
15-08-2007, 01:03 AM
|
 |
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة :
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر السلفيون
السؤال هو عبارة عن اعتراض واستفسار من قبلك لقولك أن فعل الرسول من خصائصه
وأن طول مدة المرض مرتهنة بقوة الجن أو السحر بالإضافة للموانع الشرعية التي لا نختلف حولها أنها من الموانع
ويبقى السؤال قائما كم يلبث المريض بعد رقيته بمرضه إن انتفت الموانع الشرعية
فإن قلت قد تلبث أعواما أقول الآثار تفيد غير ذلك إلا إذا كان لديك دليلا يفيد ما تفضلت به وإلا يرد المر إلى حالته الطبيعية مرض عضوي " نفسي " عصبي
وعلينا التفريق بين العصبي والنفسي لتلازمهما وتباعدهما ومنك نستفيد
|
من الطبيعي أن فترة العلاج قد تول وقد تقصر، بحيث لا نستطيع أن نحكم من البداية كم يمكن أن يستغرق العلاج من الوقت، وهذا له أسبابه المنطقية، فقد يكون السحر مركبا من عدة أسحار، ويحتاج وقتا حتى نتخلص من تركيبه، وقد يصنع للمريض عددا كبيرا من الأسحار كما هو معروف عن طبيعة اسحار المغرب، وهذا يحتاج زمنا حتى نتخلص ن كل هذا الكم من الاسحار، وقد يصنع السحر بكيفية معقدة لا يمكن أن يبطل إلا إذا اتبعنا خطوات واجراءات علاجية مصحوبة بالدعاء الموافق للحال، فيستحيل ان يكون الدعاء موافقا للحال ونحن نجهل حال السحر المصنوع، واكتشاف التعقيد يحتاج زمنا وجهدا من المعالج والمريض.
السحر هو خاضع للسنن الكونية، والعلاج علم خاضع للسنن الكونية، أما الشفاء فهو قدر بيد الملك الجبار جل وعلى، وقد جعل الله عز وجل للشفاء اسبابا مادية وأسبابا معنوية، فالدعاء معنوي، والدواء مادي، ولا بد أن يجتمع المادي والمعنوي معا حتى يتحقق الشفاء، وإلا نكون قد تجاوزنا حدود السنن الكونية.
فالله تعالى وضع الشفاء في بعض المواد والعلاجات كالحجامة والعجوة، وقد تجري حجامة وتتناول التمر ولا يتحقق الشفاء، لأن الله لم يقدر الشفاء، ولأن الدعاء يرد القدر، فإن الدعاء يكون سببا في تفعيل الشفاء في الحجامة أو العجوة، فإن أردت الشفاء فإن الله فاطلب الشفاء في السنن الكونية، وادعم التطبييب والتداوي بالدعاء يحصل الشفاء بإذن الله، لاجتماع السبب المادي والمعنوي معا.
وإن تجاوز السنن الكونية وحصول الشفاء بعدها هو خرق للعادات، وخرق العادات هو معجزة من الله تعالى يجريها على يد نبي أو ولي من أولياءه، وهذه خصوصية يختص الله بها عبدا من عباه تأييدا للدين ونصرة له.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم لما عالج عددا من المرضى بالدعاء فقط، أو بالأمر للجن فقط، فهذا تجاوز للسنن الكونية، فلم يداوي ولم يطبب، وطالما تحقق الشفاء بدون مقدمات دوائية وعلاجية فالشفاء تم بمعجزة، والمعجزات خاصة بالأنبياء نصرة للدين، لذلك لا يصح أن تقيس ما يقوم به الطبيب البشري أو النفسي أو الروحي على ما يقوم به الأنبياء، هذا جور على الأطباء.
والعلاج والطب الروحي علم وثيق الصلة بالطب البشري، ولا ينفصل عنه بحال، لأن الشيطان يتسلط على جسم الإنسان وهذا يدخل في التسريح وعلم وظائف الأعضاء وهذا جزء من الطب البشري، والطب ياخذ بالأسباب والسنن الكونية لمعالجة الداء، فلا يعقل أن يصاب إنسان بالغرغرينا او بجلطة أو غير ذلك ثم نقصر العلاج على الدعاء فقط، ونترك الجراحات والتداوي، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتداوي كما أمر بالرقية، الاثنين معا جنبا إلى جنب، ليس مستحيل أن يشفي الله المريض بدعوة صادقة فقط بدون علاج، ولكن هذا خرق للعادات وكرامة ومعجزة، وهذا استثناء عن القاعدة لا يصح أن نعممه على كل الحالات.
لذلك المعالج لا يرقي فقط، ولا يعالج ويداوي فقط، ولكنه يرقي ويعالج ويداوي كل هذا لا ينفصل عن بعضه بعضا، وإن انفصل شيء ن ذلك عن بعضه البعض فهو معجزة، والمعجزة خصوصية من الله يجريها إن شاء ويمنعها إن شاء، أما التداوي والأسباب الحسية والمعنوية فهي ليست خوارق ولا معجزات، ولا يصح قياس الأسباب المادية والحسية والمعنوية على الاستثناءات والخوارق والمعجزات.
وفي النهاية أنا لا أنفي الكرامات ولا المعجزات بصفتها استثناءات لا يصح تعميمها
هذا وبالله التوفيق
__________________
موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي للباحث (بهاء الدين شلبي)
|