علماء العرب واللغات السامية (أبو حيان الأندلسي) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-06-2021, 03:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي علماء العرب واللغات السامية (أبو حيان الأندلسي)

علماء العرب واللغات السامية (أبو حيان الأندلسي)
أ. د. أحمد عارف حجازي


ب - أبو حيان الأندلسي:
عرف أبو حيان الأندلسي اللغة الحبشية، وألف فيها كتاباً اسمه (جلاء الغبش عن لسان الحبش)[1]. وقد أطلعنا على ذلك عند تفسيره قول الله تعالى: ﴿ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي[2].

وبالتحديد عند تعرضه لشرح كلمة (كوكب)، فقال:
(( فأما قولهم هندي وهندكي في معنى واحد، وهو المنسوب إلى الهند... فخرجه أصحابنا على أن الكاف ليست زائدة، لأنه لم يثبت زيادتها في موضع من المواضع فيحمل هذا عليه، وإنما هو من باب سبط وسبطر. والذي أخرجه عليه أن يتكلم بهذا من العرب - إن كان تلكم به، فإنما سرى إليه من لغة الحبش، لقرب العرب من الحبش، ودخول كثير من لغة بعضهم في لغة بعض، والحبشة إذا نسبت ألحقت أخر ما تنتسب إليه كافأ مكسورة مشوبة بعدها ياء. يقولون في النسب إلى قندي: قندكي، وإلى شواء شوكي، وإلى الفرس الفرسكي. وربما أبدلت تاء مكسورة، قالوا في النسب إلى جبر: جبرتي. وقد تكلمت في كيفية نسب الحبش في كتابنا المترجم عن هذه اللغة؛ المسمى بجلاء الغبش عن لسان الحبش. وكثيراً ما تتوافق اللغتان، لغة العرب ولغة الحبش في ألفاظ، وفي قواعد من التركيب نحوية كحروف المضارعة، وتاء التأنيث، وهمزة التعدية ))[3].

من خلال هذا النص، يتبين أن أبا حيان كان يعرف اللغة الحبشية معرفة جيدة. وذلك لأنه استطاع أن يفطن إلى بعض أوجه التشابه بين العربية والحبشية في ناحيتي الدلالة والتركيب. ففي الناحية الدلالية ذكر أنهما تتوافقان في بعض الألفاظ، وهذا صحيح. وقد سبق أن عرفنا أن هناك بعض الألفاظ المشتركة في كل اللغات السامية[4]. ورغم أنه لم يذكر شيئاً من هذه الألفاظ، إلا أننا نقطع بأنه كان على علم بكثير منها، فيما ذكره من تأليف كتابه عن هذه اللغة.

وفي الناحية التركيبية، ذكر أن اللغتين العربية والحبشية تتوافقان في حروف المضارعة، وتاء التأنيث، وهمزة التعدية. وهذا قول صحيح، ولكنه يحتاج إلى تقسيم علمي دقيق، إذ أن حروف المضارعة (أ - ن - ي - ت) أو مورفيماتها، وكذا تاء التأنيث تتضمان تحت الناحية الصرفية وليس التركيبية النحوية، ولكن لأبى حيان عذره نظراً لأن معظم نحاة العربية القدامى قد درسوا النحو مع الصرف دون تفريق بينهما. سوى ما كان من ابن الحاجب (ت 646) وابن عصفور الإشبيلي (ت 669 ه).

وحروف المضارعة متفقة في العربية والحبشية، وسائر اللغات السامية، ولكن الخلاف البسيط هو حركة هذه المورفيمات، بين الفتح والكسر. فهي في العبرية مكسور، () وفي العربية مفتوحة (أَ )، إلا في لهجة بهراء، التي تكسرها[5]. وفي الحبشة مكسورة كذلك ( ) وفي الآرامية مكسورة أيضاً () [6] أي أنها (مكسورة في كل اللغات السامية إلا العربة فهي مفتوحة.

وتاء التأنيث أيضأً مشتركة بين كل اللغات السامية كما سبق ذكر ذلك[7]. أما همزة التعدية فهي ناحية تركيبية نحوية وهي أيضاً مشتركة بين العربية والحبشية ()، والآرامية ( ). أما في العبرية فهي هاء مفتوحة () أو ساكنة (). وفي الآشورية والمعينية شين مفتوحة (sa) أو سين مفتوحة [8] (sa).

وإذا كان قد قرر أنه يعرف اللغة الحبشية معرفة دقيقة، فإنه لم يكن يعرف من اللغة السريانية إلا ما ترجم منها. يدل على ذلك ما ذكره في تفسير قوله تعالى:
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ﴾ [9].

حيث قال: (( والظاهر أن (آزر) اسم ابيه، قاله ابن عباس والحسن والسدي وابن إسحق وغيرهم. وفى كتب التاريخ أن اسمه بالسريانية (تارخ) ))[10].

فقوله (وفي كتب التاريخ) يدل على أنه قد رجع إلى ما كتب باللغة العربية وليس بغيرها. إذ إن إطلاق لفظ اسم علم من العلوم، دون تحديد اللغة التي كتب بها يدل على أن المقروء أو المكتوب بلغة من اطلق هذا الاسم.

وهو أيضأ لا يعرف اللغة العبرية، وهذا هو ما نستنتجه من تفسيره لبعض الكلمات العبرية في القرآن الكريم مثل:
كلمة (راعنا) في قوله تعالى:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا ﴾ [11].
حيث قال: (( قراءة الجمهور (ارعونا)، وفي مصحف عبدالله وقراءته وقراءة أُبيّ (راعونا)... وذكر أيضاً (راعونا)... وقرأ الحسن وابن أبى ليلى وأبو حيوة وابن محيصن (راعناً) بالتنوين... قيل في (راعونا) أنه (فاعولا) من الرعونة كعاشورا. وقيل كانت اليهود كلمة عبرانية أو سريانية يتسابون بها، وهي (راعينا)، فلما سمعوا بقول المؤمنين (راعنا) اقترضوه، وخاطبوا بها[12] رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم يعنون تلك المسبة. فنهى المؤمنون عنها، وأمروا بما هو في معناها. ومن زعم أن (راعنا) لغة مختصة بالأنصار فليس بشيء، لأن ذلك محفوظ في جميع لغة العرب... ))[13].

يبدو من هذا النص تردده في تلك الكلمة على أربعة أقوال هي:
كلمة على وزن (فاعولا) من الفعل (رعن).
لهجة خاصة بالأنصار، مع تضعيفه ذلك القول.
كلمة عبرية خاصة باليهود للسب.
كلمة سريانية خاصة باليهود للسب أيضاً.
وهي في رأي أبى حيان، في لغتيها العبرية أو السريانية، (راعينا).
ولكن هذا التردد في رد الكلمة إلى أصلها، يدل على عدم معرفته اللغة العبرية أو السريانية.

كلمة (جبريل) في قوله تعالى:
﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [14].
حيث فسرها بقوله: (( اسم أعجمي ممنوع من الصرف لعملية والعجمة... ومعنى جبر: عبد، وإيل اسم من أسماء الله )) [15].

وكلامه هنا فيه شيء كثير من الصحة. إذ إن كلمة (جبريل) مكونة من جزئين هما: (جبر، وإيل)، وهي كلمة عبرية، وهو ما لم يصرح به، بل اكتفى بأنها أعجمية. ومعنى كلمة جبر رجل، ومعنى كلمة إيل الله سبحانه وتعالى. والمعنى بذلك يصير (رجل الله)[16]، أو كما يرى أبو حيان (عبد الله).

ونلاحظ هنا، أن المفسرين قد رأوا أن في هذه الكلمة (جبريل) ثلاث عشرة قراءة، هي (جِبْريل - جَبْريل - جَبْرَئيل - جَبْرَئِل - جَبْرَئلَ - جَبْرَائيل - جَبْرَاييل - جِبْرال - جِبْرائِل جِبْراييل - جَبْرين - جِبْرين - جَبْرائين )[17].

• كلمة (فوم)، في قوله تعالى:
﴿ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا ﴾[18]. ففيها نراه يقول: (( الفوم، قال الكسائي والفراء والنضر بن شميل... هو الثوم، أبدلت فاء، كما قالوا في مغفور مغثور، وفي جدث جدف، وفى عاثور عافور ))[19].

فهو هنا يفسر كلمة (فوم) من خلال اللغة العربية فقط، ويرجعها إلى كلمة (ثوم)، ويبرهن على وجود التبادل بين صوتي الفاء والثاء فيها بنظير ذلك في اللغة العربية، دون أن يحاول النظر في تلك الكلمة _ التي هي سامية قديمة _ كما سبق أن أوضحنا[20].

وهو بذلك لا يعرف عن العبرية الكثير، بل يعرف عن الحبشية فقط، كما يعرف بعض عن أوجه الشبه بين الحبشية والعربية، ولا يعرف أيضاً السريانية، إلا بالترجمة فقط. أي أنه يجهل الصلة بين العربية وأختيها السريانية والعبرية.


[1] انظر: البحر المحيط 4 / 163.

[2] سورة الأنعام 6 / 76.

[3] البحر المحيط 4 / 162، 163، وعنه في فصول في فقه العرب]ة 44، 45، والمدخل إلى علم اللغة 202.

[4] راجع ص 19 من هذا الكتاب.

[5] وتسمى تلك الظاهرة ( تلتلة بهراء . انظر: الكتاب 4 / 110 – 113 وبحوث ومقالات 267.

[6] انظر: فقه اللغات السامية 116، 124 والتطور النحوي 72 .77

[7] راجع ص 17 من هذا الكتاب.

[8] سورة الأنعام 6 / 74.

[9] انظر: فقه اللغات السامية 110 والمدخل إلى علتم اللغة 232، 233.

[10] البحر المحيط 4 / 163.

[11] سورة البقرة 2 / 104 وراجع ما كتبه ابن قتيبة ص 42 من هذا الكتاب.

[12] يلاحظ هنا تغيير الضمير من التذكير إلى التأنيث، ولعل ذلك الضمير راجع إلى الكلمة نفسيا، أما في التذكير فهو يرجع إلى القول.

[13] البحر المحيط 1 / 338، 329.

[14] سورة البقرة 2 / 97.

[15] البح المحيط 1 / 317.

[16] انظر: القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث 391.

[17] انظر: تفسير القرطبي 2 / 27 والبحر المحيط 1 / 317، 318.

[18] سورة البقرة 2 / 61.

[19] البحر المحيط 1 / 219.

[20] راجع ص 44 من هذا الكتاب.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.73 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]