ وَكَثرَةِ ذِكرِهِ وَدَوَامِ شُكرِهِ، قَالَ - سُبحَانَهُ -: ﴿ قُلْ بِفَضلِ اللهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِمَّا يَجمَعُونَ ﴾ [يونس: 58] وَنِعَمُ اللهِ إِذَا شُكِرَت قَرَّت وَزَادَت، وَإِن كُفِرَت فَرَّت وَزَالَت، قَالَ - سُبحَانَهُ -: " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذَابي لَشَدِيدٌ " وَقَالَ - جَلَّ وَعَلا -: ﴿ إِنْ تَكفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنيٌّ عَنكُم وَلَا يَرضَى لِعِبَادِهِ الكُفرَ وَإِنْ تَشكُرُوا يَرضَهُ لَكُم ﴾ [الزمر: 7] وَقَالَ - سُبحَانَهُ -: ﴿ وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَريَةً كَانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتِيهَا رِزقُهَا رَغَدًا مِن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوفِ بما كَانُوا يَصنَعُونَ * وَلَقَد جَاءَهُم رَسُولٌ مِنهُم فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ العَذَابُ وَهُم ظَالمُونَ * فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشكُرُوا نِعمَةَ اللهِ إِنْ كُنتُم إِيَّاهُ تَعبُدُونَ ﴾ [النحل:112- 114].

أَيُّهَا المُسلِمُونَ:
إِنَّ في هَذِهِ الأَيَّامِ العَظِيمَةِ مِن ذِكرِ اللهِ - تَعَالى - أَنوَاعًا مُتَعَدِّدَةً وَأَلوَانًا مُختِلَفَةً، مِن ذَلِكَ ذِكرُهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَقِبَ الصَّلَوَاتِ المَكتُوبَاتِ بِالتَّكبِيرِ في أَدبَارِهَا وَبَعدَ الفَرَاغِ مِنهَا، وَهُوَ مَشرُوعٌ إِلى آخِرِ أَيَّامِ التَّشرِيقِ عِندَ جُمهُورِ العُلَمَاءِ. وَمِنهُ ذِكرُهُ - جَلَّ اسمُهُ - بِالتَّسمِيَةِ وَالتَّكبِيرِ عِندَ ذَبح ِالنُّسُكِ مِن هَديٍ وَأَضَاحِيَ، وَوَقتُ هَذِهِ الذَّبَائِحِ يَمتَدُّ كَذَلِكَ إِلى آخِرِ أَيَّامِ التَّشرِيقِ، قَالَ - تَعَالى -: ﴿ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُم لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُم وَبَشِّرِ المُحسِنِينَ ﴾ [الحج: 37] وَمِن ذِكرِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - في أَيَّامِ التَّشرِيقِ ذِكرُهُ عَلَى الأَكلِ وَالشُّربِ بِتَسمِيَتِهِ في أَوَّلِهِ وَحَمدِهِ في آخِرِهِ، وَفي الحَدِيثِ عَنهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَ - يَرضَى عَنِ العَبدِ أَن يَأكُلَ الأَكلَةَ فَيَحمَدَهُ عَلَيهَا، وَيَشرَبَ الشَّربَةَ فَيَحمَدَهُ عَلَيهَا" رَوَاهُ مُسلِمٌ.

وَمَتَى اجتَمَعَ النَّاسُ عَلَى طَعَامِهِم وَذَكَرُوا اسمَ اللهِ عَلَيهِ، كَانَ هَذَا مِن دَوَاعِي تَكثِيرِ الخَيرِ وَأَسبَابِ البَرَكَةِ، قَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: "اِجتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُم وَاذكُرُوا اسمَ اللهِ - تَعَالى - عَلَيهِ يُبَارَكْ لَكُم فِيهِ" رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابنُ مَاجَه وَغَيرُهُمَا وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَمِن ذِكرِ اللهِ - تَعَالى - في أَيَّامِ التَّشرِيقِ ذِكرُهُ بِالتَّكبِيرِ عِندَ رَميِ الجِمَارِ، وَهَذَا يُختَصُّ بِهِ الحُجَّاجُ. وَمِنهُ ذِكرُهُ - تَعَالى - المُطلَقُ، وَقَد قَالَ - سُبحَانَهُ -: ﴿ فَإِذَا قَضَيتُم مَنَاسِكَكُم فَاذكُرُوا اللهَ كَذِكرِكُم آبَاءَكُم أَو أَشَدَّ ذِكرًا فَمَنِ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنا آتِنَا في الدُّنيَا وَمَالَهُ في الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ * وَمِنهُم مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة:200-201].

أَيُّهَا المُسلِمُونَ:
الدِّينُ أَمرٌ وَنَهيٌ وَإِبَاحَةٌ وَمَنعٌ، وَالمُسلِمُ مُتَعَبَّدٌ للهِ بِفِعلِ المَأمُورِ بِهِ وَالحِرصِ عَلَى المَسنُونِ، كَمَا هُوَ مُتَعَبَّدٌ لَهُ بِتَركِ المَنهِيِّ عَنهُ وَاجتِنَابِ المَكرُوهِ، وَمَتى فَعَلَ العَبدُ ذَلِكَ طَاعَةً للهِ وَامتِثَالاً، وَتَأسِيًا بِنَبِيِّهِ الكَرِيمِ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - حَقَّقَ العُبُودِيَّةَ الكَامِلَةَ، وَعَظُمَ أَجرُهُ وَحَسُنَ ثَوَابُهُ، وَقَد نَهَى النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - عَن صِيَامِ أَيَّامِ التَّشرِيقِ فَقَالَ: "لا تَصُومُوا هَذِهِ الأَيَّامَ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ للهِ - عَزَّ وَجَلَّ -" رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

أَلا فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَكُلُوا وَاشرَبُوا وَاذكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذكُرُوا اللهَ ذِكرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيكُم وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخرِجَكُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلى النُّورِ وَكَانَ بِالمُؤمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُم يَومَ يَلقَونَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُم أَجرًا كَرِيمًا ﴾{ [الأحزاب:41-44].

الخطبة الثانية

أَمَّا بَعدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ - تَعَالى - وَأَطِيعُوهُ، وَامتَثِلُوا أَمرَهُ وَاجتَنِبُوا نَهيَهُ وَاذكُرُوهُ وَاشكُرُوهُ، وَاحذَرُوا أَسبَابَ سَخَطِهِ وَلا تَكفُرُوهُ.

عِبَادَ اللهِ:
إِنَّمَا سُمِّيَت أَيَّامُ التَّشرِيقِ بِهَذَا الاسمِ، لأَنَّهُم كَانُوا يُشَرِّقُونَ فِيهَا لُحُومَ الأَضَاحِي، أَي يُقَدِّدُونَهُ وَيُمَلِّحُونَهُ وَيُيَبِّسُونَهُ، لِيَأكُلُوهُ فِيمَا بَعدُ وَيَتَمَتَّعُوا به، وَقَد كَانَ هَذَا إِذْ لا أَجهِزَةَ تَبرِيدٍ تَحفَظُ اللُّحُومَ، وَحِينَ كَانُوا لا يَأكُلُونَ اللَّحمَ غَالِبًا إِلاَّ في الأَضَاحِي، وَأَمَّا اليَومَ فَقَد وَسَّعَ اللهُ عَلَى النَّاسِ بِهَذِهِ الثَّلاَّجَاتِ، الَّتي يَحفَظُونَ فِيهَا مَا يَخَافُونَ فَسَادَهُ المُدَدَ الطَّوِيلَةَ، حَتى إِنَّ أَحَدَهُم لَيَأكُلُ مِن لُحُومِ الأَضَاحِي الشَّهرَينِ وَالثَّلاثَةَ وَأَكثَرَ مِن ذَلِكَ، وَمَعَ هَذَا - إِخوَةَ الإِسلامِ - فَإِنَّ المُسلِمَ الوَاعِيَ، المُقَدِّرَ لِلنِّعمَةِ حَقَّ قَدرِهَا، لا يَنظُرُ إِلى مَا ذَبَحَ أَو أُهدِيَ إِلَيهِ في هَذِهِ الأَيَّامِ مَعَ وُجُودِ مَا يَحفَظُهُ فِيهِ عَلَى أَنَّهُ كَسبٌ وَحِمَايَةٌ لِمَالِهِ لِئَلاَّ يُنفَقَ فِيمَا بَعدُ في شِرَاءِ اللَّحمِ، وَلَكِنَّهُ يَنظُرُ إِلى مَا هُوَ أَبعَدُ مِن ذَلِكَ، إِذْ يَعلَمُ أَنَّ ثَمَّةَ مَن هُم أَحوَجُ مِنهُ إِلى هَذِهِ اللُّحُومِ، وَمِن ثَمَّ يَحرِصُ عَلَى إِطعَامِ إِخوَانِهِ وَلا سِيَّمَا الفُقَرَاءُ وَالمَسَاكِينُ، سَوَاءٌ دَاخِلَ البِلادِ أَو خَارِجَهَا، فَاحرِصُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى ذَلِكَ، فَإِنَّ في بِلادِ المُسلِمِينَ مَن قَد يَمُرُّ بِهِمُ الشَّهرُ وَالشَّهرَانِ وَأَكثَرُ مِن ذَلِكَ، لا يَدخُلُ بُيُوتَهُم لَحمٌ وَلا يَذُوقُونَهُ، وَإِنَّ إِطعَامَ أَمثَالِ هَؤُلاءِ عَن طَرِيقِ المُؤَسَّسَاتِ الخَيرِيَّةِ وَجَمعِيَّاتِ البِرِّ الَّتي تَعتَني بِهِم، إِنَّهُ سَبَبٌ مِن أَسبَابِ دُخُولِ الجَنَّةِ وَالتَّمَتُّعِ بِنَعِيمِهَا المُقِيمِ، فَكَيفَ إِذَا اجتَمَعَ إِفشَاءٌ للسَّلامِ، وَصِلَةٌ لِلأَرحَامِ، وَإِطعَامٌ لِلطَّعَامِ، وَطَاعَةٌ وَذِكرٌ وَشُكرٌ، فَمَا أَسعَدَهُ مِن عِيدٍ وَأَبرَكَهُ! وَقَد وَصَفَ - سُبحَانَهُ - الأَبرَارَ أَنَّهُم ﴿ يُوفُونَ بِالنَّذرِ وَيَخَافُونَ يَومًا كَانَ شَرُّهُ مُستَطِيرًا * وَيُطعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنكُم جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَبِّنَا يَومًا عَبُوسًا قَمطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَومِ وَلَقَّاهُم نَضرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُم بما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان:7- 12] وَقَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: "أَيُّهَا النَّاسُ، أَفشُوا السَّلامَ، وَأَطعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ" رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَابنُ مَاجَه وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.11 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]