|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أريد التقدم للخطبة ولكني أخاف الرفض
أريد التقدم للخطبة ولكني أخاف الرفض أ. مروة يوسف عاشور السؤال السلام عليكم، أنا كفيف، وأريد أن أتقدَّمَ إلى فتاة، وهي موافقة على الزواج مني، لكن المشكلة هي في أنها متقدِّم إليها طبيب، وأهلها موافقون عليه، وأخشى إن تقدمتُ لها أن يعقدوا مقارنة بيني وبينه، مع العلم أني في تمهيدي الماجستير، وهي في الجامعة، وأخاف إن تقدمتُ أن أُرفض، مع تعلقِّي الشديد بها، أرجو المشورة بصفة عاجلة. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حيَّاكَ الله أخي الكريم، وأهلاً بكَ في موقع (الألوكة)، سائلين المولى – عز وجل - لك الشفاء والمعافاة التامة، وأن ينير الله بصرَك وبصيرتَك، ويرزقك الصبرَ والاحتساب. قبل الحديث عن رغبتِك في التقدُّم لهذه الفتاةِ، أودُّ الإشارة إلى نقطة مهمة: لا شك أنك تَعلَم وتُتابِع أحدثَ التطورات في مجال طب العيون، وما حدث فيه من تقدُّمٍ هائل، زرع الأملَ في نفوس الكثير من المكفوفين، وأصبح بمثابة ثورة هائلة، لم نكن نتوقع حدوثها قبل ذلك، فلله الحمد أولاً، وله الحمد آخرًا، لكن وددتُ لفتَ انتباهِكم الكريم أنه يتحتَّم علينا أن ننظر إلى مشكلاتنا، ونفكِّر في حلِّها بصورة أكثر إيجابية، ليس لأجْل مَن نحبُّهم، أو مَن نرغب في الارتباط بهم؛ ولكن مِن باب الأخذ بالأسباب، وتغيير أحوالنا إلى أحسن ما يمكن أن تكون - بإذن الله - فالذي أنصحُك به هو أن تسعى جهدَك في الوصول إلى علاج، وخاصةً لو كان المرض مستحدثًا عليك ولم تُولَد به؛ فالأملُ في الشفاء كبير جدًّا - بإذن الله - واقرأْ عن تطوُّر زراعة القَرَنية الداخلية، وإزالة المياه البيضاء، وعلاج ما تسبِّبُه من فقدٍ كامل للبصر، ويُفضَّل أن يكون لك تواصلٌ مع أحد كبار الأطباء المتخصصين، فيطلعك على كل جديد، ويختار لك - بإذن الله - الأصلحَ لحالتك، والشفاءُ بيد الله العلي القدير. الذي يتَّضح من كلامِكَ أن ذلك الشابَّ الطبيب هو فقط متقدِّم للفتاة، ولم يتمَّ قَبولُه والموافقة عليه؛ أي: إن الخطبة لم تتمَّ؛ إذ إنه لو تمَّت الخِطبة، لَمَا كان هناك مجال لمناقشة الأمر أصلاً؛ فقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يخطب أحدُكم على خِطبة أخيه))؛ أخرجه مالك في "الموطأ". [الحديث متفق عليه]. والآن أمامَنا ثلاثةُ أحوال، سنتعرض لها، مع مناقشة النفع والخسارة في كل حالة: الحالة الأولى: ألاَّ تتقدَّمَ إلى الفتاة نهائيًّا، وتتجنَّب موقفَ المقارنة بينك وبين الطبيب، وما قد يحدث لك من ألمٍ نفسي، لو كانت النتيجة لصالح الشاب الآخر، وهذا الذي يغلب على ظنِّك أنه سيحدث. المكسب: 1- تجنُّب موقف المقارنة. الخسارة: 1- ستخسر بلا شك الزواج من هذه الفتاة، بما فيها من صفات ترغب فيها. 2- ستشعر بالندم والحزن على ما ضيَّعتَ من فرصة؛ بسبب خوفك من المقارنة. 3- ستعلم الفتاة أنكَ غير متمسِّك بها؛ إذ لم تحاول حتى التقدُّمَ، مع علمك بالوضع، وعلمك بموافقتها هي، ورغبتها فيك. الحالة الثانية: أن تتقدَّم إليها، ثم لا يقبلوك، وتكون النتيجة لصالح الطبيب المتقدِّم. المكسب: 1- ستشعر براحة الضمير؛ حيث إنك لم يكن في وُسعِك عمل شيء إلا ذلك. 2- ستعلم الفتاة أنك متمسِّك بها، وراغب فيها كما هي راغبة فيك، وقد يكون ذلك داعيًا لقَبول الأهل فيما بعد، لو علموا رغبة ابنتهم في الزواج بكَ أنت. الخسارة: 1- ستخسر الزواج من الفتاة، والله - تعالى - أعلم بما فيه الخير لك ولها. الحالة الثالثة: أن تتقدَّم لها، وتكونَ النتيجة لصالحك أنت، فيقبلوك ويرفضوا الشاب الآخر لأي سبب، وهذا وارد مع ما تَحمِل من مؤهلاتٍ علمية طيبة. المكسب: 1- ستكسب الزواج بمن تُحبها وترضاها زوجةً لك. 2- ستعلم الفتاةُ أنك راغب فيها كما هي راغبة فيك، وستظل تَذكُر تمسُّكَكَ بها بعد الزواج - إن شاء الله. 3- ستُثبت لنفسك ولمن حولك أنك إنسان إيجابي، ولديك من العزيمة ما يكون سببًا - بفضل الله - في فوزك بما تحب مِن خيرَيِ الدنيا والآخرة. الخسارة: لا توجد خسارة - بإذن الله. والآن أخي الكريم، مما سبق؛ يتَّضح لك بكل المقاييس أن التقدُّم أفضلُ من التخاذل بحجة أنك تخشى المقارنة فقط؛ ففي حالة تقدُّمِك، إما أن تُقبَل وتفوز - بإذن الله - وفي هذه الحالة أقول لك مقدمًا: بارك الله لك فيها، وبارك لها فيك، أو أن يُقدِّر الله غيرَ الذي تريد، وهذا ما تخشاه. اعلم - أخي الفاضل - أن الله - تعالى - هو علاَّم الغيوب، وهو الذي قال في محكم التنزيل: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]. وقال - جل وعلا -: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36]. هذا في الأمر الشرعي الديني لا الأمر الكوني القدري. وقال رسوله - صلى الله عليه وسلم -: ((عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ))؛ رواه مسلم. فتأمَّل - رحمك الله - كيف يتعجَّبُ نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - من هذا الخيرِ العظيم، الذي قد لا تدركه عقولُنا، ولا تَعِيه قلوبُنا، ولا يحيط به علمُنا البشري القاصر. وهذه نصيحتي لك: إن تقدمتَ ولم يقدِّر الله لك الزواج، ففوِّضْ أمرَكَ إلى الله؛ رضًا بقضائه، ويقينًا بأن هذا هو الخير لا محالة، وأن تتوكَّل عليه، وتدعو بما أشار إليه رسولُنا - صلى الله عليه وسلم - فيما روتْه أمُّ سلمةَ - رضي الله عنها - في قولها: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما من عبدٍ تُصيبه مصيبةٌ، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهمَّ أْجُرني في مصيبتي، واخلُفْ لي خيرًا منها، إلاَّ أَجَرَه الله في مصيبته، وأخلَفَ له خيرًا منها))، قالتْ: فلمَّا توفي أبو سلمة، قلتُ: مَن خيرٌ من أبي سلمة صاحِبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟! قالتْ: ثم عزم الله لي، فقلتُها: اللهم أجرني في مصيبتي واخلُف لي خيرًا منها، قالتْ: فتزوجتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم. هل كانت تعلم أم سلمة ما قدَّر الله لها من هذا الخير الكبير، والشرف العظيم؟! هل كانت تتوقع أنها ستصبح من أمهات المؤمنين، وستنال تلك الرفعةَ التي لم تكن تخطر لها على بال؟! توكَّل على ربك – أخي الكريم - وثِقْ فيه، واعزم على المُضي في طريق النجاح، ولو تعثرتَ، فلا تَقُم إلا أقوى مما كنت، ولا تزددْ إلا صبرًا وثباتًا، يسَّر الله أمرك، ورضَّاك بقضائه، وجعل النجاحَ حليفَك، والفلاحَ صديقَك، ونسعد بالتواصل معك في أي وقت، فلا تتردد في مراسلتنا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |