محنة أسرة عمار
د. محمد منير الجنباز
روى ابن إسحاق أن بني مخزوم كانوا يخرُجون بعمار بن ياسر وبأبيه وأمه سمية - فقد أسلم هؤلاء جميعًا واتبعوا الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم - إذا حمِيَت الظهيرة يعذبونهم برمضاء - الرمل الملتهب من حرارة الشمس - مكة، فيمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: "((صبرًا آل ياسر؛ موعدكم الجنة))، وعن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعمار وأهله وهم يعذبون فقال: ((أبشروا آل عمار وآل ياسر؛ فإن موعدكم الجنة))، فأما أمه فتأبى إلا الإسلام فيقتلونها، وذكر الإمام أحمد أن سمية أم عمار كانت أول شهيدة في الإسلام، طعنها أبو جهل بحربة في قلبها - وقيل: في قُبُلها - وذكر ابن الأثير أن عمارًا وأباه من عنس، وهم بطن من مراد، أسلم هو وأبوه وأمه، وكان ياسر حليفًا لبني مخزوم، فكانوا يخرجون عمارًا وأباه وأمه إلى الأبطح إذا حميت الرمضاء يعذبونهم على حر الرمضاء، فمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((صبرًا آل ياسر؛ فإن موعدكم الجنة))، فمات ياسر تحت التعذيب، وأغلظت امرأته سمية القول لأبي جهل فطعنها بحربة في قُبُلها فماتت، وهي أول شهيدة في الإسلام، وشددوا العذاب على عمار، وقالوا: لن نتركك حتى تسب النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقول في اللات والعزى خيرًا، ففعل، فلما أعطاهم ما طلبوا تركوه - وتمام الخبر أعلاه.