اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
ولكن للأمانة العلمية في بعض الحالات تسحر الجن على الدعاء فلا يرفع أصلا إلى السماء، وأحيانا يرفع الدعاء، يستجاب الدعاء وتنزل الإجابة من الله، ولكن يحولون دون وقوع الإجابة بكيفيات مجهولة لي، لذلك يجب إبطال (سحر حجب الدعاء)، وتحصين الدعاء، بل هناك (سحر قلب الدعاء)، فكلما دعا المعالج بدعاء انقلب عليه واستجيب ضد دعائه، وكمثال يدعو اللهم أبطل تحصيناتهم وفكك تدريعاته، فبدلا من ان تنفك تزدادا قوة، اللهم اشفي المريض فيزداد مرضا وهكذا، وهذا واقع واجهته من قبل مرات كثيرة، ولم أجد جوابا حتى هذه اللحظة، رغم دهشتي كيف يفعلون هذا؟ قد يقول البعض عني مخرف ومعتدي على العقيدة، لكن كما قلت لكم أني اكتشفت هذا وحدث معي، ولا اعلم تفسيره، ربما نكتشف سره يوما ما، فأنا أعرض كل تجاربي بأمانة وصدق، فاتقوا الله ولا يتهمني أحد في ديني.
.
|
هذا الكلام فيه نظر والله أعلم ، وهو فتنة - ولا شك - للمتكلم والقارئ .
ولكي تزول هذه الشبهه بإذن الله؛ أنقل لكم كلام مفيد لإبن القيم_ رحمه الله _ في شأن الطوائف التي ضلت في أمر الدعاء، وما جعلته باللون الأحمر هو ما أريد يقرأ جيداً ليفهم.
يقول -رحمه الله- في كتابه مدراج السالكين:" وفي هذا المقام غلط طائفتان من الناس :
طائفة ظنت أن القدر السابق يجعل الدعاء عديم الفائدة .
قالوا : فإن المطلوب إن كان قد قدر ، فلا بد من وصوله ، دعا العبد أو لم يدع وإن لم يكن قد قدر ، فلا سبيل إلى حصوله ، دعا أو لم يدع .
ولما رأوا الكتاب والسنة والآثار قد تظاهرت بالدعاء وفضله ، والحث عليه وطلبه ، قالوا : هو عبودية محضة . لا تأثير له في المطلوب ألبتة . وإنما تعبدنا به الله . وله أن يتعبد عباده بما شاء كيف شاء .
والطائفة الثانية : ظنت أن بنفس الدعاء والطلب ينال المطلوب ، وأنه موجب لحصوله ، حتى كأنه سبب مستقل . وربما انضاف إلى ذلك شهودهم : أن هذا السبب منهم وبهم ، وأنهم هم الذين فعلوه ، وأن نفوسهم هي التي فعلته وأحدثته ،وإن علموا أن الله خالق أفعال العباد وحركاتهم وسكناتهم وإراداتهم ، فربما غاب عنهم شهود كون ذلك بالله ومن الله ، لا بهم ولا منهم . وأنه هو الذي حركهم للدعاء . وقذفه في قلب العبد . وأجراه على لسانه .
فهاتان الطائفتان غالطتان أقبح غلط . وهما محجوبتان عن الله .
فالأولى : محجوبة عن رؤية حكمته في الأسباب ونصبها لإقامة العبودية ، وتعلق الشرع والقدر بها . فحجابها كثيف عن معرفة حكمة الله سبحانه وتعالى في شرعه وأمره وقدره .
والثانية : محجوبة عن رؤية مننه وفضله ، وتفرده بالربوبية والتدبير . وأنه ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن . وأنه لا حول للعبد ولا قوة له - بل ولا للعالم أجمع - إلا به سبحانه . وأنه لا تتحرك ذرة إلا بإذنه ومشيئته .
وقول الطائفة الأولى : إن المطلوب إن قدر لا بد من حصوله ، وإنه إن لم يقدر فلا مطمع في حصوله .
[ ص: 105 ] جوابه ، أن يقال : بقي قسم ثالث ، لم تذكروه . وهو أنه قدر بسببه . فإن وجد سببه وجد ما رتب عليه . وإن لم يوجد سببه لم يوجد .
ومن أسباب المطلوب : الدعاء والطلب اللذين إذا وجدا وجد ما رتب عليهما . كما أن من أسباب الولد : الجماع . ومن أسباب الزرع : البذر . ونحو ذلك . وهذا القسم الثالث هو الحق .
ويقال للطائفة الثانية : لا موجب إلا مشيئة الله تعالى . وليس هاهنا سبب مستقل غيرها . فهو الذي جعل السبب سببا . وهو الذي رتب على السبب حصول المسبب . ولو شاء لأوجده بغير ذلك السبب . وإذا شاء منع سببية السبب ، وقطع عنه اقتضاء أثره . وإذا شاء أقام له مانعا يمنعه عن اقتضاء أثره ، مع بقاء قوته فيه . وإذا شاء رتب عليه ضد مقتضاه وموجبه .
فالأسباب طوع مشيئته سبحانه وقدرته ، وتحت تصرفه وتدبيره . يقلبها كيف شاء . فهذا أحد المعنيين في كلامه .