|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم
نظر إليّ ببقايا عينين غائرتين ، كأنما فرتا من رؤية الحياة، و قال: هل تظن أن اسمي الحقيقي نقّوز؟؟!! قلت: إذن ما اسمك؟ قال: عبد الباري الفخاري، قلت: سبحان الله، ولماذا سمّوك (نقوزاً)؟! قال: لقد أصابني داء النقزة يا ولدي عندما ذبحوا ولدي امام عيني عام 1956م!! وكانت مكافأة الجهلة من الناس على هذه المصيبة أن أطلقوا عليّ هذا الاسم المكروه، قلت: حقك على رأسي، وعلى رأس كل من لم يفهم قدرك من الناس، قال: ولكن زعلي منك أكبر، قلت: هذا طرفي للحق، قال: سمعت الأولاد يقرأون كلامك في الجريدة، الذي تتمسخر فيه على الزير وتفضل عليه مزيرة الجامع المبنية من الحجارة، قلت: لم أقصد إهانة الفخار، قال: لقد أهنته عندما فضلت عليه هذا الشيء الذي تسمونه وزيراً. نظرت في العيون التي جالت في تفاصيل الوطن ما يقارب التسعين عاماً، وفي قمبازه الذي ما زال متشبثا بجسده النحيل، في محاولة لمواجهة رياح العولمة، وفي أصابعه المرتجفة التي أبدعت آلاف الأواني الفخارية الجميلة، وفي قدميه اللتين أصابهما جفاف العمر، وحاربتهما وعورة الدروب، وقلت: ليس كل ما تدوّر يا سيدي زيرا ولا كل ما تبعجر وزيراً، وأعوذ بالله أن أكون من الجاحدين فانا اعلم يا جد ،ان الاصيل يظل اصيلا ،وان الوافد مهما تجمّل يظل على القلب ثقيلا. قال :زعلي منك لان املي فيك ،كيف ياكلني الناس لحما ويرمونني عظما ،وتكثر سكاكيني ،وانا الذي افنيت عمري كله في خدمة الناس ؟! لقد دخلت بأباريقي وجراري كل بيت وكل جامع وكل زقاق وكل شارع !! لقد ذبت عشقا في كل آنية صنعتها ،دار قلبي حيث تدور ،وتابعت عيوني الدوران ،ولامست يداي العلو والهبوط وانسياب الطين ،وعزفت قدمي لحن الدولاب مثلما تعزف قدم الام لحن السرير وهي تهز طفلها بحنان !! كنت يا ولدي أود ان ترى عيوني وهي تودع الاواني ،واناملي وهي تحسس ملمسها قبل بيعها ،لقد كنت اودع ولدا من اولادي مع كل آنية ابيعها !! قلت وقد شد الكلام وتر القلب :الى هذا الحد تعشق الفخار يا حاج ؟! وتكره الوزراء !! قال :ابدا ،فلقد احببت الوزراء في روايات الراوي التى كان يرويها في مجلس جدي ايام البلاد ،كان الوزير ايامها وزيرا حقيقيا ،كانت له هيبة الحكام ونخوة الرجال وهمة الابطال ،ثم دارت السنون لنرحل ونذل ،ويصنع لنا الاعداء اباريق من بلاستيك !! ووزراء من ورق !!ثم تاتي فتقول للناس ان الوزير اليوم افضل من زير الفخار اتفضل الورق على الفخار ؟على تراب الارض الذي جبل بدم اولادنا الشهداء ؟! لم تسمع المثل الذي يقول (من طين بلادك ليسّ خدادك )؟! قلت :لم يخطر ببالي ما خطر ببالك يا سيدي الحاج عبد .قال :ها انت ترى عشرات الوزارات وعشرات البدل والربطات ،ولا تجد من بينها من يسقيك شربة ماء كنت تشربها من اباريقي !! قلت :كل في قطينه يقطن ،ولكل منهم شأن يغنيه قال :بل شئون ،شئون الاسرى ولا يخرج حفيدي من السجن ليكون سندا لي ولهذه العجوز .قلت :اذا خرجوا من السجن فلن تكون هناك وزارة يا حاج اتريد ان تقطع رزق الناس ؟قال :وشئون المرأة ،وهاهي الحاجة تموت امام عيني ولا استطيع تدبير امر علاجها .قلت :تلك شئون المرأة الجديدة يا حاج ،وعجوزك لا ينطبق عليها قانون النساء بالمفهوم الجديد .قال :والشئون الاجتماعية ،والشئون المدنية ،وشئون المفاوضات و ...قلت :ولله في خلقه شئون ،ولكن ما شأنك انت وهذه الشئون يا حاج عبد ؟قال :ماذا يفعلون ؟قلت :ينتظرون قال :ماذا ينتظرون ؟قلت :نتائج مؤتمر شرم الشيخ ودعم المئتمرين .قال :مت يا حمار حتى يأتيك العليق .ثم تنهد الحاج ،ونقز نقزة ،ارتعدت لها اضلاعه ،وتشبت بتراب الارض وهو يقول: لله في خلقه شئون . انتهى________________________________________ ملاحظة هامة جدا : القصة باللهجة الغزاوية للدكتور صلاح البردويل |
#2
|
||||
|
||||
![]() ملاحظة هامة جدا : القصة باللهجة الغزاوية
يمكن لكن حديث الدم الواحد لا يعرف لهجات ربنا يفك اسر كل اسرى المسلمين ويرجع العز والمجد لاراضينا العربية جزاك الله كل خير |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |