الذئاب (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850058 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386243 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-06-2021, 02:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي الذئاب (قصة)

الذئاب (قصة)
أ. د. مسعد بن عيد العطوي





الغريبة (3)










"الذئاب"











امتطيت سيارتي وودَّعت تلك الغريبة، وقد استحوذَ عليَّ التفكير في هذه المعمرة العابدة، حتَّى وصلت القليبة، وزوَّدت السيارة بالوقود، واشتريت خبزًا، وعصيرًا، وأجبانًا، ثم ابتعدت عن المعالم بعضَ الشيء، وتعشَّيت منها، وصلَّيت المغرب والعشاء، ثم جهزت لحافي داخل السيارة ونمتُ، وفي اليوم التالي اقتربت من الجبال، فلم أتبيَّن المكان، فاستخرجت المنظار، ورأيتُ الأغنام، وتراءى لي أنَّ عندها مجموعة من الكلاب، ولما اقتربت إذا بثلاثة ذئاب تفرُّ إلى الجبال، ومن عادتي ألَّا أحمل سلاحًا؛ فلستُ من هُواة الصيد، وأخشى من نزغ الشيطان مع السلاح، وقلت: كم فتكَت هذه الذئاب بالغنيمات! وسارعتُ حتى رأيتُ الراعية، واقتربت...







وقلت: سلام من الله أيتها المرأة.



قالت: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.







قلت: عسى أن تكون أغنامك بخير من هذه الذئاب الفاتِكة.



قالت: الحمد لله الحافظ العظيم.







قلت: عجبًا! فكيف كانت عندك القدرة والشجاعة على إخافتهنَّ؟!



قالت: الله الذي ألجمهنَّ؛ فهنَّ يلتقطن بقايا اللحوم القديمة مثل الأغنام التي تلتقط الأعشاب.







قلتُ: إن الأمر خطير عليك أولًا، وثانيًا على أغنامك، وهل يُستأمن الذئب على السَّخْل؟!



قالت: ليستْ أمانةً مِن الذئاب، ولكن الله الذي حجبهنَّ حتى ألفتُهنَّ وألفْنَني وأغنامي!







قلت: سبحان الله! أليس معكِ وسيلة لمنعهنَّ؟ أسحرٌ هذا، ولا يفلح الساحر؟!



قالت: وربِّ البيت ليس بسحر؛ إنما هو التوكُّل على الله، والدعاء؛ فإن الأدعية تحفَظ بإرادة الله، وأردفت تقول: إنني أدعو الله في السَّحَر، وأدعو الله في الأصيل بأدعية من القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا أخشى الذئاب ولا غيرها.







قلت: هذا شأنك مع الذئاب منذ رعايتك للأغنام قبل الزواج؟



قالت: لا ورب البيت، فقد فتك بأغنامي وأخافني كثيرًا حتى أضحيتُ وحيدةً في هذا الكون، واغتربتُ عنه، وحفظت القرآن وأخذ يدرج على لساني دائمًا.







قلت: هذا من رعاية الله - فطوبى للغرباء - التي هي أعظم من زخرف الدنيا.



قالت: اللهم ارزقنا الجنة ونعيمها، واكتب لنا الأجر وقبول الدعاء.







قلت: ما دامت حياتك طويلة - ما شاء الله - في البراري والعزلة، وهذه بيئة الذئاب، أليس في ذاكرتك أيتها العابدة حكايات غريبة؟



قالت: كم أفزعَت الذئاب من البشر! وهي متسلِّطة على الأفراد المنفردين الذين أضعفهم السير والسفَر وقلَّة الزاد والماء، وكم فتكت بالأغنام، بل إنها تَمتطي الإبل الباركة وتفترِعُ سنامها حتى تسقط! وما أكثرَ ما داهمت النياق على أولادهنَّ، وهي تتكاثَر عند غياب الأمن والدول، وعند الجدب والقحط، وكانت تَجوب الصحراء الخالية! ومِن الحكايات قريبة العهد: في الصحراء الشرقية كنتُ أرعى في عزلة من الناس، وإذا بإنسان قد أقبل عليَّ، فلما اقترب مني سقط على الأرض، ففزعت إليه، وأخذت أضع القماش المبلَّل بالماء على شفتَيه حتى أحسستُ أنه يريد أن يلتهم يدي والقماش، فأدركت أنه ما زال يُرجى، فألهمتُه بعض الأكل، وأخذ يتماثل للشفاء بعد أيام، وقلت له: ما الأمر يا بني؟







قال: كنتُ مع (حنشل) نترصَّد إبل الناس والمسافرين فنقتل وننهب، وذات يوم اكتسبنا إبلاً وسُقناها أمامنا هروبًا بها، فلم نمكث طويلاً حتَّى داهمتْنا الخيول ففررْنا، ولكن أدرَكَنا أصحابها، فعذَّبونا، وحفَروا لكل واحد بئرًا ودفنوه فيها حتَّى لم يبقَ إلا رأسه، وتركونا، وبعد يوم جاءنا ذئب ضخم، فانقضَّ على أحدنا وفتَك به، وانتشل جثَّته وأكلها على مرأى منا، وهكذا كل يوم حتى لم يبقَ إلا أنا؛ وقد نحل جسمي وقلَّ ماء جسدي، وأحسستُ بأني أتحرَّك ولكن اليدين ممتدتان على جسمي، وإذا به يقترب منِّي أكثر، وأدركتُ الموتَ، واستظلَّ برأسي، وأخذ يشمُّني ويضع وجهه قريبًا مني، فقلت: الموت آتٍ آتٍ، فعضضتُ على رقبتِه، ففزع، وأراد الفرار وتماسكت حتى قذف بي خارج البئر وفرَّ، تلك أحداث مروِّعة في حياة بلا أمن ودولة، فالحمد لله على هذه الدولة وأَمنِها..







وإلى لقاء آخر..


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.43 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]