الحج إلى بيت الله الحرام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 130 - عددالزوار : 15753 )           »          حرف القاف (نشيد للأطفال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          نوادر الفقهاء في مدح سيد الشفعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الجامع في أحكام صفة الصلاة 4 كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3959 - عددالزوار : 398253 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4428 - عددالزوار : 864364 )           »          أنماط من الرجال لا يصلحون أزواجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أيها الأب صدر موعظتك بكلمة حب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          كيف تُحدِّين من دلع طفلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          المرأة في أوروبا الجديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-12-2019, 05:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,337
الدولة : Egypt
افتراضي الحج إلى بيت الله الحرام

الحج إلى بيت الله الحرام


الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر





الحمد لله الذي شرع لعباده حجَّ بيته الحرام، وجعَلَه شعيرةً متحتِّمة على الأمَّة تقيمها كلَّ عام، وهو الذي من الدين أحد أركان الإسلام.






أحمده - سبحانه - خلَق وقدَّر، وشرَع ويسَّر، فجعل الحج فريضةً على المستطيع من الناس مرَّة في العُمر، ومَن زاد استَزاد من البر.






وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحدَه لا شريك له، يُباهِي بالحجيج عشيَّة عرفة ملائكته، ويُشهِدهم أنَّه قد منَحَهم مغفرته، وأعطاهم السُّؤال، وحقَّق لهم الآمال.






وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، خير مَن حجَّ واعتمر، وطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ووقَف بعرفة والمشعر، ورمَى الجمرات ونحر، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.






أمَّا بعدُ:


فيا أيها الناس، اتَّقوا الله - تعالى - وأطيعوه، وحجُّوا بيته الحرام وعظِّموه، واتَّخِذوا الشيطان عدوًّا وأغِيظُوه؛ بالمسارَعة إلى الخيرات، والتوبة إلى الله من الزلاَّت، وذكر الله في سائر الأوقات، والوقوف - إذا تيسَّر لكم - مع حجيج المسلمين في عرفات، فقد صَحَّ عن جابرٍ - رضي الله عنه - عن نبيِّكم - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: ((إذا كان يوم عرفة إنَّ الله ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول: انظُروا إلى عبادي أتَوْني شُعثًا غُبرًا ضاحِين من كُلِّ فَجٍّ عميق، أُشهِدُكم أنِّي قد غفرتُ لهم، فتقول الملائكة: يا رب، فلان كان يرهق - أي: يقع في شيء من المعاصي - وفلان وفلانة، قال: يقول الله - عزَّ وجلَّ -: لقد غفَرتُ لهم))، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فما من يومٍ أكثر عتيقًا من النار من يوم عرفة)).






وصَحَّ عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: وقَف النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرفات وكادَت الشمس أنْ تغرب، فقال: ((يا بلال، استَنصِت لي الناس))، فقام بلال فقال: أنصِتُوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنصت الناس، فقال: ((معاشِرَ الناس، أتاني جبرائيل آنِفًا فأقرأني من ربي السلام وقال: إنَّ الله غفَر لأهل عرفات وأهل المشعر وضمن عنهم التَّبعات))، فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، لنا خاصَّة؟ قال: ((هذا لكم ولِمَن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة))، فقال عمر - رضي الله عنه -: كثر خيرُ الله وطاب.






وفي "الموطأ" بسند صحيح عن طلحة بن عبدالله بن كريز مرسلاً أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما رُئِي الشيطانُ يومًا هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه يومَ عرفة، وما ذاك إلاَّ لما يرى من تنزُّل الرحمة وتجاوُز الله عن الذنوب العِظام، إلاَّ ما كان من يوم بدر)).






عبادَ الله:


لشهود هذه الفضائل الكبيرة وغيرها من المنافع الكثيرة فرَض الله عليكم الحج مع الاستطاعة، وجعَلَه نافلةً بعد الفريضة إلى قِيام الساعة؛ فقال - سبحانه -: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران: 97].






وقال - جَلَّ ذِكرُه -: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ [الحج: 27 - 28].






وصَحَّ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((أيها الناس، قد فرَض الله عليكم الحج فحجُّوا))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((الحج مرَّة، فمَن زاد فتطوع))، وذلك كلُّه من رحمة الله بالعِباد، ولُطفِه بهم في المعاش وفي المعاد.






أيها المسلمون:


الحج عبادة جليلة، وفريضة عظيمة، تشمل أنواعًا من التقرُّب إلى الله -تعالى- في غايةٍ من الذلِّ والخضوع والمحبَّة له - سبحانه - في أوقات ومناسك معظمة، ومواطن محترمة، يبذل المسلم من أجل شُهودِها النفسَ والنفيس، ويتجشَّم الأسفارَ، ويتعرَّض للأخطار، ويَنأَى عن الأوطان، ويُفارِق الأهل والأولاد والإخوان؛ كل ذلك محبَّةً لله - تعالى - وشوقًا إليه وطاعة له وتقرُّبًا إليه؛ ولذلك يتكرَّم الله - تعالى - على عِباده فيجازيهم على هذا الإحسان بالإحسان الذي صحَّت به الأخبارُ، وفصَّلَتْه الآثار.






ففي الصحيحين عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((العُمرة إلى العُمرة كفَّارة لما بينَهما، والحجُّ المبرور ليس له جَزاءٌ إلاَّ الجنَّة)).






وفي الصحيحين أيضًا عنه - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن حَجَّ - وفي لفظ مسلم: مَن أتى - هذا البيتَ فلم يرفث ولم يفسق رجَع كهيئته يوم ولدَتْه أمُّه))؛ يعني: نقيًّا من الذنوب.






وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((تابِعُوا بين الحج والعُمرة؛ فإنهما ينفيان الفقرَ والذُّنوب كما يَنفِي الكيرُ خبث الحديد والذهب والفضَّة، والحج المبرور ليس له جَزاءٌ إلاَّ الجنَّة)).






ورُوِي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: ((هذا البيت دِعامة الإسلام، فمَن خرَج يؤمُّ هذا البيت من حاجٍّ أو مُعتَمِرٍ كان مَضمُونًا على الله إنْ قبَضَه أنْ يُدخِله الجنَّة، وإنْ ردَّه ردَّه بأجرٍ وغنيمة)).






أيها المؤمنون:


وفي مناسك الحج والوقوف بمشاعره يتحقَّق للعبد من الرغبة في الخير ونشاط الهمَّة في أنواع من الطاعات؛ من صلاة، وطواف وصدقات، وذكر، وتلاوة القرآن، وإحسان إلى الناس بالدَّعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة - ما يُرجَى أنْ تُضاعَف عليه الأجور، وترتَفِع الدرجات، ويحط من الخَطِيئات ما لا يَدخُل تحت حصْر، ولا يُحِيط به وصْف.






وقد صَحَّ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: ((صَلاةٌ في المسجد الحرام خيرٌ - وفي لفظ: أفضل - من مائة ألف صلاة فيما سِواه))، فإذا كان هذا في الصلاة، فيُرجَى أنْ تكون الأعمال كلها مُضاعَفة، كذلك نظرًا لشرف المكان، وفضل الزمان، وكمال الحال.






وقد صَحَّ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: ((مَن دلَّ على خيرٍ فله مثلُ أجر فاعِلِه))، وقال: ((مَن دعا إلى هدى كان له مثلُ أجور مَن تَبِعَه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا))، وقال: ((فوالله لئن يَهدِي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حُمُر النَّعَم)).






فاتَّقوا الله - عبادَ الله - وهلمُّوا لشُهُود تلك المنافع، وعظِّموا الرغبة إلى ربِّكم، وأحسِنُوا إنَّ الله يحبُّ المحسنين.






نفعَنِي الله وإيَّاكم بهدى كتابه، وجعَلَنا من خاصَّة أوليائه وأحبابه.






أقول قولي هذا وأستَغفِر الله لي ولكم من كلِّ ذنب، فاستَغفِروه يَغفِر لكم، إنَّه هو الغفور الرحيم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.48 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.11%)]