ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القصة والعبرة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=32)
-   -   ليست كأي قصة ... قصة مصحف أسامة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=15260)

نور الأمل 12-10-2006 06:57 PM

ليست كأي قصة ... قصة مصحف أسامة
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


> >>>اللهم ارزقني قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنه
> >>>
> >>>
> >>>قرأت هذه القصة في منتديات لُـقا وأحببت أن تشاركوني بقراءتها
> >>>
> >>>وهي قصة مؤثرة جدا
> >>>
> >>>مصحف أسامة
> >>>
> >>>أفقتُ من قيلولتي ذاتَ يومٍ قبلَ أذان العصرِ ، فلم أجدْ أسامة ...
> >>>
> >>>
> >>>
> >>>سألتُ عنه فأجابتني أمهُ وعلى وجهها ابتسامةٌ مشرقةٌ :
> >>>ـ لقد ذهبَ إلى المسجد
> >>>
> >>>ولكنّ الوقتَ ما زالَ مبكراً .
> >>>لقد اصبحَ ينافسكَ ، بل إنه يسبقك
> >>>
> >>>هذا يسعدني والله
> >>>
> >>>وأضافتْ وعلى شفتيها ابتسامةٌ عذبةٌ :
> >>>
> >>>ـ لقدْ لاحظتُ إنه حريصٌ على اصطحابِ مصحفه الصغيرِ ، والقراءة فيه
> >>>كثيراً ، وأحسبهُ يحتضنهُ في حنو
> >>>
> >>>وهو في رحاب المسجد الآن
> >>>
> >>>ابتسمتُ وأنا أشعرُ أن الدنيا لا تسع فرحتي بولدي المؤمن الصغير
> >>>
> >>>فلا أقل من أنْ ألحق به ووثبتُ إلى الوضوءِ ،
> >>>
> >>>بعدَ أسبوعين تقريباً ..
> >>>اقتربتْ أمُ أسامةَ مني وقالتْ بهمسٍ :
> >>>
> >>>ـ أبا أسامة .. ألم تلاحظْ ما اعترى تصرفات أسامة هذه الأيام ؟
> >>>ـ ماذا تعنين ؟
> >>>
> >>>ـ لستُ أدري يقيناً ، لكني أتساءلُ : ما سر تشبثه بمصحفه كل هذا
> >>>التشبث ,
> >>>
> >>>لقد طلبته البارحةَ منه فجاءني بمصحفِ أخته .. ولم يناولني مصحفه
> >>>
> >>>لاحظتُ أنه يحرصُ على أن يخفيه ، وهذا اليوم لاحظتُ أنه لم يحمله معه
> >>>، بل وأخذ مصحفاً آخر
> >>>
> >>>كنتُ أصغي إلى أم
> >>>أسامة ملياً ، فهي أكثر ملاحظة مني ...
> >>>وأحسستُ بالقلق ، وغرقتُ في تفكيرٍ عميقٍ ، قطعهُ صوتُ أسامة وهو يدخل
> >>>مسلماً .
> >>>رددت السلامَ وأنا أظهرُ له البشرَ ، وتفرستُ في وجهه ، وأنا أتذكر
> >>>كلمات أمه ، فأثار انتباهي شيءٌ من الاحمرار في عينيه ...
> >>>لعله اشتبك مع أحد أولاد الجيران الأشقياء
> >>>
> >>>ولكن ليس من عادته أن يتشاجرَ مع أحد .. ولا يدع مجالا لأحد أن يعتدي
> >>>عليه ..بل هو سمح سهل يتجاوز ويعفو حتى عمن ظلمه
> >>>
> >>>كثيرا ما سمعته يقول عن من ظلمه:
> >>>الله يسامحه .. أنا أريد أجري من الله ..أنا أغفر له حتى الله يغفر لي
> >>>
> >>>ولهذا ازداد قلقي وسألت اللهَ ألا يخيب أملي في ولدي ..
> >>>دعوته ليجلسَ بقربي ، وقبلته وأخذت أداعبهُ ..
> >>>صرتُ أراقبه في المسجد .. في البيت .. في الطريق ..
> >>>بل وأخذتُ أسأل عنه في المدرسة .. كل شيء على ما يُرام .. لا شيء
> >>>أنكره عليه ..
> >>>عدت من المسجد ذات يوم فسألتني أمه بلهفة :
> >>>ـ هيييه .. ماذا وراءك ، طمئني ؟
> >>>
> >>>لا شيء .. لقد قرأ القرآنَ كعادته بعد الصلاة
> >>>مع أترابه ، وأثنى إمام
> >>>المسجد على
> >>>قراءته المجودة المرتلة .. ولمحتُ شفتيه عن بعد تتمتمان
> >>>وأدركت أنه يستغفر الله .. كدأبه كلما سمع ثناءً عليه أو مدحاً له
> >>>
> >>>وسألتُ عنه في المدرسة فوجدتُ الكل يثني عليه ، بل أكثر مدرسيه يقولون
> >>>ليت طلاب المدرسة في أخلاق أسامة ..إذن لكنا بخير ..
> >>>تنهدت أمه بحرقة وهي تقول :
> >>>
> >>>ـ وآلهفتى عليك يا ولدي .. ترى ماذا تخفي ؟
> >>>هل لا زلتِ تلاحظين عليه تلك الملاحظات ؟
> >>>نعم .. له مع مصحفهِ قصة ولابد .. أصبح يحذر مني أن أمدَ يدي إلى
> >>>جيبه لأخذ المصحف .. وما كانت هذه عادته ..
> >>>سبحان الله ...
> >>>وعزمتُ على كشف هذا السر ..
> >>>أثناء ذهابِ أسامة إلى المدرسةِ ، قررتُ أن أفتشَ حجرته .. لأني كنتُ
> >>>أعلمُ أنه لا يحملُ مصحفَه الصغيرَ إلى المدرسة ..
> >>>بسهولةٍ وصلتُ إلى المصحفِ ، فقد كان يضعه في درجِ مكتبه قربَ سرير
> >>>نومه .. كان من
> >>>عادته أن ينظرَ في المصحف قبل أن ينامَ ..
> >>>سألته عن ذلك يوماً فقال : حتى يكون آخر ما رأيت بعيني كلام الله ..
> >>>ثم يقول وعيناه تلمعان : ويمكن
> >>>أشوف رؤيا مفرحة ..
> >>>أخذتُ أقلبُ أوراق المصحفَ بين يدي .. فهالني ما رأيتُ ..!!
> >>>ـ يا إلهي .. ما هذا ؟؟!
> >>>لقد وجدتُ بعضَ صفحاته قد ثُقِبَ أو كادَ ، وصار الورق في حال يُرثى
> >>>له ..!!
> >>>وأحسستُ بنيران الغضب تشتعلُ بين
> >>>جنبيّ ..وفار دمي بشكل غير عادي ..
> >>>أسامة يفعل هذا ؟؟! أسامة النقي الذي أصحو في جوف الليل
> >>>البهيم على صوت بكائه فأذهب لأجده صاكاً بيديه وجهه وهو ينتحب فاسأله
> >>>عما به ، فيجيب
> >>>ـ لا شيء ، لا شيء يا أبي .. تذكرتُ النار فخشيتُ أن تمسني !
> >>>فأقبّل رأسه الصغير ، وأضمه إلى صدري ، وأدعو له ، ثم أطمئنه ،
> >>>و أعود إلى فراشي ، وأنا اسأل الله أن يذيق قلبي حلاوة التقوى والخشية
> >>>التي ذاقها ولدي ..
> >>>أيعقل أن أسامة لا يحفظ حرمةَ كتاب الله ، وهو خير تالٍ له ؟!
> >>>سبحانك يا مقلب القلوب ..اللهم رحمتك نرجو ..اللهم لا تخيب ظني بولدي ..
> >>>اللهم لطفك ..
> >>>
> >>>حملتُ المصحفَ معي ، ووضعته في جيبي ..
> >>>وعندما عاد أسامة من مدرسته واجهته بمصحفه الصغير ..وكنت أحاول أن
> >>>أتماسك فلا يظهر غضبي ..تراجع إلى الوراء خطوة ، وقد أحمر وجهه ، ومباشرة
> >>>دمعت عيناه ،
> >>>وتلعثم.. ومما زاد في غليان غضبي أنه
> >>>
> >>>لم يجب.. فصحتُ مهدداً :
> >>>ـ أسامة .. هل لي أن أعرف ما هذا الذي أراه في مصحفك ؟!
> >>>ومن بين شهقاته وعبراته
> >>>جاء صوته المتهدج إنها دموعي يا أبي ..دموعي
> >>>يا أبي ..وأجهش بالبكاء .. فوثبت إليه أحتضنه بقوة ودموعي تسبقني.
> >>>
> >>>من قلبي تمنيت أن أكون هكذا
> >>>
> >>>كما أتمنى أن تكونوا كذلك من كل قلبي
> >>>
> >>>أرسلوها لكل من تعرفونه لعلها تكون سببا بعد الله في هداية
> >>>
> >>>وجزآكم الله كل خير



منقول من البريد


الساعة الآن : 07:07 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 9.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.74 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.95%)]