|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحديث الثالث: الرفق في الأمور كلها الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرِّفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه»؛ [صحيح][1]. وفي الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها: «إن الله يحب الرفق في الأمر كله»[2]. وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها رضي الله عنها: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه»[3]. ويروي جرير بن عبد الله رضي الله عنهما - كما في صحيح مسلم - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَن يُحرَم الرِّفق يُحرَم الخير»[4]. الشرح: هذه النصوص الشريفة تدل على أهمية الرفق، وخلقٌ جاءت فيه مثل هذه النصوص لا شك أن له ثمرة بينة ونفعًا ظاهرًا. وأحوج الناس أن يمتثلوا لهذه الوصية النبوية هم المعلمون، والمصلحون، والدعاة إلى الله، وكل ساعٍ لنفع الناس في دينهم أو دنياهم، فإن كثرة اختلاطهم بالناس مع حرصهم على بذل الخير لهم، ودفع الشر عنهم، قد يسمعهم من الأقوال، أو يرون من المواقف أو النتائج ما يحتاجون معه دائمًا إلى أن يُذكَّروا بهذا الخُلق النبوي الشريف. والرفق في حقيقة الأمر ليس متعلقًا بالاستجابة لموقفٍ محدَّد يصبر فيه المصلح ويحتسب، بل هو صفة عميقة في النفس تؤثر في أصل معاملة الشخص للناس، وتؤثر في طبيعة نظره للمواقف والنتائج، فالرفق في شخصية المصلح خلق أساسي وليس مجرد مواقف معينة يلتزم فيها بالرفق. المصلح الرفيق يتلطف في خطابه، وينتقي أحسن الكلام، ويحتمل الأذى من الناس، ويُغلِّب العفو والصفح، ويراعي حاجات الناس، ويتدرج في التعليم والإصلاح، ويتجنب ما يثير الشقاق والاختلاف، ويسعى لتأليف النفوس وجمع الكلمة، ويتعالى عن الحظوظ الشخصية والمصالح الضيقة، ويوازن بين المصالح والمفاسد، ولا عجب أن من كانت هذه حاله تجد لدعوته وإصلاحه أثرًا بيِّنًا عند الناس، فإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على غيره. وإني بسبب هذا الخلق الكريم الرفق أنصح جميع نساء المسلمين من أرادت الحياة الطيبة والسعادة الأبدية والراحة النفسية، أنصحها نصيحتين: الأولى: عدم التشغيب على زوجها، ولا ترد عليه أبدًا، ولا ترفع صوتها عليه، لاسيما عند غضبه. الثانية: أي شيء يوصله للبيت فممنوع منعًا باتًّا النقد، بل تقول: ما شاء الله، الله يفتح عليك، ويكثر خيرك ورزقك، ولو أتى بتراب وحجارة للبيت تستقبله بالشكر له والدعاء له ولوالديه. لو تجرِّب المرأة هذا فسوف ترى علاجًا سحريًّا، وسوف ترتاح ويكون بيتها بحبوحة مباركة من السكون وراحة البال. [1] رواه مسلم (4 – 2004) برقم (2594). [2] رواه البخاري (8-12) ومسلم (1- 1706). [3] رواه مسلم (4- 2003). [4] رواه مسلم (4-2003) برقم (2592).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |