الدجاجة :
كان جحا يأكل دجاجة محمرة فجاء رجل وقال له : أنا جائع أعطني قطعة أسكت بها جوعي .
فقال : والله يا أخي ليست لي وإنما هي لزوجتي.
فقال الرجل : ولكني أراك تأكلها أنت ؟
فأجابه جحا : ماذا أصنع يا أخي ؟ فإنها أعطتني إياها وقالت: كلها.
مرق البط :
رأى جحا سرباً من البط قريباً من شاطئ بحيرة فحاول أن يلتقط من هذه الطيور شيئاً فلم يستطع لأنها أسرعت بالفرار من أمامه وكان معه قطعة خبز فراح يغمسها بالماء ويأكلها. فمر به شخص وقال له: هنيئاً لك ياجحا لكن ماذا تأكل؟
قال : هو حساء البط فإذا فاتك البط فاستفد من مرقه.
برج التيس :
سأل رجل جحا : ما طالع نجمك ؟
قال : ولدت والشمس في برج التيس.
قال الرجل : لا يوجد في السماء برج يسمى برج التيس، ولكنك تعني برج الجدي.
قال : أفمن مولدي إلى اليوم لا يصبح الجدي تيساً ؟
الزيتون :
كان جحا يبيع زيتوناً فجاءته امرأة وسألت عن الثمن فرأته غالياً فاعترضت على ذلك. قال جحا : أيتها المرأة هذا زيتون ليس من الزيتون الساقط فهو قد اعتنى بزرعه وقطفه فذوقي واحدة تريه حلواً لم تذوقي مثله طول عمرك فلا هو مر ولا حريف وزيته من أحسن الزيوت، ويبقى طعمه اللذيذ في الفم فلا تضيعي هذه الفرصة لأنك ستؤدين الثمن وتأخذين أفضل أنواع الزيتون.
فقالت المرأة : أنت تعرفني وبستان هذا الزيتون قريب منا وأنا امرأة جارك ولك معرفة بزوجي وأنا اشتري إذا كنت ترغب أن تبيعني بالدين.
فقال لها الشيخ : ذلك أمر نجد له طريقه ففي أول الأمر انظري إلى هذه البضاعة إذا كانت توافقك؟ وأخذ حبة زيتون وقدمها إليها لتذوقها.
فقالت له المرأة : عفواً فإنني مرضت من ثلاث سنوات في رمضان وأفطرت والآن اقضي الأيام الفائتة بأيام هذا الشتاء القصير.
فقال لها جحا : أنتِ تريدين أن تبتاعي زيتوناً بالدّين وتقولين ان عليك فرضاً منذ عدة سنين لم تفيه إلى الخالق.. فكيف تفين ديناً للمخلوق؟
دخل جحا يوماً هو وتيمورلنك إلى الحمام فسأله تيمورلنك: لو كنت عبداً فكم كنت تساوي؟
فقال له : خمسون درهماً .
فصاح تيمورلنك : يا قليل الإنصاف إن الفوطة التي بوسطي تساوي هذه القيمة.
فأجابه الشيخ بسكون : هذا ما قصدت .
زوج واحد :
حدثوه مرة عن امرأة ذات عيون كحلاء تسحر الألباب فعشقها على السماع، مع أنها كانت حولاء وخطبها من أهلها فتزوجها. وفي المساء أتى بصحن قشطة ووضعه على المائدة فقالت له المرأة : ألا يكفي صحن واحد ولا أحد عندنا فوجود صحنين إسراف.
فقال جحا : رؤيتك للطعام الواحد طعامين لا بأس فيه. وعندما بدآ يأكلان قالت المرأة :
عفواً إذا كنت تظنني قليلة شرف فأنت مخطئ فهذا الشيخ الآخر الجالس بجانبك من هو ؟
فلما فهم جحا أنها حولاء قال : يمكنك أن تري كل شئ في بيتنا شيئين ولكن زوجك واحد فقط لا غير.
العائل الأكبر :
سأله الأمير : كم عيالك ؟
قال : سبعة .
فأعطاه الأمير لكل من عياله مائة درهم.
وخرج جحا ثم عاد إليه على الأثر وهو يقول: نسيت واحداً أيها الأمير، أنفق من مالي عليه كما أنفق على هؤلاء.
قال الأمير : من يكون يا ترى ؟
قال : أنا أكبر عيالي أيها الأمير .
عسل وقشطة :
دعاه صديق إلى زيارته في داره فأكرمه بعسل وقشطة وبعد أن أتم الأكل بالخبز وأخذ يلعق العسل لعقاً متوالياً فقال له صاحب الدار: إن أكل العسل بلا خبز يحرق القلب. فأخذ جحا يزيد في اللعق بسرعة عظيمة قائلاً :
الله يعلم قلب من يحترق.
الظلام الدامس :
جاءه ضيف ونام عنده فلما كان منتصف الليل أفاق الضيف ونادى جحا قائلاً :
ناولني يا سيدي الشمعة الموضوعة على يمينك .
فاستغرب جحا طلبه وقال له : أأنت مجنون ! كيف أعرف جانبي الأيمن في هذا الظلام الدامس؟
جحا الواعظ :
جلس جحا يوماً على منصة الوعظ في أحد الجوامع في (آق شهر) وقال:
- أيها المؤمنون .. هل تعلمون ما سأقوله لكم ؟
فأجابه السامعون : كلا .. لا نعلم .
قال : إذا كنتم لا تعلمون فما الفائدة من التكلم .. ثم نزل.
وعاد في يوم آخر فألقى عليهم نفس السؤال فأجابوه هذه المرة: أجل إنا نعلم.
فقال : مادتم تعلمون ما سأقول فما الفائدة من الكلام .
فحار الحاضرون في أمرهم واتفقوا فيما بينهم على أن تكون الإجابة في المرة القادمة متناقضة فقسم يجيب (لا) وقسم يجيب (نعم) ولما أتاهم المرة الثالثة وألقى عليهم سؤاله الأول اختلفت أصواتهم بين لا ونعم.
فقال : حسن جداً من يَعلَمْ يُعلِمْ من لا يَعلَمْ !
خصام :
مات أحد الحكام وكانت بينه وبين جحا خصومة .. فلما أرادوا دفنه طلبوا جحا أن يلقنه بعد الدفن فأجابهم: لا .. ابحثوا عن رجل غيري يلقنه فإنه لا يصغى لكلام لما بيننا من المشاجرة التي تعرفونها.
تطابق :
قال جحا يوماً في أثناء وعظه : أيها المسلمون إن هواء هذه البلدة كهواء بلدتنا تماماً.
فقالوا له : كيف استدللت على ذلك ؟
قال : إن عدد النجوم الموجودة في سمائكم وشكلها مطابق تمام المطابقة لعدد وشكل نجوم سماء (آق شهر) فهواؤنا إذاً كهوائكم.
غلطة القاضي :
أحدث كلب في شارع بين بيتين فاختلف صاحبا البيتين فيمن يجب عليه أن يرفع الروث وتنازعا وانتهى أمرهما إلى القاضي، فدخلا عليه وجحا عنده فلما حدثه بخبرهما أراد القاضي أن يداعب جحا فقال له: افصل أنت هذه الدعوى بينهما فالتفت جحا إلى الرجلين بلا تردد وقال: المسألة واضحة فإن الروث قد وقع في الشارع العام وليس على أحدكما أن يرفعه وإنما هو من واجب القاضي.
البرق :
مر جحا ذات يوم بالقرب من أحد الأودية فاعترضه راعي وسأله: هل أنت عالم ياسيدي ؟ فقال : نعم .
قال الراعي : انظر إلى هذا الوادي والى هؤلاء المطروحين فيه فإنني قتلتهم جميعاً لتظاهرهم بالعلم وعجزهم عن جواب واحد سألتهم إياه.
فقال جحا : وما سؤالك ؟
قال الرجل : إن القمر حينما يكون هلالاً نراه صغيراً ثم يكبر ويصير بحجم الدولاب ويعود فيصغر إلى أن يغيب ويطلع غيره فماذا يصنعون بالقديم؟
قال جحا : آسفاً على هؤلاء الجهلاء أما فيهم من كان يعرف أن الأقمار القديمة تخبأ للشتاء ثم يعمل منها البرق فانطرح الراعي على يدي الشيخ يقبلهما ويقول:
والله هذا الذي كان يخطر لي.
البقرة المذنبة :
اختطف عجل له حزمة من الحشيش وأخذ يركض بها هنا وهناك، فغضب جحا وأسرع إلى البقرة فانهال عليها ضرباً بعصاه الغليظة فرآه جاره فقال له: لماذا تضربها؟ هل أنت قاسياً؟
فقال : نعم يا سيدي هي المذنبة لا ابنها لأنها هي التي ربته وعلمته هذه الأعمال.
الحلم والدراهم :
رأى جحا في منامه أن شخصاً أعطاه تسعة دراهم بدلاً من عشرة كان يطلبها منه فاختلفا وتنازعا ولما احتدم بينهما الجدال انتبه من نومه مذعوراً فلم ير في يده شيئاً فتكدر ولام نفسه على طمعها ولكنه عاد فاستلقى في الفراش وأنزل رأسه تحت اللحاف ومد يده إلى خصمه الموهوم قائلاً: هاتها تسعة ولا تزعل.
لو كنت حياً :
سألت زوجتي يوماً : كيف نعرف الميت من الحي ؟ فقالت: إذا مات المرء بردت يداه ورجلاه، وبينما كنت سائراً في الصحراء ذات يوم من أيام الشتاء راكباً حماري إذ أحسست ببرودة في يدي ورجلي فتذكرت كلام زوجتي فعرفت أني مت فنزلت عن حماري وتمددت على الأرض وإذا بذئاب قد ظهرت وهجمت على الحمار ففتكت به فنظرت إلى هذه الذئاب وقلت: أتفتكون بحمار مات صاحبه ولا يستطيع الدفاع عنه؟ والله لو كنت حياً لعاقبتكم أيها الجبناء!
حريقة :
كان جحا جائعاً فطلب طعاماً فجاءه بماء ساخن فلم يصبر عليه حتى تهمد حرارته بل تناول الملعقة الأولى منه بسرعة ولهفة فاحترق لسانه وأحس كأن النار تلتهب بين معدته وفمه فقام هائماً على وجهه يهرول في الأسواق وينادي : لا تقربوا فإن في جوفي حريقة!
المنوم :
طلبت منه زوجته أن يعود إليها في طريقه من المسجد بدواء منوم لطفلهما الذي يؤرقهما بالبكاء والصياح.. فعاد وليس معه غير الكتاب الذي يقرأه.
قالت : لعلك نسيت الدواء ؟
قال : معاذ الله .. هذا هو الدواء وقد جربته اليوم في الكبار فناموا جميعاً فجربيه أنت في الصغار.
أرجوو أن تكونوا ضحكتم
هههههههههههههههههههه
السلام عليكم