خَطَرُ التَّحْرِيشِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4963 - عددالزوار : 2068332 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4539 - عددالزوار : 1337526 )           »          ما هي أبرز أسباب تأخر النطق عند الأطفال؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          أعشاب تدر الحليب: تعرف عليها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أطعمة خالية من اللاكتوز: قائمة بأفضلها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          علاج هشاشة العظام بالأكل: هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          علاج التجشؤ بالأعشاب: 7 أعشاب فعالة ومجربة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          حمية dna: خطوة نحو تغذية مخصصة لصحتك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          كيف يتم علاج سوء التغذية؟ دليلك الشامل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          دليلك للأكل الصحي عند الإصابة بالتسمم الغذائي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-04-2025, 05:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,040
الدولة : Egypt
افتراضي خَطَرُ التَّحْرِيشِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ

خطبة وزارة الأوقاف – خَطَرُ التَّحْرِيشِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ


  • إِنَّ الْوَاجِبَ عَلَيْنَا: أَلَّا نَفْتَحَ آذَانَنَا لِأُولَئِكَ الْقَوْمِ اللِّئَامِ الَّذِينَ لَا يَجْلِبُونَ إِلَّا السَّقَطَ مِنَ الْكَلَامِ
  • التَّحْرِيش سَوْأَةٌ أَخْلَاقِيَّةٌ وَسُبَّةٌ مُجْتَمَعِيَّةٌ وَلِذَا جَاءَتِ الشَّرِيعَةُ بِقَطْعِ دَابِرِهَا وَاسْتِئْصَالِ نَبْتَتِهَا وَاجْتِثَاثِ مَنْشَئِهَا
  • مِنْ الْوَسَائِلِ الَّتِي تَقِي مِنَ التَّحْرِيشِ: التَّثَبُّتُ وَالتَّأَنِّي وَعَدَمُ الِاسْتِعْجَالِ فِي إِصْدَارِ الأَحْكَامِ وَتَلَقُّفِ الْكَلَامِ
كانت خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية -لهذا الأسبوع بتاريخ 27 من شوال 1446هـ الموافق 25/4/2025م- بعنوان (خَطَرُ التَّحْرِيشِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ)؛ حيث بينت الخطبة أننا لا نجد مُجْتَمَعًا رَاقِيًا وَشَعْبًا مُتَآلِفًا مُتَكَاتِفًا إِلَّا إِذَا دَمِثَتْ أَخْلَاقُهُ وَلَانَتْ طِبَاعُهُ وَحَسُنَ مِزَاجُهُ، وَسَادَتِ الرَّحْمَةُ بَيْنَ فِئَاتِهِ وَطَبَقَاتِهِ وَعَمَّتِ الْمَحَبَّةُ فِي نَوَاحِيهِ وَجَنَبَاتِهِ..
الفطرة السليمة
فَالْقُلُوبُ نَقِيَّةٌ صَافِيَةٌ وَالنِّيَّاتُ سَلِيمَةٌ طَاهِرَةٌ، وَمِثْلُ هَذَا تَدْعُو إِلَيْهِ الْفِطَرُ السَّلِيمَةُ قَبْلَ الشِّرْعَةِ الْقَوِيمَةِ، وَلَا يَزَالُ الْمُجْتَمَعُ بِخَيْرٍ مَا اتَّصَفَ بِتِلْكَ الصِّفَاتِ وَاتَّسَمَ بِتِلْكَ الْعَلَامَاتِ وَالسِّمَاتِ، وَمِنَ الْبَلَاءِ عَلَى الْمُجْتَمَعَاتِ أَنْ يُبْتَلَى بِأُنَاسٍ قَدْ رَضَعُوا مِنْ ثَدْيِ إِبْلِيسَ فَهُمْ يَسْعَوْنَ بَيْنَ الْخَلْقِ بِالتَّحْرِيشِ وَالتَّلْبِيسِ؛ فَأَلْسِنَتُهُمْ غِلَاظٌ حِدَادٌ، وَأَطْبَاعُهُمْ شَرِسَةٌ شِدَادٌ؛ عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
أَيِسَ الرَّجِيمُ وَلَمْ يَفُزْ بِعِبَادَةٍ
فَأَغَارَ نَحْوَ الْخَلْقِ بِالتَّجْيِيشِ
وَأَقَامَ عَرْشًا يَسْتَحِثُّ فُلُولَهُ
فَأَصَابَ مَا يَبْغِيهِ بَالتَّحْرِيــشِ
تعريف التحريش
إِنَّ التَّحْرِيشَ: إِغْرَاءُ الْإِنْسَانِ لِيَقَعَ بِنَظِيرِهِ، وَيُغْرِيَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ، فَيُخْرِجَهُمْ مِنْ دَائِرَةِ التَّآلُفِ وَالتَّرَاحُمِ إِلَى التَّبَاغُضِ وَالتَّنَاحُرِ، فَالْمُحَرِّشُ يَسِيرُ عَلَى خُطَى إِبْلِيسَ، فَيُثِيرُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ الْفَرُوقَ الطَّبَقِيَّةَ، وَقَدْ يَسْتَعِينُ بَالْأَشْيَاءِ الْعِرْقِيَّةِ وَالْعُنْصِرِيَّةِ، وَرُبَّمَا جَلَبَ الْأَحْقَادَ التَّارِيخِيَّةَ، حَتَّى يَحْتَقِرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيَنَالَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، فَالتَّحْرِيشُ نَارٌ تَضْطَرِمُ عَلَى حَطَبِ النَّمِيمَةِ وَالْغِيبَةِ، وَإِفْشَاءِ السِّرِّ وَكَشْفِ السِّتْرِ؛ فَعَنْ جَابِرِ بْنِ عبداللَّهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- يَقُولُ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَكَسَعَ - أَيْ ضَرَبَ- رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمَّعَهَا اللهُ رَسُولَهُ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا هَذَا؟» فَقَالُوا كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» قَالَ جَابِرٌ: وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ حِينَ قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَكْثَرَ، ثُمَّ كَثُرَ الْمُهَاجِرُونَ بَعْدُ، فَقَالَ عبداللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: أَوَ قَدْ فَعَلُوا، وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «دَعْهُ، لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ). فَالتَّحْرِيشُ بِضَاعَةُ الْمُنَافِقِينَ الْمُخَادِعِينَ، وَسِلْعَةُ قَلِيلِي الْمُرُوءَةِ وَالدِّينِ.
خطورة التحريش
إِنَّ التَّحْرِيشَ لَمْ يَدْخُلْ مُجْتَمَعًا إِلَّا فَرَّقَهُ وَلَا يَكُونُ فِي شَعْبٍ إِلَّا مَزَّقَهُ وَبَعْثَرَهُ، وَلَا صُحْبَةٍ إِلَّا قَلَبَهَا عَدَاوَةً وَبَغْضَاءَ، وَلَا أُسْرَةٍ إِلَّا أَحَالَهَا إِلَى كَرَاهِيَةٍ وَعَدَاءٍ؛ فَالتَّحْرِيشُ مِهْنَةٌ شَيْطَانِيَّةٌ مَا تَلَبَّسَ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا أَفْسَدَ أَيَّمَا إِفْسَادٍ؛ قَالَ تَعَالَى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} (الإسراء:53)، فَالْمَوْلَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى هُنَا أَمَرَ عِبَادَهُ بِأَنْ يَتَحَلَّوْا بِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ وَأَنْ يَتَسَرْبَلُوا بَأَجْمَلِ الصِّفَاتِ وَالْخِصَالِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى صَفَاوَةِ قُلُوبِهِمْ وَنَقَاوَةِ صُدُورِهِمْ، ثُمَّ حَذَّرَهُمْ مِنْ نَزْغِ الشَّيْطَانِ، وَالنَّزْغُ: هُوَ الْإِلْقَاءُ الْخَفِيُّ لِلشَّرِّ فِي الْقُلُوبِ، فَالْوَاجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَلَّا يَلْتَفِتُوا إِلَى الشَّيْطَانِ وَنَزَغَاتِهِ، بَلْ يَقْطَعُوا حَبَائِلَ وَسَاوِسِهِ وَأَفْكَارِهِ، وَيَحْذَرُوا مِنْ مَكَائِدِهِ وَنَخَسَاتِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ جَلَّ وَعَلَا أَنَّ الشَّيْطَانَ عَدُوٌّ ظَاهِرُ الْعَدَاوَةِ عَظِيمُ الْكَيْدِ وَالْمَكْرِ، فَاحْذَرُوا طَرِيقَهُ وَاعْرِفُوا أَسَالِيبَهُ.
موقف الشريعة عن التحريش
إِنَّ التَّحْرِيشَ سَوْأَةٌ أَخْلَاقِيَّةٌ وَسُبَّةٌ مُجْتَمَعِيَّةٌ؛ وَلِذَا جَاءَتِ الشَّرِيعَةُ بِقَطْعِ دَابِرِهَا وَاسْتِئْصَالِ نَبْتَتِهَا وَاجْتِثَاثِ مَنْشَئِهَا؛ فَعَنْ عبداللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَصْحَابِهِ: «لَا يُبَلِّغْنِي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئًا؛ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ» (رَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيرُهُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ أَحْمَدُ شَاكِرٍ)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا» وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ)،
سوء عاقبة من أراد الوقيعة بين الناس
لْيُعْلَمْ مَنِ ابْتَغَى الْقَالَةَ بَيْنَ النَّاسِ وَالْوَقِيعَةَ بِهِمْ أَنَّهُ لَنْ يَجِدَ مِنَ النَّاسِ إِلَّا الِاحْتِقَارَ وَالِازْدِرَاءَ، وَالْخِزْيَ وَالْفَضِيحَةَ مِنْ رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ؛ فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ» قَالَ: وَنَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا إِلَى الْبَيْتِ أَوْ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ: «مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ» (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ).
وسائل الوقاية من التحريش
إِنَّ مِنْ وَسَائِلِ الْوِقَايَةِ مِنَ التَّحْرِيشِ: حُسْنَ الظَّنِّ بِالْمُسْلِمِينَ؛ قَالَ سُبْحَانَهُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} (الحجرات: 12)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ)، فَحُسْنُ الظَّنِّ تَاجُ الْأَصْفِيَاءِ وَعَلَامَةُ الْأَتْقِيَاءِ الْأَوْلِيَاءِ، وَمَتَى تَخَلَّقَ الْإِنْسَانُ بِهِ أَرَاحَ وَاسْتَرَاحَ؛ قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ - رَحِمَهُ اللهُ-: «الْمُؤْمِنُ يَطْلُبُ مَعَاذِيرَ إِخْوَانِهِ». وَمَنْ سَاءَ عَمَلُهُ سَاءَ ظَنُّهُ؛ فَهُوَ يَرَى النَّاسَ بِعَيْنِ طَبْعِهِ لَا بِعَيْنِ إِنْصَافِهِ وَعَدْلِهِ، كَمَا قِيلَ:
إِذَا سَاءَ فِعْلُ الْمَرْءِ سَاءَتْ ظُنُونُهُ
وَصَــدَّقَ مَــا يَعْتَـــادُهُ مِـنْ تَـوَهُّمِ
وَمِنْ تِلْكَ الْوَسَائِلِ الَّتِي تَقِي مِنَ التَّحْرِيشِ: التَّثَبُّتُ وَالتَّأَنِّي وَعَدَمُ الِاسْتِعْجَالِ فِي إِصْدَارِ الأَحْكَامِ وَتَلَقُّفِ الْكَلَامِ؛ قَالَ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات: 6)،وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ - صلى الله عليه وسلم - «التَّأَنِّي مِنَ اللهِ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ» (رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ -]- وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ).
الواجب تجاه التحريش
إِنَّ الْوَاجِبَ عَلَيْنَا: أَلَّا نَفْتَحَ آذَانَنَا لِأُولَئِكَ الْقَوْمِ اللِّئَامِ، الَّذِينَ لَا يَجْلِبُونَ إِلَّا السَّقَطَ مِنَ الْكَلَامِ، وَدَوَاؤُهُمُ التَّوْبِيخُ وَالتَّقْرِيعُ، وَأَنْ لَا يُمَكَّنُوا مِنْ صُدُورِ الْمَجَالِسِ، وَإِنْ تَكَلَّمُوا تَكَلَّمُوا بِقَدَرٍ، وَأَنْ لَا يُسْمَحَ لَهُمْ بِنَهْشِ لُحُومِ الْبَشَرِ، جَاءَ فِي حَدِيثِ تَوْبَةِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: «وَلَمْ يَذْكُرْنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَلَغَ تَبُوكَ فَقَالَ: وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْقَوْمِ بِتَبُوكَ «مَا فَعَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ؟» قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ يَا رَسُولَ اللهِ حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَالنَّظَرُ فِي عِطْفَيْهِ، فَقَالَ لَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: بِئْسَ مَا قُلْتَ، وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ)، إِلَّا أَنَّ الدَّاهِيَةَ الدَّهْيَاءَ، وَالدَّاءَ الْعَيَاءَ حِينَ يَسْتَتِرُ أُولَئِكَ الْقَوْمُ خَلْفَ الْأَسْمَاءِ الْمُسْتَعَارَةِ وَالْحِسَابَاتِ الْوَهْمِيَّةِ فَيَبُثُّونَ سُمُومَهُمْ وَيُعْلِنُونَ فُجُورَهُمْ، فَحَذَارِ حَذَارِ مِنْ تَلَقُّفِ رَسَائِلِهِمْ وَنَقْلِ مَقَاطِعِهِمْ؛ فَالتَّبِعَةُ عَظِيمَةٌ وَالْمَسْؤُولِيَّةُ جَسِيمَةٌ؛ قَالَ -تَعَالَى-: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} (القلم:10)، فَلْيَحْذَرِ الْمَرْءُ مِنَ الَّذِينَ يَمْشُونَ بِالنَّمِيمَةِ وَيَسْتَلِذُّونَ بِطَعْمِ الْوِشَايَةِ وَالْوَقِيعَةِ، فَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا، ذُكِرَ اللَّهُ تَعَالَى» ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ).


اعداد: المحرر الشرعي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.99 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]