الثقة بالاستشراق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52045 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45833 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64225 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155253 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-07-2025, 12:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي الثقة بالاستشراق

الثقة بالاستشراق

أ. د. علي بن إبراهيم النملة
تأتي كثرة المنتقدين للاستشراق؛ لما يعيشه العالم الإسلامي - ومنه العالم العربي - من حالةِ اهتزاز الثقة بنقد الاستشراق، من حيث كونه عاملًا من عوامل الاتصال الإيجابي مع الثقافات الأخرى؛ ذلك أنه يندر المتخصصون في نقد الاستشراق تخصصًا مباشرًا، وتندر فيه مراكز الدراسات والبحث العلمي على المستويين العربيِّ والإسلامي، في الوقت الذي تزداد فيه مراكز الدراسات الاستشراقية في الغرب والشرق الأقصى، وإن تسمَّت بأسماء أخرى غير الاستشراق، وإن تخلَّت في بعضها عن خدمة التراث العربي الإسلامي بنشره ودراسته وتحقيقه وترجمته، واتجهت إلى الاستشراق السياسي ذي الرواج هذه الأيام[1].

ندرة المتخصصين في نقد الاستشراق من العرب والمسلمين، وندرة وجود مراكز نقد الاستشراق والمستشرقين على المستويين العربي والإسلامي - كان لهما أثرهما في أن يُتولَّى نقدُ الاستشراق من منطلقات عاطفية، هدفها نبيل، وهو الذود عن هذا الدين الحنيف والثقافة العربية والإسلامية، التي استمدت مقوماتِها من هذا الدين، دون إغفال الإفادة من الثقافات الأخرى، السابقة والمعاصرة، لكن هذه العاطفة التي طَغَت على هذا الطرح، أوقعت بعض المنتقدين بمزالقَ علمية، من خلال الدخول فيما يسمِّيه رضوان السيد بأيديولوجيا العداء للاستشراق، الذي لا يمثل المنهج التخصصي في نقد الاستشراق؛ فكانت صناعة كراهية الاستشراق.

تُستحضر هنا تلك العبارةُ المناسبة لهذا المقام، عن أحد المعنيِّين المباشرين بظاهرة الاستشراق؛ أستاذي في الاستشراق السيد محمد الشاهد؛ حيث يقول:
"كثر الحديث في العقدين الأخيرينِ من هذا القرن العشرين عمَّا يسمى في بلادنا ظاهرة الاستشراق، شارك فيه المتخصص وغير المتخصص، مَن يعرف لغات الاستشراق ومَن لا يعرفها، فجاء معظم الحديث نقولًا عن نقولٍ، أخذت عن ترجمات فيها الصواب والخطأ، وأصبح ميدان الاستشراق - أو كاد - حلًّا لمن أراد التأليف السريع لا يتطلب مِن طالبه سوى جمع بعض ما سبق، وتوليفه وتزيينه بعناوين جذابة تُرضي ذوق متوسطي الثقافة"[2].

لو سأل أحد عن المقياس الذي يمكن تبنِّيه في نقد الاستشراق والحكم عليه، لأجابت عنه الآية الكريمة في سورة المائدة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8].

مع أن هذا النوع من العدل مع الآخر ليس متوخًّى من الآخر نفسِه، لا سيما الآخر الغربي (الأوسط والأقصى خاصة) تجاه المسلمين دائمًا، ومع أن كل المؤشرات لا تُشجِّع على هذا الموقف العادل، إلا أن مطلب العدل يأتي توجيهًا من مصدر الثقافة الإسلامية الأول؛ بحيث يكون توخي العدل في الحكم على الأشياء نمطًا من أنماط العبادة لله تعالى؛ لأن فيها طاعةً لأوامره تعالى، كما أن توخي استحضار مفهوم الولاء والبراء فيه طاعة لله تعالى، فلا يُغلَّب مفهوم على حساب آخر.

ومع أن هناك صناعة للعداء تجاه المسلمين[3]، وأن هناك انسياقًا غربيًّا إلى رسم الإسلام عدوًّا للغرب، فإن ذلك سيؤدي - كما يقرر المستشرق الألماني فريتس شتيبات - إلى إحالة الطرفين، لا سيما في الغرب، للبحث في الأسباب التي أدَّت إلى ما يسميه المفكرون الغربيون بالأصولية الإسلامية، وتدبر الوسائل التي تساعد على استبعاد هذه الأسباب، وسوف يؤكد هذا شعور المسلمين بأنهم محاطون بقوى مُعادية، تتربص بالإسلام، وتسعى إلى القضاء عليه، وبذا يدفع الغربيون المسلمين دفعًا إلى هذه الأصولية، وسيكون هذا التصوير بالأصولية أشبهَ ما يكون بصبِّ مياه جديدة في طواحين العداء للمسلمين المقيمين في الغرب الأوسط والغرب الأقصى.

المواجهة هنا تقتضي التفاهم لا التحارب[4].

النظرة إلى الإسلام والمسلمين على أنهما خطر على العالم كله، لا سيما على الغرب الأوسط والأقصى، هي نظرةٌ متطرفة مهما كانت الجهة التي جاءت هذه النظرة منها.

يؤكد محمد جلاء إدريس عدمَ اللجوء إلى هذا التوجه - بعبارة هي أكثر وضوحًا - بقوله: "ينبغي ألا يسيطرَ التطرف على معالجتنا للقضايا المهمة في عالَمِنا، فلا نقع في إفراط أو تفريط، ولا في تهويل أو تهوين، نحن بحاجة إلى عقول تربَّت ونَمَت على الموضوعية، تدرس الماضي، وتُفسِّر الحاضر، وتخطط للمستقبل، ولسنا بحاجة إلى مَن يهاجم فكرًا أو يدافع عن فكر آخر، دون أن يكلِّف نفسه عناء التفكير في البدائل الناجعة"[5]؛ ولذلك فإن عين الرضا أو عين السخط لا تُستحضران هنا، من قول الشاعر العربي:
وعينُ الرِّضا عَن كلِّ عيبٍ كَلِيلةٌ
ولكنَّ عينَ السُّخطِ تُبْدِي المَساوِيَا





[1] انظر: محمد فتح الله الزيادي: قراءات في مناشير استشراقية: دراسة في الاستشراق السياسي، مستقبل العالم الإسلامي، ع 4 (1991م)، ص 201 - 224.

[2] انظر: السيد محمد الشاهد: الاستشراق ومنهجية النقد عند المسلمين المعاصرين، الاجتهاد، ع 22 (شتاء العام 1414هـ/ 1994م)، ص 191 - 211.

[3] انظر: رجب البنا: صناعة العداء للإسلام، القاهرة، دار المعارف، 2003م، ص464.

[4] انظر: عشر قضايا عن الأصولية الإسلامية، ص 79 - 83، في: فريتس شتيبات: الإسلام شريكًا: دراسات عن الإسلام والمسلمين/ ترجمة عبدالغفار مكاوي، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1425هـ/ 2004م، ص206، (سلسلة عالم المعرفة؛ 302).

[5] انظر: محمد جلاء إدريس: العلاقات الحضارية، دمشق، دار القلم، 1424هـ/ 2003م، ص 121.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.18 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]