ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   زوجي تغير بعد وفاة أخويه (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=292240)

ابوالوليد المسلم 22-05-2023 08:54 PM

زوجي تغير بعد وفاة أخويه
 
زوجي تغير بعد وفاة أخويه
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:

الملخص:
امرأة متزوجة من رجل توفي أخواه، فحزِن عليهما حزنًا شديدًا، وبدأ يُهمل زوجته، وتسأل عن حلٍّ.

التفاصيل:
أنا فتاة كنت نصرانية، وقد دخلت الإسلام، وتزوجت من شاب مسلم وكنت سعيدة معه، ثم حدث أنه فَقَدَ أخاه الأكبر في حادث سير، ثم بعده فَقَدَ أخاه الأصغر غرقًا، ما ولَّد في قلبه حزنًا داميًا، ولا سيما أنه كان يحبهما كثيرًا، وكلما حاولت التخفيف عنه، فإنه يردني ويطلب مني الخروج من الغرفة، وفي كل ليلة يجلس ويبكي عليهما؛ مما أدى إلى إهماله لي وعدم مراعاته لاحتياجاتي، أنا لا أفكر في الطلاق مطلقًا؛ فلن أجد مثله، لكن تعِبتُ من تلك الحال، فقد مضى على فراق أخويه تسعة أشهر ولا يزال مكتويًا بنار فقدهما؛ مما أثر عليَّ بشكل كبير، فلم يعد يعبأ بي وكأنه يعاقبني، أرجو توجيهكم وجزاكم الله خيرًا.





الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فيبدو أن زوجكِ أصيب بصدمة شديدة أدَّت به إلى شيء من الاكتئاب، والدليل أنه من تاريخ الحادثة قبل تسعة أشهر، وهو على حاله من الحزن والبكاء والإعراض عن الحقوق الزوجية، ولكن السؤال: ما الحل؟

الحل بإذن الله في الآتي:
أولًا: عليكِ بأعظم وأقوى سبب؛ وهو: كثرة الدعاء له؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

ثانيًا: أكثري من الاستغفار، وليُكثِرْ هو أيضًا منه؛ فهو علاج عظيم للمصائب؛ قال سبحانه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12].

ثالثًا: أكثروا من الاسترجاع؛ فأنتما مصابان: هو مصاب بالصدمة والجزع والسخط والاكتئاب وضعف الصبر، وأنتِ مصابة بالإهمال ونقص الود وضَعف الإعفاف؛ قال سبحانه: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

فأكثروا من قول: ((إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرنا في مصيبتنا، وأخلِفْ لنا خيرًا منها))؛ فقد قالتها أم سلمة رضي الله عنها بعد موت زوجها، فأخلف الله لها خيرًا منه، من هو؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوَّجها.

رابعًا: يبدو أن زوجكِ يحتاج للعلاج عند طبيب نفسي؛ فالتمسوا له طبيبًا نفسيًّا حاذقًا.

خامسًا: اقرؤوا عليه آيات الرقية الشرعية، خاصة الفاتحة، وآية الكرسي، وآخر سورة البقرة، وآيات السكينة.

سادسًا: يُذكَّر بفضيلة الصبر على القضاء والقدر.

سابعًا: أنتِ الآن مبتلاة وممتحَنة؛ أتصبرين على هذا الابتلاء أم تجزعين وتنكصين على أعقابكِ؟ والأخطر أن يكون هذا النكوص إلى ملة الكفر، فاثبُتي واسألي ربكِ بإلحاح أن يثبتكِ وأن يقويَ عزيمتكِ؛ فإن الانتقال من الكفر إلى الإسلام نعمة عظيمة لا تُقدَّر بأي ثمن، كيف وقد أنقذكِ الله بالإسلام من النار؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].

حفِظ الله عليكِ دينكِ وثباتكِ، وجمع لزوجكِ بين الأجر والعافية، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.







الساعة الآن : 06:54 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.11 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.14%)]