|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا تنتظر الشكر من أحد د. حجازي عبدالمنعم سليمان لو أنك أنقذْتَ حياة رجلٍ، أتُراك تنتظرُ منه الشُّكر؟! لا يميل البشر إلى شكر غيرِهم؛ لما جُبلوا عليه من نُكران وجُحود، وقد صوَّر اللهُ عز وجل جُحود الإنسان بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾ [العاديات: 6]؛ أي: إن الإنسان كفورٌ بنِعَم ربِّه عليه، والأرضُ الكَنود هي التي لا تُنبتُ شيئًا، وعليه فإن الجُحودَ ونكرانَ المعروف طبيعةٌ إنسانية في بني البشر، وقد أشار الغزالي إلى أن الجُحود ينمو على وجه الأرض كالأعشاب الفِطرية التي تخرُج دون أن يتعهَّدَها أحدُهم بالزِّراعة والرِّعاية، بينما الشُّكر كالزَّهرةالتي لا يُنبتها سوى الريِّ وحسن التعهد والرعاية. ولأجل ذلك دعا "ديل كارنيجي" إلى ضرورة تَقَبُّل الطبيعةِ الإنسانية على علاتها؛ لأنها لن تبرح ما جُبلت عليه، والأرجح أنها لن تتغيرَ، أو تتخلص من جُحودها. وقد أنقذ "صمويل لايبيتز" المحامي الأمريكي والقاضي المشهور حياة 788 رجلًا من الإعدام بالكُرسي الكهربائي... فكم منهم تقدَّم إليه شاكرًا؟ يجيب ديل كارنيجي على نفسه: لا أحد،والسيد المسيح عليه السلام شفى عشرة من المفلوجين في يوم واحد، فكم منهم سعى إلى شكره عليه السلام؟ واحد فقط، بينما انصرف الباقون دون أن ينبِسوا بكلمة واحدة شكرًا. إنه لأمر طبيعيٌّ أن ينسى الناسُ تقديم واجبِ الشُّكر لغيرهم؛ ولذا فإنِ انتظرنا منهم أداء ذاك الواجبِ، فإننا خُلقاء بأن نجرَّ على أنفسنا متاعبَ هي في غِنى عنها؛إن النفس السَّوية هي التي تشكر اللهَ حتى تتمكَّن من شكر الناس؛ لأن أشكرَ الناسِ لله تبارك وتعالى أشكرُهم للناس، ولا يشكر اللهَ من لا يشكر الناسَ، وقيل: من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناسَ لم يشكر الله. واعلم أنه سيمرُّ بك مواقفُ كثيرة قدَّمت فيها المعروفَ لأُناسٍ كُثُر، وعليك أن تتوقع أن لا يشكروك على صنيعك؛ ولذا فإن عليك أن تبتغي بكلِّ صنيع فعلتَه وجهَ الله عز وجل؛ لتؤجَرَ عليه في الآخرة، ولا يضايقنك انقطاعُ علاقةِ أحدِهم بك حينما تنتهي مصلحته التي وصَلَته بك ابتداءً، وقل: الحمد لله الذي أعانني على قضاء حوائج خَلقِه، وكفى.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |