الصانع المتقن - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الشيخوخة وتأثيرها على عملية التعلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الدعـــاة وأزمـــة التفاهــم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          إلى الدعاة المخلصين…لا تنازعوا فتفشلوا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          استشراف المستقبل من المنظور الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3952 - عددالزوار : 391112 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4419 - عددالزوار : 856623 )           »          حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-05-2022, 05:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,978
الدولة : Egypt
افتراضي الصانع المتقن

الصانع المتقن
مدحت عبدالعظيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فالقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، ومن جمال لغة القرآن أن هناك فروقًا دقيقة بين الكلمات المتقاربة، ولكن لها أثرًا في المعنى؛ من ذلك كلمات مثل: فعل، عمل، صنع.

قال الراغب: "الفعل عام لما كان بإجادة أو غير إجادة، ولما كان بعلم أو غير علم، وقصد أو غير قصد، ولما كان من الإنسان والحيوان والجمادات، والعمل: كل فعل يكون بقصد، فهو أخص من الفعل، أما الصنع: إجادة الفعل؛ قال تعالى: ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: 88]، ﴿ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ ﴾ [هود: 38]، ﴿ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ ﴾ [هود: 37]، والاصطناع: المبالغة في إصلاح الشيء، وقوله: ﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾ [طه: 41]، ﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾ [طه: 39]))[1].

والصناعة كما تدل على الإتقان، فهي أيضًا تشير إلى الخفاء والسر؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ﴾ [طه: 69]، ﴿ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ ﴾ [الأعراف: 137]، ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30]، وفيها أيضًا معنى التركيب والإيجاد؛ قال تعالى: ﴿ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ ﴾ [هود: 38]، ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ﴾ [الأنبياء: 80]، مع قوله تعالى: ﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾ [طه: 39]، لنا معها وقفات، الصناعة هنا مذكورة في ثلاثة أشياء: اثنين ماديين، وواحد معنوي؛ قال تعالى في حق نوح: ﴿ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ ﴾ [هود: 38]، وفي حق داود: ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ﴾ [الأنبياء: 80]، وفي حق موسى: ﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾ [طه: 39]، ولعل هذه الثلاثة فيها من الخصائص ما يجعلها تحتاج من الإجادة والترتيب ما ليس في غيرها؛ فالدروع آلة للنجاة في الحرب، والسفينة آلة للنجاة من الطوفان وستجري في موج كالجبال، وموسى عليه السلام داعية سوف يواجه أعتى طاغية؛ لهذا صنع صناعة تربوية فائقة برعاية مباشرة من رب العالمين سبحانه.

أيضًا هذه الصناعات عند خروجها لميدان العمل لا تحتمل الخطأ ولا التجربة فالأمر جد خطر؛ لأن الخطأ في الدرع يعنى الموت، وفي السفينة يعني الغرق، وفي دعوة أهل الحق يعني علو الباطل، وهكذا ينبغي أن ينسحب معنى الإتقان إلى كل عمل يعمله المؤمن؛ لأن ربه أتقن كل شيء خلقه وأحسن كل شيء.

بل وأرشد الله نبيه داود إلى إتقان هذه الصنعة؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ﴾ [سبأ: 10، 11].

ونلاحظ هنا ملاحظتين:
الأولى: أن الله وصف الدروع بأنها صنعة لبوس، فمجرد وصفها بأنها صنعة يدل على الإتقان، علاوة على ذلك، فقد أرشد داود عليه السلام إلى نقاط فنية تزيد من الإتقان في هذه الصنعة فقال: ﴿ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ ﴾ [سبأ: 11]، والدرع السابغة؛ أي: الطويلة الساترة غير القصيرة، ﴿ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ﴾ [سبأ: 11]؛ أي: اجعل حلقاتها بقدر محدد لا هي بالواسعة تسمح بدخول السلاح في مسامها، فينال المحارب منها الأذى، ولا هي بالضيقة تعيق حركته، ولا هي بالدقيقة تضعف عن الحماية ولا بالغليظة المرهقة.

الثانية: أن الله تعالى قال في حق سليمان والجن: ﴿ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ ﴾ [سبأ: 12، 13].

"محاريب" أماكن العبادة، "وتماثيل" صور وكانت الصور جائزة في شريعتهم، "وجفان كالجواب" آنية للطعام مثل حياض الماء من ضخامتها، "وقدور راسيات" قدور جمع قدر وهي عظيمة ثابتة لا تتحرك من ضخامتها.

نلاحظ أنه تعالى قال في حق الجن "يعملون"، ولم يقل: يصنعون، مع أن هذه الأشياء قد بلغت من الضخامة والكبر مبلغًا، ولكن ليس فيها صنعة، فمن يعمل القدر الصغيرة يعمل الكبيرة غاية ما في الأمر أنه يحتاج إلى طاقة وإمكانيات أكبر، وهذا ما تتميز به الجن.

وعلى كل حال سواء كان ما يزاوله المسلم صنعة بمعنى الكلمة؛ أي: إنها تحتاج إلى دقة واحترافية كصناعة الطائرات والسفن والأسلحة مثلًا، والإليكترونيات والبرمجيات، والطب، ونحوها، أو كانت أسهل من ذلك وأقل تعقيدًا، فلا بد للمؤمن أن يتقن عمله أيما إتقان، وليعلم بأن هذا من سمات هل الإيمان، سواء كان عمله بأجر أو بدون أجر.

لما مات إبراهيم بن رسول الله، وقف رسول الله على قبره، فلما دفن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجةً في اللبن، فأمر أن تسد، وقال: أما إنها لا تضر ولا تنفع، ولكنها تقر عين الحي، إن الله تبارك وتعالى يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه))[2].

وقال ذو النون: "ثلاثة من أعلام الخير في المكاسب: حفظ اللسان، وصدق الوعد، وإحكام العمل"[3].

وعن سفيان بن عيينة، قال: "من لم يكن له رأس مال فليتخذ الأمانة رأس ماله"[4].

الخطبة الثانية
الحمد لله؛ أما بعد:
فإن الصناعة حلقة أساسية من حلقات الاقتصاد؛ حيث لا تكاد تجد شيئًا مما يحتاجه الناس يصل إليهم في صورته الأولية، بل لا بد أن يمر برحلة أو أكثر من مراحل التصنيع والصانع، إما أن يقوم بالتصنيع، ثم يعرض منتجاته في السوق، أو يقوم بالتصنيع بناء على طلب من شخص آخر لشيء معين بمواصفات معينة، وهذا ما يسمى بعقد الاستصناع، وقد صدر قرار من مجمع الفقه الإسلامي بشأن هذا العقد جاء فيه:
1- إن عقد الاستصناع - وهو عقد وارد على العمل والعين في الذمة - ملزم للطرفين إذا توفرت فيه الأركان والشروط.

2- يشترط في عقد الاستصناع ما يلي:
(أ) بيان جنس المستصنع ونوعه وقدره وأوصافه المطلوبة.
(ب) أن يحدد فيه الأجل.

3- يجوز في عقد الاستصناع تأجيل الثمن كله، أو تقسيطه إلى أقساط معلومة لآجال محددة.

4- يجوز أن يتضمن عقد الاستصناع شرطًا جزائيًّا بمقتضى ما اتفق عليه العاقدان ما لم تكن هناك ظروف قاهرة.
والله أعلم[5].

وهناك قرار آخر بشأن الظروف الطارئة له تعلق بعقد الاستصناع جاء فيه:
1- في العقود المتراخية التنفيذ (كعقود التوريد والتعهدات والمقاولات) إذا تبدلت الظروف التي تم فيها التعاقد تبدلًا غيَّر الأوضاع والتكاليف والأسعار تغييرًا كبيرًا، بأسباب طارئة عامة، لم تكن متوقعة حين التعاقد، فأصبح بها تنفيذ الالتزام العقدي يلحق بالملتزم خسائر جسيمة غير معتادة، من تقلبات الأسعار في طرق التجارة، ولم يكن ذلك نتيجة تقصير أو إهمال من الملتزم في تنفيذ التزاماته، فإنه يحق للقاضي في هذه الحالة عند التنازع، وبناءً على الطلب، تعديل الحقوق والالتزامات العقدية، بصورة توزع القدر المتجاوز للمتعاقد من الخسارة على الطرفين المتعاقدين، كما يجوز له أن يفسخ العقد، فيما لم يتم تنفيذه منه، إذا رأى أن فسخه أصلح وأسهل في القضية المعروضة عليه، وذلك مع تعويض عادل للملتزم له، صاحب الحق في التنفيذ، يجبر له جانبًا معقولًا من الخسارة، التي تلحقه من فسخ العقد، بحيث يتحقق عدل بينهما، دون إرهاق للملتزم، ويعتمد القاضي في هذه الموازنات جميعًا رأي أهل الخبرة الثقات.

2- ويحق للقاضي أيضًا أن يمهل الملتزم إذا وجد أن السبب الطارئ قابل للزوال في وقت قصير، ولا يتضرر الملتزم له كثيرًا بهذا الإمهال[6].

[1] المفردات في غريب القرآن (ص: 493، 587، 640).

[2] مسند أحمد ط الرسالة (36/ 524)، المعجم الكبير للطبراني (24/ 306)، شعب الإيمان (7/ 233)، وصححه الألباني في الصحيحة (1113).

[3] شعب الإيمان (7/ 219).

[4] شعب الإيمان (7/ 219).

[5] مجلة مجمع الفقه الإسلامي (7/ 1137، بترقيم الشاملة آليًّا).

[6] قرارات المجمع الفقهي الإسلامي للرابطة ـ مكة (ص: 23).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.78 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]