|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الأستاذ: عمر التلمساني
في مقال بعنوان (حوار جدير بالاهتمام) للأستاذ/ "مصطفى بهجت بدوي" يقول سيادته في كلمته المُنصِفة، متحدثًا عن بعض الشباب: "ولكن أين دورالقيادات والإخوان الحقيقيين الراسخين؟ لا أخالُهم- وهم العقلاء الأذكياء- خفِيَت عليهم مقدمات جماعة التكفير والهجرة!! كيف تغاضَى هؤلاء الإخوان المسلمون عن بداهةِأنَّ المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده؟، إني أعاتبهم…". وأبادر فأشكر له عتابه المحمودة عواقبُه، ثم أقول لسيادته إنهم بدأوا أول ما بدأوا في معتقل مزرعة (ليمان طرة)، وكان المرحوم الأستاذ "الهضيبي"- مرشد جماعة الإخوان المسلمين- لايزال آنذاك في سجن طرة يستوفي مدة السجن التي حُكِم بها عليه، فلما أنهاها لم يذهب إلى بيته، ولكن أخذته سلطة ذاك الزمان إلى معتقل مزرعة (ليمان طرة)، وهناك علِم بأمر هذه الأفكار، فاستدعى أصحابها واحدًا واحدًا، وناقشهم فأظهروا الاقتناع برأيه،فيما يبدو منهم مع فضيلته، فإذا ما رجعوا إلى بعضهم البعض عادوا لِمَا كانوا عليه،وفي نفس الوقت كان الإخوان الملتزمون بتعاليم دعوتهم- المستمدة من كتاب الله وسنةرسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف الصالح- كان هذا الفريق من الإخوان يلتقونبهم فرادى وجماعات؛ ليوضحوا لهم الحقائق، ولا أظن أننا نملك مع هؤلاء أكثر من هذا،وليس في أيدينا إلا سلطة الإقناع وتقديم الحُجَّة، ونحن في هذه الناحية لم نقصر فيهذا المجال فيما أحسب، ولئن قبِلْنا عتاب الأستاذ الفاضل فقد بادرنا عن طريق هذه الكلمة وما قبلها إلى تصحيح الأفهام، ولكن ما كان يلقاه هؤلاء الشباب من أنواع التعذيب- التي شرحتها محاكم الجنايات- كان أقوى في أذهانهم من أي إقناع أومحاجة. إنني قلت وأقول وسأظل أقول إن الإسلام يحرم قتل النفس بغيرحق، وأنا أدور مع الكتاب حيثما دار، وهل نسي القُرَّاء أنه كانت في مصر جمعية (اليدالسوداء) و(القمصان الزرقاء) وغيرهما؟ قطعًا أنا لا أبيح ذلك، ولكنني أتساءل ماذاوراء هذه الحملة الضاربة على الشباب المسلم؟ ولو أننا تتبعنا الأفعال التي اتُّخِذت مع هذا الشباب المسلم في سراديب السجون وحاولنا إصلاحها والقضاء عليها لكُنَّا أقربإلى التعقل والعدالة من تركِنا للمقدمات وحمْلتنا على النتائج. ويعتب الأستاذ "مصطفى بهجت بدوي"- كما عتب (المصور) من قبل،إني لم أقرأ كتاب (توسمات) لـ"شكرى مصطفى" أو (الفريضة الغائبة) للمهندس "محمد عبدالسلام فرج"، فعُذري أن "التوسمات" لم يُطبَع فيصبح في متناول الجميع، وأن (الفريضةالغائبة) ليس في الأسواق لا الأمس ولا اليوم، والذين قرأوهما حصلوا عليهما بوسائلهم الخاصة، التي لا تتوافر لديّ، هذا إلى أن ما عندي من الحصيلة الإسلامية يجعلني فيغنًى عن قراءة ما يشاع به رأي جائر أو متطرف، ولئن جلست في ندوة فإني على استعداد للردِّ على كل فقرة من فقراته إذا ما قرأها عليَّ قارىء ما. لقد عرضت- أكثر من مرة- على بعض المسئولين أن نمكِّن الإخوان من محاجَّة هذا الشباب؛ لنصل إلى أمر سواءٍ، ورغم أن هذا العرض كان منذ سنين وفي الأشهر الأخيرة إلا أن شيئًا إيجابيًا أمام هذا الطلب لم يتحقق إلى الآن، فهل ترىأننا لا نزال موضع عتاب؟! أما رأي سيادته في "جمال عبد الناصر" فهذا حقُّه البديهي،الذي ليس لأحد أن يلومَه عليه، ولكنّني أسأل سيادته مجرد سؤال: لو أن حاكِمًا قامعلى شعب فأطعمه الشهِيَّ اللذيذ من المطعم، وكساه الحرير والصوف الفاخر، وأسْكنه البناء الفاخر، وأركبه مسافرات الفضاء ثم صادر حريته وكتم أنفاسه واستباح أعراضه،ونهب أمواله، وأذلَّ أهله ورجاله حتى حرمهم الهمس فيما بينهم وبين أنفسهم، وحتى جعلمن بعض الأبناء عيونًا على أهلهم، وكلُّ هذا ثابت ومقطوع بوقوعه، تُرى لو أن الأمرنما على هذا النحو أكان في هذا مفخرةٌ لهذا الحاكم الصالح لمواطنيه.. الحرية..العزة.. الكرامة.. الأمن.. حماية المال والمسكن والعرض، فهذه هي مقومات الشعوب المتحضرة، أما ما عدا ذلك فدهان على وبر لا ينفع الجربان، هذا في نظري هو معيار وزن الحكَّام. وإني أحاول جاهدًا أن أوضح لسيادته النقاط التي سألني عما فيها من تناقُض. أولاً: الأحزاب… إن السيد الكاتب يعلَم ما يفعله المرشحونللفَوز بكرسي النيابة ولسنا هناك، قد تسألني ولماذا لا تفعل كما يفعلون؟ والجواب عصمة الدين، قد تسألني ولماذا لا تسلك أنت السبل النظيفة؟ أقول إنها لم تعد تكفي،والشعب على ما هو عليه، هذا إلى جانب تدخُّل السلطة، وهذا أمرمُدوَّن!!. والأحزاب تسعى للحكم لذاته ونحن لا نسعى إليه لذاته، هذا إلى جانب ما تُولده الانتخابات من تفرقة بين العائلات ومن حزازات في النفوس، والأحزاب قد تُغيِّر من برامجها حسب الظروف والملابسات، فبرنامجها حسب الظروف والملابسات،وبرنامجنا القرآني غير قابل للإضافة أو الحذف. أما كون الأسماء لا تغير من حقيقة المسميات في شيء فهذه قاعدة أُقِرُّك عليها، غير أن الإسلام- وهو غير مقصور على الناحية السياسية، بل يشمل ضروب الحياة كلها- قد وضع لكل منها ضوابط لن نستطيع الفكاك منها، إذا أضفناإلى ذلك أن القرآن عند ذكره للأحزاب بصفة الجمع وصفها بغير ما يَرضى، وقد جاء هذافي أربعة عشر وصفًا من القرآن الكريم تقريبًا، وسيادتكم تعلمون مدى حرصنا على هذاالكتاب لفظًا ومعنىً، فإن الله لا يذكر شيئًا عبثًا في كتابه، ثم بعد هذا ماذا يعني الناس إن كنا حزبًا أو هيئة ما دامت العبرة بالعمل الطيب والإنتاج المثمر؟ فليس فيالأمر مداورَة ولا تمميع ولا تهرب ولكنَّنا واقعيون. ثانيًا: ذكرت واقعة المائة والخمسين فدانًا، وعندي غيرها فماحيلتي في هذا؟! ولك أن تتحقق من صدق الواقعة بالأسلوب الذي تراه، هذا إلى أن مثلهذا التصرف له دلالته التي لا تخفى على أحد، وأسال الله أن يقيني سوء الظن بإنسان،إنما أنا ناقل، وناقل الكفر ليس بكافر. ثالثًا: أن للمرأة في الإسلام ما ليس لغيرها في أية رسالةأخرى﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِوَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (البقرة:228)،ففي الوقت الذي كانت فيه بعض الحضارات التي يتغنَّى بها بعض أدبائنا، أمثال فلان وفلان، الأحياء منهم والأموات، تعتبر المرأة شيطانًا لابد من اجتنابه، كان الإسلام يعطي للمرأة من حقوق ما يعطيه للرجل، ويحملها من الواجبات بعض ما يحمله الرجل، أماذكر﴿وللرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾(البقرة منالآية 228) فمن ناحية السعي على طلب الرزق، وتحمُّل أعباء الحياة، وضبط رعاية المنزل والأبناء، هذا مع عدم الحيلولة بين المرأة وبين ما تَصلح له من الأعمال التي لا تتنافى مع أنوثتها وحشمتها، وأن بعض فُضليات المؤمنات كُنَّ يخْرجْن معالمجاهدين لسقاية الماء وتضميد الجروح وإعداد القوات وما إلى ذلك. هذا إلى أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، إن المسلمةغير ملزَمة بتجهيز بيت الزوجية، ولو طبَّقنا اليوم هذا النظام لتفادَيْنا الكثير منالتكاليف، فالرجل يصرف ما يلزَمُه لبيته وفْق طاقته ومستواه، والمرأة المسلمة غيرمجبَرة على إرضاع وليدها إذا رأت المحافظة على جمال قوامها وتهدُّلِ بعض أجزاءجسمها﴿وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى﴾(الطلاق:6)، المرأة المسلمة لها أن تخرج بمفردها لقضاء حوائِجها، ومن لميصدِّق فليرجع إلى صحيح مسلم الجزء الخامس (طبعة دار الشعب). المرأة المسلمة حرة حرية كاملة عند التصرف في أموالها وماتملك، المرأة المسلمة تتزين لزوجها كيفما شاءت، حتى لقد قال "ابن عباس"- رضي الله عنه- تطييبًا لخاطرها: "إني أحب أن أتزين لها كما تتزين لي"، ولئن حرم الإسلام الكذب فقد أباحه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- للرجل عند ملاطفة زوجته، كأن يقوللها ما أجملك!! حتى ولو لم تكن كذلك. إن الحوار لم يكن ما بَدا فيه من جانبي هو رأيي الشخصي،ولكنَّه السمة الشائعة بين كل الإخوان الملتزمين بمبادىء الإخوان المسلمين. ————— الأهرام- 15/2/1982م- ص 7
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#2
|
||||
|
||||
![]() عمرو خالد : القرآن أنصف سيدنا موسى بعد أن شكك الغربيون في وجوده
![]() أكد الداعية الإسلامي عمرو خالد أن القرآن الكريم قد أنصف سيدنا موسى عليه السلام؛ ذلك أن الكثير من علماء الغرب يقولون إنه لا وجود لشخصية موسى تاريخيا، ومنهم العالم فرويد الذي قال إن موسى أسطورة لا وجود لها، لأننا لم نجد على جدران المعابد في مصر ما يدعم هذه الحقيقة ولا في الأراضي التي هاجر إليها بنو إسرائيل ما يدلل تاريخيا على وجود هذه الأحداث حقيقةً. حيث نجد أن ثلث أو ربع القرآن يروي قصة سيدنا موسى إنصافا له. وقال عمرو خالد في برنامجه اليومي " قصص الأنبياء " الذي أذاعته فضائية الرسالة الاثنين " 31-8-2009 " على كل مسلم أن يستشعر الأخوة بين سيدنا موسى وسيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليهما؛ فهم إخوة في الدين، كل نبي من أنبياء الله قد وضع لبنة في صرح عال لإرضاء الله، واللبنة التي وضعها موسى عليه السلام كانت "حرية الشعوب" قبل أن تتحدث عنها دول أوروبا , فهو يمثل أكبر قصة في مواجهة الظلم. وقال عمرو خالد عندما بلغ موسى من العمر أربعين سنة، كُلف بالرسالة وأصبح كليم الله، عاد عليه السلام إلى مصر وتوجه إلى بيوت بني إسرائيل: بيت أمه حيث ذهب متحدثا لأخيه هارون ليصطحبه إلى أول مواجهة بينهما وبين فرعون , تحدث موسى إلى أخيه حول أمر مواجهة فرعون حيث المهمة التي كٌلفا بها بأن يتحدثا إلى فرعون بألا إله إلا الله، وأن يطلبا منه أن يمنح بني إسرائيل حرية الخروج بدلاً من الحبس والذل الذي يفرضه عليهم "إذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى" (طه:٤۳)، فقد تجبر فرعون وتجاوز كل الحدود وادعى الربوبية، وعلى الرغم من ذلك تستكمل الآيات بقوله تعالى: "فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى" (طه:٤٤)، فما أعظم رحمة الله تعالى إذ يأمرهما بالقول اللين لجبارٍ عاص، بل وليتيح له باب التوبة والمغفرة إن تذكر وخشي، وفي ذلك قال أحد العلماء: "إن كانت رحمة الله بمن قال أنا ربكم الأعلى واسعة على هذا القدر، فكيف برحمته بمن قال لا إله إلا الله؟!". فالحمد الله الذي يطمئننا بهذه الآية ليس هذا فحسب، بل يبدو في هذه الآية أدب الإسلام حتى مع الأعداء والظالمين حيث علمنا النبي في خطابه إلى هرقل ملك الروم أن نُنزل الناس منازلهم، حين قال: (إلى هرقل، عظيم الروم) للأسف نجد بعض الناس من المتحمسين إلى الحق يسب الآخر وينسى هذه الآية، بل وينسى قول الله تعالى: "وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ" (آل عمران:١٥۹). لعل قول هارون الرشيد فيه حكمة، حين جاءه رجل قائلا: "جئت لأعظك وأشُد عليك في الموعظة، فرد هارون الرشيد قائلاً: "ولِمَ تشُد عليَ في الموعظة؟ أنت لست بخير من موسى وأنا لست بأسوأ من فرعون". ولعل التساؤل الذي يدور في الأذهان هو: لماذا أرسل الله موسى إلى فرعون؟ لم لم يرسله قائلاً إذهب لبني إسرائيل؟ في حين إن محمد صلى الله عليه وسلم حين جلس مع رؤساء القوم عاتبه الله عن عبوسه في وجه غيرهم: "عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الْأَعْمَى* وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى* أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى* أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى* فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى" (عبس:1 إلى6)، لكن الأمر هنا مختلف؛ فقد بُعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى أناس أحرار كل منهم حر في قراره، لذلك بُعث إلى عامة الناس، أما بنو إسرائيل في مصر فقد كانوا تحت ذل فرعون الذي لم يجعل لهم قيمة من فرط ذله فيهم، وبذلك لا جدوى من الحديث إليهم. وأضاف وصل موسى وأخيه إلى القصر وطلب مقابلة فرعون، و لعل من أهم أسباب تعدد مواضع تسجيل هذا اللقاء في القرآن، هو تسجيل هذه الشجاعة المتناهية، كما أنه يعلّم قيمة الحوار في حل أي قضية، لذلك نجد القرآن كثيرا ما يحدثنا عن الحوار وأن الحل ليس في العنف. وقال عمرو خالد إن كل طرف في هذا الحوار له أجندة خاصة فبالنسبة لسيدنا موسى كان هناك بندان: ١. أولهما إعلان مطالبه بكل وضوح؛ على الرغم من علمه أنها لن تستجاب، إلا أنه أراد تسجيل وضوح مطالبه وهي قل "لا إله إلا الله" واعرف ربك. وأرسل معي بني إسرائيل. ۲. كسر حالة الرهبة وكانت أجندة فرعون؟ تحطيم سيدنا موسى معنويا، فيكون قد هزم نفسه بنفسه وأظهر قوة فرعون، فبذلك ينهزم قبل أن يبدأ. بدأ سيدنا موسى الحوار بإعلان أنه رسول الله رب العالمين، ثم طلب أن يرسل معه بني إسرائيل "إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ …" (طه:٤٧)، في هذا الحوار، كان فرعون يركز على هزيمة سيدنا موسى النفسية، لذلك لم يرد على ما قال موسى ولم يعبأ به بل تعمد أن يذكره بماضٍ ولّى منذ أمد بعيد. فقال: " أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ " (الشعراء:١٨)، متعمدا تذكيره بفضله عليه، ثم قال: " وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِين" (الشعراء:١۹). لكن شجاعة سيدنا موسى كانت عظيمة ما جعلته قادرا على المواجهة والرد، فابتدأ بالرد على الاتهام الثاني بفعلة القتل التي ارتكبها، فورد في القرآن العظيم الذي يسجل حوارهما للعالمين حيث يتعبدون ويصلون به ليتعلموا الحكمة والشجاعة، قال: "قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ" (الشعراء:۲۰)، وبذلك اعترف بما اقترف كما أقر أنه اقترفه في زمن كان فيه ضالاً عن الحق، ولم يقصد هنا الحق في العبودية، بل الحق في مواجهة المواقف، فقد كان قتلاً خطأً إذ لم يحسن التصرف فمات الرجل. ثم قال: "فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ …" (الشعراء:۲١)، فأقر بما حدث بمنتهى البساطة وبلا تكلف، فهو لم يفر من فعلته بل من تآمرهم عليه، فما فعله خطأ غير مقصود، ولم يقل له فررت حين تآمرتم علي، فهو ما زال يتبع قول الله تعالى: "فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا …" (طه: ٤٤)، ولكنه لم يعترف بنقاط ضعفه دون أن يذكر مواضع قوته، فقد استكمل قائلاً: "… فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ" (الشعراء: ۲١)، وبذلك أعاد الحوار مرة أخرى إلى مطالبه. غير أن فرعون كان قد ابتدره بقوله: "أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ" (الشعراء: ١٨)، فما كان رده على هذا؟ كان رده في منتهى القوة إذ قال له: "وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (الشعراء: ۲۲)، قال مستنكرا لتلك النعمة التي يتحدث عنها فرعون إذ في طياتها عبودية بني إسرائيل جميعا، وربما فهم البعض هذا الرد أنه قصد أنه لولا فعل فرعون بتعبيد بني إسرائيل ما كان قد جاءه يوما، فلو لم يقتل أبناء بني إسرائيل ما كانت أمه لتلقيه في اليم فيصل إلى قصره. وبذلك خسر فرعون أسلحة هجومه في الجولة الأولى وكسر سيدنا موسى حاجز الخوف بانتهائه من الرد على هذه الهجمات. وأضاف عمرو خالد و حين وصل الحوار إلى هذه النقطة، والتي اعتبر بها موسى عليه السلام قد كسب الجولة الأولى، فقد أعلن مطالبه جلية ولم يتأثر نفسيا بمهاجمة فرعون، حينها قلب فرعون الحوار العقلي إلى حوار ديني، فقال: " فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى" (طه: ٤۹) فرد موسى عليه السلام قائلاً: "… رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ" (الشعراء:۲٤)، وكان في هذا إلغاء لجميع آلهة الفراعنة من آلهة النجوم والشمس والقمر ما إلى ذلك، فقال فرعون: "قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ" (الشعراء: ۲٥)، قال ذلك موجها كلامه للحضور الواقفين وكأنما يسخر مما قيل، حيث انتبه أن مثل هذا القول في وجودهم قد يشكل عليه خطرا إذا ما تأثر الحضور بكلمات موسى أو بشجاعته. لم يردّ سيدنا موسى ولم يعبأ لقوله، بل استأنف كلامه قائلاً: "قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ" (الشعراء:۲٦)، حين وصل الأمر إلى هذا الحد رد فرعون: "قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ" (الشعراء:۲٧)، وفيما يبدو أنه استشعر بداية تأثر من حوله بكلام موسى عليه السلام، فاستأنف موسى قائلاً: "… رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ" (الشعراء:۲٨)، قال هذا في حضرة قوم اعتادوا أن يقولوا إن إيزيس وأوزيريس هما آلهة الشرق والغرب، وبذلك جاء رده هدما لكل آلهة الفراعنة، لم يعتمد موسى عليه السلام في رده على سؤال فرعون على أن الله هو ربه الذي أمره أن يعبده، بل توجه إلى السماوات والأرض. وقد بدا أن فرعون عند هذه اللحظة بدأ يهتز، وربما لمح نظرة فرح في عيني آسيا، فرحة أم بابن لها، ولو بالتبني، وربما لمح نظرات موافقة في أعين البعض الآخر من الحضور، وربما لمح تغير في وجه ابن عمه ومستشاره الذي أسماه القرآن فيما بعد (مؤمن). عندئذٍ قرر فرعون أن ينهي الجولة الثانية بقوله: "… لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ" (الشعراء: ۲۹). ظن فرعون أن الحوار ينتهي بهزيمة موسى النفسية، إلا أنه تبدل بانتصار حوارى لصالح سيدنا موسى، فقد تحلى بالحكمة والشجاعة الواجبتين لإدارة حوار ناجح ومثمر. أما فرعون فقد انهزم حواريا، لذلك لم يجد بُدًّا من استخدام القوة ليقلب هزيمته الحوارية إلى انتصار، فما من لاجئ وقال خالد: جاءت الجولة الثالثة وكانت جولة عملية؛ فقد انتهى الحوار العقلي وسيلجأ موسى عليه السلام إلى الإثبات المرئي، فقال: "… أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ" (الشعراء:۳۰)، قرر موسى عليه السلام أن يعرض المعجزات التي أيده بها الله على فرعون والحاضرين. لم يبدأ بها موسى لحكمته، إنما قرر عرضها حين هدد فرعون بالسجن، فأراد موسى أن يريه ما يجعله عاجزا حتى عن سجنه، وقد نجح في إرباكه، فرد فرعون عليه وقد ملأه الفضول قائلاً: "… فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ" (الشعراء:۳١)، وما أن قالها حتى نفذ موسى: " فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ" (الشعراء:۳۲)، وهو الحادث ذاته الذي أخاف سيدنا موسى وأربكه عند جبل الطور، ويمكننا هنا أن نتخيل الفزع الذي أصاب فرعون من جراء رؤية لهذا الثعبان الذي وصفه القرآن بأنه مبين، وربما تصبب عرقا وانكمش في كرسي عرشه. ولم يمهله موسى بل استمر: "وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ" (الشعراء: ۳۳)، فرغم شدة معجزة الثعبان إلا أن اليد البيضاء تحمل معنى السلام، فيستكمل بها اللين الذي بدأ به، وبدأ الناس من حول فرعون يتأثرون، فقال فرعون: " قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيم * ُيرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ …ٌ" (الشعراء: ۳٤-۳٥)، بدأ فرعون يبث في الناس فكرة الفتنة الطائفية؛ مدعيا أنها هي أصل ما جاء به موسى عليه السلام، بل وأراد أن يبدو في صورة المشاور الذي يستمع إلى الآراء الأخرى فيستكمل قائلا: "… فَمَاذَا تَأْمُرُونَ" (الشعراء:۳٥)، فرد الملأ من حوله ردا قد يبدو مؤيدا لفرعون إلا أنه في جوهره ليس مؤيدا له، فجاء الرد: " قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ* يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ" (الشعراء:۳٦-۳٧)، فقد جاء هذا الرد وكأنما يريد أن يكشف كذبه في حيلة، وكأن ما عرضه موسى غير بشري مما شجع البعض على أن يتقدم بهذا الاقتراح. اضطر فرعون للاستسلام لفكرة هذا اللقاء، فرد موسى من فوره قائلاً: " … مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى" (طه:٥۹)، أراد موسى جمع الناس وعلم أن فرعون لن يستطيع الرفض، فلو رفض لأثار الشكوك في نفوس رعيته، فلعلمه بمدى كِبر فرعون طلب بثقة أن يجمع الناس، وقد كان خطأ فرعون أن وافق على ذلك قبل أن يقوم بالتجربة مع السحرة وموسى وحدهم، فقد اهتز موقفه بشدة بعد ذلك وافتضح أمره، بل والأهم أن موسى عليه السلام قد حدد يوم الزينة وهو عيد قومي عند المصريين (عيد وفاء النيل) مما ينفي عنه أي تهمة بالفتنة الطائفية بل ويثبت احترامه وحبه للمصريين ولأعيادهم. انتهى اللقاء وأصبح على فرعون أن يجمع الناس بالألوف لهذا اليوم. كان مكسب موسى في هذا اللقاء إعلان مطالبه جلية، كما استمد قوة نفسية هائلة، وفوق هذا وذاك فقد أصبح بطلاً بالنسبة لبني إسرائيل بشجاعة مواجهته، كما تأثر الملأ من حول فرعون؛ آسيا وابن عم فرعون وكبير السحرة.
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#3
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
و يولد أشياء قد تضر بالأمة الإسلامية نتيجة الكبت اقتباس:
رؤية الأسباب و علاجها العلاج الصحيح قبل البحث و التنقيب عن النتائج حتى لا يتفاقم المرض اقتباس:
فهذه هي مقومات الحضارة و الأولى أنها مقومات حضارة الأمة الإسلامية بارك الله بك أخانا الفاضل ابو مالك الطيب على نقل هذه المقالة و مقالات اليوم لم تتغير عنها كثيرا نفس الأسلوب و نفس البرهان و الأدلة فلا يعني أنها عرضت قبل 30 عاما أن ذلك يغير من مفاهيم و آراء إخواننا فهم على نفس الدرب سائرون فبارك الله بهم جميعا و جزاهم عنا كل خير لكن كنت أخي الفاضل لم أفهم هذه اقتباس:
و جزاك الله كل خير مقدما
__________________
: : : : : ![]() مش هتهون الدعوة عليَّا .. لو بإديَّا .. هضحِّي دهور مش هتنازل عن سفينتها .. أنا حبتها .. حُـب النــور هيَّ الـدم اللي فـ شراييني .. مهما يجيني .. ظلـم وجـور هيَّ حيـاتي ونبض إيمـاني .. على جثمـاني .. هتبقى زهـور هيَّ سنين عُمري اللي بشوفهـا .. راسمة حروفهـا .. بمهر الحـور |
#4
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيرا علي مرورك اخي زهره الاخوان علي مرورك الطيب العطر
بالنسبه الي سؤال حضرتكم هو انه ربما كان يتحدث الدكتور مصطفي بدوي عن شكري مصطفي ومجموعته وهذه احداث بين الاستاذين الفاضلين
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#5
|
||||
|
||||
![]() نعم للإسلام.. لا للطوائف والمذاهب
د. عائض القرني زرت إثيوبيا وألقيت محاضرة بأديس أبابا حضرها جموع من كافة المذاهب والحركات الإسلامية من الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة والإخوان والتبليغ والصوفية وغيرهم، فقلت للجميع: أنا لا أدعوكم إلى مذهب من هذه المذاهب أو جماعة من هذه الجماعات فأنا لست حنفياً ولا مالكياً ولا شافعياً ولا حنبلياً ولا إخوانياً ولا تبليغياً ولا أنتسب لأي مذهب فقهي ولا جماعة إسلامية معينة بل أدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على ما كان عليه أهل بيته وأصحابه رضوان الله عليهم، ولست معصوماً بل قد يصدر مني أخطاء فإذا خالف قولي الكتاب والسنة فاضربوا بقولي عرض الحائط، فمظلتنا الكبرى جميعاً الإسلام، ورسالتنا التوحيد، وما فرقتنا إلا هذه المذاهب والحركات والشعارات والأحزاب. فالله سمانا المسلمين ودعانا إلى الاعتصام بحبله وأوجب علينا أخوة الإيمان ونهانا عن التفرق والاختلاف لكننا أطعنا الشيطان في التحريش بيننا، فبدأ التعصب الفكري في عصر انحطاط الدولة الإسلامية وظهر التقليد المذهبي في وقت فطور الهمم وانطفاء نور الوحي وهجر الدليل كتاباً وسنة. ونشأت جماعات إسلامية وحركات دعوية وأحزاب وطنية ومناهج فكرية وطوائف متناحرة متصارعة أضعفت وحدة المسلمين وشتتت شملهم ومزقت كلمتهم وأوهنتهم أمام أعدائهم وأضرت بسمعتهم وخالفت بين قلوبهم فحارب بعضهم بعضاً وقاتلت طائفة منهم طائفة أخرى واستحكم بينهم العداء وانتشرت البغضاء وعمّت الشحناء لأنهم تركوا المنهج الأول والهدي النبوي الكريم في التمسك بالكتاب والسنة فابتلاهم الله بالاختلاف والشقاق والفرقة. وبهذه المناسبة فإني أدعو جميع المسلمين وكل من يتشرف بحمل «لا إله إلا الله محمد رسول الله» أن يعود إلى رشده وينبذ التقليد المذهبي والتعصب الطائفي، والميول الحزبية، والاغترار بالشعارات والاستماع لكل ناعق، بل عليه أن يعود إلى الوحي المنزل وإلى سيرة النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم ويحكّم الشريعة على ظاهره وباطنه وينطوي تحت مظلة السنة النبوية ويهتدي بهدي خير القرون من الرعيل الأول الذين زكاهم الله وأثنى عليهم ورضي عنهم. وليتّقِ المسلم ربه فلا يزيد في تمزيق الأمة بالدعوى إلى مذهب أو طائفة أو جماعة أو حركة أو حزب، بل عليه أن يرضى بما رضيه الله له لكل مسلم من اتباع رسوله الإمام القدوة والأسوة الحسنة كما قال تعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكم في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَة لمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً». وقد زرت أكثر من ثلاثين دولة فوجدت أن المسلمين نقلوا خلافهم المذهبي والطائفي والفكري إلى بلاد الغرب والشرق. فالمساجد والمراكز الإسلامية موزعة بين المذاهب والجماعات والطوائف والحركات الإسلامية وبلغ من سخف بعضهم وحمقه وطيشه وتهوره أنه استخدم المنبر والمحراب في التشنيع والتحذير من إخوانه المسلمين من الطوائف والمذاهب والجماعات الأخرى التي لا توافق رأيه، فصرنا ضحكه بين الأمم ونكتة بين الشعوب تلوكنا الألسن ويسخر منا الآخرون، وبدل أن ننشر رسالتنا الربانية العالمية الخالدة أصبحنا ننشر غسيلنا ومآسينا ومصائبنا وبغضاءنا بين الأمم فانشغلنا عن نشر الإسلام بمحاربة أهل الإسلام وتركنا الوحدة الإسلامية إلى الدعوة الحزبية الطائفية المذهبية المقيتة الضيقة. وقد زرت في خلال رحلاتي من دعاني من كل المذاهب والطوائف والجماعات الإسلامية، فكنت أدعوهم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإلى الوحدة الإسلامية والرابطة الإيمانية ونبذ الخلاف والفرقة والشقاق وأخبرهم بمآسي النـزاع الذي حصل بيننا والتفرقة التي حلت بنا وكيف توحد غيرنا على اختلاف أعراقه ومذاهبه وتوجهاته واختلفنا نحن رغم وجود الدين الصحيح معنا والشريعة السمحاء والملة المحمدية المباركة، فصرنا كالمحامي الفاشل الذي يدافع عن قضية عادلة. حرام هذه الفرقة، حرام هذا الاختلاف، حرام هذا التنازع، حرام هذا التصرف الصبياني الطائش العبثي، يقول تعالى: «وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ»، متى ننتصر على الشيطان والهوى والنفس الأمّارة بالسوء؟ متى نعود عودة صادقة للمنبع الأول الصافي العذب الزلال؟ منبع: قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم. تعالوا أيها المسلمون إلى الوحي المقدس ودعونا من آراء الرجال وأفكار البشر وتوجهات الناس، ونعم للإسلام ولا للمذهبية ولا للطائفية ولا للحزبية ولا للتعصب ولا للتقليد، «اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ»، كفى قتالاً، كفى نزاعاً، كفى حقداً، كفى بغضاء، آن الأوان للاتفاق والعناق ونبذ الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق. نقلا عن موقع جريده الشرق الاوسط
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#6
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
جزاك الله كل خير
__________________
: : : : : ![]() مش هتهون الدعوة عليَّا .. لو بإديَّا .. هضحِّي دهور مش هتنازل عن سفينتها .. أنا حبتها .. حُـب النــور هيَّ الـدم اللي فـ شراييني .. مهما يجيني .. ظلـم وجـور هيَّ حيـاتي ونبض إيمـاني .. على جثمـاني .. هتبقى زهـور هيَّ سنين عُمري اللي بشوفهـا .. راسمة حروفهـا .. بمهر الحـور |
#7
|
||||
|
||||
![]() كتب الأستاذ عمر التلمساني "رحمه الله"
المرشد العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين ![]() كان هذا المقال قد كتبه الأستاذ عمر التلمساني- رحمه الله- "سنة 1986م" ليكون افتتاحية مجلة "الدعوة" عندما تعود إلى الصدور، فلمَّا تأخَّر صدورُها اختير هذا المقال ليكون افتتاحية الكتاب غير الدوري الذي أصدره- رحمه الله- تحت اسم "البشير"، ولكنه لم يرَ النور عقب صدور العدد الأول منه . يقول- رحمه الله تعالى: أجل نحن- الإخوان المسلمين- على خير حال بفضل المنعم الوهاب، إن وجدنا قانونًا فنحن قائمون بهمتنا في التربية والتوجيه، ورَبْط المسلمين برباطِ الحب، والالتقاء على الله، وإن حرمونا من الوجود القانوني بسلطانِهم، فنحن المتحابون في الله، المتزاورون في الله، المتجالسون مع الله، في ظلِّ الله، يوم لا ظل إلا ظله، ظل القوي القاهرة الجبار، لا ظل واشنطن ولا موسكو، ولا لندن ولا باريس، ولئن اختلفت القوى المادية على كل شيء، فقد التقت جميعًا على هدف واحد، هو طمس معالم الإخوان المسلمين من الوجود، وهيهات. أحلام وردية: هَالَ أعداءَ الإسلام ما أحدثته دعوة الإخوان من أثر في حياة المسلمين، لقد حسب الأعداء أن المسلمين غدوا جسدًا مشلولاً، لا قدرةَ له على الحركة، فإذا بدعوة الإخوان المسلمين تُخرجهم من هذا الحل الوردي، وتوقظهم على حسرة ما ظنوا بعدما رأوا أنهم في طواياها غارقون، المسلمون هم الذين صحوا على أغاريد دعوة الإخوان، وعرفوا من دينهم ما كانوا يجهلونه، وأيقنوا أنهم أحق الناس بأستاذية العالم كله، صحوا على مجد بديع أنار الوجود بأن الإسلام دينٌ ودولةٌ، دينٌ يربط الناس بربهم، ودولةٌ تعز المسلمين في معاشهم . لاحقتنا المحن من عهد فاروق، فاغتال الإمام الشهيد حسن البنا، وظن- وظن معه من في ركابه- أن المحرك الذي يدير الدعوة ويفديها بدمه قد أفضى إلى ربه، وأن الدعوة ولَّت على أثره، وإذا بالدعوة تجرف فاروقًا وحكمه، وإن نسبت قوى ظاهرة أن الفضل لها.. والفضل لله أولاً وأخيرًا. ووقعت الواقعة الثانية على يد عبد الناصر فاغتال الشهداء عبد القادر عودة، ومحمد فرغلي، ويوسف طلعت، وإبراهيم الطيب، وآخرين.. إن كنا لا نعلمهم، فالله يعلمهم، وكفى بعلمه إدراكًا، ومات عبد الناصر، وها نحن قد قرأنا في الصحف السيارة أن النائب الوفدي أحمد طه قدَّم سؤالاً أو طلب إحاطة، بعد أن شاع أنه لم يمتْ ميتة طبيعية . أنياب الديمقراطية: وجاء السادات يحاول احتواءهم، فلما عجز، أبرز أنياب الديمقراطية كما زعم، فما كنا نعرف أن للديمقراطية أنيابًا ولا أظافر، كنا نعرفها لينةَ الملمس، رخيمةَ المأخذ، عادلةً، لا تتجنى ولا تجور.. كشَّر عن أنياب الديمقراطية كما قال، فاعتقل وصادر وجال، ونسي أن الله من وراء كلِّ ذلك محيط، وها نحن في العهد الحالي، ولم يسمح بعودة الإخوان، يتمسك بالقوانين الاستثنائية من قانون الأحزاب إلى قوانين الصحافة إلى قوانين الطوارئ، ولا ندري ما تخبئه الأقدار من قانون الطوارئ عامًا ونصف العام، وإن كنا نرجو الخير في وجه الله، ونطلب لهم من الله الهداية والسداد. الإخوان باقون: ورغم هذا كله فقد بقي اسم الجماعة وأثرها فعالاً في كل قارة من القارات.. توقفت مجلة الدعوة من سنة 1981 إلى اليوم، فإذا بصحف العالم كله- عربية وأعجمية، الأصدقاء منهم والخصوم- إذا بها كلها تفتح صدورها على امتداد سواعدها لتتحدث عن الإخوان المسلمين يومًا بعد يوم على التوالي ودون توقف، وعرفنا من لم يكن يعرفنا، وتحدَّث عنا من كان في قلمه عقم، وفي لسانه عي، وفي سمعه صمم، متعمدًا منفعلاً، أليس من حقنا بعد هذا كله، أن نقول: إننا- بفضل الله- على خير حال؟! لك العتبى حتى ترضى، يا أرحم الراحمين. محاربة الإخوان.. لماذا؟ الكل في مجالسهم الخاصة والمغلقة، يعترفون بصدق نوايا الإخوان في خدمة عقيدتهم ووطنهم، ولكنهم لا يصرحون بها على الملأ، بل يخالف علنُهم سرَّهم في هذا المقام، ترى ما صفة ما يُخفى ضد ما يُعلن؟ ما الذي يكرهونه من الإخوان؟ من حقِّ الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل وفرنسا وإنجلترا، ومن يدور في فلكهم، أن يقاوموا دعوة الإخوان المسلمين في شراسة ووحشية، لأسباب كثيرة منها : 1. حيوية الدعوة وفاعليتها في إيقاظ العالم الإسلامي من رقدته، ومطالبته بالعودة إلى سالف عزه ومجده . 2. خطر هذه اليقظة على الاستعمار الفكري والحضارة المادية. 3. خطرها كذلك على الاستعمار الاقتصادي. 4. الخوف على زوال الاستغلال الجشع لكل مواردنا الطبيعية، وكنوزنا التي أنعم الله بها على هذه المنطقة المسلمة وأهلها، هذه النعم التي أهملنا شكرها بإهمال استغلالها . 5. القضاء الكامل على تجارة الأسلحة، التي أثرت الشرق الغرب ببيعها لدول هذه المنطقة بقتل أبنائها بعضهم بعضا بها، فيزداد أعداء الإسلام قوة وثراء، ويزداد المسلمون ضعفًا وفقرًا . 6. الخوف من عودة الحضارة الإسلامية، التي سمت بالمسلمين إلى أسمى مكان رفيع وهم لا يريدون للمسلمين ذلك، كي يظلوا على ما هم عليه من تبعية وهوان . 7. كراهية الإسلام والمسلمين، كراهية بلغت حد الحقد والضغينة. ثبات وإصرار: لقد تحمَّل الإخوان المسلمون كلَّ المحن الطاحنة التي نزلت بهم، لم يضعف ذلك شيئًا من تمسكهم بمبادئهم، وارتباط بعضهم ببعض، وتعاونهم في حياتهم الخاصة والعامة، وسواء أكان لهم وجود قانوني أم لم يكن لهم هذا الوجود، فإنهم لا يجتمعون على شكليات، ولكنهم يتوحَّدون على أصولٍ ثابتة، وقواعدَ راسخةٍ، تتبدل القيم والمناهج من حولهم، وهم على ما هم عليه من ثباتٍ وإصرار، لا تبديل ولا تغيير ولا تحويل، ألسنا بذلك على خير بفضل الله؟ ﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ﴾ . نحن على خير حال، فالدعوة تنتشر ويزداد أنصارها يومًا بعد يوم في كل قارة من قارات الأرض المعروفة، فإذا صودرت في مكان، ظلت نواحي الأرض تنبض بالحياة الإخوانية الزاخرة، وحتى لو أجمعت الدنيا بأسرها على مصادرة دعوة الإخوان المسلمين، فإنها أعجز من أن تصادرها في قلوبهم، وإذا ضاقت الأرض بأهلها، فإن قلوب الإخوان لن تضيق بدعوتهم، إن القلوب المخلصة عرض الرحمن الذي لم تسعه أرض ولا سماؤه، ووسعته قلوب عباده المؤمنين، هيبةً وعظمةً وإجلالاً وتكبيرًا، ما دامت هذه الركيزة متمركزةً في قلوب الإخوان، فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، ماذا يريد الإنسان الصحيح الإنسانية، بل المسلم السليم الإيمان؟ صلة قوية.. قائمة، رغم الحرب الضروس ضد هذه الصلة!! حب طاهر متوافر يجمع الأخ بأخيه.. فيحبه ويبصره ويفتديه!! عمل دائب.. موجود في كل نواحي النشاط في العبادة في المعاملة.. في السياسة.. في الاقتصاد.. بشكل ظاهر ملحوظ، حتى لو اختلفوا على بعض المفاهيم، قدرة الدعوة الإخوانية سرعان ما تخفف من أثر الخلاف فيعذر بعضهم بعضًا فيما اختلفوا فيه، ويتعاونون فيما اتفقوا عليه، ألا ترى أنهم عند آية بارقة من بوارق الحرية تجمعوا، وتكتلوا، كما تشدو الطيور في لمسات الفجر المبكرة ينادي بعضها بعضًا، ثم تشترك جميعًا في ترنيمة واحدة، تسبح المبدع العلام . باقون على العهد: إننا بخير حقًّا، إذا ألهمنا الله الصبر والاحتساب، في رضًا كامل، وتسليم عجيب، لا يفكرون في انتقام، ولا ثأر، ولئن أطمع هذا العمق فيهم خصومهم، إلا أنه أفادهم، من ناحية تعمق العقيدة بين حنايا صدورهم وطهارة مقصدهم، وسد منافذ الشيطان أن يقف المسلم بسيفه في مواجهة أخيه المسلم، مهما أساء، إنهم الرحمة المهداة في هذا العالم المادي المفترس، وما كان للرحماء أن يبادلوا القساة شرًّا بشر، ﴿وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾، إن الجبناء هم الذين يرتعدون ويقبلون أقدام الطغاة، أما الإخوان المسلمون فهم على عهدهم باقون، وفي طريقهم سائرون، ولدعوتهم عاملون، ولدينهم موفون، وما ذلك شأن الرعاديد، فلا نامت أعين الجبناء. إنهم يعرفون أن أعداءهم أقوياء خبثاء، تجردوا من الإنسانية والضمير والخلق والعقيدة، وأنهم يتربصون بهم الدوائر، في كلِّ معطف، ومع كل هذا فقد سمو بفضل الله، فوق مستوى الخوف والنكوص عن البيعة، والتخلي عن عهد الله، ما دامت الدنيا لأحد! ولو دامت لحاكم ظالم ما وصلت لغيره، ظالم أو عادل، وتلك الأيام نداولها بين الناس، ودوام الحال من المحال، لقد مرَّ أشجع خلق الله- صلى الله عليهم وسلم- بالكثير من أصحابه وهم يُعذبون عذابًا وحشيًّا، بلغ حدَّ بقر بطون الحوامل، فهل امتشق سيفًا، أو قاتل باغيًا، أو أدار خد المسلمين الأيمن لمن صفعهم على خدهم الأيسر؟ لم يحدث شيء من ذلك على الإطلاق، كل ما فعله أنه قال: "صبرًا آل ياسر، إني لا أملك لكم من الأمر شيئًا، إن موعدكم الجنة"، أو ما معناه، لقد طلب منه- صلى الله عليه وسلم- بعض شباب الصحابة أن يغتالوا رءوس الكفر، فلم يأذن . لا نقر القتل: إن قتل ظالم لا يذهب الظلم؛ ولكن تهيئة الرأي العام، وتربية النشء والشباب، وطول النفس، هو الذي يذهب بالظلم والظالم تلقائيًّا، مَن كان يظن أن الملك فاروق سينزل عن العرش ويغادر مصر، ما بين يوم وليلة وبهذه البساطة والسهولة، إنها إرادة الله، ثم تهيئة الإخوان المسلمين أفكار الشعب لتقبل هذا التغير، وأصبح السير يسيرًا والتغيير ممكننًا، والإخوان المسلمون على هذا الغرار، لن يستبيحوا دم مسلم أيًّا كان موقعه، وأيًّا كانت صفته، ولكنه الإقناع، ولو طال به المدى، والإخوان على خير حال، فما تحدثوا مع إنسان وإلا وأبدى اقتناعه، صادقًا أو منافقًا، وهذه أولى خطوات النجاح- بإذن الله . إننا بخير لا نترك فرصة تلوح في الأفق، إلا اقتنصناها إعلامًا ودعايةً وتربيةً وتوجيهًا. ولقد أغلقت مجلة الدعوة، ففتحت صحف العالم كلها أبوابها للحديث عن الإخوان ونشر مبادئهم، وأرادوا وأراد الله، فكان ما أراد القاهر القهار . فنحن على خير حال؛ لأننا ثقتنا في نصر الله لم تتزعزع طرفة عين، حتى ونحن في أعماق السجون، وما دمنا على هذه الثقة في ربنا، وفي صدق دعوتنا فما علينا من حادثات الزمان، والحديث القدسي يقول: "أنا مع المنكسرة قلوبهم من أجلي"، وإن كنا نعتز بديننا ونؤمن بأننا الأعلون، إلا أننا مع الله منكسرة قلوبنا، تعوذ به من الفقر إلا إليه، ومن الخوف إلا منه . صراحة: نحن على خير حال.. لأننا نحمل دعوةً ميزت بالصراحة في مواجهة الباطل وأنصاره أينما كانوا، دعوةً تميَّزت بالوضوح؛ فلا لفَّ ولا مداورة ولا استغفال، دعوة برَّأها الله من المطامع المادية، والتطلعات الدنيوية، والمصالح الذاتية، نزيهة من غبش الزيف، تزدان بالنبل في العاطفة، والسمو في حب الخير للناس جميعًا، بلا تفرقة بين خصوم وأصدقاء، فحب الخير لا يتجزأ . من أجل ذلك سنبقى- بفضل الله- على خير حال، مهما ادلهمت الخطوب، وعصفت الرياح الهوج، ومهما اشتد العسف بالشهداء، ومهما ظنت قوى الشر، أنها بالغة ما تريد بقوتها المادية غرورًا واغترارًا، إن قدر الله إذا جاء فلا عاصم لظالم أو مغتر من أمر الله، وحاق بهم ما كانوا يستهزئون.. إن كلمة الله هي العليا دائمًا وكلمة الظالمين هي السفلى دائمًا، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ . نحرص على الموت: أراد الله لنا أن نكون على خير حال في اللأواء والرخاء، بهداه استوى لدينا شأن الموت وشأن الحياة، بل لعلنا أحرص على الموت، فتوهب لنا الحياة، الناس يفزعون في مجال الروع من الموت، ونحن نسارع إليه، في سبيل إعلاء كلمة الله، إن حبسونا فهي خلوةٌ مع الله، وإن نفونا فهي سياحةٌ لتبليغ دعوة الله، وإن قُتلنا فهي الشهادة الكبرى التي يتمناها المجاهدون المخلصون؛ فماذا يملك أعداؤنا لنا، مما يخوفون به الناس الحريصين على الحياة مهما كان طعمها من الذل علقمًا، ومن الهوان صعابًا . ولا بد بعون الله من مجيء اليوم الذي ينتظره العاملون المخلصون. ماذا ينقصنا؟ نحن، بحمد الله، على خير حال، ماذا ينقصنا مما يستمتع به عامة الناس؟ لا شيء. الطعام؟ إننا نأكل، ونستمرئ كل ما نأكل أيًّا كان حاله، مطهيًّا لذيذًا، أو غير مطهي وغير شهي، نرضى بكل ما قسم الله في هذا المجال، دون تطلع إلى ما في أيدي الناس، وإنها لنعمة من الله ما لها من نظير.. المسكن نرضى به حتى ولو كان كوخًا، حسنًا ما يقينا الشمس والمطر، وكل مكان ينبت العز الطيب . الملبس، ونحمد الله على أن الإخوان من أليق الناس مظهرًا فيما يلبسون، ويحبون أن تُرى نعمة الله عليهم، ولباس التقوى ذلك خير ثم بقي بعد ذلك، ما نمتاز به على خصومنا، في ميادين الجهاد من أجل إعلاء كلمة الله، إن كنا نألم فإنهم يألمون كما نألم، بل أشد، ولكننا كما قال تعالى: ﴿وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُون﴾ "النساء: 104". ذكر حسن وأحدوثة طيبة، وأخرى ملؤها النعيم الخالد الذي لا يفنى ولا يبيد. إننا نحظى بهذا عند ربنا، وهم منه محرومون، إننا ننظر إلى آخرتنا قبل دنيانا، وهم لا ينظرون إلا ما يقع تحت أنظارهم، وشتان بين من يؤمن بالآخرة، وبين من هو عنها في صمم ويأس بعيد، هل يستوي من يُلقى في النار بمن يأتي آمنًا يوم القيامة؟! كلا وربي لا يستويان. أيها الشباب، إننا ندعوكم لتكونوا معنا على خير حال، بفضل الكبير المتعال، إننا ندعوكم إلى ما فيه عزكم ومجدكم وأمنكم وحياتكم، ندعوكم إلى الطهر والفضيلة ومكارم الأخلاق وكمال العقيدة، لا نطالبكم بأجر، فأجرنا هدايتكم، ولا نمنيكم بالأحلام والأضاليل، فما عند الله خير وأبقى.. هيا ضعوا أيديكم في أيدينا، وشبابكم في شيخوختنا، وحماسكم في خبرتنا، وعيشوا لها، ورِّثوها مَنْ بعدَكم، فلله عاقبة الأمور: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ "التوبة: 111 ". هل هناك من شك، بعد ذلك، أننا على خير حال؟! استعملوا عقولكم وعواطفكم، واحذروا أن تكونوا مثل ثمود الذين هداهم الله، فاستحبوا العمى على الهدى، فأخذتهم صاعقة العذاب الهون. واحذروا أن تتكاسلوا، فيذهب الله بكم، ويأتي بآخرين، يحبهم فيغفر لهم ويؤيدهم وينصرهم، أولئك هدى الله فبهداهم اقتده. لا نقول لكم اتبعوا أشخاصًا، ولكننا نوجهكم إلى طريق الخير: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّين﴾ "الفاتحة: 5- 7 ".
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |