عرض كتاب أبو القاسم الشابي: رحلة طائر في دنيا الشعر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1146 - عددالزوار : 130159 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 370069 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-08-2022, 10:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,819
الدولة : Egypt
افتراضي عرض كتاب أبو القاسم الشابي: رحلة طائر في دنيا الشعر

عرض كتاب أبو القاسم الشابي: رحلة طائر في دنيا الشعر
محمود ثروت أبو الفضل









اسم الكتاب: أبو القاسم الشابي: رحلة طائر في دنيا الشعر.

المؤلف: عبدالعزيز النعماني.

سنة النشر: 1997م.

دار النشر: الدار المصرية اللبنانية - مصر.

الطبعة: الأولى.

صفحات الكتاب: 90.







يعدُّ أبو القاسم الشابي في طليعة الشعراء المجدِّدين، والذي ذبلت زهرةُ عمره في سن مبكرة؛ مثله في ذلك مثل الشاعر والروائي الأمريكي: "إدجار آلان بو"، والشاعر الإنجليزي: "جون كيتس"، والشاعر الإنجليزي: "بايرون"، والشاعر الإنجليزي: "شيلي"، والشاعر الروسي: "ألكسندر بوشكين"، والشاعر الإسباني: "لوركا"، والشاعر الفرنسي: "أرتور رامبو"، والشاعر العربي القديم: "طرَفة بن العبد".. وأخيرًا الشاعر المصري: "هاشم الرفاعي".. كل هؤلاء تُوفُّوا ولم تتعدَّ أعمارهم الأربعين، وشاعت في بداياتهم الشعرية المبكِّرة مظاهرُ النبوغ والموهبة، وتنبَّأ لهم النقّاد بحسٍّ شعري مرهف، بحيث لو قدِّر لهم استكمال أعمارهم، لربما قدّم كل منهم تجربة شعرية مكتملة الملامح.



وتعد قيمة أبي القاسم الشابي الشعرية من كونه مثَّلَ حالة ثورية في أشعاره المتأخرة، تجلّت هذه الظاهرةُ الثورية في ثوْرات الربيع العربي، وعلى الأخص الثورة التونسية، حيث شدا أبناء تونس بأشعاره القوية خلال ثورتهم التي كانت تدعو إلى الثورةِ على ظلم الطغاة، وتدعو إلى صحوة الشعوب العربية ويقظتِها من غفلتها.



يعرض كتاب الأستاذ "عبدالله النعماني":

"أبو القاسم الشابي: رحلة طائر في دنيا الشعر"؛ ترجمة دقيقة لأهم ملامح الظاهرة الشعرية المبكرة في شعر أبي القاسم الشابي؛ حيث جاءت الدراسةُ رغم عدد صفحاتها القليلة كمحاولة نقدية لبيان أهم الأسس والروافد التي تأثَّر بها الشابي في قصائده، التي وضعها في سنوات عمره التي لم تتعدَّ الثلاثين، يقول الكاتب: "والذي يطَّلع على أدب الشابي، شعره ونثره، يدرك أنه يتّسع لأقطابٍ دلالية لا تختلف في المرجع ولا السياق، بما يؤكد أن الشابي كان يعيش حياتَه بمقامات أشبه ما تكون بالمقامات الصوفية؛ فهو يعيش في ظلال الغاب والجمال حياة لم تقتصر على لحظات الكشف يقظة ومنامًا؛ بل امتدَّت لتشملَ كل لحظات حياته، مرورًا بالطبيعة، وانثيالاً في رحابها، برُوح طاهرة ضاربة في المقدّس، متمكّنة من الدنيوي والإنساني تمكنًا واضحًا"؛ صـ17.



وضع الكاتب دراسته في مقدمة تمهيدية وثلاثة فصول، وضَّحَ - في مقدمته للدراسة - أهمَّ العناصر التجديدية في شعر الشابي؛ فالقارئ لشعر الشابي يلحظ ثوريةً خارجة عن حالة الركود التي رانت على معظم أنحاء الوطن العربي في بدايات القرن العشرين، بل ويمكنه الملاحظة - بسهولة - أن "أدب الشابي خرج عن المألوف في بيئته وعصره، فلم يحصر نفسه في النمطية التي كانت سائدة؛ بل نهض شامخًا إلى تجربة تفوق التجديد"؛ صـ18.



يقول أبو القاسم الشابي في إحدى قصائده:



إذا ما طمحتُ إلى غايةٍ

ركبتُ المُنَى، ونسِيت الحذَرْ




ولم أتجنَّب وعورَ الشِّعابِ

ولا كُبَّةَ اللَّهَب المُسْتعرْ




ومن يتهيَّبْ صعود الجبال

يعِشْ أبَدَ الدَّهر بين الحُفرْ





ويقول أيضًا في قصيدة "سِرْ مع الدهر":



سِرْ مع الدهر، لا تصدَّنَّك الأهْ

والُ، أو تُفزعنَّك الأحداثُ




سِرْ مع الدهر، كيفما شاءت الدن

يا، ولا يخدعنَّك النَّفَّاثُ




فالذي يرهب الحياة شقيٌّ

سخِرت من مصيره الأجداثُ





وتناول الكاتب في الفصل الأول من دراسته ترجمة مختصرة لأبي القاسم الشابي، وملامح سريعة من مراحل حياته القصيرة؛ حيث بيَّنَ الكاتب بدايات الشابي التعليمية الدينية، والتي صقلت لغتَه الشعرية، وساهمت في بلورة موهبته الفطرية في إلقاء الشعر؛ فأسرة الشابي لها شأوٌ بعيد في العلم الشرعي؛ فوالده هو خريج الأزهر الشريف وجامع الزيتونة في عهده الذهبي، والذي صار في عام ولادة ابنه أبي القاسم الشابي قاضيًا شرعيًّا من قضاة تونس؛ حيث تلقَّى عنه أبو القاسم مبادئَ العلوم العربية والدينية، وورث عنه شغفًا شديدًا بالاطِّلاع وحب الأدب والعلوم.



كما تناول ذلك الفصل مدخلاً إلى أدب الشابي، والذي ظهرت أولى بوادره وثماره في سن الثامنةَ عشرةَ من عمر الشابي؛ حيث اهتم بإرسال بواكير قصائده إلى الصحف التونسية في عام 1927، والتي لفتت إليه الأنظار بتلك التلقائية البديعة والشاعرية التي ظهرت في قصائده المبكرة؛ بل إنه في العام نفسه ظهرت له أكبرُ مجموعة من أشعاره في كتاب: "الأدب التونسي في القرن الرابع عشر الهجري" لزين العابدين السنوسي صاحب مجلة "العالم الأدبي"، والذي أعجب بموهبة الشابي الشعرية، وبعدها بعام حصل على شهادة التطويع، وهي أكبر شهادة كانت تُمنَح لخريجي جامع الزيتونة، وبعد حيازته على شهادته الجامعية ألقى محاضرةً طويلة بعنوان: "الخيال الشعري عند العرب"، والتي أحدثت صدًى قويًّا في الصحافة التونسية؛ مما دفعه إلى طباعتها في كتاب مستقل بعد ذلك.



ولعل هذه المحاضرة تُعَد من أهم المداخل لدراسة أفكار الشابي الأدبية، والتي كانت لا تقل ثورية عن قصائده؛ فالشابي شنَّ ثورة عارمة على الشعر العربي أجمع، وعلى عدم احتفائه بالخيال والمشاعر الوجدانية مثل اهتمامه بالوصف والاجتماعيات؛ بل إنه يرى أن عنصر "الذات" في القصيدة العربية كان عنصرًا غائبًا بشكل واضح عن مَثِيله من الآداب العالَمية الأجنبية، ولعل ذلك يرجع لتفتُّح الشابي منذ بواكير عمره على الآداب الأجنبية المترجمة، وفي لغتها الأصلية، وتأثره بظاهرة الشعراء الرومانسيين في الأدب الأوروبي، إلى جانب أن الشابي ألقى بحثَه ذلك وهو في العشرين من عمره، أي: في ذروة حماس شبابه.



وقد بدأت متاعب الشابي الصحية في الظهور منذ عام 1929؛ حيث زادت متاعبُ القلب لديه، ورغم ضعف قلبه ونصيحة الأطباء له بعدم الزواج، عقَد قرانَه على ابنة عمِّه عام 1930؛ حيث أنجب منها ولدين، وبين أعوام (1930 - 1934) مرَّ الشابي برحلةٍ علاجية شاقة اضطر فيها للرحيل للجزائر للتريُّض والعيش في الريف حسب نصيحة الأطباء له؛ حيث تنقَّل بين مصايف تونس والجزائر في محاولةٍ للتغلب على آلام مرض القلب التي زادت في سنواته الأخيرة، وقد أتاحت له تلك السنوات الثلاث الأخيرة التي قضاها متنقلاً في الريف فرصةً للقراءة والكتابة والإحساس بمواطن الجمال في الطبيعة؛ حيث أنتج خلال تلك السنوات أجملَ قصائده الرومانسية: "الجنة الضائعة، نشيد الجبار، صلوات في هيكل الحب، أغاني الرعاة، إرادة الحياة، الصباح الجديد.." إلخ.



ولما اشتد به المرض عاد إلى تونس؛ حيث أقام مدة بضاحية إريانة، ثم دخل المستشفى الإيطالي، حيث لقي ربَّه في 9/10/1934 وعمره ست وعشرون عامًا فقط.



وتناول الفصل الثاني دراسة لأهم ملامح أدب الشابي؛ حيث خرج الكاتب بنتيجتين رئيستين بنى عليهما مدار دراسته؛ وهما:

♦ تأثُّر الشابي في معظم قصائده بالمدرسة الرومانسية وشعراء المهجر؛ حيث نلمح في كثير من قصائده رومانسية مفرطة في تصوير الإحساسات الذاتية؛ "فهكذا كان الشابي، يجمع ما تبعثر من الأحاسيس ثم يصوِّرها، ويخلع من رُوحه عليها طبيعته الشاعرة، التي تتعمق في تفسير ما يجيش في النفس تفسيرًا يجعلنا نعجب بتلك العبقرية الناضجة لشابٍّ لم يتجاوزِ الخامسة والعشرين من عمره"؛ صـ43.



ولعل ملامح تلك الرومانسية المفرِطة التي تجنح في بعض قصائده إلى الصوفية والإغراق في الوجدانية هي خيرُ تعبير عن نفس الشابي المرهفة، التي تنساب في عالم الخيال للهروب من الواقع "الكئيب" لمرضه، يقول الشابي في قصيدة "صلوات في هيكل الحب":



أنت تُحيين في فؤاديَ ما قد

مات في أمسيَ السعيدِ الفقيدِ




وتُشيدين في خرائبِ رُوحي

ما تلاشى في عهديَ المجدود




من طموحٍ إلى الجمالِ إلى الْفَـ

ـنِ إلى ذلك الفضاءِ البعيد




يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 181.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 180.22 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (0.92%)]