ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القصة والعبرة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=32)
-   -   الخريطه التي لم تكتمل (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=1929)

almsri_2 18-01-2006 03:58 PM

الخريطه التي لم تكتمل
 
الخريطة التي لم تكتمل
08/12/2005
أحمد عثمان – 16 عاما- فلسطين
http://www.islam-online.net/Arabic/m...ages/pic02.jpg
دوى صوت رهيب سقط سقوط الصاعقة على أسماع فتى صغير لم تترك الأيام آثارها على جسده الغض الذي لم يتجاوز ربيعه التاسع، فلم يستطع تمالك نفسه فجعل يبكي ويصرخ بأعلى صوته... لكن صوته كان يتبخر تحت دوي الانفجارات المتتالية التي كانت تستهدف بيوتا من الحي المجاور. استمر هذا الحال بضع سويعات لم يستطع عامر حسابها من شدة الخوف الذي تملك روحه وشل جسده، فوجئ عامر بوالده يشده خارج غرفته خوفا من الآليات الإسرائيلية التي كان صوتها يزلزل الحي من شدته فرفض عامر مغادرة غرفته التي عاش الحلو والمر بين ثناياها وخط ذكرياته على كل شبر من جدرانها... ولكن هيهات فها هو ينظر إليها النظرة الأخيرة كمن ينظر إلى المقاتل المتجه صوب ساحة الوغى وهو يعلم أن عينيه لن تبصر نوره مرة أخرى كانت عيونه ما تزال تطلق سيولا من الدموع المنهمرة بغزارة على وجنتيه الملتهبتين علها تطفئها لكن حرقة الألم أصعب من أن تُطفئ بالدموع.

بعد ثوان معدودات وجد عامر نفسه في الشارع المخيف الذي أسدل الليل عليه خيوطه فأصبح كالشبح الأسود الذي يريد الانقضاض على كل من يطأه بأقدامه، فسرت رعشة الخوف في عروق عامر كانقضاض الطيور الجارحة على فريستها.

بقي عامر هكذا وهو يراقب منزله الذي بدأ بالتهاوي جراء ضربات الآليات العسكرية التي خُيل إليه أنها وحش مدمر جائع يريد التهام منزله الخائف الذي بدأ يرتجف عند ملامسة فمها العملاق له... وما إن ابتعد هذا الوحش حتى خلف المنزل ركاما متناثرا هنا وهناك. انطلق عامر في هذه اللحظة ليبحث عن ذكرياته الجميلة التي اندثرت تحت الأنقاض وبكاؤه يملأ الأرجاء. بعد عدة ساعات من البحث المتواصل توقف عامر فجأة وقد تغير لونه وبرقت عيناه ولمعت بفرحة حبسها خلف قضبان الألم والحسرة ولم يستطع الإفراج عنها... نعم هذه كانت حال عامر عندما وجد هدية والده الغالية التي سبق وأن أهداه إياها بمناسبة نجاحه في العام الماضي... وهي عبارة عن قلم كان له مكانة خاصة في قلب عامر فسُر لوجوده بين أضلاعه التي ضمته كما تضم الأم ابنها الأسير بعد الإفراج عنه، فتأمل عامر أن يجد شيئا آخر من ذكرياته الضائعة... ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل.

حمل عامر قلمه ومشى محاولا تذكر آخر مرة استعمله فيها، فتذكر خريطة فلسطين التي رسمها به حينما أهداه إياه والده... وتذكر أن تلك الخريطة لم تكتمل لكنه لم يتذكر السبب. قرر عامر إنهاء ما بدأ به قبل سنة... لذلك بدأ يزاحم الشعارات الوطنية التي زخرت بها جدران الحي وبدأ برسم خريطته التي ما إن أكمل خطوطها الرئيسية حتى انطلقت رصاصة حاقدة من بندقية جندي إسرائيليٍ، استمرت هذه الرصاصة باختراق جسده الغض حتى اصطدمت بقلبه القوي الزاخر بالإصرار والعزيمة فاستقرت به لتقضي على هذه العزيمة الصلبة وتقضي على الأحلام البريئة التي ارتسمت على مُحيّا عامر المبتسم لرؤيته خطوط فلسطين قد رسمت.

بدأ الحبر يسيل عن هذه الخطوط كأن الخريطة تبكي رسامها الفنان... الشاب الفلسطيني الشجاع الذي سقط تحت خريطته التي لم تكتمل.


الموضوع منقول وموجود مع اسم صاحبه الاصلي

عاشقة فلسطين 18-01-2006 04:13 PM

جزاك الله خيرا

almsri_2 18-01-2006 05:34 PM

وجزاكم كذلك خير

فتاة الاسلام 18-01-2006 05:51 PM

بارك الله فيك وجزاك خيراا

سها 18-01-2006 05:57 PM

لا حول ولا قوة الا بالله
جزاك الله كل خير

نورا* 18-01-2006 08:03 PM

***بارك الله فيك وجوزيت خيرا***

الأفق 18-01-2006 11:27 PM

جزاك الله خير اخي الكريم على هذا النقل الموفق

http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/053.gif

محترف 19-01-2006 06:11 AM

1 مرفق
بسم الله الرحمن الرحيم


جزاك الله كل خير اخي الحبيب بارك الله فيك

تحياتي ...........

almsri_2 19-01-2006 03:25 PM

اخي محترف طلبت انشوده وما لبيت طلبي ممكن تعيد المحاوله انشودة اماه لعماد رامي


الساعة الآن : 01:26 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.72 كيلو بايت... تم توفير 0.38 كيلو بايت...بمعدل (3.78%)]