شتم زوجي لي، وبهتانه لأبي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850152 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386293 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-06-2021, 02:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي شتم زوجي لي، وبهتانه لأبي

شتم زوجي لي، وبهتانه لأبي


أ. مروة يوسف عاشور



السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم

حَصَلَ بيني وبين زوجي مشادات كلاميَّة خاصَّة بنا، من حديث عن: نفقة، وكسوة، وأمور مادِّيَّة لصالح الأسْرة، فأَخَذَ في السَّبِّ والشَّتْم لي، وألْحَقَ بوالدي شيئًا مِن ذلك؛ حيث إنَّه قال عنه: "سراق"؛ أي: سارق، ولكن بصيغة المبالَغة.

ثرْت أنا، وقلتُ: أثبت هذا الشيء، لا سيما وأنَّ والدي رجلٌ محْتَرَم، وله سَمْتُه ووقارُه، وهو طاعِن في السن.

أنا الآن محتارة، هل أخبر والدي بهذا البُهتان، وهذه الكلمة الصَّعبة، ويأخذ حقه من زوجي؟ أو ماذا أفعل؟

بجد أنا لا أستطيع النوم من التفكير من يومين، أرجو المشورة، كيف أتصرَّف؟


الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حيَّاكِ الله، أختي العزيزة، وأهلاً بكِ في موقع الألوكة.

هدِّئي من رَوْعك، أخيتي الحبيبة،
فالحياةُ الزوجية - بل والحياة كلها - لا تخلو من بعض المشاكل والمنغِّصات، التي تذكِّرنا بأنه لا راحة ولا سعادة ولا طمأنينة لنا إلاَّ عند دُخول الجنة، وعلينا أن نوطنَ أنفسنا على هذا، ونتعامَل مع مُشكلاتنا بشيءٍ منَ الصبر والحِكْمة.
حَدَث بينك وبين زوجك مشادة كلاميَّة:
لماذا لا تُفكِّرين في سبب حُدُوث تلك المشادة؟! وهل كان منَ الممكن تلافيها؟ وما الخطأ الذي فعلتِه أنتِ حتى وصلَ الأمرُ لهذه الدرجة، وجعلتِه ينطق بهذه الكلمة؟
وكثيرًا ما نقول في ساعة الغضب كلامًا لا نعي أغلبه، فإذا ما هَدَأْنا وعادتِ المياه إلى مَجَاريها، تعجَّبنا كيف نَطَقْنا بتلك الكلمات، وتلفَّظْنا بهذه العبارات، ولا شك أنكِ تعلمينَ أنَّ الطلاق لا يقع في حالة الغَضَب الشديد، الذي لا يشعر صاحبُه بما يقول، وهذا مِن رحمة الله بنا، وعلمه بما يطرأ علينا من تغيُّرات كثيرةٍ عند الغَضَب الشديد.

وقد سَأَلَ رجلٌ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أوْصني يا رسول الله، فقال: ((لا تغضب)) ثلاث مرات، رواه البخاري.

فالغضبُ جمرةٌ منَ النار، وشُعلةٌ منَ الشيطان، يستخرج به منَ العبد في لَحَظات الغضب ما لا يستطيعه في الحالات العادية، فأحْبَبْتُ بدايةً أن أحيطكِ علمًا بأنَّ الغَضَبَ قد يَتَسَبَّب في خراب البيوت، ودمار الأسرة، وكم سمعنا عن بيوت كانتْ مُطمئنة، يعيشُ أهلها في سعادةٍ ووفاق، ويحدُث الطلاق ويخرب البيت بسبب بعض الكلمات في لَحَظات الغَضَب!

وقد جاء في الحديث أيضًا: "إن إبليس يضع عرشَه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدُهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتُ شيئًا، قال: ثم يجيء أحدُهم، فيقول: ما تركته حتى فرَّقْتُ بينه وبين امرأته – قال: - فيدنيه منه، ويقول: نِعْم أنت))؛ رواه مسلم.

فاحْمدي الله أنَّ الأمر لم يزدْ عن هذا الحدِّ، فلم يتطوَّرْ إلى فراقٍ أو طلاق، وحاولي أن تَتَجَنَّبي ما قد يثير زوجك مِن كلام، وما قد ينتج مشادات كلاميَّة لا داعي لها، فالزوجةُ الحكيمة تجلس مع نفسها - بعيدًا عن زوجها - في خلوة؛ وتراجع كل أمورها، وما تفوهتْ به، وما الصَّواب وما الخطأ، وتُصَحِّح ما تستطيعه، مستعينة بربِّها، متوكِّلة عليه.

وأما ما قالَهُ زوجُك وتَلَفَّظ به في حقِّ والدكِ، فلا داعي أبدًا لزيادة المشكلة أو تضخيم الأمور، فمن الواضح أن زوجك في حالة من الغضب، لا يُعاتَب كثيرًا على ما قال، وأنتِ تعلمين أنَّ الحديثَ عنِ الأمور المادِّية من نفقةٍ وكسوةٍ، وما شابهها من تلك الأمور الحساسة - قد تُشعر الزوج بشيء من التقصير، خاصَّة إنْ أشارتِ الزوجةُ في حديثِها إلى ما كانتْ تعيش فيه مِن نعيمٍ في بيت أبيها، فقد يساعِد ذلك الزوج على الخَوْض في كلمات تجرح؛ ليردَّ الشُّعور بالنَّقْص من تلك الاتِّهامات الباطلة، وكل ذلك منَ الممكن تجنُّبه إنْ توقَّفَتِ الزوجةُ عنِ الحديث، إذا ما لاحظتْ غضب زوجها، وأرجأت الحديث حول ما تُريده إلى وقت هدوئه وصفائه، فيُحَدِّدان معًا بعض النقاط الأساسيَّة؛ كتحديد قدْر المال الذي يحتاجه البيتُ من نفقةٍ خاصَّة، وكسوة وغيرها، والأفضل أن يُحَدَّدَ مثل هذا في بداية الزواج؛ حتى تكونَ الأمورُ واضحةً للطرفين.

وعلى كل حالٍ، أنصحك الآن بالآتي:
أولاً: لا تُخبري والدك بما حَدَثَ بينك وبين زوجك من حديث ومشادة في الكلام، ولا تخبريه بما قال في حقِّه، واعلمي أنَّ هذا من وسوسة الشيطان وكيده.

وسلي نفسك: ما الذي سيحدث لو أخبرتِه؟ وكيف سيأخذ والدك حقَّه من زوجك: بردِّ السبِّ وتبادل الاتِّهامات؟!
يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ من أكبر الكبائر أن يلعنَ الرجلُ والديه))، قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: ((يسبُّ الرجلُ أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه، فيسب أمه))؛ متفق عليه.

وستكونين أنتِ أولَ مَن يَتَضَرَّر مِن ذلك، ويندم عليه.

نعم، غاليتي، بعد فترة ما ستعود الأمورُ إلى طبيعتها، ويعود الصفاء بينك وبين زوجك - إن شاء الله - وسيبقى في نفْس والدك لزوجك كل البغض والضغينة، وكما قال الشاعر:

فَقَدْ يَنْبُتُ المَرْعَى عَلَى دِمَنِ الثَّرَى وَتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفُوسِ كَمَا هِيَا

كما أنَّ إخبار الوالد بهذا يُعَدُّ منَ النميمة المُحَرَّمة، التي جاء في ذمِّها: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانين يُعَذّبان في قبورهما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّهما يعذَّبان، وما يعذبان في كبيرٍ، ثم قال: كان أحدهما لا يستتر من بَوْلِه، وكان الآخر يمشي بالنميمة))؛ متفق عليه.

فاستعيذي بالله منَ الشيطان الرجيم، واعملي بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: 201].
ثانيًا: تذكري مزايا زوجك، واستعرضيها بعين العدل، وحاولي أن تذكري نفسكِ بها كلما حَدَثَ بينكما خُصومة، فإنَّ ذلك يُهَدِّئ نفسك، ويزيل ما بها من ضِيق ونفور، ويسلّ سخيمة صدرك، ويجب على الزوجين أن يترَفَّق كلٌّ منهما بالآخر، ويتلمّس له الأعذار؛ حتى تسيرَ حياتهما على خير.
ثالثًا: تذكري أجْر الصَّبر على الزوج، وأجْر احتساب ذلك عند الله، فإن تفوَّه زوجُك بما لا يرضيك، حاوريه بمودَّة وهدوء، ووضحي له أجْر الكلمة الطيبة، وما لها من أَثَرٍ فَعَّال على الزوجة، وترضية نفسها، وكسب قلبها، ولْيَكُن ذلك وقت الصفاء، وبعيدًا عن المشادات، فإن تَبَيَّنَ لك عدم تقبلُّك للحديث، فاحتسبي أجْر الصبر عليه، واترُكي الحديث حول هذه الأمور، وتيقَّني أنَّ الله لا يضيع أجْرك؛ فالله تعالى يقول: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8].
رابعًا: ترفقي في طَلَبات البيت، وحاولي الاقتصاد في ميزانيَّة الأسرة، وإن تَيَسَّرَ لك أن تستعيني ببعض أهل الخبرة من الأهل أو الأصدقاء، فلعله يفيدك في تحديد ميزانيَّة الأسرة، فيعرفك مثلاً على بعض الأماكن التي تكون أقلَّ مِن غيرها في الأسعار، وما يُمكن أن يستغنى عنه، أو يستبدل بأقل منه في التكلفة دون الشعور بالنقْص.
خامسًا: لا تنظري لغيركِ منَ الزوجات، ولا تصدِّقي كل ما يُقال لك، فبعضُ الأخوات - هداهن الله - تكون محترفة في إثارة الزوجة، وتخبيبها على زوجها، وتبقى تسرد وتقصّ عليها من الحكايات الوهميَّة حول اهتمام زوجها بها، ونفقته عليها، وكرمه معها، وبعض الهدايا والعطايا التي لا أساس لها من الصِّحَّة، ولا غرض لها إلا استثارة هذه الزوجة المسكينة التي تقوم من عندها وكلها حقد وغِل على هذا الزوج العاجز، فتذهب إليه مشحونة مُحَمَّلة بشررِ الغضب، وشظايا الغيظ، فتلقيها في وجْه هذا المسكين الذي لا يجد له سبيلاً إلا رد الظُّلْم بظُلم مثله، وإن حدث بينهما فراق فتكون تلك الصديقات أول الشامتين.

سادسًا:
أكْثري منَ الاستغفار والدعاء، والاستغفار يجلب الرزق، ويزيد البركة، وقد قال الله تعالى على لسان نبيِّه نوح - عليه السلام -: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10، 12].

لا أحب أن أطيل عليكِ أكثر من ذلك، وأُذَكِّرك في نهاية حديثي بنعمة الله عليك، فالزواجُ نعمة من الله، يجب شكرها وعدم التفريط فيها، ولا تنسي الدُّعاء أن يديمها عليك، ويرزقك وزوجك سعادة الدارين.

ونسعد بالتواصُل معكِ في كل وقت، فلا تَتَرَدَّدي في مُواصلتنا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.72 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]