خالق الناس بخلق حسن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ألا إن سلعة الله غالية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          المولد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          النهي عن التشاؤم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          التقوى خير زاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الحمد لله (3) حمد الله تعالى نفسه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          المؤمنون حقا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          عام دراسي أطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مواسمنا الإيمانية منهج استقامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أسباب النصر والتمكين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          اتق المحارم تكن أعبد الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 08:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,292
الدولة : Egypt
افتراضي خالق الناس بخلق حسن

وخالق الناس بخُلُق حسن

ساير بن هليل المسباح

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون:
روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته)).

فهذه الثلاثة القرون المفضَّلة في هذه الأمة: قرن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم قرن التابعين، ثم قرن تابعي التابعين.

وهذه القرون خصَّها الله تعالى بأمورٍ؛ منها القرب من زمن الوحي، ومشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم، أو مشاهدة أصحابه، أو مشاهدة من شاهد أصحابه.

وهؤلاء أيضًا خصهم الله تعالى بنشر الدين، وقتال المرتدين، وجمع المصحف الكريم، وفتح الفتوح، وتعليم الإسلام للداخلين فيه حديثًا، وجمع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وتمييز الصحيح منها والضعيف، ووضع القواعد الأولى لعلوم النحو والعقيدة والحديث، والفقه وأصول الفقه والتفسير، وغيرها من الأمور التي خصهم الله تعالى وفضَّلهم بها.

وهم مع ذلك كانوا أصحاب جدٍّ واجتهاد في عبادتهم، فمنهم من كان يقرأ القرآن كاملًا في ليلة، ولم يكن هذا مستغربًا فيهم، كما أُثر ذلك عن عثمان بن عفان رضي الله عنه.

ومنهم من كان يصوم الدهر، لا يُفطر إلا في يومي العيد؛ الفطر والأضحى، مثل عائشة رضي الله عنها، وأبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه.

ومنهم من وضع أقدامه في ركاب الجهاد في سبيل الله، فلا يسمع صيحة أو هيعة إلا طار لها، مثل أبي أيوب الأنصاري، الذي لما ثقل عن الركوب على الخيل، ودعا داعي الجهاد في بلاد الروم، ركب فرسه وسار مع المجاهدين، فقال له أبناؤه: "إن الله قد عذرك لسنِّك، فقال: إن الله استنفرنا خفافًا وثقالًا: ﴿ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 41]، وقد جاهدت وأنا خفيف، وأقاتل اليوم وأنا ثقيل.

أيها المسلمون: إن كثرة العبادة كانت أمرًا مألوفًا في الصدر الأول من المسلمين، فكانت قراءة عشرين جزءًا في ليلة واحدة أمرًا هينًا عليهم، وشائعًا بينهم.

أما نحن أهل العصور المتأخرة، فأصلح الصالحين فينا من قام نصف ساعة من الليل، ومن صام الاثنين والخميس من كل أسبوع، ومن قرأ القرآن في شهر.

ومع ذلك نطمع أن نزاحم بأعمالنا هذه الصحابة والتابعين ومن بعدهم.

إنه الغرور من أنفسنا، ونعوذ بالله من الغرور؛ ﴿ وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33].

إن بيننا وبين تلك الأجيال العظيمة مسافاتٍ طويلة؛ وكما قال الله سبحانه وتعالى في وصف الطائفة الأفضل من أهل الجنة: ﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ﴾ [الواقعة: 13، 14].

إننا في حقيقة الأمر نجاهد جهادًا عظيمًا في المحافظة على الصلوات الخمس في المساجد، ومن حافظ عليها عددناه من كبار الصالحين، مع أنها في الحقيقة هي المطلوب والمفروض من المسلم أن يفعله ولا يتفاخر به.

إذا علمنا حالنا هذه، وكاشفنا أنفسنا مكاشفةً صريحة، لم يبقَ أمامنا إلا باب واحد، نستطيع من خلاله أن نقترب من القرون المفضلة.
وهذا الباب هو باب حُسن الخُلق.

الأخلاق الحسنة، الحِلم، الإيثار، قول الحق، الرأفة بالناس، تحمل زلَّاتهم، الصبر على آذاهم، التواضع للخلق، ترك التكبر والاستكبار.
هذا الباب هو باب المنافسة معهم، أما أن نخدع أنفسنا ونرى أعمالنا القليلة هذه، يمكن أن تجعلنا في مصافِّهم، فهذا هو الوهم العظيم، والخداع الكبير.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب وإثم وخطيئة، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن سار على نهجه، واقتفى أثره، واتبع سنته إلى يوم الدين؛ أما بعد أيها المسلمون:
فلقد جاءت أحاديث عظيمة في الحث على حسن الخلق؛ منها:
أولًا: قول النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما روى الإمام أحمد وأبو داود، وصححه الألباني، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن المؤمن لَيدرك بحسن خلقه درجةَ الصائم القائم)).

ثانيًا: ما رواه الإمام أحمد والترمذي، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((اتَّقِ الله حيثما كنتَ، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالِقِ الناس بخلق حسن)).

ثالثًا: جاء في صحيح البخاري ومسلم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا)).

رابعًا: روى الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: ((تقوى الله وحسن الخلق)).

خامسًا: روى أبو داود عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق)).

سادسًا: روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أكمل المؤمنين أحسنهم خلقًا)).

أيها المسلمون: هذا بعض ما جاء في فضائل حسن الخلق، وهو زاد عظيم، وسهل لمن أراد أن يتزود به، ويزاحم بكتفه أكتاف الصحابة والتابعين.

رزقنا الله وإياكم مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، إنه على كل شيء قدير.

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، وانصر عبادك المجاهدين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك حبك وحب عملٍ يقربنا إلى حبك، اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم احفظنا بحفظك، ووفَّقنا إلى طاعتك، وارحمنا برحمتك، وارزقنا من رزقك الواسع، وتفضَّل علينا من فضلك العظيم، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين، وفجور الفاجرين، واعتداء المعتدين، ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.65 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]