|
|||||||
| ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
خطبة المسجد النبوي .. تربية المسلم بحسب هدايات القرآن
ألقاها الشيخ د. حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ كانت خطبة المسجد النبوي (2 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 24 أكتوبر 2025 م) بعنوان: (تربية المسلم بحسب هدايات القرآن)، ألقاها إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ/ د. حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ -حفظه الله-، وقد تناول في بداية خطبته الوصية الربانية بتقوى الله -عز وجل-، وبين كيف أنه -سبحانه- شديد العقاب وسريع الحساب وغافر للذنوب! قال -جلَّ وعَلَا-: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(الْمَائِدَةِ: 2)، وقال -سبحانه-: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}(الْمَائِدَةِ: 4). ثم شرع في خطبته.. فضل معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا إن من أنفعُ العلومِ وأشرفُها العلمُ بأسماءِ اللهِ الحُسنى، الدالَّةِ على أحسنِ المعاني، وأكملِ الصفاتِ، وأجلِّها، وأعظمِها، وأمجدِها. وإنَّ أعظمَ ما يَستنيرُ به القلبُ، وينشرحُ به الصدرُ: معرفةُ أسماءِ اللهِ الحُسنى وصفاتِه العُلا، من مشكاةِ النبوَّة، من مشكاةِ الوحي؛ فَمَنْ تلقَّاها بالقَبولِ والرِّضا والتسليم، وأذعنَ لها بالانقياد، واطمأنَّت إليها نفسُه، وسكنَ إليها قلبُه، وقَوِيَتْ بها معرفتُه، متعبِّدًا للهِ بها، ازدادَ إيمانًا باللهِ -عزَّ شأنُه-، وتعظيمًا لربِّه -جلَّ جَلالُه-، واشتدَّتْ محبتُه وإجلالُه لخالقِه -تباركَ وتعالى-؛ فالحاجةُ عظيمةٌ إلى أنْ تألَفَ القلوبُ بارئَها وفاطرَها، وأنْ تذكُرَه وتطلُبَ الوسيلةَ إليه، ولا سبيلَ إلى هذا إلا بمعرفةِ أسمائِه وصفاتِه الواردةِ في القرآنِ الكريمِ والسُّنّةِ المطهَّرة، وكلَّما كان العبدُ أعلمَ بها، كان باللهِ أعرَفَ، وأطلَبَ، وإليه أقربَ، فأسماءُ اللهِ الحُسنى وصفاتُه العُلا تملأُ القلبَ تعظيمًا له -سبحانه- وإجلالًا، وخضوعًا، وتذلُّلًا، ورهبةً منه وخوفًا، وأنَّه -سبحانه- لا مَلجأَ منه إلا إليه، فحينَئذٍ لا يصمُدُ العبدُ في حاجاتِه ودعائِه إلَّا إليه وحدَه، دونَ مَنْ سواه، كائنًا من كان. أسماء الله الحسنى وصفاته نور القلب وسبيل الطاعة معرفةُ أسماءِ اللهِ الحُسنى تملأُ القلبَ مراقبةً للهِ -عزَّ شأنُه- مراقبةً شديدةً في الحركاتِ والسكناتِ، وتقودُ العبدَ إلى التقرُّبِ إليه بالمسارعةِ إلى الطاعات، والبعدِ عن المنهيَّات، قال -جلَّ وعلا-: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}(الْأَعْرَافِ: 180)، وقال -سبحانه-: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}(طه: 8)، وقال -[-: «إنَّ للهِ تسعةً وتسعينَ اسمًا، مَنْ أحصاها دخلَ الجنةَ»(متَّفَقٌ عليه). ومعنى إحصائِها: حفظُها ألفاظًا، وفهمُ معانيها ومدلولاتها، والعملُ بمقتضاها وأحكامِها، وأن يُثبِتَ العبدُ للهِ -جلَّ وعلا- ما أثبتَتْه نصوصُ القرآنِ والسُّنَّةِ من الأسماءِ والصفاتِ على ظاهرِها اللائقِ بكمالِ اللهِ -سبحانه-، مِنْ غيرِ تحريفٍ ولا تعطيلٍ، ولا تمثيلٍ ولا تكييفٍ بكيفٍ يَعقِلُه البشرُ؛ إذْ لا يعلمُ كيفيةَ ذاتِه وصفاتِه إلا هو -سبحانه-، فذلك ممَّا استأثرَ اللهُ بعلمِه، فلا سبيلَ إلى الوصولِ إليه، وإنَّما نُثبِتُ للهِ كمالًا مُطلَقًا، قال -جلَّ وعلا-: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(الشُّورَى: 11)، وقال -سبحانه-: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}(مَرْيَمَ: 65)، و{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}(الْإِخْلَاصِ: 4)، فهو الإلهُ الجامعُ للأسماءِ الحُسنى، ولصفاتِ الكمالِ والجَمالِ، ونعوتِ العظمةِ والجلالِ. ومن ذلك أيضًا أنْ ينفيَ العبدُ عن ربِّه ما وردَ نفيُه في النصوصِ، مع إثباتِ كمالِ ضدِّ ذلك؛ فَنفيُ الظلمِ عنه يتضمَّنُ كمالَ عدلِه، ونفيُ العجزِ عنه يتضمَّنُ كمالَ علمِه وقدرتِه، وعلوَّ شأنِه. أسماء الله الحسنى سبيل التوكل والخشية والخشوع لا بدَّ من معرفةِ أسماءِ اللهِ -جلَّ وعلا- لفظًا ومعنًى ومدلولًا، والتعبّدِ له -عزَّ شأنُه- بمقتضاها، ودعاءِ اللهِ -جلَّ وعلا- بها دعاءَ الثناءِ والعبادةِ، ودعاءَ المسألةِ والطلبِ؛ ففي دعاءِ العبادةِ: إذا عَلِمَ العبدُ أنَّ اللهَ هو القويُّ المتينُ العزيزُ الحكيمُ، توكَّلَ على ربِّهِ وحدَه، وركنَ إلى خالقهِ وحدَه، وقطعَ الالتفاتَ إلى غيرِه من المخلوقاتِ، وهكذا، متى عَلِمَ أنَّ ربهُ توَّابٌ رحيمٌ غفورٌ حليمٌ سارعَ بالتوبةِ إلى ربهِ والإنابةِ إلى خالقهِ، ومتى عَلِمَ أنَّهُ الرقيبُ الشهيدُ السميعُ البصيرُ اللطيفُ الخبيرُ، أوجبَ له ذلك الخوفَ من معصيةِ ربهِ، وأوجبَ له الخشيةَ من إلهِه. التوسل بأسماء الله في الدعاء وأما دعاءُ المسألةِ والطلبِ: فيدعُو الإنسانُ ربهُ بما يناسبُ حاجتَه التي يدعو إليها؛ كأن يقول: يا رحمنُ ارحمْني، يا غفورُ اغفرْ لي، يا توَّابُ تُبْ عليَّ، يا رزّاقُ ارزُقْني؛ ولهذا كان أكثرُ دعاءِ الأنبياءِ المناداةَ بـ{يا ربَّنا}؛ لأنَّ إجابةَ الداعينَ، وإعطاءَ السائلينَ، وغياثَ المستغيثينَ كلُّ ذلك من معانِي الربوبيّةِ للهِ -جلَّ وعلا-، فهو -سبحانه- المتصرِّفُ القادرُ المدبِّرُ الرَّزَّاقُ المعطي المانعُ. مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات التي ذكرت في الكتاب والسنة كتب الشيخ محمد بن صالح العثيمين قائلاً: إن مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات التي ذكرت في الكتاب والسنة، هو الكلمة المشهورة (أمروها كما جاءت بلا كيف)، وأنه يجب الإيمان بها والتصديق واعتقاد مقتضاها، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل؛ فلا يجوز أن يحرف الكلم عن مواضعه؛ فيقال مثلا: المراد باليدين القوة أو القدرة أو النعمة، ولا يجوز أيضا أن يحرف الوجه عن معناه فيقال: المراد بالوجه الثواب أو ما أشبه ذلك، ولا يجوز أيضاً أن يحرف استواء الله على العرش إلى استيلائه عليه؛ فيقال: الرحمن على العرش استوى أي استولى ولا يجوز أن يحرف نزول الله إلى السماء الدنيا بنزول أمره أو نزول رحمته أو نزول ملك من ملائكته، ولا يجوز أن يحرّف قوله -تعالى-: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} إلى أن المراد إتيان بشيء من آياته، ولا يجوز يحرّف قول الله -تبارك وتعالى-: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} إلى أن المراد بذلك علمنا أو ما أشبه ذلك، المهم أن مذهب أهل السنة والجماعة هو إبقاء النصوص على ظاهرها اللائق بالله -عز وجل-، كما أنه لا يجوز عندهم التمثيل، أي أن تمثل هذه الصفات بصفات المخلوقين؛ فيقال مثلا: إن وجه الله -تعالى- كوجوهنا أو يده كأيدينا أو عينه كأعيننا، أو نزوله كنزولنا أو استواؤه كاستوائنا، كل هذا محرم؛ فطريقتهم ما دل الكتاب والسنة والعقل على أنها حق، وذلك بإثباتها على ظاهرها من غير تمثيل ولا تحريف. اعداد: المحرر الشرعي
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |