ما لا تعرفه عن الرئيس الشهيد صدام حسين(2)رحمه الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 967 - عددالزوار : 122101 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم
التسجيل التعليمـــات التقويم

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-03-2007, 08:57 PM
الصورة الرمزية رائد الصعوب
رائد الصعوب رائد الصعوب غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: jordan
الجنس :
المشاركات: 1,958
الدولة : Jordan
64 64 ما لا تعرفه عن الرئيس الشهيد صدام حسين(2)رحمه الله


تستمر دورية العراق في محاورة الرجل الذي عرف الرئيس الشهيد صدام حسين منذ عام 1974 ، واقترب منه كثيرا بحكم عمله في السنوات العشر الاخيرة .

قلت لمحدثي: - في الجزء الاول ذكرت أن أشد ماكان يحزنه خيانة المباديء والامانة المالية، هل يمكنك ان تروي لي واقعة علقت بذاكرتك في هذا المضمون ؟

- واقعة الوزير- ولا داعي لذكر الاسماء - الذي اختلس وأدين وحكم عليه بالسجن لمدة عشرين سنة . ثم بعد فترة حدث ان اجتمع الرئيس الشهيد بعدد من القضاة لبحث احوالهم . واثناء الاجتماع تطرق الحديث الى الوزير والحكم الذي صدر بحقه ، وسأل الشهيد القاضي الذي اصدر الحكم لماذا لم يغلظ العقوبة ، حيث ان اختلاس وزير مسؤول جناية كبرى وليس مثل اختلاس موظف صغير . فقال القاضي : ولكن هذه كانت العقوبة القصوى في القانون لهذه الجريمة. وهنا علق الرئيس قائلا :" اذن العيب فينا .. في قوانيننا "

وحادثة اخرى تذكرتها الان . اتهم رئيس جنايات احدى المحافظات بتقبل الرشوة وان اثنين من العاملين في مكتبه : امرأة وزوجها كانا يقبضان الرشوة عنه من اصحاب القضايا والمحامين . وقد قبض على الثلاثة وحوكموا وسجنوا . كان الحكم الصادر بحق رئيس الجنايات خمس سنوات . وبعد ان خرج من السجن طلب هو والاثنان الاخران (المرأة وزوجها) مقابلة الرئيس للتظلم من ان الحكم كان تعسفيا وان المحققين لم يقدموا دليلا ماديا يبرر الحكم . وقد استدعاهم الرئيس الى مكتبه ومعهم القاضي الذي حكم والمحقق العدلي الذي حقق في الجريمة واحالهم الى القضاء .

روى رئيس الجنايات (السابق) حكايته وان الامر لا يعدو وشاية وانه حكم بدون دليل . وطلب اعادته الى وظيفته .

وحين سأل الرئيس المرأة وزوجها عن تهمتهما بقبض الرشوة ، قالت المرأة بجرأة :
- انتزعوا اعترافا بالقوة ، وانها وزوجها مظلومان .

والتفت الرئيس الى القاضي وسأله كيف اصدر حكما بدون دليل ؟ فاجاب ان القانون يبيح للقاضي ان يصدر حكمه حسب قناعته حتى اذا لم يكن هناك دليل ، وان القضية التي قدمها المحقق كانت قوية ومقنعة .

وهنا سأل الرئيس المحقق عن ادلة اتهامه ؟ وهنا تكلم المحقق الشاب وقال انه يتواجد في حضرة القائد لأول مرة ولا يعرف التصرف الصحيح ولهذا يرجو الاستئذان مقدما اذا كان في حديثه مالايليق .

بدت المفاجأة على وجه الرئيس ولكنه طلب منه ان يتحدث كما يريد . قال المحقق انه وفريقه راقبوا دائرة رئيس الجنايات والعاملين معه بعد ان وصلتهم اخبارية عن قبولهم الرشاوي . وفي حالة محددة عرفوا ان المرأة استلمت مبلغا معينا في ظرف يخص قضية سوف يصدر بها الحكم في اليوم التالي ، وبعد مغادرة رئيس الجنايات مكتبه متوجها الى بيته بقليل غادرت المرأة وزوجها في سيارة وهما لا يعرفان انهما تحت المراقبة. توجها الى بيت القاضي ونزلت المرأة وطرقت الباب . ظهر ابن القاضي وحين طلبت ان ترى اباه قال لها انه يرتاح وقد عاد لتوه من العمل ولا سبيل الى لقائه ، فقالت له : فقط قل له ان فلانة تريده في مسألة مهمة.

ما أن دخل الابن الى البيت لإخبار ابيه حتى ظهر الرجل مسرعا وهو بملابسه الداخلية واستلم منها المظروف ، وهنا كبست عليهما الشرطة . وقد ادعت المرأة عند التحقيق انها كانت ذاهبة لتسديد دين عليها للقاضي.

وبعد ان انهى المحقق الشاب روايته عند هذا الحد توجه بسؤاله للرئيس الشهيد " هل هناك في العالم يا سيدي ، رئيس استئناف يظهر مستعجلا بالفانيلة و(...) امام موظفة لديه على الباب ، اذا لم يكن قد شعر بالخوف وراحت به الظنون الى ان أمره انكشف وان الموظفة جاءته الى البيت لتعلمه ؟

قال الرئيس "معك حق " والتفت الى رئيس الجنايات الذي لم يجد ما يقوله وقال له انه لن يعيده الى الوظيفة ولكنه سوف يأمر بصرف معاشه ، اما المرأة وزوجها فقد طلبا العفو واعتذرا بأن احوال الحصار اضطرتهما الى هذا الفعل الشائن .

سألت محدثي " ولكنها كذبت على الرئيس في اول الامر !

- هذا ما قاله لها "كيف تكذبين على رئيس الجمهورية ؟" بكت المرأة واعتذرت مرة اخرى وقد أمر الرئيس بصرف مبلغ من المال لها ولزوجها .

- بعد كل هذا ؟

- ولكنها اعتذرت. اما المحقق العدلي الشاب فقد أراد الرئيس أن يأمر بترقيته الى قاض ولكن المحقق اوضح انه لم يتزوج حتى الان (في القانون العراقي يجب ان يكون القاضي متزوجا لئلا يتعرض الى أي اغراء يميل بموضوعيته) ، وحين سأله عن السبب اعتذر بضيق ذات اليد ، مع ان القضاة ايام الحصار كانوا يقبضون اعلى الرواتب (تحصينا لهم من التعرض للاغراءات المالية) . وهنا أمر الرئيس ان يكافأ بقيمة المهر و(النيشان : الهدية الذهبية للعروس ) ويهدى سيارة .

طلبت من الرجل الذي اقترب من الرئيس الشهيد صدام حسين في السنوات العشر الاخيرة ان يحدثنا عن علاقته بالكتب . أي نوع من الكتب كان يقرأ ؟

- في كل بيت كانت له مكتبة تحوي كتبا في التراث والتاريخ والفقه والادب . مرة طلب كتابا عن هندسة الحدائق من اجل تطوير حدائق بغداد ، وقد ارسلت لنا سفارتنا في تونس كتابا بلغة اجنبية لا اذكر اذا كانت الانجليزية او الفرنسية لمؤلف من المغرب العربي ، وقد ارسل الكتاب الى وزارة الزراعة للاستفادة منه . اذكر مرة انه طلب ماكتب عن الخليفة عثمان بن عفان معه او ضده، وكتبا عن الحجاج ايضا معه او ضده .

- أي الشعراء العرب كان يحب قراءته ؟

- المتنبي ، وكذلك السياب مع انه لم يكن يناصر الشعر الحر. ولكنه كان في كلامه يحب ان يستشهد دائما بالشعر البدوي . واليك هذه القصة : مرة جمع الشعراء وطلب منهم ان يسمعوه شعرا في الغزل والحب . ومن لايستطع يقول شعرا وصفيا .

وهنا قال له الشاعر كمال الحديثي وكان ضريرا "أنا لا استطيع ان ارى حتى أصف ، أما الحب فلم اعد أحب ."

وكنا نجلس على ركائز على بحيرة صناعية بشكل كمثرى ، وقد بدأ الرئيس صدام يصفها للشاعر الضرير ثم طلب قليلا من الخبز ورمى الخبز للسمك الذي تقافز حتى يلتقط الخبز . ووصف هذا ايضا للشاعر . وهكذا استطاع الشاعر ان يرتجل 8-10 ابيات في وصف المشهد الذي لم يره . وقد طلب الشهيد من الشاعر الشعبي عريان السيد خلف ان يقرأ احلى ما كتبه في الغزل ، وقد فعل.

كان يكرم الشعراء والادباء خاصة في اوقات الحصار وقد أحس بالضائقة المادية حين كان يسأل عنهم فيقال له ان حالهم مثل حال العراقيين في الحصار ولكنه كان يرى ان المبدع يجب الا ينشغل عن الابداع بهموم لقمة العيش، وقد طلب عمل لجنة لدراسة احوالهم وتحديد مكافآت شهرية لهم اضافية على رواتبهم .

سكت محدثي قليلا ثم قال : كان شديد الاحساس بمعاناة الشعب ، واضرب لك مثلا . حين قصفت محطات الكهرباء والمياه في عدوان 1991 ، كانت اول معاناة من هذا النوع يعيشها العراقيون، وقد سمع الرئيس ان السكان القريبين من الشط كانوا يغسلون اجسامهم في النهر او ينقلون المياه الى بيوتهم على ما في ذلك من مشقة والبعض الاخر كان يحفر آبارا في حديقته ولكن مياه هذه الابار كانت بطبيعة الحال غير نقية ، أقسم الشهيد على الا يغسل جسمه الا بعد أن تعود المياه الى بغداد ويستطيع اهلها الاستحمام . وقد حافظ على قسمه طوال 4 شهور استطاع العراقيون بعدها اصلاح المحطات .

لم يكن – رحمه الله – يرضى ان يتميز "صدام حسين " بشيء لا يحصل عليه المواطن العادي وكان أي حدث خاص يذكره بالعام . مثلا اصيبت شقيقة له بالسرطان وكان العلاج الكيمياوي كما هو معروف محظورا ايام الحصار، وقد انتكست حالتها ، وفي اجتماع كان يعقده شهريا مع العلماء ، قال لهم : لم اكن ادري ان حال شعبنا وصل الى هذا الحد . اختي اصيبت بالسرطان ولا نستطيع ان نحصل لها على العلاج وهذه اخت صدام حسين فما بال بقية الشعب ؟ وطلب منهم ان يصنعوا دواء للسرطان بأي طريقة رغم الحصار الاقتصادي الشامل . رد عليه اثنان من علماء شركة سامراء للادوية : سوف نفعل شيئا قبل الاجتماع القادم ان شاء الله . وكانت الشركة تؤمن احتياج العراق من الادوية المزمنة ولديها خطوط انتاجية لأدوية انواع كثيرة من الامراض .

وقبل الاجتماع التالي جاء علماء الشركة بدواء قالوا انه نموذج لما توصلوا اليه ولكنهم نصحوا بعدم نشر الخبر في وسائل الاعلام لأن المواد المستخدمة في تصنيعه محظورة. كان ذلك مابين عامي 1997 – 1998) .

- ماذا كان موقفه من المرأة ؟

- كان يحترم المرأة ويضفي عليها حمايته ويرعى مصالحها ، واعتقد ان هذا طبع متجذر بسبب نشأته في الريف يضاف اليها نضاله الحزبي وثقافته .

(جملة اعتراضية مني : من رواياته كان واضحا انه ينظر للمرأة نظرة يمتزج بها الموروث مع الرومانسية مع ايمانه بدورها ومكانتها في المجتمع العراقي وفي رواية "القلعة الحصينة" يستشهد بالتشريعات السومرية التي اكدت على دور المرأة.. )

استطرد محدثي : كان صاحب فكرة ان تدخل النساء الجيش ولكن بوظائف فنية يحتاجها الجيش مثل الطب والتمريض والشوؤن الادارية . وكان يقول "لن نحتاج المرأة للقتال الا اذا انقرض الرجال" وكانت من الاصلاحات التي ادخلها على قوانين الاحوال الشخصية ان الزوج لا يتزوج مرة اخرى الا بموافقة زوجته الاولى ومن اجل تلافي الطلاق التعسفي ، اصبح بحكم القانون بيت الزوجية للزوجة ، كما انها كانت فكرته – لتجنب الطلاق التعسفي ايضا - ان يقدر مؤخر الصداق بسعر الذهب ساعة ايقاع الطلاق.

- يبدو لي وكأنه كان يفكر في كل شيء او لنقل يتدخل لمعالجة أي نقص في قانون او مشكلة في أي مرفق من مرافق الدولة .

- هذا صحيح والامثلة لا تنتهي .. كما حدث في قانون المخطوطات ، فبموجبه تقرر ان تكون المخطوطات النادرة ملكا للدولة ، حدث هذا في السنوات الاخيرة قبل الاحتلال . كانت الدولة تصادر المخطوطات من صاحبها . وهكذا اختفت المخطوطات لم يعد احد يظهرها او يتحدث عن مخطوط لديه لئلا تستولي الدولة عليه . وحين سمع الرئيس بهذه المشكلة ، اقترح ان يشاع عند اهل المكتبات اننا نشتري بالسعر الذي يطلبه صاحب المخطوطة (مهما كان السعر) . وهكذا بدأت تظهر بعض المخطوطات واكثرها المصاحف القديمة وبدأت الدولة تشتري المخطوطات بالسعر الذي يقرره اصحابها . وقد جمعت عشرات المئات من كل نوع .. ولكن ليتنا لم نجمعها.لما تعرضت له بعد الاحتلال من النهب والحرق والاتلاف .

مثال آخر .. استدعى وزير الاوقاف والشؤون الدينية وقال له انه يلاحظ ان صلاة الجمعة تنقل الى التلفزيون من أماكن محددة ببغداد فلماذا لا تذهبون الى محافظات اخرى ؟ واوصاه اذا ذهبوا الى الجنوب ان يبدأوا بالمراكز المقدسة في النجف وكربلاء .

- اذا اردت ان تصفه فماذا تقول ؟

- كان شجاعا وكان شديد الاعتزاز بنفسه وعراقيته وعروبته . كانت الرحمة لديه فوق القانون . شديد الاحساس بالواجب وتحمل المسؤولية ، رابط الجأش ، يستطيع التحكم في مشاعره . كان مجاملا ودمثا لا يحب ان يحرج احدا .
-
- هل من مثال على شجاعته ورباطة جأشه غير ما شهدناه ؟

- في احدى المعارك الكبرى مع ايران واعتقد انه كان في العام 1986 ، حدث ان عبر الايرانيون دجلة من ناحية مدينة العمارة ، وكان هو في الجبهة . وخرج ليلا ليشحذ المقاتلين في الخطوط الامامية وليستطلع اعداد وسلاح العدو وقد اخذ معه الضباط الذين كانوا في تلك الجبهة ويعرفون المنطقة جيدا ، وفجأة وبينما هم سائرون تناهى الى اسماعهم حديث باللغة الايرانية . فهمس احد الضباط قائلا له :
- اصبحنا خلف خطوط العدو .
اجابه – ادري .
- وماذا نفعل الان ؟
- نفعل ما جئتنا من اجله ، انظروا و قدروا عدد القوات ونوع الاسلحة .

- هل تذكر مواقفا تدل على الاعتزاز بالنفس وبعراقيته ؟

- في السبعينات وقبلها وحتى قبل ان يتولى الحكم ، كانت السينما تعلن عن الافلام بلافتات وميكرفون على سيارة تتجول في الشوارع وبين الاحياء . وكان نفس الشيء يحدث حين تأتي هدايا من محسنين ايرانيين للعتبات المقدسة ، فمن يهدي شيئا مثل شباك او باب او سجادة او ثريا وغير ذلك يوضع على عربة وميكرفون يذيع :"الهدية الفلانية من المحسن الايراني فلان " . في بداية السبعينات كان في سيارة يمر في شارع الرشيد ببغداد فرأى عربة عليها (باب) والمذيع يعلن انها من محسن من ايران .

فقال "هؤلاء اجدادنا ونحن اولى بهم " ولكن لما لم يكن من الممكن منع المحسنين في اية دولة من تقديم الهدايا الى العتبات المقدسة اذا ارادوا ، فقد اكتفى بمنع الاعلان عنها بهذا الشكل .

قلت له : اتذكر في التسعينات واثناء الحصار ان تبرعات الغذاء من الدول العربية للشعب العراقي المحاصر قد منعت .

قال – نعم وسمح للدواء فقط . وكان ذلك اثر واقعة شهدها حيث جاءت شاحنة من الاردن تحمل ارغفة خبز ، وكان القائمون عليها يرمون بالخبز على الناس المحتشدين الذين يتلقفونه ويتصارعون عليه . فأثر المشهد في نفسه .

- لنتحدث عما كان يحبه او لايحبه . ما الذي كان يزعجه ؟-

- لم يكن يحب الجهر بالصوت او الضحك بصوت عال. ولايحب المزاح حيث يقول انه يؤدي الى قلة الاحترام وخسارة الاصدقاء . ولكني سمعته مرة يضحك باستياء من (القهوه جي ) الذي يقدم القهوة لضيوفه وكان رجلا فظا من الريف لم يستطع ان يشذب سلوكه رغم انه يعمل في بيت رئيس الجمهورية . مرة كنت عنده وجاء هذا الرجل يقدم لنا القهوة فسأله الرئيس متبسطا معه

- فلان شلونه وياك ؟

فأطلق الرجل صوته بشتيمة نابية في حق من يتحدثون عنه .

فضحك الرئيس باستياء وقال لي "شوف هذولة ربعي !"

- هل كان هناك طعام معين يحبه اكثر من غيره ؟

- السمك .. كنا احيانا نأكل السمك حتى في الافطار صباحا ، ولكنه بشكل عام كان لا يمتنع عن أي نوع من الطعام . ولكن كان دائما على مائدته وموائد ضيوفه أكلة من الريف اسمها (خميعة) . وهي لدسامتها تسند قلب الفلاح و تسد جوعه لساعات طويلة وهي عبارة عن زبد او دهن يسخن ويضاف اليه الحليب ويثرد به الخبز . كان هذا الطبق يوضع دائما الى جانب الاطباق الاخرى على موائد الضيوف ولكني لم ار احدا يأكل منها .

- هل كان يستمع الى الغناء ومن من المطربين كان يحب الاستماع اليه ؟

- أم كلثوم . واغاني التراث العراقي والمقامات.

- وهل كان يتفرج على الافلام ؟

- في التلفزيون كان يشاهد غالبا نشرات الاخبار فقط . لا اعتقد كان لديه الوقت لمشاهدة الافلام . ولكنه مرة طلب فيلم بودي جارد bodyguard وعرضه على رجال الحماية !

- قبل ان اختم حديثي في لقاء اليوم ، أريد ان اسألك سؤالا خاصا : لقد ذهل العالم بشجاعة ورباطة جأش الرئيس الشهيد في المشهد الاخير ، وأنت رافقته طويلا ، فهل كانت وقفته الاخيرة مفاجئة لك ؟

- لم استغرب لما اعرفه عنه ولكني لم اتوقع ان يكون المشهد بهذا الوضوح والقوة . أعرف انه مؤمن وكنت متوقعا ان ينطق الشهادتين ولكن ان يتفحص المشنقة كما كان يفعل في الشغلات الاعتيادية و(يسولف) يتبادل الحديث حولها . ثم هزة كتفيه كأنه يقول (شكو بيها )

- هل قال شكو بيها ؟

- ربما فمن عادته كما عرفناه ان يهز كتفيه حين يضطر على الموافقة على شيء لا يحبه ويقول (شكو بيها ) .. واذا لاحظت الفيلم جيدا ، فقد فعلها .. هز كتفيه بعد ان تفحص الحبل . لا أجد كلمة باللغة لوصف رباطة الجأش هذه .. وقف موقفا لا أحد منا يستطيع أن يقفه .

**

(وبعدها قال (يا الله) وهو يعتلي سلم المجد ، وفي روايته – رجال ومدينة- هذا المقطع) :

ولكني ادركت ان لا معين لي غير الله ... هكذا كان اهلنا يفعلون عند الانتخاء لمواجهة ما هو ثقيل من حمل او امور بعينها .. يقولون (يا الله) ويريدون في هذا ان يضمنوا ان يكون زخم السحب او الدفع او أي طاقة وقوة تحشد في اللحظة ضمن توقيتها الصحيح ليكون أثرها ايجابيا ..


وللحديث بقية
__________________
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ترجمة لحياة الشهيد 0000 سيد قطب رحمه الله بصوت أ 0 محمد قطب رويدة ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية 2 18-06-2006 08:52 PM
:: سيرة بطل في زمن الذل :: الشهيد / يعقوب الغامدي - رحمه الله - بالصووور الغريب الملتقى العام 4 03-12-2005 01:46 PM


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 183.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 182.22 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (0.95%)]