لذة الطاعة بعد الصبر.. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 606 - عددالزوار : 339478 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4960 - عددالزوار : 2066624 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4537 - عددالزوار : 1335531 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 379 - عددالزوار : 156373 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 394 - عددالزوار : 92404 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 14115 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 53285 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 46946 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15436 )           »          الثقافة والإعلام والدعوة في مواجهة الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-03-2025, 09:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,002
الدولة : Egypt
افتراضي لذة الطاعة بعد الصبر..

لذة الطاعة بعد الصبر..

فاطمة الأمير



يعلمني رمضانُ أن البداياتِ الشاقة هي المدخل للنهايات المضيئة، وأن النفس قد تتثاقل عن الطاعة، لكنها إن صبرت اعتادت، وإن اعتادت استلذَّت.
أول يوم من الصيام قد يكون مرهقًا، وأول ركعة من القيام قد تكون ثقيلة، وأول صفحة من القرآن قد تحتاج إلى جهاد للنفس، لكن مع كل خطوة نبذُلها تزول المشقة شيئًا فشيئًا، ويُولد الحب، ونتذوق حلاوة الطاعة التي لا يعادلها شيء.
فما أجمل أن تصل إلى اللحظة التي يصبح فيها السجود ملاذًا آمنًا، واستراحةً تأنس بها النفس، والقرآن أنيسًا لا يُستغنى عنه، والقيام لذةً لا تكتمل الليالي بدونه!
حينها تدرك أن الطاعة لم تكن عبئًا، بل كانت الطريق إلى السعادة الحقيقية، لكنها تحتاج إلى صبرٍ حتى ينكشف لك نورها.
يقول الله عز وجل: {﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾} [العنكبوت: 69]؛ فاجتهد، واصبر، وداوِم، حتى تصل إلى مقام من يجد في القرب حياةً، وفي الطاعة نعيمًا، فلا يُطيق أن يبتعد عن الله لحظةً واحدة.
هذه الآية الكريمة وعدٌ إلهيٌّ صادق بأن من جاهد نفسه وسعى في سبيل الله، فإن الله سيفتح له أبواب الهداية، ويُمسك بيده حتى يصل، ويُذيقه من لذة القرب ما يجعله لا يلتفت إلى الوراء أبدًا.
{﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا ﴾} [العنكبوت: 69]، الجهاد هنا لا يعني فقط القتال، بل يشمل كل صورة من صور الجهاد: جهاد النفس ضد الهوى، جهاد الشهوات، جهاد العادات التي تُبعد عن الله، جهاد الكسل عن الطاعات، جهاد الصبر على البلاء، وجهاد الثبات وسط الفتن؛ فالمجاهدة هي بذل الجهد في الطاعة، على رغم مشقة البداية وثقلها على النفس.
{﴿ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾} [العنكبوت: 69]، كم من شخص بدأ في طاعة وهو يشعر بثقلها، لكنه عندما صبر وجاهد، تحولت الطاعة من عادة إلى عبادة، وأصبح لا يستطيع الاستغناء عنها!
هذه هي الهداية؛ أن تجد للطاعة حلاوةً تملأ قلبك، وللقرب من الله أنسًا لا يوازيه شيء، وأن ترى في سجودك راحةً، وفي تلاوتك حياة.
قد تتساءل: متى أشعر بلذة الطاعة؟ متى يصبح القرآن أنيسي، والصلاة راحتي، والذكر غذاءً لروحي؟
الجواب في الصبر والمجاهدة، الطاعات مثل البذور لا تُثمر في يوم وليلة، لكنها تنمو مع كل يوم تجاهد فيه نفسك، حتى تصل إلى لحظة تدرك فيها أنك لو تركت الطاعة، شعرت بأن شيئًا كبيرًا ينقصك.
فالطريق إلى الله ليس دائمًا مفروشًا بالورود، لكنه مفتوح لمن يطرُقه، وميسَّر لمن يسعى إليه، وكلما اجتهدت في التقرب إلى الله، أعانك وقربك إليه، حتى تصبح الطاعة جزءًا منك، فتسير إليه بقلب مطمئنٍّ، وروح مشتعلة بالحب، ولسانٍ يلهج بالشكر على لذةٍ لم تكن تعرفها من قبل.
فإن شعرت بثقل الطاعة يومًا، فلا تيأس، لا تستسلم، لا تتوقف، بل قاوِم، واصبر، وتقدَّم خطوةً بعد خطوة، فما هي إلا لحظات حتى تجد نفسك قد بلغت مقام القرب، وحينها ستدرك أن كل جهاد كان يستحق؛ لأن نهايته كانت هدايةً وسعادةً لا تنتهي.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.70 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]