عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27-10-2022, 10:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,201
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشعر المنسوب إلى الإمام أبي حنيفة

الشعر المنسوب إلى الإمام أبي حنيفة


د. عبدالحكيم الأنيس






(7)
ورأيتُ على غلاف كتاب "المورد العذب" لابن الجوزي، المخطوط في الخزانة العامة في الرباط، وهو بخط الشيخ تقي الدين الجراعي سنة ٨٧٣، رأيتُ بخط آخر ما يأتي:
"للإمام أبي حنيفة النعمان -رضي الله عنه ورحمه-:
قد قيلَ: إنَّ الإلهَ ذو ولدٍ
وقيلَ: إنَّ الرسولَ قد كهنَا

ما سلمَ اللهُ مِنْ برِّيتهِ
ولا رسولُ الإلهِ، كيفَ أنا!".


(8)
وكذلك نُسِبَ إليه في كتابٍ متأخرٍ -هو "روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات" للخوانساري- ثمانية أبيات: ستة أبيات في (8/ 155)، وهي:
"حبُّ اليهود ﻵل موسى ظاهرًا
وولاؤهم لبني أخيه بادي

وإمامهم مِنْ نسل هارون الأُلى
بهم اقتدوا ولكل قومٍ هادِ

وكذا النصارى يكرمون محبة
لمسيحهم نجرًا من الأعوادِ

ومتى توالى آلَ أحمد مسلمٌ
قتلوه أو شتموه باﻹلحادِ

هذا هو الداء العُضال لمثله
ضلّتْ حلومُ حواضر وبوادي

لم يحفظوا حقَّ النبيِّ محمدٍ
في آله واللهُ بالمرصادِ"

وبيتان في (2/ 162)، وهما:
"أخرِّب ديني كلَّ يوم وأرتجي
عمارة دنيائي ودنياي أخربُ

فها أنا ذا بين الحمارين راجلٌ
فلا الدينُ معمورٌ ولا العيشُ طيّبُ"[8]

وهذه النسبة لا سندَ لها.

(9)
وقد نُسِبَ إلى الإمام أبي حنيفة في بعض الكتب الحديثة قصيدة كافيّة، فيها: يا سيد السادات. وشاعت في مواقع التواصل الاجتماعي كثيرًا، وبعضُهم صنعَ لها منامًا، وقد نسبها الأبشيهي - وهو من أهل القرن التاسع (ت:852هـ) - إلى نفسه في كتابهِ "المستطرف في كل فن مستظرف"، وقد جاء فيها:
أنا طامعٌ في الجودِ منكَ، ولم يكن ♦♦♦ لابنِ الخطيب من الأنام سواكا
وغيَّرَ بعضُ الناس قوله: (لابن الخطيب من الأنام سواكا)
وجعله: (لأبي حنيفة في الأنام سواكا)!!
ولغة هذه القصيدة لا تشبهُ لغةَ القرن الثاني الهجري، وكنتُ سألتُ الأستاذ الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله عنها فقال: "لاتصحُّ. وهو غير مُسْتَبْعَدٍ عليه نظمُ الشعر، ولكنه لم يُعْرَفْ عنه أنّه قاله". ولعله يَقصد: لم يشتهر ذلك عنه.

(10)
قال الشيخ عمر بن عمر الزهري الأزهري الحنفي (ت: ١٠٧٩هـ) في كتابه "الدُّرة المُنيفة على مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة" ص٢١٨:
"نُقِلَ عن الإمام الأعظم أبي حنيفة النُّعمان -رضي الله عنه، ونفعنا الله به، وجعلنا ممَّن اتبعه- أنه سُئِلَ عن مسألةٍ فأجاب عنها، فخطّأه نوحُ بنُ درَّاج، وهو مِنْ أصحابهِ، فأنشدَ أبو حنيفة -رحمه الله تعالى-:
كادتْ تزلُّ بهِ مِنْ حالقٍ قدَمي ♦♦♦ لولا تَدارَكَها نوحُ بنُ درَّاجِ".
والصوابُ المذكورُ في المصادر السابقة أنَّ هذا جرى لنوحِ بنِ درَّاج مع القاضي ابن شبرمة لا مع أبي حنيفة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.28 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]