النقلة التربوية للجيل الأول - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 128300 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4759 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مسيرة الجيش إلى تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-10-2020, 02:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي النقلة التربوية للجيل الأول

النقلة التربوية للجيل الأول

د. محمد بن عبدالله الدويش




كيف انتقل ذاك الجيل هذه النقلة؟
مدخل
الجانب الديني
الجانب السياسي
الجانب الحضاري
الجانب الاجتماعي

كيف انتقل ذاك الجيل هذه النقلة؟

هذا سؤال عريض تطول الإجابة عنه، لكني أشير هنا إشارة سريعة، كانت من أهم العوامل وراء هذه النقلة العظيمة: العناية بالإيمان والتركيز على التغيير الداخلي ابتداء، إن التربية التي تتوجه إلى مظاهر السلوك البارزة أمام الناس، تربية قاصرة وتربية لا تستطيع أن تقف أمام السيل الجارف من المؤثرات، إنها تربية تعالج القشور وتغفل عن اللباب، إنها تعالج مظاهر المرض وتغفل عن أصله وجوهره، والبيت الذي يعاني من خلل في أساسه لا يمكن أبدا أن يخضع إلى الترميم والتحسين. لقد حاولت أقوى أمة في عالم القوة المادية أن تمنع الخمر وقامت بسن تشريعات وقوانين كثيرة، استنفرت طاقتها، ثم بعد سنوات أعلنت عجزها وفشلها، لماذا فشل أولئك في حين أن هذه الأمة لم تحتج إلا إلى آيتين تنزل فيخضع الناس ويريقون الخمر من بيوتهم؟ وقل مثل ذلك في المخدرات والتحلل الجنسي والشذوذ الأخلاقي.
لقد فشلت لأن التربية المعاصرة اتجهت إلى المظهر دون الحقيقة،ولو اتجهت التربية إلى بناء الإيمان في النفوس لحققت هذه الأهداف التي تتطلع إليها.

ومن عوامل النجاح: أن التربية كانت تتم من خلال الميدان، ومن خلال العمل والتطبيق؛ فالجيل الذي تربى على هذه الرسالة لم يكن يستمع إلى التوجيهات أو تلقى إليه المواعظ والكلمات فقط، إنما كان يربى من خلال العمل والميدان والقدوة والممارسة، كان النبي صلى الله علية وسلم يصاحبهم ويصلي معهم ويذهب معهم، ويعايشهم السراء والضراء.
وحين نتأمل سؤالا جديرا بالتفكير، كيف نجح النبي صلى الله عليه وسلم في رسالته ودعوته في حين لم ينجح الحنفاء الذين كانوا على التوحيد؟
إن هذا الحديث إنما هو لبعث الأمل في نفوس سيطر عليها اليأس من التغيير والإصلاح، أسأل الله أن يجعلنا من حملة الرسالة والدعاة إلى الإصلاح؛ إنه سميع مجيب.

للأعلى

مدخل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد.
مدخل:
فقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم شهادة عدل وصدق أن خير الناس هم القرن الذي بعث فيه صلى الله عليه وسلم، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم؛ فخير القرون بإجماع سلف الأمة هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم من تلاهم بعد ذلك من القرون، وما يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه.
كان هذا القرن يعيش في جاهلية وضلال وفي بعد عن دين الله تبارك وتعالى، فجاء الله عز وجل بهذه الرسالة وأرسل هذا النبي الذي اصطفاه واختاره تبارك وتعالى؛ فأخرج هذا الجيل من الظلمات والجاهلية إلى أن يحمل هذه الصفة ويستحق هذه الشهادة وهذا الثناء؛ فيأتي الثناء على هذا الجيل في كتاب الله تبارك وتعالى كثيراً وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، و تجمع الأمة على أن من سلط لسانه بالنقد والتجريح لهذا الجيل المبارك، فقد أتى بدعة وفرية وانحرف عن منهج الناجين المنصورين إلى قيام الساعة .
واليوم والأمة تعيش واقعاً بعيداً عن شرع الله تبارك وتعالى يعاني من صور وألوان التخلف والانحطاط في كل جوانب الحياة، ويشعر الغيورون والمصلحون وهم يتلفتون ذات اليمين وذات الشمال يتأملون في واقع الأمة، يشعرون أن مسافة الإصلاح بعيدة، وأن الجهد المطلوب للتغيير جهد ضخم، وربما أدت هذه النظرة السريعة إلى الإحباط واليأس، والشعور بأن حجم الفساد يستعصي على الإصلاح، وأن حجم التخلف لا يمكن أن تقوم به هذه التربية، ومن هنا تتنوع ردود الفعل لأمثال هؤلاء اليائسين، منهم من يبحث عن منهج بديل يتمثل في منهج متسرع يبحث عن التغيير خلاف المنهج الذي سنه وشرعه الله، لأنه يرى أن هذا الفساد الضخم في واقع المسلمين سواء في الجهل بالاعتقاد أو الفساد الاجتماعي أو الفساد الأخلاقي أو ما يتعلق بالتخلف المادي الذي تعاني منه الأمة اليوم حتى أصبحت في ذيل القائمة، يشعر أن هذا الواقع يستعصي على التربية، وأنه لا يمكن بحال أن يغير هذا الواقع بهذا الجهد التربوي، فيرى أنه لابد من وسائل وأساليب أخرى.
بل قد يشعر المرء من هؤلاء أن جانبا واحدا فقط من هذه الجوانب والأمراض التي تعاني منها الأمة اليوم لو وظفت الجهود من أجله لما استطاعت القيام بأعبائه، فضلا عن الإصلاح والتغيير الشمولي الذي تتطلع إليه الأمة، و قد يصيب هؤلاء يأس قاتل فيتقاعسون عن العمل والإصلاح، ويرون أن السيل قد جرف الجميع وأنه لا سبيل للمرء إلا أن ينجو بنفسه، وهي اليوم فكرة تسيطر على كثير من المسلمين بل على كثير من الأخيار والغيورين، وإن كانوا لا يجرؤون أن يقولوا هذه المقولة؛ لأنهم يعلمون أنها تخالف سنن الله عز وجل وتخالف المقطوع به مما جاءت به النصوص الشرعية التي تُحمِّل الناس مسؤولية التغيير والإصلاح، إن كان هؤلاء لا يجرؤن على التفكير بهذه الصورة والتصريح بهذه الفكرة، إلا أنهم يستبطنونها ويحملونها؛ فلسان حالهم يعبر عن اليأس القاتل.
وحين تتحدث أمام أمثال هؤلاء عن بشائر الأمل وعن هذه اليقظة والصحوة المباركة يفاجئونك بفتح الصفحة الأخرى من واقع الأمة، وفي الحديث عن الجهود المستميتة لأعداء الأمة، والتي أصبحت اليوم عيناً ترصد كل محاولة تقوم بها هذه الأمة ويسعى بها المصلحون ليقظتها لأجل أن يئدوا كل جهد للتغيير .
إن هذا المنطق حين يسيطر على تفكير فئام من المصلحين فإنه سيعوق ويؤخر الجهود، ومن ثم كان لابد من حديث يبعث على الأمل ويعيده للنفوس، واليائسون مهما عملوا لن يحققوا أهدافهم لأنهم يعملون وهم ينتظرون الفشل .
إنه لا ينجح في العمل إلا أولئك المتفائلون الذين يدفعهم التفاؤل والشعور بأنهم سيحققون أهدافهم . وهذا الحديث له جوانب شتى منها الحديث عن النصوص القطعية بالكتاب والسنة والتي تدل على أن المستقبل والنصر والعزة لهذا الدين . وهو حديث مهم لكن ليس هذا مكانه . ومنه الحديث عن هذا النموذج وإبراز هذا النموذج الحديث عن النقلة التربوية للجيل الأول جيل خير الناس .حين جاء النبي في ظل واقع يعاني من أبشع صور الانحطاط والفساد والتخلف، فانتقل هذا الجيل تلك النقلة البعيدة العظيمة . إن قراءة سيرة هذا الجيل والتأمل فيها وإدراك هذه النقلة العظيمة مما يبعث على الأمل، ويزيل اليأس عن القلوب، ويشعر الناس أنه كما غيرت الأمة وكما انتقلت من ذاك الواقع البئيس فإنها بإذن الله ستنتقل، وقد وعد الله عز وجل -وهو عزوجل لا يخلف الميعاد - فقال: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
فالله تبارك وتعالى لا يغير ما بقوم من صلاح وخير إلى فساد إلا حين يغيرون ما بأنفسهم، وكذلك لا يغير ما بقوم من فساد وسوء إلى صلاح وخير حتى يغيروا ما بأنفسهم . إن هذه السنة الربانية تعني بمفهومها أن الناس حين يغيرون ما بأنفسهم ثم يسعون للتغيير، فإنه سيتحقق التغيير بإذن الله .
وقد جعل الله عز وجل مسؤولية التغيير على أيدي الناس (ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل فلن يضل أعمالهم) (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) .
إننا حين نريد أن نتحدث عن تربية خير الناس أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم فإن الحديث يطول، ولن نستطيع أن نلم بأطرافه وزواياه في مثل هذه الساعة، لكننا نريد أن نركز في حديثنا على هذه النقلة، كيف تحققت وكيف تغير المجتمع من ذاك الواقع المظلم المنحط إلى أن أصبح الاقتداء به والتأسي به والتشبه به دليل على الهداية بإذن الله عز وجل، والانحراف عنه دليلاً على الضلال والغواية؟
لقد أرسل الله النبي صلى الله عليه وسلّم في مجتمع يعاني من الجاهلية والضلال، وقد صار الناس كما وصفهم صلى الله عليه وسلّم (إن الله نظر إلى الناس فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب)، إنه أُرسل في أمة قد مقتت، وأمة قد حق عليها الضلال والغواية، ولم يعد لتلك الأمة من أهل الهداية والخير إلا أفراد معدودون كانوا يسمون الحنفاء . وحين تقرأ في السيرة وتقرأ الحديث عن الحنفاء . فإنك تجد أهل السير يسمون الحنفاء بأسمائهم مما يدل على أنهم فئة محصورة وعدد قليل في خضم ذلك المجتمع الضال المنحرف.
وحين نتحدث عن جانب واحد فقط من جوانب التخلف والانحطاط التي كان يعاني منها العرب في جاهليتهم قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلّم فإن ذلك وحده يكفي شاهداً لموضوعنا، لكننا سنطوف هنا وهناك ونأخذ شواهد من جوانب شتى في ذلك المجتمع، كلها تنطق بهذا الإنجاز التربوي الذي تحقق على يد ذلك الجيل وذاك الرعيل الذي اختاره الله تبارك وتعالى، ليكون قدوةً للناس: قدوة في العمل، والسلوك، والاعتقاد، والتعبد لله تبارك و تعالى، وقدوةً في منهج الإصلاح والتربية والتغيير.

للأعلى

الجانب الديني

كان الناس قد انسلخوا من دين الله تبارك وتعالى وجاهروا بالشرك الصريح، وصاروا لا يعرفون الله عز وجل إلا في وقت الشدة، فإذا ألمت بهم شدة وأدركتهم الخطوب وضاقت بهم الأبواب لجؤوا إلى ربهم تبارك وتعالى فدعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون! وهذا عنوان الاستهزاء والسخرية برب العالمين تبارك وتعالى، إنه دليل على أن قضية الشرك في عبادة الله تبارك وتعالى كانت ترتكب عند هؤلاء عن عمد وسبق إصرار، فهاهم حين تدلهم بهم الخطوب وتضيق بهم السبل يعلنون التوحيد لله تبارك وتعالى . وحين سأل النبي صلى الله عليه وسلّم أحدهم قال:" كم إله تعبد اليوم؟" قال سبعة: ستة في الأرض وواحد في السماء، قال: "فمن الذي تعد لرغبتك ورهبتك؟" قال الذي في السماء، كان أولئك كما حكى أبو رجاء العطاردي رضي الله عنه : كنا في الجاهلية إذا لم نجد حجراً جمعنا جثوة من التراب وجئنا بالشاة فحلبناها عليه ثم طفنا بها. إن هذه قيمة الإله عند أولئك، الإله هم الذين يصنعونه، حينما يأتي أحدهم إلى الصحراء يبحث عن حجر ليعبده، فيأتي فيختار أربعة أحجار، فيبحث عن أحسنها وخيرها، فيجعله إلهاً له فيعبده ويسجد له ويركع له ويعلق مصيره وحياته به، ثم يأخذ الثلاثة الأخر فيجعلها أثافي لقِدْره؛ فيضع قِدْره عليها ويشعل تحته النار! إن إلهاً يستوي مع حجارة تحمل قِدْراً ويشعل عليها النار لإله لا قيمة له، ومع ذلك أصبح يُسيِّرحال هؤلاء ويعلقون مصيرهم وحياتهم في دنياهم وآخرتهم بهذه الحجارة التي هم يختارونها.
وربما كان إلهاً مصنوعاً مما يؤكل ويطعم، فتلم بهؤلاء مجاعة فيشعرون أن المحافظة على بقائهم خير من بقاء إلههم فيأكلونه، كما يحكي الشاعر مصوراً حال قبيلة من تلك القبائل:

أكلت حليفة ربها زمن التقحم والمجاعة * لم يحذروا من ربهم سوء العواقب والتباعة
نعم إن إلهاً يأكله هؤلاء إذا جاعوا لإله لا قيمة له ولا وزن له، ومع ذلك كانت هناك الطواغيت الكبرى، كانت هناك اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى (أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى) كان هناك ود وسواع وإساف ونائلة، كانت تلك الأصنام التي تصنع لها البيوت ويحج إليها الناس ويسعون إليها وتنذر لها النذور وتقدم لها القرابين، و يستقسم بها أولئك ويحلفون بها ويعظمونها ولهذا كانت يمينهم واللات والعزى.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 93.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 91.89 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.79%)]