” دراسة ميدانية ” من معوقات الزواج.. غلاء المهور
- إن دراسة أحوال الصحابة الكرام يعد دافعاً أساسيا لكل من يريد أنْ يقبل على الزواج في أنْ يبتعد عن المبالغة فيما لاحاجة له فيه
- مشروع الزواج مشروع حياة ينبغي أنْ يبدأ بخطوات سليمة صحيحة
- العودة إلى هدي الإسلام في الزواج ليست رجوعًا إلى الماضي بل هي خطوة واعية نحو مستقبلٍ أكثر إشراقًا
- لابد أنْ يعرف الشاب والفتاة أن كثيراً من التكاليف قبل الزواج وبعده يمكن الاستغناء عنها فالعاقل من فهم هذا الأمر وطبّقه
- شرع الله عزوجل الزواج لمصالح الخلق وعمارة الكون ففي النكاح مصالح عظمى ومنافع كبرى
- الشيخ الفوزان: لا شك أن إغلاء المهور ورفعها يعرقل الزواج ويسبب الفساد فينبغي للمسلمين أن يتنبهوا لهذا وألا ينساق بعضهم وراء التقاليد الفاسدة والمباهاة والإسراف والتبذير
إعداد: سالم الناشي - عمرو علي
الزواج في الإسلام رابطة سامية بين الزوج والزوجة تقوم على المودة والرحمة وتحمّل المسؤولية؛ وذلك مصداق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “ كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه فالإمامُ راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّتِه والرَّجلُ راعٍ في أهلِه ومسؤولٌ عن أهلِه والمرأةُ راعيةٌ في بيتِ زوجِها ومسؤولةٌ عن رعيَّتِها..”، ويهدف الزواج إلى بناء الأسرة المسلمة التي تعدّ اللبنة الأساسية في بناء المجتمع.
ولكن هنالك عقبات عديدة تحول دون تحقيق تلك الأمنية لدى كثير من الشباب، وعلى رأسها ارتفاع تكاليف الزواج والمغالاة في المهور .. الأمر الذي يجعلهم يعزفون عنه؛ ومن هنا يأتي دور الإسلام في تصحيح المفاهيم والعودة إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم من أجل تيسير الزواج، وتحقيق وصيته بقوله صلى الله عليه وسلم : “ يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ..” ، وحتى تتحقق البركة في الزواج لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ مِنْ يُمْنِ المرأةِ تيسيرَ خِطْبَتِها، وتيسيرَ صَداقِها».
نعمة الزواج
الزواجُ نعمةٌ جليلةٌ من نِعَم الله على عباده، وسنةٌ من سنن المرسلين، به تُعمر الأرض، ويسود الاستقرار والعفافُ، قال -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم: 21)، وأمر الله -تعالى- بتيسير الزواج؛ فقال: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (النور: 32)، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر»؛ فالزواج في الإسلام ليس ترفًا اجتماعيًّا، بل عبادةٌ وقربةٌ وسكن ورحمة. تيسير الزواج
من تأمل في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وجد فيها أعظم الدروس في تيسير الزواج، والبعد عن المغالاة في المهور وتكاليف الزواج، والتحلي بالبساطة في تجهيزات الزواج، قال - صلى الله عليه وسلم -: «خَيْرُ الصَّدَاقِ أَيْسَرَهُ» أَيْ: أَسْهَله عَلَى الرَّجُل بِتَخْفِيفِ الْمَهْر وَغَيْره، وعن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قال: «أَلَا! لَا تُغَالُوا صَدُقَةَ النِّسَاءِ؛ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا أَوْ تَقْوَى عِنْدَ اللَّهِ لَكَانَ أَوْلَاكُمْ بِهَا نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، مَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَكَحَ شَيْئًا مِنْ نِسَائِهِ وَلَا أَنْكَحَ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِهِ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً». ارتفاع التكاليف!
أما عن الأسباب التي أدت لارتفاع تكاليف الزواج في زماننا هذا فهي كثيرة، أهمها: البعد عن هدي الدين في الإنفاق: قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يُقَتِّرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (الفرقان: 67)، ووجود غلاء حقيقي للمعيشة وارتفاع الأسعار، ولاسيما المهور والمساكن والأعراس، وكذلك بعض العادات الاجتماعية الخطأ القائمة على عقد المقارنات. الحلٌّ في القرآن والسُنَّة
ينبغي أن يبدأ الحل بتصحيح مفهوم الزواج والعودة إلى غايته الشرعية السامية، التي تقوم على المودة، والعفة، والتكامل الإنساني؛ فالقرآن الكريم يرشدنا إلى مفاهيم ينبغي استحضارها حين نتحدث عن الزواج كما في قوله -تعالى-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات: 56)، ويجب أن يدرك الشباب والفتيات أن للزواج أهدافًا سامية تفوق كل الأهداف المادية؛ فالزواج يحمل في أعماقه معاني المحبة، والتضحية، واستمرار للنسل وتحقيق الاستخلاف في الأرض، استجابة لقوله -تعالى-: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} (البقرة:30)، وينبغي تيسير المهور اقتداءً بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام، مع نشر الوعي بخطورة التبذير، وتقديم القدوة الحسنة في البساطة، وتشجيع المبادرات الاجتماعية التي تسهم في تزويج الشباب ومساندة المقبلين على الزواج. ترتيب الأولويات
ينبغي التفريق بين الضروريات والحاجيات، فمن الحكمة أن يبدأ الشاب بما يساعده على بناء بيت الزوجية، ولابد أن يدرك الشاب والفتاة أن كثيرًا من التكاليف قبل الزواج وبعده يمكن الاستغناء عنها؛ فالعاقل من فهم هذا الأمر وطبقه، فإن تتبع حياة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام يبين كيف كانت تكاليف الزواج لديهم يسيرة، مقتصرة على أهم الحاجات الأساسية، فدراسة أحوال الصحابة الكرام تعد دافعًا لكل من يريد الزواج ليبتعد عن المبالغة في ما لا حاجة له فيه. قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ إذا أنفقوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتْرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (الفرقان: 67)؛ فمقاصد الشريعة تبدأ بالضرورات ثم الحاجيات ثم التحسينات، قال -تعالى-: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} (الطلاق: 7). الطريق إلى صلاح الأمة
شرع الله -عزوجل- الزواج؛ لما فيه من مصالح عظيمة للخلق وعمارة الكون؛ ففي النكاح مصالح كبرى ومنفعة جليلة، بقدر عناية المجتمع وحرص الأمة على النكاح، والسعي لتيسير سُبُله، يتحقق ما ترجوه الأمة من سعادة أبنائها وازدهارهم، إن تسهيل الزواج يصنع صلاحًا للمجتمع بأسره، ودرعًا حصينًا يقيه من الفتن والانحرافات، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف»؛ فكلما يسَّرنا الزواج، زاد العفاف، وندر وقوع الفتن، واستقرت البيوت، وقويت أواصر الأمة. رسائل إلى الشباب
«يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر»، فالله -تعالى- يأمر: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (النور: 33)، فعليكم، معشر الشباب، أن تحرصوا على العفة والركون إلى الله -تعالى-، وأن تعلموا أن العاقبة للمتقين، قال -تعالى-: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (الرحمن: 46)، ومَن تعفف يعفه الله، فادعوا الله -تعالى- بهذا الدعاء المبارك: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} (الفرقان:74)، ودعاء: «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى». رسالة إلى الفتيات
اعلمي، وفقك الله، أن الشريعة لم تضع حدًّا للمهر من حيث القِلة أو الكثرة؛ إذ يختلف الناس في الغنى والفقر ويتفاوتون في السعة والضيق، ولكل جهة عاداتها وتقاليدها، ولكن الشرع دلّنا على أن المهر كلما كان يسيرًا، كان الزواج أعظم بركة، وأن قلة المهر من يمن المرأة وطيب حَظها، فعليكن بالاقتداء بأمهات المؤمنين والصحابيات، فخير النساء أيسرهن مهورًا، ومن أروع الأمثلة أم سليم -رضي الله عنها-، لما خطبها أبو طلحة وكان كافرًا، قالت له: «والله ما مثلُك يا أبا طلحة يُرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، ولا يحل لي أن أتزوجك، فإن تُسلم فذاك مهري وما أسألك غيره، فأَسلم فكان ذلك مهرها، وقد قال ثابت - رضي الله عنه - : «فما سمعت بامرأة قط كانت أكرم مهرًا من أم سُليم الإسلام، وأيُّ زواج أكثر وأعظم بركة من أن يكون المهر فيه هو الدخول في الإسلام». خير الهدي
إن العودة إلى هدي الإسلام في الزواج ليست تراجعًا إلى الماضي، بل هي خطوة واعية نحو مستقبل أكثر إشراقًا، تُبنى فيه البيوت على البركة، وعلى القيم، وعلى المودة. حين نستلهم نهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في التيسير والبساطة، تعود البركة إلى البيوت، وتستقر السكينة في النفوس، ويعم الأمن الأسري والمجتمعي الذي أراده الله لعباده، فلتكن دعوتنا جميعًا صادقة: لنُيسِّر الزواج كما يسّره الإسلام، ولنُعِد إليه سكينته وبركته. ابن باز: الاقتصاد فيه خير عظيم وتسهيل للزواج
جاء توجيه سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- حول هذا الموضوع في ندوة بعنوان: (العلاقات الزوجية)؛ حيث قال -رحمه الله-: لا شك أن غلاء المهور من أعظم الأسباب في تأخر النكاح، وتعطل الكثير من الشباب والفتيات بسبب مغالاة المهور؛ فإن تأخر الشباب والفتيات عن النكاح، يسبب مشكلات كثيرة، فالواجب العناية بهذا الأمر، والحرص على عدم المفاخرة والمباهاة في المهور وغيرها، والولائم وغير ذلك؛ فإن المباهاة في هذه الأمور، والمفاخرة في هذه الأمور، من جهة إغلاء المهور، ومن جهة التوسع في الولائم، كل هذا يضر الجميع، ويسبب مشكلات كبيرة واقعة، ووصيتي للجميع العناية بتسهيل المهور، وتخفيفها وتقليلها بحسب الإمكان. ابن عثيمين: المغالاة في المهور مخالف للشرع
سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن رأيه في غلاء المهور وما يصاحب حفلات الزواج من تكاليف باهظة فقال -رحمه الله-: «إن المغالاة في المهور وفي الحفلات كل ذلك مخالف للشرع؛ فإن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة، وكلما قلت المؤونة عظمت البركة، وكذلك أيضا المغالاة في الحفلات مما نهى عنه الشرع وهو يدخل تحت قوله -سبحانه وتعالى-: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، والواجب في مثل هذا الأمر أن يكون على الوجه المشروع، ولا يتعدى فيه الإنسان حده، ولا يسرف؛ لأن الله -تعالى- نهى عن الإسراف وقال: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}. د. الخضير: على أولياء الأمور تيسير أمور الزواج
قال فضيلة الشيخ د .عبدالكريم الخضير -حفظه الله- في توجيه لأولياء الأمور بخصوص تيسير أمور الزواج: لا شك أن غلاء المهور يقف عائقًا أمام الشباب، فعلى أولياء الأمور أن يتقوا الله -جل وعلا- وأن ييسروا هذه المهور؛ ليتيسر الزواج وتقل المخالفات والمنكرات، وهذا الشاب الذي يشتغل في عمل وراتبه لا يكفي ليبني ويتزوج، ومتطلبات الحياة مكلفة وشاقة عليه كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» . نصيحة لأولياء الأمور
سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عن إسداء نصيحة إلى بعض أولياء الأمور الذين قد يغالون في المهور مما يسبب مشكلة في طريق الزواج فقال: مسألة المهور، لا شك أنه ينبغي تيسيرها وتخفيفها؛ لأن القصد من الزواج ليس هو المهر، إنما القصد مصالح الزواج، وما يترتب عليه من الخير للمجتمع وللزوجين؛ فالمغالاة في المهور مغالاة تمنع أو تعرقل الزواج، هذا أمر لا ينبغي للمسلم أن يفعله، بل المطلوب شرعًا تسهيل أمر الزواج، وتيسير المهور، وعمل كل الوسائل التي تشجع على الزواج؛ لما فيه من المصالح، ولا ينبغي أن يتخذ القدوة من الناس الذين لا يصلحون للقدوة من الجهلة والجشعين الذين يرفعون مقادير المهور؛ إرضاءً لشهوتهم، أو مباهاة أو غير ذلك من المقاصد السيئة. ولا شك أن إغلاء المهور ورفعها على المتزوجين، هذا مما يعرقل الزواج، ومما يسبب الفساد، فينبغي للمسلمين أن يتنبهوا لهذا وألا ينساقوا وراء التقاليد الفاسدة، والمباهاة والإسراف والتبذير، أضف إلى ذلك أن الزواج أيضًا يكتنفه تكاليف أخرى من الولائم والبذخ وشراء الأقمشة والمصاغات الكثيرة، التي لا يقصد من ورائها إلا المباهاة وإثقال كاهل الزوج، كل هذا من المغالاة، ومن الآصار والأغلال التي يلقيها شياطين الإنس والجن في طريق الزواج، ليحصل بذلك تعطيل هذا السبيل النافع للمجتمع. قراءة في تحليل استبانة الدراسة الميدانية عن غلاء المهور
تناولت مجلة الفرقان ظاهرة غلاء المهور من خلال دراسة ميدانية مدعومة باستبانة إلكترونية، استهدفت استطلاع آراء عيّنة من مختلف فئات المجتمع، وقد نُشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
منهجية الدراسة
اعتمدت الدراسة المنهجية التالية: - تصميم استبانة مكوّنة من سبعة أسئلة حول ظاهرة غلاء المهور، راعت في بنائها التنوع والموضوعية؛ لتعبّر بدقّة عن جوانب تلك الظاهرة وأسبابها، وتتيح مساحة من الحيادية والشفافية في فهم آراء المشاركين.
- تم عرض الاستبانة على عدد من المختصين في العلاقات الأسرية والاجتماعية لتقييمها وضبطها منهجيا وإبداء الملاحظات بشأنها.
- تم اختيار عيّنة عشوائية مناسبة بلغ عدد أفرادها (100) مشارك من داخل دولة الكويت وخارجها، أُرسلت إليهم الاستبانة عبر برامج التواصل الاجتماعي.
- تعاملت مجلة الفرقان بحيادٍ تام مع نتائج الاستبانة، فرصدت التوجهات العامة في فهم ظاهرة غلاء المهور، وحلّلت الآراء وقيّمت النتائج من خلال رسوم بيانية وبيانات رقمية دقيقة.
- جرى استخلاص مجموعة من النتائج والتوصيات التي تُسهم في معالجة تلك الظاهرة، بما يشكل قاعدة يمكن البناء عليها لمزيد من الدراسات المستقبلية.
معلومات المشاركين
من حيث الجنس: - من الرجال 98%
- من النساء 2%
من حيث الحالة الاجتماعية: - شارك من المتزوجين 95%
- شارك من غير المتزوجين: 3%
من حيث العمر: - أقل من 20 : 1 %
- من 20 : 30 سنة: 46 %
- من 40 سنة فأكثر: 53 %
من حيث المستوى التعليمي: - الدراسات العليا : 15%
- المؤهل الجامعي: 66%
- المرحلة الثانوية: 7%
- الدبلوم: 12 %
تحليل أسئلة الاستبانة
- هل تُعَدّ المهور مرتفعة في الوقت الحالي؟
- التحليل: تُظهر النتائج اتفاقًا شبه تام بين المشاركين على ارتفاع المهور في الوقت الراهن (نعم: 86٪، إلى حد ما: 12٪، لا: 2٪). ويعكس هذا الإجماع إدراكًا واسعًا لوجود مغالاة في تكاليف الزواج ومتطلباته؛ بما يجعل غلاء المهور ظاهرة مجتمعية تستحق النظر والمعالجة. كما تشير نسبة «إلى حد ما» إلى وعي جزئي بالمشكلة بدرجات متفاوتة، في حين تكاد نسبة القائلين بانعدام الغلاء لا تُذكر؛ ما يؤكد وحدة الرأي العام حول خطورة تلك الظاهرة.
- الاستنتاج: تمثل هذه النتيجة مؤشرًا واضحًا على ارتفاع مستوى الوعي المجتمعي بخطورة غلاء المهور، وإدراك أغلب الأفراد أنه أحد العوائق الرئيسة أمام الزواج واستقرار الأسرة. ويستفاد من ذلك أن ظاهرة غلاء المهور مشكلة ثقافية وسلوكية تتصل بالقيم الاجتماعية وأنماط التفكير السائدة في المجتمع.

- ما الأسباب المؤدية إلى غلاء المهور؟
- التحليل: أظهرت النتائج تنوع الأسباب وراء ظاهرة غلاء المهور، مع تركّزها في العوامل الاجتماعية والثقافية والدينية، وجاء في مقدمتها المظاهر الاجتماعية والتفاخر بنسبة (28٪)، تليها تقليد الآخرين (19٪)، ثم ضعف الوعي الديني (23٪)، وطلبات الأسر المبالغ فيها (21٪)، بينما جاء العامل الاقتصادي في مرتبة متأخرة (5٪)، وأسباب أخرى محدودة مثل تأثير وسائل التواصل لم تتجاوز (2٪).
- الاستنتاج: تشير هذه النتائج إلى أن مشكلة غلاء المهور ذات طابع سلوكي وثقافي في المقام الأول، وهي ناتجة عن المباهاة والتقليد وضعف التمسك بالقيم الإسلامية الداعية إلى اليسر والبساطة، في حين يظهر الوعي الديني بوصفه عاملا تصحيحيا بحاجة إلى تعزيز من خلال التربية الإيمانية والقدوة الحسنة.

- هل يؤدي غلاء المهور إلى تأخر سن الزواج؟
- التحليل: أظهرت النتائج اتفاقًا واسعًا بين المشاركين أن غلاء المهور يعدّ من الأسباب الرئيسة لتأخر الزواج؛ حيث بلغت نسبة الموافقة (86٪)، مقابل (14٪) يرون أن تأثيره يظهر أحيانًا، فيما لم تُسجَّل أي نسبة تنفي العلاقة بين الظاهرتين، وتُشير هذه النتائج إلى قناعة مجتمعية شبه تامة بأن ارتفاع المهور يمثل عائقًا حقيقيا أمام الزواج؛ لِما يَفرضه من أعباء مالية تثقل كاهل الشباب، وتدفع كثيرين إلى التأجيل أو العزوف المؤقت عنه، كما أن التفاوت بين الفئات الاجتماعية في شدة التأثر بالظاهرة لا ينفي أثرها العام في تعطيل سنة الزواج.
- الاستنتاج: يتضح أن غلاء المهور لم يعد مجرد ظاهرة اجتماعية عابرة، بل أصبح عاملًا مؤثرًا في تأخر الزواج وتراجع استقرار الأسرة، وتبرز الحاجة الملحّة لمعالجته بوصفه قضية دينية ومجتمعية تمس الأمن الأسري بشكل عام.

- ما أبرز الآثار السلبية لغلاء المهور؟
- التحليل: أظهرت النتائج أن من أهم الآثار السلبية لغلاء المهور: زيادة العزوف عن الزواج بنسبة (31٪)، وتزايد العنوسة (27٪)، وازدياد العلاقات خارج نطاق الزواج (22٪)، بينما أشار (12٪) إلى ضعف الترابط الأسري بوصفه أثرًا غير مباشر للظاهرة، وتدل هذه المؤشرات على أن غلاء المهور لا يقتصر على آثار اقتصادية، بل يشمل تداعيات اجتماعية وأخلاقية عميقة تمس استقرار الأسرة والمجتمع.
- الاستنتاج: يتضح أن غلاء المهور يؤدي إلى عزوف الشباب وتأخر الزواج، وما يترتب عليه من زيادة العنوسة وتنامي العلاقات خارج إطار الشرع، ومن ثمّ فإن معالجة الظاهرة تتطلب مقاربة شمولية، تشمل الإصلاح القيمي والتشريعي والتوعوي معًا.

- هل يسهم تقليل المهور في تعزيز استقرار المجتمع؟
- التحليل: أظهرت النتائج اتفاقًا واسعًا بين المشاركين (94٪) على أن تقليل المهور يعزز استقرار المجتمع، مقابل (5٪) لا يرون علاقة مباشرة، و(1٪) لم يحددوا موقفهم. ويعكس هذا الإجماع قناعة راسخة بأن اليسر في المهور يسهم في تسهيل الزواج، والحد من ظواهر التأخر والعزوف، وتعزيز قيم العفة والمسؤولية الأسرية. أما النسبة القليلة المترددة، فتعكس تفاوت التصورات حول مفهوم الاستقرار الاجتماعي.
- الاستنتاج: تشير النتائج إلى أن المجتمع بات يدرك أن التيسير في الزواج قيمة دينية وإنسانية تضمن استقرار الأسرة وتماسك المجتمع، وتمثل سبيلًا واقعيا للحد من المشكلات الاجتماعية الناتجة عن المغالاة في المهور.

- برأيك ما الحلول المناسبة لمعالجة ظاهرة غلاء المهور؟
- التحليل: أظهرت النتائج أن الحلول الأكثر قبولًا لدى المشاركين تتمثل في نشر الوعي الديني والاجتماعي بنسبة (38٪)، يليها تشجيع البساطة في الزواج (26٪)، ثم المبادرات المجتمعية لدعم الزواج (15٪)، وسنّ القوانين التي تحد من المهور (13٪)، بينما حصل خيار «جميع ما سبق» على نسبة محدودة (2٪)، ويُستفاد من هذه النتائج أن المشاركين يرون أن المعالجة الفاعلة تبدأ من إصلاح الوعي الجمعي عبر التربية القيمية والدعوية، أكثر من الاعتماد على التشريعات أو القرارات الإلزامية، كما يعكس ارتفاع نسبة تأييد البساطة في الزواج ميلاً نحو إحياء القيم الإسلامية الأصيلة في التيسير والاعتدال.
- الاستنتاج: يتضح أن نشر الوعي الديني والاجتماعي يمثل الحل الأكثر فاعلية واستدامة لمعالجة غلاء المهور، يليه تعزيز ثقافة التيسير، في حين تبقى الحلول التشريعية والمبادرات المؤسسية أدوات مساندة؛ الأمر الذي يدل على أن جذور المشكلة فكرية وثقافية، قبل أن تكون تنظيمية أو اقتصادية.

- ما المبلغ المناسب ليكون مهرًا معقولًا؟
- التحليل: أظهرت النتائج أن الغالبية العظمى من المشاركين (95٪) يرون أن المهر المعقول يجب أن يكون أقل من ثلاثة آلاف دينار، في حين كانت النسبة محدودة 3٪ لمن يحددونه بين (3-6) آلاف دينار، وتضاءلت بشكل كبير بلغت 2٪ لمن يرونه يتجاوز عشرة آلاف. وتؤكد هذه النسب وجود وعي مجتمعي متزايد بخطورة المغالاة، وإدراك بأن ارتفاع المهور يشكل عبئًا ماليا يعيق الزواج ويؤثر سلبًا في استقرار الأسرة.
- الاستنتاج: تميل الاتجاهات العامة نحو تبني مفهوم المهر المعتدل كوسيلة لتسهيل الزواج وتخفيف أعبائه، وهو ما يعكس رغبة مجتمعية جادة في إحياء قيم التيسير والاعتدال، وإدراكًا بأن السعادة الأسرية لا ترتبط بارتفاع التكاليف.
أبرز التوصيات:
- إطلاق مبادرات دعوية ومجتمعية تُبرز أثر غلاء المهور في تأخر الزواج وضعف الترابط الأسري.
- دعوة الأسر إلى الاقتداء بالهدي النبوي في التيسير والاعتدال.
- أهمية قيام الجهات الدينية والإعلامية والاجتماعية بحملات توعوية لترسيخ ثقافة الزواج الميسّر القائم على القيم لا على المظاهر.
- تنفيذ برامج دعوية وتوعوية للأسر والشباب تُبرز خطورة التفاخر في المهور وتدعو إلى البساطة في الزواج.
- إطلاق حملات مجتمعية وإعلامية لتصحيح المفاهيم الاجتماعية التي تربط بين المكانة وارتفاع المهر.
- إشراك الخطباء والمؤثرين في ترسيخ ثقافة الزواج الميسّر باعتباره سلوكًا راقيًا يعزز الوعي والاستقرار الأسري.
- تشجيع الزواج الميسّر عبر مبادرات ميدانية تركز على تخفيض المهور وتبسيط المتطلبات.
- توعية الأسر بآثار المغالاة في المهور على استقرار المجتمع.
- دعم المؤسسات الخيرية المساعدة على تزويج الشباب وتيسير تكاليف الزواج.
- تضمين الخُطب والبرامج الإعلامية رسائل تؤكد أن الكرامة تُقاس بالدين وحسن الخلق لا بارتفاع المهر، وأن اليسر في الزواج بركة وسنة نبوية رحيمة.
- تنظيم حملات توعية موجهة للأسر والشباب تبرز أثر المهور المعتدلة في استقرار المجتمع.
- وضع ضوابط إرشادية تحد من المبالغة في المهور وتراعي القدرة المالية للزوج.
- دعم المبادرات والصناديق الخيرية التي تساعد غير القادرين على الزواج.
- تكريم الأسر الميسّرة في المهور تعزيزًا لثقافة التيسير والقيم الأسرية الأصيلة.
- ترسيخ ثقافة التيسير في الزواج عبر المناهج التعليمية، والمنابر الدعوية والإعلامية.
- دعم المبادرات العملية التي تقلّل تكاليف الزواج مثل الزواج الجماعي والمساعدات المادية.
- تكريم الأسر الملتزمة بالمهور المعتدلة، وتشجيع السياسات الحكومية والمجتمعية الداعمة للزواج الميسّر.
- التأكيد للتوعية الأسرية بأن القيمة في الزواج تُقاس بالمودة والاستقامة لا بغلاء المهر، وأن الاعتدال فيه يحقق البركة والاستقرار.
- تكثيف التوعية المجتمعية عبر المساجد والإعلام والمناهج؛ لترسيخ مفهوم التيسير في الزواج.
- إبراز القدوات والنماذج التي طبّقت الاعتدال في المهور ضمن حملات إعلامية موجهة.
- دعم المبادرات والصناديق التي تساعد الشباب على الزواج وتخفف الأعباء المالية.
- دراسة إمكانية وضع ضوابط استرشادية لا إلزامية للمهور تراعي الواقع الاجتماعي والقدرة المادية.
- تعزيز الوعي بأهمية تقليل المهور عبر المنابر الدعوية والإعلامية والتعليمية.
- تشجيع الأسر على المرونة في تحديد المهور بما يتناسب مع القدرة المالية للطرفين.
- نشر ثقافة المهر الرمزي بوصفه تعبيرًا عن المودة لا عن القيمة المادية.
- تفعيل المبادرات والمؤسسات الداعمة للزواج الميسّر، وتكريم الأسر التي تلتزم بالاعتدال.
- إعداد برامج توعوية يشارك فيها المختصون والدعاة لتوضيح الآثار النفسية والاجتماعية للمغالاة وربط نجاح الزواج بالقيم والتفاهم لا بالماديات.
اعداد: سالم الناشي